الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشيج شموس غاربة ..

صادق البصري

2010 / 10 / 24
الادب والفن


لماذا أتمسك بهذا الشرخ الظالم الذي شطرني إلى نصفين ،واحد ميت هنا ، والآخر يحترق على لظى نار ظالمة هناك ، لااصدق انك ترحلين وتنئين بي وبحبنا إلى غياهب المجهول ، وتضحكين ملئ قلبك ،ثم تبكين هناك حيث الحدود البعيدة بندم ..

هاهي الأيام تأخذ مني كل شيء جميل
حاضنا وجهي بالكفين
أداري الدمع الهاطل خلفهما
كنت وكان الوداع ،
ليس سوى تمتمة شفاه
ودمع سخين في حدقات نُجل

هاجروا
رحلوا
غادروا ..
م ات وا

ريتا الأشورية
نداوة حية
طيبها الأريج للإزهار
صوتها سقسقة عصافير الصباح ..
ريتا هادئة الطبع
كجدول حالم رقراق
من عينيها النجلاوين يتدفق بهاء ساطع ..
ما أجمل عينيك اللوزيتين الضاحكتين..
ريتا أيتها الأشورية
لكي أكون مثلك وسيما مليحا
بسام الثغر
وضاح الجبين مرحا
ينبغي لي
أن لا أكون شاعرا
يهصر قلبه الشجن ..

قالت بصوت مختلج : الجم لسانك ،لاتنطق بكلمة
هل لك أن تبكي على اللاشيء!؟
ما هذه النار التي يتكوم عليها رماد تعبي وإرهاقي وخوفي الأبدي ، فلا يتعالى منها لهيب وإنما تظل تتقد في باطنها بعبوس كأنه اتقاد الجحيم – سئمنا الهروب والتخفي ، والشيخ المدجج بالوعيد يعدو خلفنا ..
كان بودي أن نسير طويلا في وداعة ضوء الشمس الغاربة عبر الشوارع المألوفة لنا ، ولكنها أطبقت علينا بضيقها وتشابهها وقسوة تضاريسها ، فما لبثت خطواتنا أن ساقتنا إلى نفس المكان الذي التقينا عنده أول لقاء ،
تعالي ندق بنبضنا جرس القبور النائمة
تعالي ربما لنا في الخراب وطن ..
- عبثا تحاول
ها قد حان الوداع ..
بل قولي حان وقت غروبنا
القلب يفيض بأشجانه يا ريتا والمسافات أغلال ..
إنني احبك ولست نادما لأني عرفت بهذا الحب معنى أن يولد الانسان من جديد ، معنى أن يحب الرجل امرأة يعرفها بدقة وتعرفه بدقة ،ها قد تهدم كل شي ياريتا وها أنا مرة أخرى أعود إلى صحراء التيه وحيدا ارثي غروبك ،
اعرف سيحل ليل بارد عما قريب ، و ستزيد من صداعي الذكريات ، وفي قاع قلبي سيبقى الحزن بلا حدود ..
ارحلي ياريتا أقولها وغراب جثتي يصفق فوق أجنحة التراب ، وعلى نشيج طبوله تدمع أعين التماسيح ..
رحلوا
غادروا
هاجروا

كان الوداع
ليس سوى تمتمة شفاه ودمع سخين في حدقات نُجل ..

من البصرة – الموفقية – إلى بغداد – الدورة – المشتل – كم الأرمن ، هروب متواصل ، مطاردة ، تضييق كانت رحلة شقاء ريتا وعائلتها ..
- في مساء آخر حزين استقلت ريتا وعائلتها الباص المنطلق إلى الحدود مهاجرة، حيث باعت كل ما تملك لتوفير مبلغ ضخم لتهريبها وعائلتها عبر الحدود من قبل سماسرة تهريب متمرسون، في هجرة سرية قسرية منظمة تطال الأقليات في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس