الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على رد

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


محمد علي محيي الدين
نشرت صحيفة المستقل الصادرة في النجف ردا للمدعو مهدي كمونه ،ردا على مقالي المنشور في مجلة الشرارة وجريدة البينة والمواقع الإلكترونية المختلفة
ولست هنا في معرض الرد على ما ورد في الرد المذكور فما جاء فيه لا علاقة له بالمقال أو مناقشة للآراء الواردة فيه بقدر ما كانت سيول مقذعة يتدانى عنها أصحاب الأقلام الشريفة وعودة لذيول التنابز بالألقاب والاحساب والأنساب التي لا محل لها في الفكر اليساري الذي يدعي كمونه أنه من رادته وقادته وطلائعه الثورية،فنحن معاشر اليساريين لا نعير سلاسل النسب ومشجرات الأجداد اهتماما في مجالات النضال الوطني أو العمل الفكري ونرى الناس سواسية لا تميزهم أحسابهم وأنسابهم لذلك تجاوزنا هذا الموروث بما أستجد من فكر لا يعطي لهذه الأمور وزنا في معرض التقييم والتقدير،وان كنا نحترمها احتراما لكل موروث أفرزته طبيعة عصر ما وأمة ما .
وعندما رددت على المقال المنشور في صحيفتهم كان المقال غفلا من التوقيع ولا أدري هل كاتبه كمونيا أو زيتونيا رجلا أو امرأة أسودا أو أبيض فقد ناقشت محتوياته دون الإشارة لكاتبه وجنسه ورسمه وقوميته وعشيرته وما إلى ذلك من أمور يعتد بها البعض من كتاب العرائض ووعاظ السلاطين ممن تربوا على هوامش التراث العربي المنبوذ ولعقوا من فضلاته ليجعلوها زادا في عصر تنوعت فيه الطعوم ،وظهرت أطايبها فعاف الناس ما مجته الأنفس من زاد أزكمت روائحه الأنوف لذلك لن أدخل في سجال للتمييز بين الأسرتين أو بين الاثنين فلكل رأيه في نفسه وللناس رأيهم الذي هو الفيصل في المفاضلة بين الاثنين والتاريخ فيه الكثير من الصفحات السوداء والبيضاء لمن يريد البحث عنها ،وله أن يبحث في التاريخ ليجد أينا يستحق أن يكون في غرته أو في ما لا يريده الناس.
وينعى علي السيد كمونه عدم نشري المقال في صحيفته التي نشر فيها المقال الأصلي وللأسف فأن ظروف اطلاعي على المقال كانت من المفارقات فقد كنت في سفرة لمدينة النجف واشتريت دهين أبو علي لأنه ماركة نجفية مميزة ولا يمكن لمن يزور النجف أن يتجاوزه ووضع البائع كمية الدهين في جريدة قديمة وفي الطريق وقضاء للوقت استللتها لأقرأ ما فيها وفوجئت بالمقال فاحتفظت به على أمل الرد عليه ولم يتسنى لي الحصول على عنوان الجريدة لأنها على ما يبدو غير معروفة أو توزع على نطاق ضيق فارتأيت نشره في مجلة الشرارة النجفية ثم نشر لاحقا في جريدة البينة الجديدة الغراء والمواقع الالكترونية ،وللحقيقة والتاريخ أقول أن جريدة البينة الجديدة يمكن اعتبارها رأس الحربة في التيار الوطني الديمقراطي وربما تزيد في يساريتها على صحف كبرى محسوبة على اليسار فهي تنشر شجون الوطن وشؤونه وأفكار اليسار العراقي ولا تألوا جهد في نشر كل ما هو وطني شريف لذلك كثر قرائها لما فيها من مواضيع وأفكار تمثل بشكل كبير الوطن العراقي وتسموا على الجرائد الأخرى بوطنيتها التي لا تخضع للمزايدات فهي لسان حال العراقيين والمنبر الكبير لنشر مشاكلهم والدفاع عنهم، ولعلها في مقدمة الصحف الوطنية جرأة وبسالة في فضح الفساد والمؤامرات التي كثرت في العراق الجديد،ومن هنا أتقدم لرئيس تحريرها وكادرها بأجمل التحيات النضالية شادا على أيديهم للمضي قدما في طريقهم الوطني المحفوف بالمخاطر والمنزلقات – وقبل إنهاء المقال وردنا الخبر المفجع بوفاة صاحبها الوطني الغيور ستار جبار فله الذكر الطيب ولأسرته الصبر وللوطن والفكر الحر العوض لفقدان هذا الرجل الجليل .
ويشير كاتب الرد إلى أن أسرتي من الأسر القومجيه التي واجهت الشيوعية بالعداء ،ولا أدري ما علاقة ذلك بتوجهاتي اليسارية فالأسر الكبيرة تختلف توجهاتها باختلاف أفرادها ولا يمكن وسم الأسرة كلها بوسم رجل أو أكثر من أفرادها ارتأوا السير في طريق القومية ، فالأسرة فيها اليساري واليميني والمعتدل والمتطرف والإسلامي والعلماني ولا يمكن أن تكون الأسرة كلها على رأي واحد ولأني لا أريد ألانجرار وراء هذه التفاهات وأكيل له الصاع صاعين على أساس القبلية والعشائرية التي عصمنا منها انتمائنا الوطني وابتعدنا عنها لفكرنا الحداثوي ولا يمكن لأحد أن يضمن ولاء أسرته لما يدين به أو يؤمن به بل لا يستطيع إجبارها على السير في طريقه فللكل رأي في الحياة ومذهب ومن شيم الأسر الشريفة أن يختلف أبنائها بانتماءاتهم وتوجهاتهم فهم يمثلون الوعي باختلافهم والجهالة باتفاقهم على رأي ربما يكون الإكراه ورائه ،وهذه من مميزات الأسر العلمية التي تعطي لأبنائها الحرية في ألتفكير والاختيار على عكس الأسر التي تختار القوة والعصبية القبلية في انتماءاتها وتوجهاتها الفكرية وبالتالي تفقد إنسانيتها وتفكيرها لتكون آلة بأيدي الآخرين يسيروها كما يريدون.
ويرميني في موطن آخر ب (العمايدية) والعمايدية في مصطلحات النجفيين عوام الناس عندما قسموا الناس إلى عامة وخواص فالخواص هم الأغنياء ورجال الفكر والعلم والأدب والآخرين سواد الناس ورعاعهم وغوغائهم وسقطهم وما إلى ذلك في قاموس التمايز والتفرقة بين البشر،ولا أدري كيف لمدعي اليسارية والتقدمية ودعاة الوعي الانجرار إلى هذه التقسيمات البالية والعنصرية المقيتة ولا أعتقد أن آل كمونه بقضهم وقضيضهم يستطيعون يوما اعتلاء صهوات المجد التي اعتلتها أسرتي عبر سبعة قرون من الدراسة الدينية وكما يذكر الدكتور حسين على محفوظ أنه وجد في عصر واحد أربعين عالما مجتهدا فكيف له أن ينسبني (للعوام) حسب مقايسه الكمونية ،فانا من خاصة الأسر العلمية رغم أنفه والتاريخ المكتوب يشهد لي بذلك ولكني من عامة الشعب بما يفرضه علينا المبدأ وروح المواطنة والتسامي على الألقاب والأسماء أو التفاخر بالأسر والعصبيات القبلية لذلك عليه أن يعرف محله من الأعراب قبل أن يشتم ملايين العراقيين الين يمثلون الشعب العراقي الذي يتسامى بمجده وسؤدده على أجداد أجداده أجمعين فليس هو ومن لف لفه ممن يسميهم الخواص أشرف من أبناء الشعب العراقي الذين عاشوا مئات السنين يلعقون جراحه ويعيشون على آلامه متعكزين على نسب أسري لم يزكيه التاريخ.
ولا أدري وهو قانوني ضليع كما يدعي كيف له ألانجرار خلف هذه المفاهيم البالية التي يبتعد الناس عن الدخول في متاهاتها لعواقبها القانونية وما يترتب عليها من أمور في أعراف وتقاليد العراقيين،ولعله في حمأة غضبه تناسى القانون والخلق الرفيع وأنجر وراء عواطفه التي ستورده موارد التهلكة أذا أستمر في عقليته المتخلفة البعيدة عن التحضر والتمدن والمغرقة في بداوتها وكأننا لا زلنا في عصر العصبيات والقبلية المقيت،ومن هنا أدعوه لنزع أردية التكبر فأن السنابل الفارغة هي التي ترفع رؤوسها بكبرياء.
ولو أردنا النبش في التاريخ لوجدنا الكثير مما يجب أن يقال عن علاقاته السابقة بسبعاوي وما بينهما من ارتباطات تجارية يعرفها أبناء النجف،ومصادر تمويله في انتخابات مجالس المحافظات ولكننا نغض الطرف على أساس المثل الشعبي (لا تكل للسكران طيح هو يطيح وحده)ولعله يرعوي عن غيه فمن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر.

رابط مقالي المنشور في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=227440








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعندك وي الباكستان
قائد العوادي ( 2010 / 10 / 27 - 20:29 )
الاخ أبا زاهد المحترم
من الاجدر بك وانت كاتب قدير مشهود لك بالكفائة ان تتبارى مع أحد العراقيين ومن ذوي الاصول العربية,وليس مع شخص نفسه مخابراتي صدامي وتحول بقدرة قادر الى رجل حوزوي أخر الزمن ويرتبط بعلاقات مشبوهة مع قيادات ايرانية وباكستانيه,
من الاجدر به ان يحل مشاكل الباكستان اولا قبل أن يحل مشاكل العراقيين وينتقدهم,وانت يا أبا زاهد ما عليك ألا الاتصال بشيخ بشير النجفي(الباكستاني الاصل)كي يخلصك من شروره,لان الاخيركذلك أخذ يتكلم بأسم العراقيين ويتدخل في شوؤن العراقيين وأخرها الشوؤن السياسية وكأنه عراقي أصيل أب عن جد,
تقبل تحياتي


2 - الى الاستاذ محمد
napoleon bonaparte ( 2010 / 10 / 28 - 01:43 )
جوابك شافي لكل وطني شريف سلم قلمك وسلمت لنا اخا عراقيا غيورا وتقبل احترامي يا كبير


3 - شرفك ان يشتمك هذا الكمونه؟؟؟
ذياب آل غلآم ( 2010 / 10 / 28 - 07:21 )
نعم لك الشرف أبو زاهد حين يمسك هذا ومن مثله ! والعراق لدي شيء عنه ،عنهم ؟ كلهموا لا استثني منهم احدا! الا ما ندر من كمونه ؟؟! لكن نحن تسامينا الذرى ولا هبوطا للحظيظ!!ولاقياس مطلقا... وشجاب الوطن وشوده مابين محيي الدين وكمونه؟ -عفرمن - أبو زاهد ردك يشفي...وعار على بعض ممن يتنابزون بالألقاب فبئس الأسم الفسوق الذي ينتحله هؤلاء... اعتذر لكل القراء ان تجاوزت ؟


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 10 / 28 - 11:38 )
الأخ قائد العوادي
للأسف الشديد لا أعرف عن هذا الكمونة الكثير وأسمه مجهول عندي إلا من نتف متناثرة ومنها أضافتك الكريمة التي تثبت أصوله وجذوره ولكن لو كان توجهه وطنيا لقلنا ذاق مياه الفراتين بملحهما وغزرا فيه ولكن يبدو أن العرق دساس والدليل رده الذي ينبي عن نفس متهالكة يعتصرها الحقد وإلا أين البعث الصدامي من الحوزة والإسلاميين وكيف يلتقي النقيضين ومن الذي مهد له الدخول معهم لابد أن خلف ذلك أسرار ربما تكشفها الأيام فمثل هؤلاء يكونون ملكيين أكثر من الملك لأنهم لا يمتلكون المبادئ التي تعصمهم من الوقوع والتردي في الأوحال


5 - الأخ نابليون
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 10 / 28 - 11:48 )
الأخ نابليون
شكرا لتقييمك الذي أعتز به وليس لي الا القول:
بلينا في العراق بأمعات بحق قيل أشباه الرجال
يحبون الحياة على هوان وينقادون سرحا من جمال


6 - الأخ ذياب آل غلام
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 10 / 28 - 11:52 )

نعم نتسامى عن الصغائر ونبتعد عن الأساءة لأننا جبلنا على الطيب والمودة والسلام وتلك مباديء آمنا بها وسرنا عليها ولن يدفعنا الغضب للولوج في متاهات يريد كمونه وأمثاله أدخالنا فيها فما كل ما يعلم يقال واللسان ليس له عظم كما تقول جدتي ولكن ألستنا لن تنطق القبيح ولن تقول ما يمجه السمع، لك تحياتي


7 - الكاتب والمناضل الشريف
طارق عيسى طه ( 2010 / 10 / 28 - 23:40 )
الأستاذ الكريم محمد علي محيي الدين المحترم تحية طيبة
ان المناضل يعرف بنشاطه ومقدار ما انتاجه لمنفعة الشعب والأنسان ,والحقيقة انك لست نشيطا في الكتابة ولكن كتاباتك لها الكثير من القراء الذين يفخرون بها لصدقيتها وجرأتها
فلا يمكن ان يعكر مزاجك مثل هؤلاء الذين للاسف كثروا في الأونة الأخيرة تقبل ودي واحترامي


8 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 10 / 29 - 21:20 )
الأستاذ الأكرم طارق عيسى طه
تحيتي لك وأهجابي بقلمك الشريف وفكرك النير وحسن ظنك بي عسى أن أكون كما تريد وللأسف فقد لأبتلينا بهذا وأمثاله وثق أني أعرف عنه الشيء الكثير ولكن ما كل ما يعرف يقال وعسى أن يكون هذا درسا له ولأمثاله من المتصيدين بالماء العكر
أكرر أحترامي وتقديري وتمنياتي بالصحة والعمر المديد

اخر الافلام

.. أضواء الشفق القطبي الرائعة تزين سماء أوروبا بعد عاصفة شمسية


.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟




.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال




.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج