الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح المنوعات ( الميوزيك هول )

محمدعبدالمنعم

2010 / 10 / 25
الادب والفن


اصطلاح الميوزيك هول


اصطلاح "الميوزيك هول Music Hall" يعنى موسيقى الملاهى الليلية، أى صالة ملهى كبيرة تقدم خليطاً من التسالى الموسيقية والكوميدية، وهو يشير إلى شكل من أشكال التسلية الشعبية الموسيقية، يتكون من عدة فصول منوعة ومتتالية، من ستة إلى ثمانية فصول، من بينها فصل يقدم اسكتشاً كوميدياً، وفصل يقدم خداعاً وحيلاً، وفصل مايم، وفصل أكروبات، وفصل يقدم منوعات راقصة، وفصل يقدم الغناء.

يرجع أصل هذا النوع الموسيقى إلى وصلات الرقص التوقيعى الذى كان يوجد فى إنجلترا خلال القرن الثامن والتاسع عشر، لكنه تطور وأصبح يقدم على خشبة المسرح – فى الملاهى الليلية – والتى تحيطها موائد المتفرجين وكراسيهم، إذ كان المتفرجون يحتسون الخمور وهم يشاهدون هذه المسليات المنوعة، بالتدريج انتقلت هذه المسليات (الملاهى) إلى القصور الفخمة، فأمكن استخدام الحليات والمؤثرات المنظرية والمناظر الخلفية، وقد تعاظم الطلب على هذا الشكل الموسيقى خلال القرن التاسع عشر. وذلك لازدياد النمو السكانى فى المدن، وقد أباح قانون المسرح لسنة 1843 إمكانية التدخين واحتساء الخمر فى صالات الترفيه رغم أنه منع ذلك فى المسارح. وفى هذا دليل واضح على مدى اعتبار الميوزيك هول شكلاً من أشكال التسلية المبتذلة، وصورة من صور المتعة والترفيه الخليع.


موضوعات الميوزيك هول

لا شك أن الميوزيك هول قدمت ملاهيها بشكل مرح خليع وتطرقت لمعالجة أبسط الأشياء التى تتعلق بالناس وبشكل كاريكاتورى كى تلاقى استحسان الجمهور، وهذا ما يؤكده (دليل أوكسفورد للمسرح) حين يقول عن موضوعاتها


"مَثَّلَت الميوزيك هول فى قمة ازدهارها نوع الترفيه الذى أحبه الناس أكثر من غيره. لقد كان الميوزيك هول مَرِحَاً وخليعاً وكانت موضوعاته مفهومة تماماً وموضع التقدير من جانب الجمهور لأنها عالجت مشاعر هذا الجمهور نفسه ومشاكله واختلافاته وطعامه وشرابه، وفكاهاته الخشنة نفسها كانت موضوعات صاحب البيت والحماة واللصوص والدائنين والإيجار المتأخر والبواب المتهرب والأجازات السنوية على شاطئ البحر وحانات البيرة والإفلاس الكامل، والموضوعات المتناقضة مثل حب الأم، والقلوب العاشقة التى تخفق على إيقاع واحد، والحنين إلى بيت الأسرة بأشجاره وجدرانه وأجراسه. كانت هذه الموضوعات هى الموضوعات الرئيسية للميوزيك هول، وكان الميوزيك هول شديد الاهتمام بموضوع الوطنية، فقد قال للشعب البريطانى أنه ملح الأرض، وأنه من المستحيل أن يُهزم واحد يُمَجِّد ألوان الأحمر والأبيض والأزرق (ألوان العلم الإنجليزى) وقدم لأفراد الشعب أغنيات يستطيعون أن يشتركوا فى غنائها، وأن يتذكروها دائماً وهم لا يزالون يذكرونها".


رواد الميوزيك هول ومؤسسيها


إن مؤسسى هذه المسليات والملاهى الموسيقية الإنجليزية بالشكل الذى أشرنا إليه سابقاً هو شارل مورتون Charles Morton، الذى قام ببناء "ملهى مورتون كانتربورى Morton’s Canterbury Hall" فى لندن عام 1852، ولقد خصص لهذا الملهى برنامجاً موسيقياً قوياً يتضمن قطع موسيقية كلاسيكية وكذلك قطع موسيقية شعبية، ومن أبرز الموسيقيين المشهورين الذين عملوا فى هذا المسرح ألبرت شيفاليه Albert Chevalier، جراسى فيلدز Grace Fields، للى لانجترى Lillie Langtry، هارى لودرHarry Lauder، دان لينو Dan Leno، وفستا تيللى Vesta Tilley.


تراجع الميوزيك هول فى القرن العشرين

إذا كان الطلب قد تعاظم على الميوزيك هول فى القرن التاسع عشر، فإن دور الملاهى الموسيقية قد تضاءل فى القرن العشرين، بل تسبب انتشار دور السينما الناطقة عام 1920 فى تحويل جميع الملاهى الموسيقية فى بريطانيا إلى دور للسينما. ومن أجل إيجاد عمل ما للكوميديانات نشأ ما يسمى "بالمنوعات السينمائية"، وهو عبارة عن خليط فنى يجمع بين السينما والأغانى، وكان مسرح "وندمل Windmill" فى لندن من أشهر هذه الدور التى قدمت هذه الملاهى والمنوعات السينمائية، وقد استمرت هذه الدور فى تقديم إنتاجها عمراً طويلاً استمر لما بعد الحرب العالمية الثانية.
الخصائص التى يتصف بها الميوزيك هول


بعد أن تعرض الباحث إلى اصطلاح الميوزيك هول ونشأتها وتطورها، وأهم الموضوعات التى تطرقت لمعالجتها، وأبرز روادها وأعمالهم، يلحظ أن الميوزيك هول تتسم بالخصائص التالية:


1- الميوزيك هول ما هى إلا نوع من الترفيه التمثيلى الغنائى الراقص الذى يقدم فى ابتذال وخلاعه.

2- تفتقد القصة المتتابعة الأحداث والتى لها بداية ووسط ونهاية، بمعنى آخر لا ترتكز فى بنائها على حبكة روائية واضحة.

3- تتسم بأنها مجرد نمر وفصول منوعة من الرقص والموسيقى والتمثيل والحيل والألعاب والكوميديا والهزل، لا يربطها شئ سوى هدف التسلية والترفيه الذى يُعتبر غايتها المثلى.

4- تتطرق موضوعاتها لمعالجة أتفه الأشياء التى تستميل المشاهد البسيط، دون أن تسعى إلى المضمون والمثل العليا والعمق الفكرى والمعالجات الجادة أيضاً.


•• ومن ثم ينتهىالباحث إلى أن الميوزيك هول لا يمكن أن تُصنف ضمن صور المسرح الغنائى الغربى بركائزه وخصائصه المميزة التى أطلعنا عليها فى كل من الأوبرا والأوبريت والكوميديا الموسيقية، بقدر ما تصنف ضمن صور المنوعات والمسليات الترفيهية الشعبية التى لا تراعى أصول الدراما المسرحية الغنائية فى أبسط صورها، حتى ولو كانت تقدم على خشبات المسرح.

بقلم : د/ محمدعبدالمنعم
قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع