الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراح في حل مشكلة تشكيل الحكومة العراقية

عباس جبر

2010 / 10 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا يمكن تجاهل ما تشكله السلطة عند البعض وما المباحات التي يمكن ان يستعملها محبو السلطة للوصول إلى هرمها وقال في ذلك منظر السياسة الحديثة التاريخي ميكافيلي إذ قال ان الغاية تبرر الوسيلة وهذا يشير إلى ان الوسائل بأنواعها مباحة ومقبولة في المنطق السياسي لان العاملين في السياسة ليس لديهم ثوابت وطريقها يتكئ على المبررات وان كانت غير أخلاقية لان الأخلاق في السياسة تأتي في الدرجة الأخيرة من سلم الوسائل
فقد كان معاوية الداهية يقول ان لله جنود من عسل لأنه استطاع ان يصفي خصومه بمادة العسل المسمومة وبرر ذلك ان الله أراد وبرر ما يفعله معاوية، وقد عمل الصالحون في مفاداة الوسائل غير الأخلاقية بابتكار لخصم النزاع بين رجال السياسة الذين يرون أنفسهم بأنهم منة من الله بعثوا ليتسلطوا على رقاب العباد إذ قال احدهم" انأ لا اخلع قميصا البسنياه الله "، وأخر يقول " ويحكم أتريدون ان تأخذوا ملكنا من بين يدينا" ، وكل هؤلاء ارتاؤا ان يتسلطون على رقاب العالم بدون النظر لسغب مظلوم .
ومن إجراءات الأوائل من الصالحين الملفتة للنظر في التاريخ ما اخترعه الخليفة عمر بن الخطاب إذ وضع الشورى في ستة من اخلص صحابة رسول الله الذين مات رسول الله وهو راض عنهم ليختاروا من بينهم خليفة وفي حالة تساوي الأصوات 3 إلى 3 فان الكفة الرابحة تكون في جهة عبد الرحمن بن عوف مع جلالة مكانة الآخرين من المرشحين ، ولتفادي الجدل المتوقع ومعرفة عمر برجاله فقد وضع لخصم الجدال والنزاع والصراع على الكراسي حلا مقنعا ، فبعد ان حدد مدة المشاورات فقد كان صارما باحترام الزمن الدستوري إذ حدده بثلاثة أيام وعند نهاية اليوم الثالث على الجميع ان يذعنوا لنواميس القبول لأحبا في الآخرين ولكن خوفا على حياتهم فمن لا يخاف حدة السيف الذي ينتظر المجادلون؟ فكان سيف المقداد الأسود الكندي هو الحسم لمن يعاند ويكابر وهذا ما دفع الجميع للرضوخ خوفا على الحياة لان فيهم من كان من محبي الحياة والسلطة وهكذا حسمت المعركة في مدتها الدستورية وكفى المؤمنين شر الجدال ولولا سيف الكندي مازال الآخرون يتجادلون إلى يومنا هذا ، أما من أتى بعد ذلك فقد استعمل البيعة للأولاد كحل مرضي للبعض والسيف لمن لايرضى بهذا على منطق احد الأعراب لبيعة يزيد إذ قال أمير المؤمنين هذا فأشار إلى معاوية ومن بعده هذا مشيرا إلى يزيد ومن لم يرضى بهذا مشيرا إلى سيفه وكانت البيعة .
ومع إننا نعيش ظرفا طبيعيا ومحتملا وواقعا لنزاع قد يطول إلى الأبد لأننا لا نحترم الدستور في العراق ونتجاوز على بنوده في حين إن الجميع استفتى عليه وللآسف إن أول من اخترقه هو من كتبه ومن يدعي انه يحترم الدستور وهذه اكبر كارثة تدل على غياب الأخلاق بأدنى مستواها من طالبي الترؤس على حساب معاناة الناس ، وبما إننا لا نمتلك في رجالنا رجال كعلي و الزبير وطلحة وابن عوف وعثمان وليس عندنا سيف المقداد فالأولى في الوصول لقصب السبق وإنهاء المارثون الهزلي الذي طال أمده لحد كتابة الموضوع 8 أشهر وتوقعات في الاستمرار إن لم تحدد إليه في كبح جماح المتطاولين على الدستور والشعب والقيم و الأخلاق ، وليس أمامنا إلا سلب الصلاحيات من مجلس النواب وإيقاف الرواتب والامتيازات وكل ما يدخل الجيوب من أموال سائبة بحجة الحوارات والتقاربات السياسية بين الكتل المتحاربة ولعل مثل هذا الإجراء كفيل برفع همم الأعضاء في تعجيل الحكومة لان هناك من سيقول : قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، وكذلك يستوجب سن قانون يساوي رواتب البرلمانين مع الموظف وحسب الدرجة الوظيفية وإخضاعهم إلى قانون الخدمة العامة ، لكي يعمل من يرى ان عمله وطنيا خالصا بدافع ذاتي لا دافع إغرائي وبدافع ديني لمن نسبوا أنفسهم مدافعين عن الشعب المظلوم باسم الله ، ولا نكون متفائلون جدا لان هناك من يرفض قبول هذا المقترح لأنه يصب في مصلحة الوطن ويتغاضى عن مصالح مغامري السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -