الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار السعادة الزوجية

خالد الكيلاني

2010 / 10 / 24
العلاقات الجنسية والاسرية


هاتفتني صحفية شابة تعمل في مجلة أسبوعية اجتماعية شهيرة مصرياً وعربياً، وفالت لي أنها تعد موضوعاً عن السعادة الزوجية، وأن رئيسة التحرير طلبت منها الاتصال بي لأخذ رأيي غي الموضوع. بالطبع ضحكت كثيراً داخل نفسي لأن حظي من هذه السعادة ليس كثيراً، ولكنني مع ذلك لم أبخل عليها بما طلبته. وقلت لها في كلمات قليلة أن السعادة الزوجية ليست أمراً بعيد المنال عن أي زوجين، ويمكن لأي زوجين أن يحققا السعادة الزوجية ويستمتعا بحياتهما إذا أرادا ذلك وأصرا عليه وحاولا استغلال القواسم المشتركة في شخصيتيهما والابتعاد عن مناطق الخلاف. وقلت لها أيضاً أن للعلاقة الزوجية كيمياء خاصة إذا توصل إليها الطرفان قد يضمنان السعادة طوال عمرهما، وهذه الكيمياء تبدأ بالحب المجرد من أي غرض أو مصلحة، ولا تنتهي بال"طناش" عن بعض مناطق الخلاف في تفاصيل الحياة اليومية البسيطة مروراً بأشياء أخرى كثيرة لها خصوصيتها في كل حالة علة حدة. فالزواج الذي يقوم على المصلحة أو لتحقيق أغراض معينة لا يمكن أن يدوم – مؤكداً لها – أنه ليس معنى ذلك ألا ينتظر كل طرف من الأخر تحقيق مصالحه من الزواج، ولكن بشرط أن تكون هذه المصالح مشروعة، فالإنجاب وتكوين أسرة والاستقرار النفسي والعاطفي والإشباع الجنسي كلها مصالح مشروعة في الزواج والحرص عليها والسعي لها أمر مشروع يحقق السعادة الزوجية، ولكن إذا كان الهدف من الزواج تحقيق مصالح مادية لأحد الأطراف فهذا أمر لا يحقق السعادة الزوجية، ويجعل الطرف الأخر يشعر دائماً بأن اختيار شريكه له لم يكن اقتناعاً بشخصه أو حباً فيه مما يحرمه من الشعور بالسعادة ويهدد هذا الزواج بالفشل.
وأكدت لها على أن الرضا والقناعة من أهم أسباب السعادة الزوجية، وكذلك تقبل كل طرف لعيوب الطرف الأخر وعدم النظر للأمور بنظرة مثالية فلا يوجد إنسان كامل الأوصاف على وجه الأرض فلكل منا عيوبه التي يجب أن يقبل الأخر بها ويتعايش معها، وألا يطالب أي طرف الأخر وحده بتقديم تنازلات، بل يفترض الطرفان أن بينهما مثلاً مسافة مائة متر ولابد لكل منهما أن يسير نحو الأخر خمسون متراً ليلتقيا في منتصف الطريق، أما أن يطلب واحداً منهما من الطرف الأخر أن يسير المائة متر كاملة حتى يصل إليه فهذا أمر غير معقول وغير مقبول.
وقلت لها أيضاً أن من أهم أسباب السعادة الزوجية المصارحة والمكاشفة الدائمة بين الزوجين وألا يخفي أحدهما شيئاً عن الأخر مهما كانت تبعات وعواقب تلك المصارحة، لأن الحقيقة لابد أن تظهر يوماً ما واكتشاف طرف أن الطرف الأخر كذب عليه يهدم الثقة المطلوبة في العلاقة الزوجية ويولد الشك الذي يهدم الشعور بالسعادة. وحذرت الزوجين وخاصة الزوجة من وجود أي نوع من الخصوصية بينها وبين رجل أخر بعيداً عن زوجها، حتى لو كان هذا الرجل من أقاربها أو زملائها في العمل، وهذا ينطبق على الزوج أيضاً ولكنه في حالة الزوجة قد يؤدي إلى تدمير العلاقة الزوجية تماما.
وقلت لها أن من أسباب السعادة الزوجية هو محاولة حل المشاكل الزوجية داخل نطاق البيت وبين الزوجين بعيداً عن أية أطراف أو مؤثرات خارجية لأن تدخل الآخرين يزيد هذه المشاكل تعقيداً وخاصة تدخل الأهل سواء كانوا أهل الزوج أو أهل الزوجة، وأنصح في حالة احتدام تلك المشاكل أن يلجأ الطرفين إلى أسرة صديقة (زوج وزوجة) بعيداً عن الأهل والأقارب لأن تلك الأسرة لا مصلحة لها في هدم العلاقة الزوجية، وأنصح أيضاً في هذه الحالة بالاحتفاظ بقدر من الأسرار وعدم سرد كل التفاصيل أو تعمد كل طرف إظهار عيوب الطرف الأخر أمام الغرباء لأن هذه المسألة تترك في النفس ترسبات تتراكم مع الزمن ويصعب علاجها. وحذرت الزوج أو الزوجة من الشكوى من شريك حياته لأحد زملاء العمل من الجنس الأخر بمعنى أن يتجنب الزوج أن يحكي مشاكله مع زوجته لزميلته في العمل أو أن تحكي الزوجة مشاكلها مع زوجها لزميلها أو رئيسها في العمل لأن هذا الأمر قد يفتح الباب لتدمير العلاقة الزوجية خاصة في حالة شكوى الزوجة لزميلها أو رئيسها الذي قد يكون شخصاً سيئاً يستغل ضعف الزوجة في ظل هذه المشاكل ويحاول اختراق قلبها أو عقلها بإظهار التعاطف معها أو الحنان عليها وتحميل الزوج كل الأخطاء فيتحول بالنسبة لها إلى الصدر الحنون وقد تقع في حبه فتهدم بيتها وسعادتها دون أن تدري أنها وقعت في فخاخ ذئب بشري.
وأخيراً أكدت لها على أن إظهار كل طرف لمشاعر الحب والحنان للطرف الأخر والاحتواء المتبادل والأخذ والعطاء من كلا الطرفين هي أهم مفاتيح السعادة الزوجية، وألا ينتظر طرف منهما هذه المشاعر من الطرف الأخر دون أن يبادر هو بمنحها إليه، كما أكدت لها أن دفء العلاقة الحميمية بين الزوجين واستمرارها والتجديد الدائم في طرق ممارستها وإشباع مشاعر ورغبات الطرف الأخر والبعد عن الأنانية في ممارسة تلك العلاقة هي أهم أعمدة السعادة الزوجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باحثة
فيصل حرسان ( 2010 / 10 / 24 - 14:28 )
والفقير الهندي


2 - ان الموضوع جد معقد يا استاذ
ميس اومازيــغ ( 2010 / 10 / 24 - 20:14 )
يا استاذ تقبل تحياتي وبعد/ حقا ا ن التوجيهات التي اوردتها مشكورا معقولة وان كانت لا تفي لوحدها بالغرض ذلكم يا استاذ ان الموضوع جد معقد فالسعادة امر نسبي ولا تعود في مجملها للطرفين اذ تتاثر بعوامل اخرى خارجية كالأكراهات الحياتية و بالتالي ارى وكما يقول العارفون انه حيثما وجدت 2 فاعلم ان احدهما صبور فلابد اذن من نوع من التنازل من احد الطرفين فالعلاقة الزوجية في اعتقادي هي نوع من الحرب الصامتة بين الطرفية تتخللها فترات استراحة كما ان هذه الأسلحة تختلف في نوعها وطرق استعمالها من شخص لأخر اذ قد تقتصر على المقاطعة لبعض الساعات كما انها قد تؤدي الى رفع الورقة الحمراء الممثلة في استدعاء من قاضي الأسرة.
ان المناوشات بين الزوجين سيدي في اعتقادي هي بمثابة ملح الطعام فغالبا ما تؤدي الى تجدد الألفة و الحنان و الدفء العاطفي بين الطرفين.

اخر الافلام

.. المشاركة أمال دنون


.. المشاركة رشا نصر




.. -سياسة الترهيب لن تثنينا عن الاستمرار باحتجاجاتنا المطالبة ب


.. لبنى الباسط إحدى المحتجات




.. المشاركة نجاح حديفة