الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاشتراكيون بين الاشتراكية العلمية والمفاهيم القومية

إلهامي الميرغني

2010 / 10 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الاشتراكيون بين الاشتراكية العلمية والمفاهيم القومية
إن الاشتراكية مذ غدت علماً ،تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تطلب أن تدرس. والوعي الذي يكتسب بهذا الشكل يزداد وضوحاً، ينبغي أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبداً.
لينين
ننتهز فرصة اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب لنفكر معاً في الأوضاع المصرية بغض النظر عن المقاطعة الايجابية أو المشاركة الفعالة.فلكي نحدد موقف من الانتخابات علينا أن نحدد معسكر حلفائنا. هنا استوقفتني ملاحظة هامة وهي الاختفاء والتراجع للتوصيف الطبقي عند الاشتراكيين وارتفاع معدلات استخدام المفاهيم غير الطبقية مثل الجماهير ، والجموع ، الفقراء، والغلابة . بل إننا عندما نتحدث عن الطبقة العاملة نخلط معها قطاعات من البرجوازية الصغيرة ونخلط احتجاجات اجتماعية للبرجوازية الصغيرة مع الاحتجاجات العمالية وهذه ظاهرة في العديد من تقارير المراكز الحقوقية.
لكي نصل لرسم خريطة طبقية حقيقية نحدد علي أساسها من سيشارك أو من سيقاطع توجد عدة حقائق هامة علينا أن نضعها في اعتبارنا ونحن نرسم الخريطة الطبقية منها:
- يوجد في مصر 76 مليون نسمة في 1 يناير 2009 .
- يوجد 36.2 مليون مقيدين في جداول الانتخاب بينما يوجد ملايين ممن لهم حق التصويت وغير مقيدين.
- الانتخابات تتم ببطاقات انتخابية وليس ببطاقة الرقم القومي مما يعطي فرصة كبيرة للتلاعب وتصويت المسافرين والموتى لصالح الحزب الحاكم.
- وفقاً لبيانات تعداد 2006 فإن سكان الريف يمثلون 57% من السكان و43% سكان الحضر وفي الريف 20.2 مليون أنثي و21.2 مليون ذكر. فأين هي رؤية ومطالب الاشتراكيين من الأوضاع والعلاقات في الريف المصري؟!
- يوجد لدينا 17 مليون أمي و6.8 مليون يقرأ ويكتب أي حوالي 24 مليون أمي لمن ستذهب أصواتهم ؟ أو هل سيقاطعون؟ لا توجد أي حركة سياسية أو تنظيم أو جماعة تضع علي جدول اهتماماتها قضية الأمية في مصر. لمن ستذهب أصوات 24 مليون أمي ؟!
- لدينا 2.4 مليون صاحب معاش ، 915 ألف يحصلون علي معاش الضمان الاجتماعي 80 جنيه شهرياً. هل تشارك هذه الفئات في الانتخابات ولمن تصوت ؟!
- لدينا 2.1 مليون عاطل وفقاً للبيانات الحكومية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. يبلغ معدلات البطالة بين النساء 24% في الحضر و 16% في الريف .هل يشاركون في الحياة السياسية ؟ ولمن سيكون ولائهم؟!
- العاطلين منهم 360 ألف أميين و181 ألف متعطل يقرأ ويكتب و 479 ألف يحملون مؤهلات أقل من المتوسطة ؟ لمن يصوت هؤلاء العاطلين ؟ ولمن يصوت 1.2 عاطل حاصل علي مؤهل متوسط و700 ألف حاصل علي مؤهل جامعي ؟
- يوجد لدينا 1221 تجمع عشوائي يسكنها 11.5 مليون نسمة وفقاً لبيانات الحكومة المعلنة منها 81 تجمع عشوائي في القاهرة و 81 في البحيرة و83 في الشرقية و84 في أسيوط و90 في دمياط و121 في الدقهلية . لمن يصوت سكان العشوائيات؟! وكيف نجح محمد إبراهيم سليمان الوزير الفاسد وحيدر بغدادي الناصري السابق والوطني الحالي في عشوائية الدويقة ومنشية ناصر؟!ما هي معايير المشاركة أو المقاطعة داخل العشوائيات؟!
- يوجد 3 مليون يعملون بالقطاع الخاص غير المنظم ، 3.2 مليون يعملون بالقطاع الخاص المنظم و 5.5 مليون موظف حكومة و 800 ألف يعملون بالقطاع العام. لمن تصوت هذه الكتل الاجتماعية ؟وما هي السلوكيات التصويتية لهذه الفئات؟
- يوجد 500 ألف يعملون بعقود مؤقتة في الحكومة و100 ألف يعملون بعقود مؤقتة في القطاع العام.
- يوجد 23 نقابة عمالية عامة عام 2008 يتبعها 1183 لجنة نقابية تضم 3.1 مليون عضو ، كما يوجد 21 نقابة مهنية تضم 5.3 مليون عضو . هل يكون لها تأثير علي الانتخابات العامة في مصر؟! مثل تصويت عمال نقابة الإنتاج الحربي للوزير في حلوان .
- وفقاً لبيانات تعداد 2006 والمنشورة في كتاب وصف مصر بالمعلومات الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عام 2007 بأنه يوجد في مصر 23,217 جمعية أهلية منها 15.4 ألف جمعية في الحضر و 7.8 ألف جمعية في الريف. كيف تلعب هذه الجمعيات دور في التصويت سواء داخل الريف أو داخل الحضر وخاصة في الأحياء الشعبية؟ هل لدينا خرائط بقوة هذه الجمعيات وهل تشارك ككتل تصويتية أم لا؟ وكيف تستخدم العصبيات القبلية هذه الجمعيات في الانتخابات؟
- خلط الدين بالسياسة حول دور العبادة لممارسة ادوار سياسية تخضعها الدولة لإشرافها وتستخدمها في التعامل السياسي ولكن من المهم أن نعرف انه يوجد في مصر 77.6 ألف مسجد منها 58.7 ألف مسجد في الريف و 18.9 ألف مسجد في الحضر ، كما توجد 2069 كنيسة . هل تلعب دور العبادة دور في التأثير علي الموقف من الانتخابات العامة والمشاركة السياسية؟!وما هي أهم المساجد أو الكنائس المؤثرة في عملية المشاركة؟
- كيف يمكن التصدي للخطاب الطائفي لبعض القوي السياسية وبعض المرشحين؟ كيف نواجه شعار الأخوان المسلمين " الإسلام هو الحل " ونحن مقاطعين؟ وما هو طرحنا الاشتراكي ورؤيتنا السياسية لوقف مسلسل الطائفية المتفجر ؟
- كيف نواجه تحول الانتخابات العامة لسباق بين رجال الأعمال تنفق به ملايين الجنيهات ؟ وما هي أساليب الدعاية والتحريض التي يمكن أن نواجه بها؟
- ما هي خطتنا لمواجهة البلطجة في الانتخابات وهل سنواجه سنج البلطجية بشعارت وبيانات ؟! هل سنواجه بأجسادنا دون أن يكون معنا طبقات صاحبة مصلحة وتدافع عن مصالحها؟
- إن المشاركة لا تعني الموافقة علي صفقة الحكومة والأحزاب.كيف يكون لنا دور في فضح الصفقة ورموزها؟

إن الاشتراكية علم وليست مجرد شعارات جوفاء أو مزايدات سياسية. إن إخلاصنا لأفكارنا يجب إن ينعكس في رؤية طبقية وتحليل علمي وبرنامج اشتراكي للتغيير ينطلق من الشروط الراهنة . ولن يتحقق ذلك دون أن تكون هناك طبقات وفئات اجتماعية منظمة في نقابات ولجان وجماعات وروابط تتبني هذا البرنامج وتدافع عنه.

بدون ذلك نستمر في الدوران في الحلقات المفرغة ، ونستنزف طاقتنا في حوارات المقاطعة والمشاركة بينما العمال والفلاحين يقاومون بأجسادهم في معزل عن وجود حزب اشتراكي ينظم هذه التحركات ويدفعها في مجري تغيير حقيقي.

لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ، ولا حركة ثورية بدون حزب ثوري وتنظيمات حقيقية للطبقة العاملة وحلفائها.

إلهامي الميرغني
26/10/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهامى بك
سيف السيد ( 2010 / 10 / 26 - 19:37 )
اشكر لك الطرح الهادف و المفيد
على الرغم من انى اوافقك الرآى تماما
إلا ان الحلم بعيد فى ظل هذه الاميه السياسيه
التى عملت عليها الطبقات البرجوازيه منز عهد الثوره و الى الان
و عملت الحكومات المتتاليه على تفكيك الطبقه البلوتاريه بتهمسش النقابات
و تفتيتها و تحويل البارزين فيها الى دمى تتلاعب بهم كيف تشاء نظير وعود
بالبقاء فى مناصب قياديه .
الاستاذ/ الهامى
مازال الحلم كلمه مبعثره الاحرف
و فى ظل الاميه و الجهل لا يمكن تشلبكها


2 - امية الابجدية ثم الامية السياسية
إلهامي الميرغني ( 2010 / 10 / 26 - 22:03 )
الامة الجاهلة اسهل في قيادتها من الامة المتعلمة
ما نفعله هو تجميع حروف الحلم المبعثرة وتحويله الي حقيقة


3 - أرقام وبعد؟
السموأل راجي ( 2010 / 10 / 26 - 22:29 )
نص مليء بالأرقام تعكس واقعا مزريا لا يختلف إثنان على سوئه وربطتها بالإنتخابات المقبلة في مصر طارحا أسئلة حول كيفيّة مواجهة ذلك الإستحقاق,,أتساءل هل هذا موقف بالمشاركة في ظلّ قوانين إنتخابيّة مهزليّة وبطاقات يسهل التّزوير فيها؟وهل الأسئلة التي تطرحها في آخر مقالتك ذات علاقة بمحطّة مباشرة لها إشتراطات معيّنة إتّخذت منها بعض القوى موقف المقاطعة لتكريس عزلة نظام مشلول محنّط؟


4 - للمقاطعة شروط
إلهامي الميرغني ( 2010 / 10 / 26 - 23:22 )
إن جمهور تسوده الأمية والبطالة وتفتك به الأمراض يصبح غير قادر علي الاختيار ومن ثم فإن دعوته للمقاطعة لا تعني سوي تأبيد واستمرارية ظروفه لأن مواجهة الاستبداد السياسي يحتاج لجمهور واعي ومنظم وتلك هي معضلة الوضع المصري .
المقاطعة في ظل موازين القوي الحالية وفي ظل كرتونية الاحزاب الشرعية وغياب تنظيمات العمال والفلاحين المستقلة تعني تأبيد غياب المشاركة السياسية . النظام أقوي مما يتصور البعض ويحتاج لقوي حقيقية لمواجهته ونحن لا نملك هذه القوي ونحتاج لبنائها


5 - أدعياء الشيوعية
فؤاد النمري ( 2010 / 10 / 27 - 06:06 )
أدعياء الشيوعية من البورجوازية الوضيعة تخلوا عن قصد عن اللغة الطبقية كما أشرت إشارة بالغة الأهمية واستبدلوها بكلمات عديمة الدلالة. حبذا لو كتبت أكثر عن هذا الموضوع الخطير وتداعياته في العمل الشيوعي بينما الإنتخابات العامة ليست محطة ذات أهمية في مسار العمل الشيوعي
وللإلهامي الميرغني اعمق تحية


6 - تعقيب
السموأل راجي ( 2010 / 10 / 27 - 21:00 )
فقط للسّؤال,أوليست المقاطعة إذن أفضل من المشاركة مادامت إمكانيّة المشاركة تساوي هزلا وإضفاءا للشذرعيّة لنظام محنّط؟؟
للرذفيق فؤاد النّمري:أوليست الإطاحة بالفاشيّة عبر عزلها إنتخابيّا بمقاطعتها للتّشهير وإستغلال الإنتخابات كمحطّة لتكثيف الدّعاية والإنتداب في صفوف تنظيم ثوريّ خطوة مهمّة في العمل الشّيوعي؟؟؟أو لم يوليها لينين أهمّيّة قصوى ؟؟


7 - شكرا للرفيق فؤاد النمري
إلهامي الميرغني ( 2010 / 10 / 28 - 00:20 )
الحقيقة إننا بحاجة لإعادة دراسة الماركسية كما تعلمناها كمنهج علمي وأداة للتحليل الاقتصادي والاجتماعي وليست مجرد نصوص مقدسة ولكنها أدوات لصنع التجربة المحلية . البرجوازية عن عمد وعملائها من اليسار المتبرجز حريصين علي التعميمات واشاعة المفاهيم غير الطبقية والبعد عن التحليل الماركسي ومن ثم استخدام ادوات خاطئة والوصول لنتائج خاطئة.
اكيد انني حريص علي اعادة الاعتبار لتلك المفاهيم لأنها طريقنا الوحيد لتحديد وجهتنا بطريقة علمية بعيدا عن الشعوذة القومية والديماجوجية اليسارية. خالص احترامي وتقديري للرفيق فؤاد النمري .


8 - من الذي يقاطع
إلهامي الميرغني ( 2010 / 10 / 28 - 00:25 )
المقاطعة تعني ان لدينا جمهور مؤمن بافكارنا وفاقد للثقة في النظام الحاكم ويقاطع لاسقاط شرعية النظام وهذا امل بعيد المنال جدا لأن جمهورنا محدود وتأثيرنا محدود . والنظام أقوي مما يتصور والبعض ويحتاج لقوي حقيقية قادرة علي المواجهة ودورنا هو دعم بناء منظمات قوية للمواجهة . وهو ما لن يتحقق خلال المقاطعة .

اخر الافلام

.. كيف كان أداء الرئيس الأمريكي ومنافسه ترمب في مناظرتهما الرئا


.. المجلس الوزاري الأمني بإسرائيل يقر إجراءات طرحها سموتريتش تس




.. حاملة طائرات أمريكية تستعرض عملياتها في البحر الأحمر


.. شاهد| المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية جو بايدن و




.. مدير حملة ترمب يعلن النصر عقب انتهاء المناظرة