الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهمية وتوقيت نشر وثائق ويكي ليكس

نزار احمد

2010 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


نشر هذا الاسبوع موقع (ويكي ليكس) 391,832 وثيقة سرية تتعلق بالحرب العراقية. من السذاجة جدا التصور بأن هذا الموقع الذي يملكه مواطن امريكي قد حصل تلقائيا على هذا الكم الهائل من الوثائق السرية والحساسة بدون علم وتخطيط الادارة الامريكية او أن شخصا ما قد اوصلها للموقع. في الشركة الاهلية التي اعمل بها هناك نظام متبع لحفظ وصيانة وحماية الوثائق الالكترونية المخزونة في سرفير الشركة. هذا النظام يسمح للموظفين في تصفح الوثائق التي لها علاقة باختصاص عملهم ويمنعهم من تصفح الوثائق والمعلومات التي لاتدخل ضمن صميم واجباتهم الوظيفية او حتى معرفة ان كانت هذه الوثائق موجودة ام لا. كذلك فأن هذا النظام يمنع تحميل اونقل او ارسال جميع الوثائق والمعلومات خارج قنوات الشركة الالكترونية بدون اخذ موافقة التسلسل الاداري الهرمي الاعلى حيث بعض الوثائق والمعلومات يتطلب تحميلها او ارسالها او طبعها موافقة عدة طبقات عليا بضمنها رئيس او نائب رئيس الشركة. هذا النظام متبع في الشركات الاهلية. اذن كيف الحال في المؤسسات الحكومية المختصة بأمن الدولة العام؟. اولا: لن يكون بأمكان شخص واحد او جهة واحدة الوصول الى هذا الكم من المعلومات. ثانيا: هناك العديد من برامج حماية المعلومات التي تمنع تلقائيا تحميل او طباعة او خزن هذه المعلومات بدون موافقة عشرات الجهات الرسمية. ثالثا: تسريب وثائق ذات علاقة بالامن القومي يعتبر جريمة جنائية تحمل معها عقوبة شديدة, رابعا: قانونيا يحق للادارة الامريكية منع نشرها وبفترة زمنية لاتتعدى الساعات في حالة تشكيلها خطرا على الامن القومي او اسائتها لمصالح امريكا او حلفائها. لذلك من الطبيعي الجزم بأن تسريب هذه الوثائق تم بموافقة ورغبة الادارة الامريكية وذلك تحقيقا لهدف معين.

من الصعب جدا تصور تخلي امريكا عن العراق بعد حرب كلفتها اكثر من 700 مليار دولار واكثر من 6000 قتيل واحدثت شرخا في الاقتصاد الامريكي. الحكومة الامريكية هي التي صنعت العملية السياسية في العراق وهي التي صنعت عناصر احزاب السلطة وهي التي اوصلتها الى السلطة. لا جدل في ذلك اطلاقا. كذلك امريكا تعرف بكل صغيرة وكبيرة تحدث في العراق لأن اجهزة التصنت والمراقبة والاقمار الصناعية لها اذان وأعين. لذلك من الطبيعي جدا ان تتوقع امريكا الطاعة التامة من العناصر التي اوصلتها الدبابات الامريكية الى سدة الحكم. سيطرة امريكا على القرار العراقي للسنوات القادمة لايتم عن طريق التواجد العسكري ولكنه يتم عن طريق استخدام أدلة ووثائق فساد وجرائم عناصر السلطة. عندما اثارت احزاب السلطة قضية المجتثين طلب بايدن خلال زيارته لبغداد من نوري المالكي وعمار الحكيم التريث في قضية الاجتثاث فرفض الاثنان. امريكا لم تضغط عليهما اطلاقا ولكنها اولا: سربت وثائق للاعلام تتعلق بحجم المساعدات المالية التي يتلقاها المجلس الاعلى من ايران مما اثر على ادائه في الانتخابات البرلمانية. اما بخصوص المالكي فامريكا هي التي صنعته ومهدت لدكتاتوريته وانفراده بالسلطة لانها تجده الشخص الاكثر خدمة لمصالحها في العراق. لذلك لم ترغب امريكا في اسقاطه سياسيا ولكنها لوت ضراعه قليلا عن طريق وضعه في المرتبة الثانية بعد علاوي وبفارق بسيط. بعد اعلان نتائج الانتخابات هرع ممثلو دولة القانون والائتلاف الوطني بصحبة مستشار الطالباني ونيجرفان برزاني الى ايران وذلك في محاولة لاعادة انعاش تحالف 2006. هذا الامر اغضب امريكا لانها وجدته تلبية للرغبة الايرانية, فماذا فعلت امريكا؟. سربت معلومات الى الاعلام عن عمليات تهريب النفط التي يقوم بها اقليم كردستان (لوية ذراع خفيفة للقيادات الكوردية). كذلك وهو الاهم, رغبة امريكا في تشكيل الحكومة ممثلة بتحالف القانون والعراقية والاكراد وعزل المجلس والكتلة الصدرية وانهاء النفوذ الايراني في العراق وعودته الى الحضن العربي. نوري المالكي اعتقد بأنه اشطر من امريكا مفضلا الرغبة الايرانية بتشكيل حكومة تضم الصدريين وعزل العراقية وكسب الموافقة الاقليمية عن طريق ابرام الصفقات. امريكا وجدت في اتجاهات المالكي تقويضا لدورها وتمهيدا للهيمنة الايرانية. ماذا فعلت امريكا؟. سربت وثائق ويكي ليكس وان لم تحقق هذه الوثائق هدفها, في جعبة امريكا وثائق اكثر خطورة. انها امريكا يا نوري المالكي!!!, ما صنعته امريكا تسقطه امريكا (البراهين كثيرة).
طبها هناك غرض ثانوي لتسريب وثائق ويكي ليكس يتعلق بالانتخابات البرلمانية الامريكية لاداعي للتطرق له. اما بخصوص ما ورد في هذه الوثائق فشخصيا لا استطيع التعقيب عليها حتى ارى محتوياتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغثيان
علاء سالم ( 2010 / 10 / 24 - 03:46 )
مقال مبني على فكرة المؤامره ولعبة العرائس المتحركه بخيوط مسيطر عليها من قبل اصابع القوى الجباره في العالم امريكا واسرائيل ويقدمها على المسرح من يمتلك الحقيقه الكامله والفاهم العتيد الذي مكشوف عنه الحجاب ولاكف الحدث قبل مايصير
اما ان الاوان لنتعلم ان نكتب بجديه وموضوعيه ونحترم عقل القارئ ونبتعد عن
نرجسية امتلاك الحقيقه واعتبار البقيه جاهله لما يدور
من النادر ان تجد من يستبق الحدث ويرسم ملامحه قبل وقوعه وان وجد فهؤلاء هم الموهوبون بالحقيقه وتتمنى ان تجد احدهم
ام مفلسفوا الحدث وتحليله بعد وقوعه فهؤلاء كثيرون لحد الغثيان وتتعب من وجودهم في كل مكان من كراسي الحلاقين الى مقاهي الثرثره وهواة الكي بورد اخيرا


2 - السيد نزار أحمد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 10 / 26 - 19:03 )
تحيه وأحترام
تكلمتم بعلميه ومنطق حول احتمالات التسريب وطرق الحمايه المعلوماتيه وأشرت الى المنطق في أن هذه الجهه المسربه والمتسرب عنها ليست بالغباء بحيث تقدم هذا الكم الهائل من النصوص غير ذات جدوى دون أن تفكر بشيء أكبر
ما قيمة ما تم تسريبه على الوضع في العراق والوضع في أمريكا
أنا لاأشكك بنوايا صاحب الموقع ولكن بمن قدم له المعلومات ومن تكفل أو أتفق معه على نشرها..أعتقد انه شاب لم يقوى بعد عوده السياسي والعلمي والتجاري والقانوني ليناطح الكبار أنه لم يكمل الثلاثين حسب ما قرأت وهذه سن المراهقه السياسيه والأعلاميه والجاسوسيه

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي