الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الشراكة الوطنية في العراق مومياء السياسة ونعش الديمقراطية

فاطمة عطا العبودي

2010 / 10 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الشراكة الوطنية هو مشاركة الإطراف السياسية في الحكومة بتداول السلطة ,الامر الذي يحقق مساواة نسبية في تداولها . والشراكة الوطنية هذه انما يجب ان تكون لها اسس بانية يتوكأ عليها هذا البناء المتساوي . كثر استخدام هذا المفهوم في العراق مرحلة انتظار تشكيل حكومة تقوم على هذا الامر الا اننا لانجد أي اساس لهذا البناء ولاحتى اتفاق على ما يمكن التشارك فيه فالكتل السياسية عندما تجتمع وتتقابل وجهاً لوجه يصرحون بوجود بعض الاتفاقات والتفاهم على الذي يأتي بالانفراج القريب للازمة السياسية في العراق اما حينما يتفرقون وتكون لهم لقاءات انفرادية تتلاشى هذه الاتفاقات لتصبح خلافات متحولة الى صراع لا منتهي . هل نجد اتفاق بين الكتل السياسية لتشكيل حكومة الشراكة ؟ إن المتتبع لوضع العراق السياسي لا يجد أي نقاط للاتفاق بل نجد العكس وهو الخلافات العديدة وإلا منتهية فأية حكومة ستكون !! ام أنها مجرد أوهام لتضليل الشعب العراقي المنهك بتحصيل رزقه الذي يكاد ينعدم ويختفي بسبب التقلبات في مواقع اتخاذ القرار وعدم وضع السياسات العامة في العراق التي لا نجد لها وجود في أرضه .ان التفحص بأمر الشراكة الوطنية الداعين لها هو وهم لا وجود له إنما أريد به وضع دكتاتوريات مصغرة لكي تحظى كل كتلة بشيء من السلطة واتخاذ القرار حتى تنعم بالهيمنة لتكون سلاحاً لممتلكيها تجاه المالكين الآخرين الذين هم بالضد منها . أيضا هي من قبيل الوهم لان الشراكة لا تتمثل بنفس مبادئ الديمقراطية وتشوه شكل النظام السياسي اذ لا نميز في ظلها ان وجدت بين السلطات الثلاث (التشريعية ,التنفيذية ,القضائية ) ولا حتى مدى درجة التوازن بينهن وذلك للتشارك الذي يراد به تقسيم السلطة إلى أكثر من جهة فيتعدد مراكز اتخاذ القرار وحينها يكون الضياع. اتجهت الكتل السياسية الى الساحة الدولية وبدء بعضها يوجه الانتقاد والتسقيط تجاه الاخرى بحجة الحصول على الدعم من تلك الدول والتقرب اليها ليحقق لها السلطة والنفوذ بالحكم والتاج العراقي . فلننظر الى كل تلك التناقضات والى الامور الاخرى التي حدثت في العراق والتسقيط السياسي الذي تتعرض له الكتل واحدة تجاه الاخرى وهو ما يفسر سقوط القيم ونبذ الدستور من قبلهم .ناهيكم عن تلك الاختلافات ما وراء الكواليس اذ ان كل مسؤول في كتلة يصرح بالشكل الذي يراه منفراداً وعند سؤال قائمته بما صرح به تتبرءا من ما صرح به انما هو امر معني به قائله ولا يعبر عن راي القائمة المنتمي اليها فيا لهذا التقسيم والا وحدة في الكلمة والقرار! اين الشراكة في كل هذا واين المواطنة ومبدئها فالكل ينظر الى نفسه كنقطة مركزية يحيطه اطار دائرياً او رباعياً حسب الدول التي تدعمه والمصالح التي يريد تحقيقها لاقاربه ومساعديه اذ باتت المحسوبية جزء من الشخصية السياسية في العراق مستشرية بشكل لا يقبله العقل ويراه الجنون واقعاً طبيعياً للحالة التي يمر بها العراق . والان برزت وثائق الحرب ويلينيكس ,فالتوقيت جاء من حيث تسقيط جهة والاحاطة بها لغرض تشويه صورتها امام المجتمع الدولي وامام المواطنين العراقيين لا سيما الذين لهم ابناء معتقلون ومحكومون او حتى مفقودين , او من حيث وجود شرعية وتقوية دستورية للطرف المقابل الاخر لحكومة تصرف الاعمال , وبعد فشل الكتل الاخرى من ان تنال مبتغاها بالحكومة ودعوة الطرف الاخر بالاخذ بنظر الاعتبار هذه الوثائق لتحقيق العدالة للمواطنين ,هذا الامر انما يثبت انعدام العدالة لهم والان بعد ان ظهرت ملامح الحقيقة يراد تحقيق العدالة .حكومة الشراكة الوطنية بعد هذا هي مومياء سياسية اريد بها تحنيط مفهومها وجعله صنم يشاهده الجميع لانعقاد الايمان في داخل نفوس الاخرين المنتظرين لنتائجها ونعش للديمقراطية لانها ليست على اساس او بناء ثابت ومستقر فبنائها التسقيط واساسها التناقظ على العكس من الديمقراطية التي تكون ذات اسس واضحة وبناء مستقر لايحتاج الى التأويل او تعدد التفسير لاستنادها على اساس القانون والدستور الذي يحكم ويفصل في الامور ,منظارها المساواة وبصيصها العدالة وشعاعها الحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟