الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثائق ويكيلكيس هل تحرج المالكي

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يعتقد البعض بان نشر هذا الكم الهائل من الوثائق السرية من خلال موقع ويكيلكيس الالكتروني والسماح بترويجها للعديد من الوسائل الإعلامية العالمية والعربية ومنها قناة الجزيرة وما أحيط بهذه العملية بالتضخيم والتهويل بأنه سيحدث أثرا كبيرا في الرأي العام العراقي ويترك بصماته على العملية السياسية وذروتها أزمة تشكيل الحكومة .

إن الإجابة الواقعية على هذا السؤال وبعيدا عن تنظيرات المحللين السياسيين والضيوف المزمنين على القنوات الفضائية نقول إن نشر هذه الوثائق سوف لن ولم يترك ذلك الأثر المبالغ فيه وستبقى هذه القضية تدور في حلقة مفرغة بين بعض السياسيين الذين يحاولون إن يفعلوها لإغراضهم الخاصة في نظرية الإسقاط السياسي وبالتحديد الجبهة المعارضة للمالكي ويتوقعون إن استخدام هذه الوثائق ستحرج دولة رئيس الوزراء في أزمته الراهنة أو تزيله من المشهد السياسي .

لكن الاستقراء الموضوعي لهذه المسالة يجعلنا على قناعة بمحدودية الأثر ودليلنا يمكن إن ندرجه بالاتي :

أولا : إن ما ظهر من عناوين لهذه الوثائق حتى الآن لم تكن بمستوى الخطورة أو الهالة الإعلامية التي سبقت النشر والتي أسهمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لإضفاء طابع الأهمية على هذه الوثائق ونحن نعرف بان هناك ملفات أكثر خطورة جرت أحداثها في الحكومات السابقة بعد عام 2003 ولم نجد له عنوانا مثيرا بين العناوين .

ثانيا : إن توقيتات النشر مفضوحة فهي لعبة أمريكية لممارسة الضغط على كل الأطراف لغرض خفض سقف مطاليبها والإذعان للرأي الأمريكي بتشكيل حكومة وسطية غير متطرفة وخالية من بعض الأحزاب و الكتل والتيارات التي لا ترغب أمريكا بمشاركتها في الحكومة العراقية المقبلة .

ثالثا : من السذاجة الاعتقاد بوجود رأي عام عراقي والذي يتكون في العادة من قادة الرأي والشخصيات المهمة والأحزاب المستقلة والمنظمات المؤثرة وأحزاب فاعلة ووسائل إعلامية متنفذة والى آخر تلك الأطراف المعروفة في علم السياسة عند توصيفها بمكونات الرأي العام حيث تشكل هذه الأصوات موقفا واضحا ومؤثرا إزاء قضية ساخنة معروضة للنقاش مثل نشر هذه الوثائق .

رابعا : إن هذه المكونات المحددة أكاديميا لا وجود لها أصلا لان الأحزاب تمثلها كتل محددة تهيمن على العملية السياسية ووسائل إعلام لم تبلغ الحد الأدنى من قدرتها على تحريك الجماهير وإحراج السلطات ، أما الشخصيات المهمة اضمحل دورها لتغيبها في البرلمان وفي الأحزاب السياسية وعزلت نفسها من المشاركة خوفا من القمع والإرهاب أو أنها أجبرت على ذلك بعد تهميش دورها وسد فراغها ببدلاء طارئين .

خامسا : ولهذا فان العديد من القضايا التي تهم المجتمع العراقي والكثير من الفضائح التي تهز الوجدان وتقلب الأنظمة السياسية رأسا على عقب مرت بسلام في العراق الجديد ولعل ابسطها لو حدث في أمريكا وأوربا وحتى البعض من بلدان العالم الثالث لاهتزت موازين القوى ، استنادا لذلك يحق لنا إن نصف المبالغين والمهولين لنشر هذه الوثائق بأنهم أغبياء أو مجانين والأيام ستكشف مصداقية ما نقول .

نشير أيضا ونطرح سؤال محدد على الذين يغالطون أنفسهم ونقول لهم لو إن الشعب العراقي يمتلك قوة رأي وله مؤسسات فاعلة ووسائل إعلام مستقلة لكن هو المبادر في تقصي الحقائق والحصول على الوثائق والمعلومات وهو الذي يروجها ويمارس كل وسائل الضغط لمحاسبة الجهات المدانة والمتورطة في الانتهاكات وأولها قوات الاحتلال والأجهزة الحكومية والمافيات والمليشيات ولكن كنا وما نزال نترقب سماع فضائحنا من الآخرين فأين الرأي العام العراقي وما يجري الآن وما سيجري في المستقبل المجهول .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم يافراس
حافظ خليل الهيتي ( 2010 / 10 / 26 - 17:35 )
لافض فوك وسلمت يمينك
من الجهالة بمكان ان يعتقد البعض ان الشعب العراقي يمتلك من التأثير ولو بالنزر القليل في الساحة السياسية او في صناعة القرار . شعــــب العراق صاحب ثقافة ـ شنسوي مبدينا شي ـ وقد شخص حالتهم قبلنا الشاعر محمد مهدي الجواهري حين قال نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام . دمت ايها الحمداني ودام قلمك .

اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا