الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون ووثائق ويكيليكس

مالوم ابو رغيف

2010 / 10 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



ما صرحت به وزيرة حقوق الإنسان السيدة وجدان سالم بان ما جاء بالوثائق التي نشرها موقع ويكيليس لم يشكل مفاجأة ولم يأتيان بجديد، تصريح لا يبتعد ولا يجافي الحقيقة فهو يعني بان كل هذا الكم من الانتهاكات كان معروفا للحكومة وللمسئولين ولأحزاب العملية السياسية وللتيارات الدينية ومراجعها القيادية، لذلك جائت ردات الفعل من جميع الأطراف باردة عكست هذا الانطباع و تعاملت مع الحدث من منظور المصلحة الذاتية وليس منظور المصلحة الوطنية من المنظور السياسي وليس من المنظور القانوني والحقوقي الو المنظور الانساني.

إذا كان التعذيب والإهانات والانتقاص من الكرامة الإنسانية هي روتين يومي في السجون الأمريكية، ليس في العراق أو في أفغانستان أو في غوانتينامو بل حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إذ تعتبر سجونها من أبشع السجون في العالم، فان العراقيين قد تأملوا خيرا، بان أساليب البعث ومخابراته واستخباراته ودوائر الأمن العامة الإجرامية قد انتهت وولت وإنها لن تعود ثانية ناهيك عن أمل في السعادة والعيشة الكريمة. لكن يبدو إن هذه كانت مجرد أحلام وردية صحي العراقيون من تأثيراتها سريعا بعد إن غرزت شراسة الواقع أنيابها في أجسادهم. الأجهزة العنفية، أجهزة الجيش والشرطة والأمن بالإضافة إلى فساد إداراتها واختراق البعثيين والإرهابيين لها وشيوع الرشوة في معاملاتها بقيت كما كانت مصنعا لإنتاج الجلادين الذين يتقنون فن التعذيب والحط من الكرامة الإنسانية.
لم يشكل كشف هذه الوثائق مفاجأة للناس أيضا، فقلوب الناس مثل ما تقول الأغنية العرقية (أمعلم على الصدمات گلبي) وما تعانيه الناس في الواقع اليومي المعاش له اكبر بكثير مما يعانيه الملقى في السجون أو حتى الذي ينهال عليه سوط الجلاد فسياط الجوع والعوز اشد فتكا وأكثر إيلاما.
الناس ترى أطفالها تموت إمام أعينها ولا من معين وترى الفقر يفترسها يوما بعد آخر وليس من حامي وباع الشباب أنفسهم إلى الله وتحولوا إلى إرهابيين من اجل الحصول على المال وعامل المسئولون الناس معاملة المنبوذين، يدهسون العبور والسابلة بسيارتهم المحصنة التي تسرع عكس اتجاه السير وتطلق حماياتهم النار على المارة كما تطلق النار على الكلاب الضالة ويصفعون الصحفيين بالأكف ويلاحقون الفقراء على أكواخهم فيصادرونها ثم يبيعونها على التجار الإسلاميين بابخس الأسعار ولو صح لهم لجمعوا الفقراء وطمروهم أحياء في مقابر جماعية كما فعل المقبور صدام، إهمال الناس إهمالا تاما واحتقارهم في مسكنهم وملبسهم وصحتهم ومشربهم لا يختلف كثيرا عن طمرهم أحياءا.

لا يهم من هي الأطراف المشتركة في نبش نار الفضيحة أكانت السعودية أو دول الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية ولا يهم التوقيت حتى لو صدق ادعاء السيد المالكي بأنها مؤامرة ضده لإبعاده عن منصب رئيس الوزراء ولإعاقة تشكيل حكومة برئاسته إذ المطلوب مراجعة كلية هيكلية وقانونية لأنظمة السجون والمعتقلات والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ليس بالسجون فقط بل وفي المعاملات اليومية وفي شيوع الرشاوى والفساد وإحالة المسئولين عن ذلك على المحاكم لنيل عقابهم لا تبرئتهم كما فعلت حكومة المالكي مع وزير التجارة.
كما إن الوثائق كشفت خطأ إن يكون رئيس الوزراء هو المشرف والقائد العام للقوات المسلحة بنفس الوقت إذ إن ذلك يعني إن بمقدوره تشكيل مجاميع وأجهزة خاصة ترتبط به مباشرة لأداء مهمات خاصة إذ جاء في إحدى الوثائق بان 17 عسكري أفادوا بأنهم أعضاء فرقة خاصة تحت أمرة رئيس الوزراء نوري المالكي مباشرة وأطلق سراحهم بعد ذلك.
وقد جاء في محاولات إبعاد التهمة عنه بإنه القائد العام للقوات المسلحة ويمنحه الدستور الإشراف على وتشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة. لا ننسى بان العقلية العراقية التي تربت في نظام قمعي لأكثر من ثلاثين سنة والعقلية الإسلامية المتنفذة الآن هي عقلية شمولية تميل إلى السيطرة المطلقة وتحتكر الحقيقة ولا تعتبر الديمقراطية إلى وسيلة وأداة للوصول إلى التسلط المطلق.
ورغم إن الوثائق اتهمت منظمة بدر التي يترأسها هادي العامري بالتعاون مع إيران وتنفيذ أجندتها ومخططاتها في العراق إلا انه لم يصدر أي تصريح منهم لنفي ذلك، وعلى ما يبدو إنهم مرتاحون جدا للفضيحة التي وضعت المالكي في موقفا حرجا وعلته مثل الطير يرمى بالحصى من جميع الاتجاهات مهلوس الريش لا يقوى على الطيران.
إن بقاء التعذيب اسلوبا لانتزاع الاعترافات يدل على ترهل وكسل وعدم كفاءة الأجهزة الأمنية أولا وثانية فشل الحكومة المطبق في إيجاد علاقة تعاون بين المواطنين وبين الأجهزة المسئولة عن الأمن إذ إن المواطن ورغم كل التضحيات لم يرى إلا اهتمام الحكوميين والبرلمانيين بأنفسهم وبامتيازاتهم فقط وثالثا إن اسلوب التعذيب سيكون اسلوبا عاما دائما متبعا في كافة التعاملات وسيعاني جميع المواطنين من تبعاته وسيخلق قادة أوغاد دمويين لا يحترمون الإنسان ولا حقوقه.
الشيء الملفت للنظر أيضا إن الإعلام العربي لم يتخذ من الحدث مناسبة لمناقشة حقوق الإنسان المنتهكة ليس في العراق فقط بل في كافة البلدان العربية ولإسلامية بل اتخذ منه وسيلة للنفخ في كوانين الطائفية وإثارة النعرات والتركيز على بث الفرقة بين السنة والشيعة.
كما ان فضائية الجزيرة التي خصها موقع ويكيليكس بنشر الوثائق ركزت على الدور الإيراني القذر.

وتجنبت الحديث عن أي وثيقة تشير إلى تورط البلدان العربية في العراق مع إن القوات الأمريكية ولكثير من المرات اتهمت سوريا والسعودية وبقية الدول العربية بالتورط في دعم وتمويل وتدريب الإرهابيين وتصديرهم إلى العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دائما اميركا
عباس فاضل ( 2010 / 10 / 24 - 21:04 )
سيدي العزيز , لماذا اميركا دائما تكشف المستور ؟ من سجني الجادرية ومطار المثنى وبيع اجهزة الكومبيوتر في ميناء ام قصر الى فضيحة الاثار الى ملجأ الاطفال المعاقين! اما حكومتنا الرشيدة فانها تسارع الى تشكيل لجان التحقيق ثم تاتي فضيحة جديدة وينسى الناس الاولى وينشغلون بسرقة مصرف الزوية وحرق البنك المركزي او فضيحة وكيل آية الله العظمى وهكذا . يوما ما سيحاسب الشعب كل الخونة الذين باعوا بلادهم وشرفهم للمحتل , هذا اذا كان لهم اي شرف . احترامي


2 - شكرا على كثير من التوازن ولكن الوثائق ليست قر
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 10 / 25 - 11:53 )
في مقالة الاستاذ ابو رغيف الكثير من التوازن فهو لاينسى الارهابيين ولايزكيهم
وهذه تحسب له لانه يريد كاءي عراقي واعي وشريف ان يكون عراق بعد سقوط الفاشيه البعثيه عراق ديمقراطية لايستنسخ ولايكرر اثام العهد البعثي وكل العهود التي سبقته من العهد الاموي والعباسي والعثماني وعهد نوري السعيد -حبيب البعض هذه الايام -الذي كان يقتل العراقيين ليس فقط على اعواد المشانق ولكن في الشوارع ايضا وجسر الشهداء شاهد ابدي بل كان يقتل ولمرات الاسرى من احرار العراق وهم قابعون في سجونه عزل مرضى بل وفي غالب الاحيان جوعى بعد ان يكون عن حاصرهم لايام واسابيع
واني اذ اشكر الاستاذ الكاتب فانني اعاتبه اشد العتاب فهو الرجل الحر يتعامل مع وثائق تم تخريجها باستاذية منقطعة النطير كما يتعامل المؤمن المنغلق مع قراءن محمد - مع اشد اعتذاري له لهذه المقارنه الاضطراريه- لماذا يجب ان تكون هذه -الوثائق صادقه ومتى كانت كل الحجج في المحاكمات النزيهة صادقه
لماذا هذه الانتقائيه بعد ان نكون اتخذنا قرارنا المسبق ان نوري المالكي رشيس حزب ديني فعلينا ان نكون ضده لانه - وهذا صحيح-ان حاضنة الفاشيه المعاصره هوالاسلام والقوميه العربيه بعن


3 - شكرا على كثير من التوازن ولكن الوثائق ليست قر
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 10 / 25 - 11:54 )
في مقالة الاستاذ ابو رغيف الكثير من التوازن فهو لاينسى الارهابيين ولايزكيهم
وهذه تحسب له لانه يريد كاءي عراقي واعي وشريف ان يكون عراق بعد سقوط الفاشيه البعثيه عراق ديمقراطية لايستنسخ ولايكرر اثام العهد البعثي وكل العهود التي سبقته من العهد الاموي والعباسي والعثماني وعهد نوري السعيد -حبيب البعض هذه الايام -الذي كان يقتل العراقيين ليس فقط على اعواد المشانق ولكن في الشوارع ايضا وجسر الشهداء شاهد ابدي بل كان يقتل ولمرات الاسرى من احرار العراق وهم قابعون في سجونه عزل مرضى بل وفي غالب الاحيان جوعى بعد ان يكون عن حاصرهم لايام واسابيع
واني اذ اشكر الاستاذ الكاتب فانني اعاتبه اشد العتاب فهو الرجل الحر يتعامل مع وثائق تم تخريجها باستاذية منقطعة النطير كما يتعامل المؤمن المنغلق مع قراءن محمد - مع اشد اعتذاري له لهذه المقارنه الاضطراريه- لماذا يجب ان تكون هذه -الوثائق صادقه ومتى كانت كل الحجج في المحاكمات النزيهة صادقه
لماذا هذه الانتقائيه بعد ان نكون اتخذنا قرارنا المسبق ان نوري المالكي رشيس حزب ديني فعلينا ان نكون ضده لانه - وهذا صحيح-ان حاضنة الفاشيه المعاصره هوالاسلام والقوميه العربيه بعن


4 - لماذا الان!؟
سلمان حامد ( 2010 / 10 / 27 - 01:21 )
لماذا الان بالذات تخرج هذه التقارير السرية !؟
هل يعقل ان تتسرب لو لم يسمح بذلك اشخاص متنفذون في الادراة الامريكية
وهل نبقى نحن العراقيين والعرب مجرد شعب سكران يرقص على انغام غربية يؤلفها الاجانب حسب هواهم ونبقى سذج نغرق في شبر ماء!؟
اصبح العراق ساحة تصفية حسابات دولية واقليمية مثل باقي البلدان العربية التي فيها قواعد عسكرية وبلاوي مخابراتية اجنبية ووووووووو
السعودية وايران من جهة والامريكان من جهة وسوريا من جهة والاردن وتركيا والخ
سوف تقام انتخابات الكونجرس الامريكي النصفية في الشهر القادم ومن الواضح ان تسريب التقارير السرية مرتبط بهذا الموعد.
ولله الحمد اصبح العرب والعراقيين ساحة للتنافس والترافس بين الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي في امريكا
طبلوا ياعربان وزمروا فهذا موسم المهرجين والجزيرة -مأجورة- على التهريج الرخيص والا من يستر عورة غاز قطر !؟ ومن يبعد الانظار عن قاعدة السيلية!؟ ومن يبعد الحسد عن كرش حمد ال ثاني!؟ هذه فرصة المهرج فيصل القاسم واحمد منصور ليلعقوا اقدام الامير السمين

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ