الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيران بدون اجنحة

حليم كريم السماوي

2010 / 10 / 24
الادب والفن


ماذا يحدث لو طرت بلا جناح ..هل حقا ان التحليق في افق السماء بحاجة الى اجنحة
لماذا اذن كانت جدتي تحدثني عن ان فارس الاحلام ياتي على فرس ابيض من السماء
لم تذكر جدتي ان للفارس او للفرس أي جناح
هل هي مجرد اماني تتحدث بها جدتي وبقية النساء حين يردن ان يجعلن من الفتاة تتأمل في معنى الاقتران او معنى الانتظار!!
نمتٌ ذلك المساء وانا افكر فيما قالته جدتي
لم اشعر متى كانت غفوتي وكيف سرقني النوم من صحوتي وتفكيري
نعم انه سلطان النوم
وفي عالم المنام وجدت نفسي اني احلق في السماء ولكن باجنحة شفافة
تنقلت في حدائق كثيرة وفي بلدان متعددة منها سمعت بها ومنها لم اسمع بها ولا حتى اعرف اسمائها
كانت الحياة جميلة , السموات التي عبرتها كلها صافية
الارض خضراء والجو معطر باجمل العطور
دارت بي الازمنة متمثلة بكل الفصول
تارة اهبط من السماء على ارض فيها فصل الربيع والناس منشغلون عني ,عشاق في الحدائق ,عمال يعملون بجد وبدون كدر او تذمر, حتى حينما يتصبب العرق من اجسادهم حين التعب يشعرون بالسعادة لو مرت عليهم نسمات تجفف العرق
كل هذه المشاعر كاني احسها بذاتي واشعر بسعادتهم
واحيانا اهبط واذا انا في فصل الخريف اتمايل في السماء مع الاوراق المتساقطة من الاشجار... انا لم ارى في مدينتي تساقط الاوراق ولم اشاهد تلك المناظر الا من خلال لوحات رسم عالمية او افلام رومانسية قديمة ...شعرت بالدفئ حين شاهدت عاشقان يحظن احدهما الاخر وهم في اروع صورة يخرج من افواههم بخار عَطِرْ , كنت اشم عطر انفاسهم لا اعرف لماذا لم يستغرب احد ممن راني وانا في حالة طيران ؟؟.. وكانهم يعلمون اني كنت في حلم او انهم في ذالك العالم لا يهتمون للاخر الكل يعيش حياته الخاصة .. لا فضول ولا غيرة ولا حشرية ..اناس يعيشون بسلام ومحبة
تركتهم واذا انا في فصل من فصول الشتاء الثلجي ... اطير بين الثلوج المتساقطة, التف برداء ابيض كالذي تلبسه البجعات, بل كنت اطير مثل بجعات جايكوفسكي
وحيث انا اطير يقترب وقت الغروب وكأن للشمس حظن ابيض دافي تختبئ وراءه , وارى دخان ابيض يخرج من مداخن البيوت
الانوار خافتة والكل في سكون مطبق, اقتربت من احد النوافذ وسمعت حديث عاشقين يستمتعان بالموسيقى وحين شاهداني من خلال زجاج النافذة ابتسما لي وحياني حينها خجلت كاني اسرق منهم خلستهم او اني شعرت انه لاينبغي لمثلي ان يتطفل على الاخرين .... استحيت وخجلت وتداركت نفسي وابتعدت واذا انا في بلدة اخرى ومكان جميل , بحيرة جميلة والفصل هناك صيف حرارته لطيفة الناس ينتشرون حول البحيرة مجاميع مستانسة يفترشون الارض ويعدون وجبات من الاغذية الطيبة واباريق الشاي على نار من خشب يحترق واطفال يسبحون وصبايا يلعبون وكل شئ يجري بهدوء او احيانا يمتزج بصخب الاطفال وهم في مرح , كل هذا كان في ليلة واحدة او هي سويعات من الليل غلبني النوم فيها وانا افكر بكلام جدتي عن فارس الاحلام وكيف يطير بدون جناح .....وبينما انا كذلك واذا بريح باردة تلفح وجهي وتيقضني من حلمي الجميل وحينما صحوت سمعت صوت الاذان
الله اكبر ... الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
نعم شعرت حينها انما كنت في رحاب الله في فطرة الانسان حيث السلام وادركت انه كنت احلم اني اطير باجنحة ولكن في عالم الاحلام .. حيث لايمكن ان اطير بدون اجنحة وانا في عالم الاحياء
ولكن اذا اردت ان اطير بلا اجنحة في هذا العالم , لابد لي اولا ان اصلح ممن حولي واصلح نفسي وحينها يمكن ان اطير بلا اجنحة بقلبي بين اناس لايتطفلون ولا يخادعون ولا يحلمون كثيرا ولكنهم يعملون كثيرا وحينها تعمر الارض وتفيض من الله كل الالطاف ويصبح كل شئ متاح وكل يعيش حياته الخاصة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع جدا
رحيم الغالبي ( 2010 / 10 / 24 - 13:10 )
قمة الجماليه والابداع

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟