الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهداف ويكليكس

عبدالصمد السويلم

2010 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تسعى الادارة الامريكية التي احتلت العراق ان تبررر ذلك الاحتلال بالدفاع عن حقوق الانسان والقضاء على الارهاب التي تدعمه ما يسمى بالدول المارقة.في الوقت الذي نجد فيه دعمها للارهاب منذ النشأة ولحد الان بالاضافة الى ارتكاب قواتها والقوى المتحالفة معها محليا او ضمن القوات المتعددة الجنسيات لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بشكل لا يقبل الانكار،اما لماذا تنشر تلك القوات وثائق الادانة ضدها بدأمن تعذيب معتقلي سجن ابي غريب مرورا بافلام فيديو لعمليات عسكرية ضد الابرياء وانتهاء بنشرها وثائق ويكليكس ولاجل ان نخرج من بودقة نظرية المؤامرة لابد لنا من ان نطرح تسأولات عن ما هي اهمية تلك الوثائق ؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات للنشر ؟ ولماذا نشرت اصلا؟ وللاجابة على هذه التساولات نستعرض ما هو منشور في( موقع ويكليكس) حيث نلاحظ انها عبارة عن (391832) تقرير ميداني من سجلات الحرب في العراق للفترة من 1 يناير 2004 إلى 31 ديسمبر 2009 (باستثناء لشهري مايو 2004 ومارس 2009) معظمها تقارير ميدانية مكتوبة واخرى تحقيقات وافادات ومقابلات عسكرية اجريت مع جنود الاحتلال تحدثت الوثائق عن وجود التفاصيل تقارير 109032 حالة وفاة في العراق ، التي تتألف من المدنيين 66081 ؛ وقتلى «العدو» 23984 (يصنفون المتمردين اي المقاومة العراقية) وقتلى قوات الدولة المضيفة(العراق) 15196 (قوات الحكومة العراقية) و3771 من قتلى التحالف اي ان معدل وفاة المدنيين ست سنوات كل ذلك جراء العمليات العسكرية في العراق هو 31 مدنيا يموتون كل يوم خلال فترة ست سنوات كل ذلك جراء العمليات العسكرية في العراق مدنيا.ان الوثائق التي هي عبارة عن تقارير يومية لا تاتي باي جديد في بيان حجم الدمار الكبير والمأساوي، بل ياتي لتعزيزالمقولة التي تعبر عن وضع العراق بانه كارثة .اما الاجابة عن التسأول المطروح بقوة الا وهو لماذا يفضح الامريكان انفسهم؟ خصوصا وما يشاع من فكرة وجود حرية للراي وحرية للاعلام لدى الامريكان غير مقبولة اذا مست الامن القومي الامريكي والاستراتيجية الامريكية بالخطر،ولذا نجد ان كثيرا من الاسرار ما زال قيد الكتمان ومنها حادثة اغتيال كيندي الشهيرة ومدى تورط المخابرات المركزية الامريكية فيها.ومن هنا نجد ان ما تسرب من معلومات ووثائق لم يكن بالامكان جمعها فضلا عن تسريبها دون أي موافقة ضمنية من البنتاغون حيث يحتاج هذا القدر من العمل الى صلاحيات وضوء اخضر دون الخوف من طائلة القانون ودون اثارة أي شبهات او شكوك حول مصدر التسريبات أي ان هذا العمل يتطلب حرية في التحركات ومقدار من التخويل وفريق عمل كبير لاجل الحصول على (400) الف وثيقة تتطلب في الاقل (400) الف دقيقة للقراءة على النت . وبهذا نستطيع القول بوضوح ان هذا التسريب كان متعمدا والا فان هذا التسريب الكبير الذي جرى من قيادات كل الوحدات العسكرية الميدانية الامريكية العاملة في العراق جدير بعقد جلسات طويلة لا تنتهي من المحاكمات العسكرية والمدنية والامر ليس كذلك!!!!!
وعند فحص الوثائق نجد بوضوح حجما كبيرا في مدى تاثير الاشاعة الطائفية على التقارير الامريكية حيث ان اغلبها اعتمدت على الاقوال الشائعة في نقلها للاحداث خصوصا التي تناول الصراع الطائفي في العراق وهو امر لايمكن البناء عليه قانونيا.
والعض الاخر اعتمد على تقارير سريه مرفوعة الى الجانب الامريكي من قبل عملاء محليين ميدانين متطرفين طائفيا او من بقايا النظام البائد ممن يرغبون للعودة للانفراد في السلطة في عراق الاحتلال والذي يشك في خدمتهم لاجندات اقليمية وارتباطاتهم المشبوهة ببعض دول الجوار العربي .وطبعا لا ينكر ان التقارير كانت على جانب من الصحة في بعض معلوماتها لاجل المزيد من التضليل الاعلامي من اجل تعزيز الحرب الاعلامية الطائفية ضد بعض القوى السياسية العراقية من خلال تعزيز القبول بالكذب عند دسه ببعض الصدق أي من باب تلبيس الحق بالباطل.
ومن تلك المعلومات ما نشر حول بعض عمليات التعذيب للمعتقلين والقتل والتهجير والعنف الطائفي والذي كان قسما منه رد فعل طبيعي غير منضبط ازاء الهجمة الطائفية والذي ارتكبه عناصر مخترقة مزروعة من الجانب الامريكي نفسه من بقايا النظام البائد تعزيزا لعمليات استخبارية امريكية وفق سياسة (فرق تسد)يراد منها تحطيم المقاومة وتشويه صورتها وادخال في صراعات محلية ثانوية تلحق الضرر بكيانها الداخلي وباهدافها التحررية ووسائلها الاستراتيجية.
اما الاجابة عن السؤال الجوهري لماذا نشرت اصلا؟ فيمكن الاجابة عليه بانها ممارسة لحرب نفسية ضد الشعب العراقي عبر زرع الخوف من القمع في قلب ابناءه من اجل منع او اعاقة مقاومته للاحتلال الامريكي الا انه قد الحق ضررا فادحا في صورة الامريكي الديمقراطي المسالم والوديع والمتحضر المدافع عن حقوق الانسان في واقع الحال رغم محاولة الامريكان تبرير ما يجري من جرائم على اساس انها حالات قليلة نفسية مرضية لجنود الاحتلال اصابهم الرعب في عملهم في العراق .
وللاجابة عن توقيت النشر فلقد جاء بعد نشر التقارير الدولية عن ممارسة التعذيب في السجون العراقية من اجل تمزيق وتعميق الصراع السياسي كورقة ضغط سياسي لحكومة تعثر وتأخر تشكيلها لان الادارة الامريكية تريد توزان رعب في الصيغة التوافقية حتلى في الصيغ القانونية والدستورية للعمل السياسي في العراق لصالح تعزيز صراع القوى السياسة في النفوذ والسلطة فقط بدلا من العمل على تحرير العراق وتعزيز سيادته ووحدته ارضا وشعبا ولكن هذه التقارير التي نشرت لم تعمل على تغيير قناعات الشعب العراقي تجاه الفساد السياسي والإداري لبعض الساسة في العراق ولم تاتي بجديد بل انها قوبلت بعدم المبالاة من قبل الكثير من ابناء شعبنا ومن بعض القوى السياسية خلافا لما اشيع من الرغبة في المحاكمة الدولية لجرائم التعذيب وجرائم الطائفية والتي لاتعد الا ابتزازا سياسيا وخطابا اعلاميا مستهلكا من بعض القوى التي تعمل لصالح اجندات اقليمية وهي نفسها متورطة في فساد سياسي واداري وقتل طائفي وتعذيب وسجون سرية وعمالة لبعض الدول الاقليمية.
ان نشر هذه الوثائق لم يكشف الكثير من الاسرار والعمل الاستخباراتي الامريكي في العراق ولم يفضح الكثير من الجرائم التي وقعت سواء على يد الاحتلال ام على يد قوى عراقية عملت وتعمل لصالح دول الجوار العربي وبالتالي فما خفي كان اعظم الا انه يكشف عن مرحلة سوداء في تاريخ العراق وعن وصمة عار جديدة في جبين الانسانية وعن البعد الاجرامي للسياسة الامريكية وعن اصالة الظلم للبعث البائد وقوى التكفير السلفي الطائفية وعن اصالة العمالة لبعض القوى السياسية العراقية وعن بعض بعض الساسة العرب للعراق واهله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي