الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الاغلبية الفارغة ......

سيروان شاكر

2010 / 10 / 27
الادب والفن


لقد ادرك الوعي ان ما يراه الانسان كطائر مرسوم في ارض خضراء ينطلق من صعوبة الوجود الى سهل الحب كروح جديدة في جسد مجهول. هنا نحن بعيدون كل البعد عن المعرفة الحقيقية المتواصلة في البحث عن الحقيقة والطبيعة ليلتحق اخيرا بالشعور الوطني والقومي والفكر الذي يدفع بكل شئ الى تامل طويل نحو بناء هيكلية شكلية خاضعة لرغبة الحياة في مفردات اخرى وبصنف اخر يتطلب انتشاره المقدرة الكبيرة غير المتوقعة حتى يراها الجيل الجديد طبقا للحكمة واخرى تتناول الاخلاقية واخرى تخضع لعملية الذوق والجمال.

كل المواضيع يمكن ان تتم بواسطة العقل الا عمليات الاحساس حيث الاحساس يكون نقطة البداية للادراك، حوارات بناءة والهدف الطرف الانساني وهو الحب فكيف يمكن ان نعرف مفهوم الحب ومفهوم الاشياء الجميلة الا اذا تعايشت الذات مع الحدث ففي هذه المسرحية استطاع المخرج ان يبني جسرا جديدا بين مفهوم الذات والعملية العاطفية ، فينتقل هذا الفكر او بالاحرى تتغير العاطفة من جيل الى جيل ولكن المبدا واحد نحب انسانا هذا مايدعونا الى التفكير عن هذا الحدث بكل احترام من خلال عقلنا التاملي.

تبدا المسرحية بمحاورات ساخنة بين الرجل العجوز والجيل الجديد وصراع كلامي يحدث بينهما تعقيدا تجري الامور وببساطة جريئة يتكلم العجوز عن الماضي وتجربته القاسية وجرحه للحب والحرية ويقول ان كرامته قد ضاعت بين اطلال الحب فيظهر باسوا حال (الحب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مكنونات الذات والانسانية والشعور بالوجودية النابعة من الوجدان).

فقد عاش الرجل العجوز محنة كبيرة لتحقيق هذا الشئ بواسطة خياله الناضج والتخلص من كلمة الوحدة، بينما الشاب له اندفاعه الذي ليس له حدود وحول مسالة الحب والعاطفة ليس ماهو اقل ماساوية من عالم العجوز، دون شك يظهر بكونية عادلة نحو تحقيق حيز للعالم في داخله ويمكن القول تحقيق الطريق المثمر في الوصول الى الانسجام بصورة دائمة حدثا ومضمونا والهدف توظيف كلمة الجمال في اسطره الصورية لحياة افضل ، فنرفض طروحات وافكار الرجل العجوز احداث تدور بسرعة يتلقاه المشاهد بترقب كبير وبشكل مستغرب للغاية كيف تعاني البشرية من الصراع الايدلوجي والمادي من جهة والصراع الحسي والادراكي من جهة اخرى كانه صراع دائم بين الشر والخير صراع دام لقرون عديدة، فالسؤال هل يتجاوز هذه الظاهرة البشر والفرصة واحدة هي يجب ان نصنع عالما ثالثا !؟....

تظهر الفتاة على خشبة المسرح بشكل اشبه ما يكون خيال للانسانية المفقودة تتحدث عن همومها في هذا المجتمع وكانها قد امتلكت تجربة قاسية وصفية في ظواهرها تحمل في صميم ذاتها وضعية غير ملائمة لتجربة الحياة، ومن اكثر المفارقات وضع الفتاة في انطلاقة لا تحمل معاني الحرية في ذاتها فتعيش في واقع الحركة فيها معكوسة لا تقارن جذريا مع طريقة التفكير الصحيحة، فتحدث مشاحنات كبيرة بين اعضاءها والكل لهم رائ خاص حول التعبير عن مدركات الحياة والكل في طرف اخر من الحياة لا يستطيع مواجهة الموقف فترتفع مكانته الى دوامة التناقض لا تبدو ان مهمته قد بلغت العاطفة المطلقة نموذجا بالعشق الحقيقي ويجد نفسه في النهاية في مهمة اشبه ما تكون اسطورية لا تشاهده العقول الاسمى .

هكذا تنتهي مشاهد هذه المسرحية الرائعة في طرحها لموضوع قد يكون حديث الايام لعالم العاطفة والجمال وعالم يفتقر الى الصورة الحقيقية في جوهر الاشياء وغالبا ما يكون عالما وحيدا في ذاكرته للايام وشبكة مزدوجة بين مقدرته والوصول الى الحقيقة الذاتية وبين مشاركته للحياة في موضوع يختلط فيها السعادة، وبهذا اندمج الممثلون في واقع صنعته غريزة الحياة الانسانية ملتحقا باقاصيص الاحلام والصور الغامضة، لقد كانت قدرة المخرج كبيرة في اختيار وصنع حقيقة الهدف لموضوع يدمج المادية مع القيم الانسانية والروحية الهادفة فتخلق صراعا ليس له وجه اخر.



مسرحية الاغلبية الفارغة...

تاليف :ذو الفقار خضر

اخراج: عادل عبدالمجيد _و كاوار اكرم

الممثلون:

نيوار محي

زيفار كرم

سيلين عبدالسلام

ديكور:

بنكين صديق

هاوسه ر سعدالله

روزهات رقيب

عرضت هذه المسرحية بتاريخ 6 / 10 / 2010 على قاعة محمد عارف جزيرى _ دهوك_اقليم كوردستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فكرة جميلة علشان الجماهير تروح الملاعب وتشجيع فرق كرة القدم


.. الفنان السوري فارس الحلو: أرفض حكم العسكر




.. مواقف أبرز الفنانين السوريين بعد سقوط حكم الأسد


.. لحظة وصول الفنانة بدرية طلبة إلى عزاء زوجها بدار مناسبات الم




.. كيف عبر الفنانون السوريون عن مواقفهم بعد رحيل الأسد؟