الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساعدات أمريكية - للفلسطينيين-، أم مساعدات فلسطينية - للأمريكان- ؟!!

فيروز شحرور
(Fairouz Shahrour)

2010 / 10 / 24
القضية الفلسطينية


أذكر مرة من مدة قريبة، أثناء قراءتي لمقال أدبي ما على إحدى صفحات الإنترنت، وبانسياب شريط طولي عند زاوية الصفحة لمقولات شهيرة لكتاب عرب وغربيين، أن مقولة ما بلجت وبشكل واثق وصارخ المنطقية لحالنا الآن، وكانت وهي تمر تقطر في رأسك رويدا رويدا عن جدواها وهي تقول: " أهم درس يمكن أن نستفيده من التاريخ، هو أن البشر لا يستفيدون كثيرا من التاريخ.."، حقا أقله لي، جعلتني هذه المقولة لألدوس هكسلي وهو كاتب إنجليزي، أن أطوي جسدي لأعانق الأرض احترما وخجلا لما تحمله من حكمة متعبة لنا.
وها أنا منذ ثلاثة أيام، وجدتني أستحضرها بغصة ضخمة تتوسط حلقي، ذلك إثر دعوتي من قبل جمعية فلسطينية، لم يعد مهما صراحة الإشارة لها والاستثارة لنزع الستارة عنها، لسبب منطقي بائس أنها ليست الوحيدة، وسيكن هناك غيرها الكثير طالما نحن نندمج مع اللحن خارج السرب. ما يهم في الحقيقة الآن، وما صار علينا فعله، هو العمل بشكل جاد وفعلي والتمحيص بحثا عن ماهية الأفكار الراسخة والمبادئ والتاريخ الذي يتجول في أدمغتنا الفلسطينية والذي يشكل أسلوب حياة، ومنطق يسري عليه المواطن الفلسطيني.
وقد كان موضوع الورشة أو الندوة التي تناولتها ، هو " إدارة المدونات " والتي كانت بحضور وفد من القنصلية الأمريكية، و خبير أمريكي شاب هو من سيقوم بالمحاضرة، وللخروج من تهمة دائرة الحديث أحادي الجانب، فأنا لست إطلاقا ضد التبادل الثقافي المعرفي مع أي شعب، والذي إذ تهيأنا له بأذنان تفعلان ما تفعله البالوعة ثم نشذب وننقح، فسنكون نحن من يخرح بابتسامة طويلة وببناء ثقافي سياسي وطني آمن وصحيح.. ولكن!!!
السؤال كما أراه هو ليس موضوع الندوة، وما كمية الإندماج بين المحاضر والحضور، ولا إلى أي أفق أثبتنا نحن الفلسطينين وجود عقول نيرة تفهم بمعنى وجود مدونات لهم وتتواصل عبر العالم وتنشأ صداقات عربية أجنبية، ولا الى حجم قدرتنا للبحث عبر " جوجل"، وكم من المواقع والنشاطات الثقافية التي نحن أعضاء فيها أو نشيطين بها!!.. نحن لسنا بصدد إستعراض السير العقلية الثقافية، السؤال المهم و المنطقي هو لم كانت هذه المحاضرة؟ لم محور الندوة هو ذا المحور بالذات؟ من القائم عليه؟ لم هم قائمون عليه؟ ماذا نستفيد؟ ماذا يستفيدون؟.. بهذا، وبطرح مثل هذه الأسئلة وأكثر يصير بالإمكان أن نصل لمرحلة واعية نستطيع فيها نحن الفلسطيين تعرية الحقائق وكشفها ورسم خريطة واضحة إستراتيجية شاملة لكل خطوة، لكل جملة، لكل وجود لنا أي كان، علينا أن نعطي عقلنا وقتا قبل كل حدث، كي نستل الحقائق من المشاهد المترامية بخبث أمامنا.. وهذا ما لم يحدث ويشكل حيز واقعي تمردي حسب تحليلي للحدث القائم في الندوة، فقد كان التفاعل بين الطرفي الفلسطيني- الأمريكي، تفاعلا إندماجيا سعيدا كما الأم وطفلها.. وأنا أتطلع لوجوه شعبي وهو يموجون، يحلمون بحرارة، يوصون بأمل لحلحة كل العوائق لينبجس صوتهم خارج إطارهم، يمزق أغشية العين والصوت تأملا بفضح الإنتهاكات الإسرائيلية، بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة!!، ولكن هل يا شعبي الحبيب ستسمعنا أم العالم -أمريكا الطيبة-؟!! هل هذا فعلا ممكنا؟!! هل كل تلك الرغبة الأمريكية لمعرفة المزيد عن المدونات الشخصية الفلسطينية لطلاب الجامعات، الصحفيين، وكل من هو مهتم بإنشاء مدونة خاصة، هل كل ذلك التحميص والبحث عن مدونات إخوتنا في قطاع غزة ومعرفة ما يدونونه، وكيف تفسر ردات فعلهم عما ينام في شوارعهم الحزينة، هل أملهم بالتواصل معنا وتوسيع طاولة المعرفة لنا، حقا هل كل ذلك لمساعدتنا؟!! وهل منطقيا أن نبتسم لهم، ونمدهم يد التواصل ونطلب المزيد المزيد من اللقاءات، ونخلع كل سرائر مجتمعنا الفلسطيني لهم؟ هل كل ما نفعله حقا هو طريق حقيقي وواقعي واضح لإنشاء دولة فلسطينية؟ هل فعلا سيفضحون الإنتهاكات الإسرائيلية؟ هل كل هذا الحلم يخرج من العقل الفلسطيني؟!! حقا؟!! ألم يكن كل هذا لرسم سياسات أمريكية- إسرائيلية لمعرفة الدماغ الفلسطيني؟ أليسوا ممن يتبعون أسلوب – عليك معرفة الحقائق، قبل تزويرها-؟!! أليست حكمة ألدوس هكسلي، منطقية كفاية، أم جعلتموها وحيدة ينخز فيها وجع البرد وصفعة الإحتمالات المشرعة للاشيء؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل سقطت في فخ حماس..فكيف تترجم -الانتصار- على الأرض؟ |


.. تمرّد أم انقلاب؟ إسرائيل في صدمة!| #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد مسار عملية رمي جمرة العقبة في أول أيام عي


.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات الخلاف في إسرائيل بشأن -هدنة تكتيك




.. مظاهرات في ألمانيا والنرويج نصرة لغزة