الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكاييل عربية؟! حسين الحوتي ومقتدى الصدر نموذجا

هادي الخزاعي

2004 / 9 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كثيرا ما تتوارد في متون الأخبار العربية وتحليلاتها، لاسيما تلك المتون التي تدبج تحت ظلال الأعلام العربي الرسمي، أصطلاحات ومفردات، يراد بها أما التسفيه أو التطبيل، ومن بين تلك، أصطلاح " الكيل بمكيالين " .
فكثيرا ما يلصق ( الكيل بمكياليين ) بالخصوم التقليديين، كأن تكون فرنسا أوروسيا أو أنكلترا أو الأمم المتحدة وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية حين تعاطيهم مع ملفاتنا العربية المفتوحة أبدا، وبما تحوي من قراءات متناقضة وألتباسات سياسية وأجتماعية وامنية متنوعة.
لم يطل علينا الأعلام العربي يوما، نحن المتلقين المساكين، بهذا المصطلح السياسي أو سواه متبوعا بأسم أي نظام عربي كان، ومهما كان موقعه في جدول التصنيف السياسي.. رجعي.. ديمقراطي.. اسلامي .. علماني.. لبرالي.. تقدمي...الخ ألخ الخ. لماذا ؟! لأن أنظمتنا العربية الأسلامية!! لاتعرف الأزدواجية في علاقاتها !!؟؟ فبهذا العنوان تكرس أنظمة العرب أصالة الموقف الرسمي العربي بما لا يخزيها أو يخدش كرامتها، التي هي الكرامة العربية الأسلامية!! وطبعا يدور في هذا الفلك كل محترفي الكتابة الجاهزة الذين يقبضون بكل ألوان العملات، عربية كانت، أو من مناشيء أخرى.
الأشهرالعراقية الماضية والحاضرة لا تكف أن تكون مسرحا للقسوة والعنف، المبرر وغير المبرر، مما ضيع على الأمان العراقي بوصلته، الأمر الذي ترتب عليه خراب مضاعف، تراكم على ذلك الخراب الذي خلفه النظام الشمولي البائد. ومشهد اللامعقول هذا الذي رمّل ويتّم وهتك الآلاف بادوات النظام البائد، تعاطى معه االعروبيين وغير العروبيين (غير العرب )، الرسميون وغير الرسميون، أسلامويون وعلمانيون، بمكيال الحرص على العراق ، وهومكيال منافق تساوى فيه الشيطان مع الملاك، فلا فارق لديهم، ما دام الأمر يتعلق بخراب العراق من جهة، وديمومة العمائم البيضاء والسوداء المزيفه، وضمان سلامة التيجان والكراسي الرئاسية المتجددة والقديمة من جهة أخرى. لقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لحد اللحظة، دفاعا عن أشخاصا محتربين حتى مع أنفسهم، يتمترسون بالقوة والتهديد وقطع الرقاب والأختطاف، ويطلبون الدية الحرام تحت راية لا أله الا الله زورا وبهتانا. والى الأن لم يتوقف الفحيج والتباكي وصنع الأبطال الدمويين الذين يتبارون برؤس العراقيين لهزيمة الغد العراقي . فالزعيم الشيعي الشاب آية الله مقتدى الصدرالذي صال وجال بجيشه الموعود بالجنة، مرتكبا مئات الأخطاء الفادحة بحقه وجيشه والأكثر أهمية بحق الشيعة وامامهم المنتظر، المهدي، قد ساواه المكيال العربي ، بل حتى الأعجمي ، بفطاحل الأسماء وأفاضل الأبطال، والى الأن رغم النكوص الذي يعيشه الصدر وجيشه، ما تزال زيوت العرب المستعربة تصب فوق اللهب الذي أوشك أن يخبوا، وهم يأملون بسعير يحرق العراق حتى لا تهتز العروش وتخوى الجيوب.
غير أن هذا المكيال العربي المنافق لم تتحرك كفته على ما جرى في اليمن السعيد!! الذي فرخ الآلاف من اللادنيين والأرهابين والقتلة بكل برودة الدم، بعكس ما نسوقه عن حرارة الدم العربي. ففي اليمن السعيد!! أعلنت الحكومة الصنعانية للشعب اليمني الفرحة الكبرى بقتل الداعية الزيدي( نسبة الى الأمام الشيعي زيد بن علي) حسين الحوتي. نعم ، فقد بشرت الحكومة اليمنية شعبها والعالم بقتله والقضاء على جيشه المتمرد، الذي يضم في صفوفه الخارجين على قانون الدولة اليمنية. لقد ذهبت دماء الحوتي والمئات من رجاله هدرا، وكانهم بلا هوية أو وطن، وهنا أصرخ بكل حنجرتي.. أينكم أيها المتباكون على العروبة والأسلام والشيعة.. أينكم يا من تباكيتم على عروبة وأسلام وشيعة العراق.. أليست دماء الحوتي وجماعاته عربية ومسلمة.. ألم يمارسوا كل الطقوس التي أقرها الأسلام، ألا يتحدثون بلغة الضاد التي هي لغة القرآن.. أينكم يا دعاة حقوق الأنسان الذين لا تجف دموعكم حتى على القتلة الذين تفننوا بقتل العراقيين وتغييبهم في القبور الجماعية..أين أنت أيتها الفضائيات العروبية ومحلليك السياسين الذين تعبت أصابعم من عد أتعاب أحاديثم المنسوخة على طريقة المرحومة النعجة دولي.. العار كل العار عليكم يا فاقدي الضمير ومزوري الحقائق ولتخسأ معاييركم المريضة أيها المنافقون، وكفوا عن العراق لئلا نكفر بعروبتكم وأسلامكم الى يوم الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا