الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة نسخة جديدة من محمد سعيد الصحاف

ماجد فيادي

2010 / 10 / 24
كتابات ساخرة


من المبكر الخوض في الوثائق المنشورة عبر موقع ويكي ليكس, المتعلقة بالحرب واحتلال العراق وأداء الحكومات العراقية المتعاقبة بعد السقوط في انتهاك حقوق الإنسان. لكن من الواضح أن لغة كنا قد نسيناها لدمية مضحكة اكتسحت الفضائيات ومن ثم الأسواق العالمية, كان بطلها وزير الإعلام العراقي في عهد الدكتاتور (محمد سعيد الصحاف), فقد توعد مراراً وتكراراً بقتل جنود قوات التحالف القادمون لغزو العراق, وارتفعت لهجة الوعيد عندما كانت الدبابات الأمريكية تجتاح شوارع بغداد وتقف على بعد عشرات الأمتار منه, حتى أن الصحفيين كانوا في حيرة من أمرهم, من يصدقون عندما قال لهم, أن الموضوع سيحسم في ساعات وتعود هذه الدبابات من حيث أتت أو تحرق في أرضها.
لكن الحقيقة أن الصحاف كان يقول ما يضمن له حياته لدى سيده الدكتاتور, فقد عرف عن صدام أنه لا يحب أن يسمع صوت أتباعه وهم ينقلون له أخباراً مزعجة, أو يقولون للإعلام ما يعكر مزاجه, فما كان من الصحاف إلا أن تحول الى دمية تكرر وتعيد ما يسعد الدكتاتور حتى في الوقت الضائع, غير عابئ لمعاناة العراقيين وما سيؤول له حالهم, مادام بكلامه هذا يضمن رضا الدكتاتور المهزوم, ويبقي على حياته في أمان, وهو اليوم ينعم بالرخاء المالي الذي كان يعيش فيه أيام الدكتاتور في أحضان أسياده العرب, غير مهتم لما يعانيه العراقيين بسبب سياسات سيده الأرعن صدام حسين.
اليوم وبعد كشف المستور وللأسف من قبل الأجنبي وليس من أبناء العراق, عندما نشر موقع ويكي ليكس وثائق تدين السيد المالكي في انتهاك حقوق الإنسان, وبالرغم من مطابقة الأرقام مع أرقام الحكومة العراقية, حسب تصريح وزيرة حقوق الإنسان, خرجت علينا تصريحات ترفض وتدين هذه الاتهامات, (وتصفها بالسخيفة أو الكاذبة), من قبل شخصيات سياسية كانت تناضل ضد الدكتاتور وتعمل على كشف سياساته الإجرامية بحق الشعب العراقي, وساهمت بعد السقوط في إدارة شؤون العراق, وأصبحت أعضاءً في البرلمان العراقي القديم والجديد, لم تكلف هذه الشخصيات نفسها في التروي بهذه التصريحات, قبل التأكد منها أو حتى تفنيدها بوثائق مضادة, بل لجأت الى لغة السيد محمد سعيد الصحاف, في إرضاء سيده, عندما غزت قوات التحالف عراقنا المثخن بالجراح, منذ عام 1963 الى يومنا هذا.
إن الأداء الذي يقدمه معظم الساسة العراقيون الجدد, يفتقر الى الحكمة السياسية في اغلب الأوقات, فقد احلوا المليشيات الحزبية بدل الجيش والشرطة العراقية, فساد إداري ومالي ملئت رائحته العفنة أنوفنا, تزوير في الانتخابات على قدم وساق, فضائح موثقة لانتهاك حقوق الإنسان في السجون العراقية لا تختلف كثيراً عما كان يمارسه الدكتاتور, خرق صريح وواضح للدستور ( قرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون الانتخابات واعتراف السيد معصوم بخرق الدستور في استمرار الجلسة المفتوحة للبرلمان), أداء امني سيء, تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة لمصالح حزبية وشخصية, لكن رغم كل هذا تأتينا التصريحات أن نشر هذه الوثائق فيها كذب, ومحاولة لعرقلة تشكيل الحكومة من قبل السيد المالكي.
لو سألنا المواطنين العراقيين المتضررين من هذا الأداء السياسي, على صحة هذه المعلومات لأجاب الكثير, أن المهم اليوم أن يبتعد المتهمين عن الاستمرار بأدائهم السيئ وان تعاد الانتخابات, لكي يتسنى لنا انتخاب الأفضل, ويعيد لنا حقوقنا المسلوبة باسم الطائفة والقومية والحزبية. وأضيف وأنا احد المتضررين, أن الوثائق إذا أشارة للسيد المالكي, فالشعب العراقي يعرف أن المتهمين كثر من أتباع الدكتاتور الساقط الى أحزاب وشخصيات تتحكم بمصير العراقيين بالتعاون مع دول الجوار والأمريكان, وجلادنا حي لم يمت بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جلادنا لم يمت!
سمير طبلة ( 2010 / 10 / 24 - 02:12 )
أوجز، وأدق جملة تُجْمل واقع عراقنا. وبهذا يتحمل مخلصيه، خصوصاً مضحيهم، مسؤولية كبرى في الوقوف بوجه الجلاد، قولاً وعملاً. وإن كان أكثرهم للحق كارهون، فالتاريخ خلد، ويخلد من انتصر للحق. وألقى بمزبلته الجلادين.
فهل يتعظون؟!


2 - لواقح الحي مغيب ولا يقبل به
ناصر عجمايا ( 2010 / 10 / 24 - 15:04 )
عزيزي ماجد
الثقافة مشلولة والوطنية مكروهة ، ومن الصعوبة جدا تقبل الواقع المرئي والمكشوف حتى من القريب قبل البعيد ، واكثرهم للحق كارهون ، انتعش الوعي الدكتاتوري حتى في داخل اوساط مدعي الثقافة للاسف ، ويعطون الاذن الطرشة الاحباء قبل الاعداء ، الاضطهاد قائم والتغييب يمارس والامن مفقود والدستور معطل والحياة جامدة والاستقرار غائب والانسان مدمر ، والوطن يعاني المآسي والويلات ، والانانية والمصالح الذاتية قائمة ، ولا من معين للشعب ولا تحرك واضح للخيرين ، فما ذنب الشعب يا ترى ؟؟


3 - الباكون بالامس سيبكون غدا
محمد الحيدرى ( 2010 / 10 / 26 - 00:20 )
الديكتاتوريه هى النمظ الاستعلائى لاشخاص لم يمتوا بصله بالشعب وعلاقاتهم محدوه ببضعه اشخاص تربطهم مصالح خاصه مشتركه ويعانون من حالات نفسيه ومزاجيه تدفعهم رغباتهم وغرورهم فى اغلب الاحيان للانتقام من
خصومهم السياسن واحيانا الظائفيه(تستحمر) فى اذهانهم فيغالون فى الانتقاموعندما تتكشف الامور وتظهر على السطح نشاهد الصًحافيون الملتفون حول دكتاتورهم وخصوصا الذين وصلوا الى قبه البرلمان من خلال عباءت عمهم الدكتاتور ,يدافعون باستماته ويتمنطقون بشتى العبارات فى بعض الاحياء تكون خارجه عن العرف السياسى . ككلمه وقحه وساذجه وسمجه مستبقين النتائج التى سوف يؤول لها موقع وليكليكس الذى شخص كل الانتهاكات التى تعرض لها العراقيون وانتشرت كالنار فى الهشيم فى الصحافه العالميه واكدها بعض المسؤلون فى البيت الابيض, فهل لهولاءالضحايا من منصف ليجعل صوت ذويهم يعلوا فى اخذ الحيف فى المحاكم الدوليه . كما انصف الكوسوفيون فى يوغسلافيا,نحن فى انتظار الزمن...

اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة