الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو نتوقف عن الحلم سنموت

مرثا فرنسيس

2010 / 10 / 25
حقوق الانسان



استيقظت على صوت مؤذن لصلاة الفجر وقد أصبح جسدي مبرمجاً على الإستيقاظ في هذا التوقيت يومياً، لكنّي أعود للنوم ثانية بعد أن يحل الهدوء، حتى موعد استيقاظ الأسرة.
لاحظت أن صوت المؤذن كان لطيفاً وهادئاً على غير العادة، لكني أسمعه بوضوح لقربه الشديد من محل سكني. وعللت خلاف ذلك بما يحدث للأجهزة من أعطال فنية.
وكعادتي مع قهوة الصباح و إلقاء نظرة سريعة على العناوين الرئيسية للجريدة لاختيار مقالات معينة لقراءتها تفصيليًا، وقعت عيني على عنوان غريب في الصفحة الأولى {شيخ الأزهر يدعو المسلمين لحياة المحبة العملية مع الأقباط مبتدئا بنفسه} اعتقدت- كما هو متبع هذه الأيام- لتسكين الجو المشتعل بين المسلمين والأقباط، لكنني تابعت قراءة المقال بشغف واندهاش إذا به يقول: لنبتعد يا إخوتي المسلمين عن الشر، ليحب كل مسلم جاره القبطي، أزيلوا الحواجز والأسوار التي تراكمت بيننا وبينهم وعلت على مر السنين، ما الذي جنينا من الكراهية والتعصب ؟ جاملوهم في مناسباتهم، استثمِروا فرص اعيادهم ونجاح اولادهم واطرقوا ابوابهم، حيّوهم وقدِّموا لهم التهاني. تعالوا نبتعد عن مضايقتهم ولنبادلهم حبًا بحب وودًا بود. نحن يا أحبائي نسيج هذا الوطن الذي يعيش فينا ونعيش فيه، لقد تعبنا من التعصب والغضب ومللنا من التجهم في وجوههم في وقت يكنون لنا الود والمحبة؛ ألم يقل القرآن الكريم أنهم الأقرب مودة للذين آمنوا؟ لماذا نتجاهلهم ونتجاهل مناسباتهم وهم الذين يبادرون الى تهنئتنا في اعيادنا؟
هلم نبن جسور الحب والسلام بيننا وبينهم لكي نقضي ايامنا في سلام وهدوء واطمئنان، هلم نحافظ على وطننا الواحد الذي نتشارك فيه ونعيش معا
ماهذا؟ لم أصدق عيني! أعدت قراءة المقال كي اتأكد من أني لم أكن مخطئة في اسم من يوجه الدعوة من خلال المقال، حتى تركت الجريدة في ذهول قائلة في نفسي: رُبما رآى الرجل رؤيا أو حلماً ما جعله يخاطب الجماهير بالحب والتسامح. لكن هذا رائع على أية حال وأيًا كان السبب.
لم تمض بضع ساعات حتى بدأت صلاة الجمعة؛ لا بأس في إني استمع اليها بعض الأحيان، ذلك بما أن الجامع مقام إلى جوار البيت وبما أن شيخه محترم، لكن ما زاد من دهشتي وتعجبي هو أن جارنا الشيخ قد أكمل ما قرأت في الجريدة منذ ساعات، حتى أعلن عن أن انخفاض صوت الميكروفون مقصود. فقرر- كمسؤول عن هذا المسجد- أن يخفض الصوت الى اقل درجة في اثناء الأذان وسائر مواقيت الصلاة، كي يعطي لجيران المسجد فرصة للهدوء والراحة في بيوتهم.
ومع استمرار دهشتي من كلام الشيخ الجار، سمعته يقول: اخوتي وابنائي دعونا نبدأ عهدًا جديدًا مع اخوتنا الأقباط ولننس الماضي، اني اشجعك اخي المسلم ان تعلم اولادك ان يحبوا زملاءهم الأقباط، علم اولادك ان يتعاملوا معهم كإخوة ومصريين فقط وان يتعاونوا معاً في جميع المجالات والميادين، أكد لهم على حرية المعتقد فيصبح الوطن للجميع. اني اقول الحق الذي يرضي ضميري امام الله؛ نحن لن نستطيع الإستغناء عن إخوتنا الأقباط ولا عن حب التعامل معهم والتعاون المستمر، لا مشكلة معك أخي المسلم اذا كان رئيسك في العمل قبطيا، أليس هو إنسانا مثلك، أوليس مصريًا؟
هيا معا نتعاون وننتج لصالح هذا الوطن الحبيب، إنها دعوة لبناء مصر؛ دعونا من الأفكار الهدامة التي خربت البلد وشقت الأمة ومزقتها، لم نحصد من تلك الأفكار سوى الخسران والتخلف. دعونا نغير صورتنا القاتمة امام العالم؛ لنشجع قدرات اولادنا العلمية والعملية، بغض النظر عن كونهم أقباطاً أم مسلمين.
لنشجع اصحاب المواهب والخبرات والإختراعات.
لنزرع الأمل من جديد في أولادنا {جميعاً} نحو مستقبل افضل.

يا أولادي سأبدأ بنفسي أوّلاً وبعد الصلاة مباشرة؛ سأزور جيراني، سأتجاوب مع محبتهم التي ظلوا يقدمونها سنيناً طويلة بينما كنت اقابلها بالإستعاذة. ثم سكت الشيخ.
أما انا لا زلت في غاية التعجب والدهشة. ما هي الا دقائق حتى سمعت طرقا على باب شقتي، فتحت فاذا الشيخ جارنا! حياني برقة مع ابتسامة لطيفة قائلًا: انا اعتذر لكم عن جفائي وعن عدم تجاوبي وزوجتي مع محبتكم الصادقة. ثمّ سأل عن زوجي. زال عن محياي أثر الدهشة لكن الدهشة لم تفارق مشاعري، لأني لم اصدق تمامًا ما جرى. صرخت بأعلى صوت منادية زوجي، فقط لأتأكد ان ما سمعته صحيح. وفي صراخي استيقظت.
لو لم نحلم لمتنا.
محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح الخير أختي الكاتبة وأحلام جميلة
مريم نجمه ( 2010 / 10 / 25 - 07:36 )
الصديقة الغالية مرثا فرنسيس تحية , ألم أقل لك الشعوب وعيت واستفاقت , وجيد أن الإنسان المؤمن بالتغيير يعترف بالأخطاء وهذه أولى خطواتنا نحو التقدم ..
أحسنت عزيزتي ... محبتي


2 - صدقتك!!
رؤوف رزقالله ( 2010 / 10 / 25 - 12:01 )
صباح الخير أيتها الكاتبة المصرية الوطنية. لولا أنه قيل -قل نعم نعم ولا لا وكل ما زاد عن ذلك فهو من الشيطان-- لقلت والله صدقتك وكدت أطير فرحا .ولكن من يعلم ...فالرب على كل شىء قدير!!!!!


3 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 10 / 25 - 17:59 )
أختي مرثا المحترمة ، تحية لك ، ترى هل يمكن أن تحدث مثل هذه المعجزة ..؟ نتمنى ذلك لنؤد الى الأبد الطائفية ولغة الحقد الأعمى . مع التحية لك


4 - عزيزتى مرثا
سفير فريد المصرى ( 2010 / 10 / 25 - 18:31 )
لا أريد ان اكون متشائماً لكن ما بداخلى لا يصور لى او يقود تفكيرى ان ذلك سيصبح حقيقة ولا اريد ان اقول انة مستحيل بل اعتقد انة من رابع المستحيلات وان حدث عكس ما أقول فأنها نهاية العالم بكل المقاييس . نصلى جميعا لألهنا ان يصبح حقيقة الرب معك ويحفظك اختى مرثا


5 - لا أملك إلا الحلم استاذتي مريم
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 25 - 20:01 )
وقد يصبح الحلم حقيقة يوما ما ،احلام كثيرة لم يمكن تصور تحقيقها
كان مارتن لوثر كينج يحلم بالمساواة ونهاية العنصرية وكان حلمه يبدو مستحيلا ولكنه اصبح واقعا وشاهد بنفسه حلمه يتحقق
من يعلم ؟
محبتي واحترامي


6 - الفاضل رؤوف رزق الله
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 25 - 21:39 )
تحية لك
حقيقة انا احب ان أصدق
وفعلا الله قدير
ليس هناك مستحيل
تقديري واحترامي لك


7 - يا حضرة الاستاذة مرثا
ميريام نحاس ( 2010 / 10 / 26 - 06:16 )
تحياتي الطيبة هذا حلم غير قابل للتحفيق أتمنر لك ولنا أو يتحقق لكن الاشارات تأكد أننا ما أبعدنا عن مثل هذه الرومانسية عندما لا يلعب الدين دور بحياتنا العامة وقتها يمكن تتغير الاجواء لكن هكذا جو صعب جداً , أرجو ان تكوني بخير


8 - الأحلام الوردية مشروعة
رياض الحبيّب ( 2010 / 10 / 26 - 11:36 )
لقد استمتعت بقراءة هذا الحلم الوردي ولا أظنه مجرد حلم بل دعوة إلى محبة الآخر واحترامه والتعامل معه والتعاون. إنه بذرة من بذور المحبة يراد بها عمل الخير وإن البذور المختلفة تنتج ثماراً في أوقات مختلفة. أمّا هذه البذرة فإن تأخرت ثمرتها قليلاً فلا يعني أنها لا تثمر أبداً، لأنّ بذور الخير تثمر جميعاً ولو بعد حين. إنها لخيرٌ من بذرة الريح التي لا يتوقع لثمرتها غير العاصفة- اقتباساً من المثل القائل: من يزرع الريح يحصد العاصفة.

صادفت في اليونان شابّاً من أقاربي حرص على تأدية أيّة خدمة ممكنة لي، سألته أن يدلني على بعض معالم أثينا الأثرية- كان ذلك في أواسط التسعينيات. وسألته عن سبب إصراره على تأدية الخدمة، قال: كيف أنسى خدمتك لوالدي يوم كان مطارداً من المليشيات “الفلانية” في أواخر الثمانينيات وعرضتَ عليه تأمين الحماية في منزلك المتواضع. علماً أن عزة نفس والده أبت تلك الخدمة فآثر البقاء مطارداً حتى غادر الوطن سالماً.

أختي الكاتبة الوردية مرثا؛ مزيداً من مثل هذه الأحلام فإنها مشروعة وليست بأوهام. مع أطيب التحايا والتقدير والإحترام


9 - الحلم
رعد الحافظ ( 2010 / 10 / 26 - 12:35 )
أسهل حقوق البشر .. الحلم
أرخص الأفراح نحصل عليها من الحلم
أجمل الأمنيات موجودة في الحلم
وأحلامكِ يا أختي مارثا إنسانية ومشروعة , فلِمَ لا ؟
لاتنسي الإنترنت والعقلانية وحقوق الإنسان تطارد المسوخ .. وراهم وراهم والزمن طويل
وقد بدأت تباشير التنظيف في مصر , حتى لو كانت عن العين زي مايقول المثل
غلق بعض الفضائيات العشوائية التي تنشر التخلف والجهل خطوة مشجعة للمعنويات
تحياتي لجهدكِ الدائم


10 - أخي المحترم سيمون خوري
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 13:42 )
تحياتي القلبية لك
لاأعلم ياأخي هل يتحقق الحلم أم لا ولكنى احلم واتمنى
تقديري واحترامي


11 - عزيزي سفير فريد
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 13:45 )
تحياتي لك
عندما أنظر الى الواقع ادرك ان حلمي هذا مستحيلا ولكني عندما انظر الى داخلي وأرى كم احتاج ويحتاج العالم العربي الى الحب والسلام اتمسك بحلمي وانتظر ، قد يتحقق
تقديري واحترامي


12 - عزيزتي ميريام
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 13:51 )
تحياتي القلبية لكِ
اغلب الأمور الكبيرة والتغييرات التي حدثت على مستوى العالم بدأت بحلم أو رؤية بسيطة وخطة ولأن الواقع صعب ومر فأنا احلم وأحلم ، قد تحدث المعجزة ويحدث التغيير
محبتي واحترامي


13 - الغالية مرتا، صدقيني شعرتُ أني سقطتُ من أعلى
Jenny Hayek ( 2010 / 10 / 26 - 15:56 )
ناطحة سحاب ..بعد ان عشت معك الحلم بسعادة لا توصف،،، قبل قراءتي لجملتك الأخيرة --وفي صراخي استيقظت--يا
ليتني تركت المقال قيل أن استوعب انه كان حلما
لن نستسلم
بل سنردد ما قاله رئيس ثورة العبيد في أميريكا *مارتن لوثر كينغ
I HAVE A DREAM
لدينا حلم اننا سنعيش يوما واقعيا حلمك الجميل
بفضل أناس طيبون من المسلمين
لك كل الإحترام والتقدير
استاذتنا الفاضلة مارثا-


14 - استاذي الرائع رياض الحبيب
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 17:25 )
تحياتي لك
نعم اتخيل لو كان هذا الحلم هو الحقيقة الواقعية التي نعيشها واتخيل شكل الحياة وحالة الناس والمجتمعات العربية فأتمنى ان يستمر الحلم لعله يصبح حقيقة
دعوتي للخير والحب وقبول الآخر والحياة في سلام
تقديري لك وكل احترامي


15 - أخي المحترم رعد الحافظ
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 17:31 )
تحياتي لك
لولا الأمل في التغيير ما استطعنا الحياة
وانا احلم بالخير والحب والسلام
قد يأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلمي
حتى لو حدث هذا في جيل أولادنا او احفادنا او احفادهم
لنحلم وننتظر
من يدري ؟
تقديري واحترامي العميق


16 - صديقتي العزيزة jenny
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 17:49 )
تحياتي لكِ
الحلم قد يكون خطوة الى الواقع
احب كلمتك لن نستسلم
لن نستسلم او نمل انتظار تحقيق الحلم
لن نستسلم بل سنظل نحب ونقبل ونقابل الكراهية بالحب
لعله يأتي اليوم الذي يلين فيه الحجر ويتجاوب مع الحب
محبتي لكِ عزيزتي وكل احترامي


17 - تعليق
ناهد سلام ( 2010 / 10 / 26 - 20:49 )
بصراحة عزيزتي ضحكت فعلا كونه حلم كأنه فيلم لشدة واقعيته نرفض متابعته ، احلمى وازرعي بذور الحب في كل من تلقين فقط هكذا يخرج الحلم من كونه حلما الى حيز الحقيقة والواقع .
تحياتي لك


18 - عزيزتي ناهد
مرثا فرنسيس ( 2010 / 10 / 26 - 21:56 )
تحياتي القلبية لكِ
نزرع الحب ونحلم وننتظر
سنحصد الحب وقد يتحقق الحلم
ليس هناك مستحيل عزيزتي
محبتي واحترامي

اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة