الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب

أشرف عبد القادر

2010 / 10 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


رفعت السعيد يرتفع
و
العوا يعوى مع الذئاب
أشرف عبد القادر
هرم آخر يجب أن تضيفه مصر،مصر الفكر ومصر السياسة ومصر صحيح الدين، إلى أهراماتها الشامخة هو الدكتور المؤرخ والسياسي المحنك،حبيب مصر ومحامي العمال والمستضعفين في الأرض رفعت السعيد،قرأت حديثه في "وطني"فوجدته شخّص كطبيب بارع جروح مصر الحقيقية في كلمات معدودة عندما قال:"إن ما يحدث حالياً نتيجة تراكمات لسنوات مضت ساهمت فيها الحكومة بسياسات خاطئة وبإعلام غير مستنير وبمناهج تربوية فاشلة".
نعم هذه مفاتيح جروح مصر المفتوحة:سياسات خاطئة تصنعها العواطف والانفعالات وليس العلم.وإعلام ظلامي يطمس العقل ويقدس الخرافات والغيبيات ويثير الفتنة بين عنصري الأمة المصرية،وهما المسلمون والأقباط،ومناهج تعليمية فاشلة ،لا تعلم أبنائنا الفكر النقدي الذي يميز بين الغث والسمين،وبين الخرافة والعلم وبين التعايش السلمي والودي بين المسلمين والأقباط،وتزرع الفتنة الطائفية بينهم التي يشعل نارها المتأسلمون بالشائعات الكاذبة،والتهجم على عقائد الأقباط وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كمواطنين مساوين لإخوانهم المسلمين في حقوق المواطنة وواجباتها، وهذه المناهج التعليمية والاجرامية تزرع في رؤوس صغار مصر ثقافة الكراهية بين عنصري الأمة بدلاً من تعليم عقلاني"ينشر ثقافة المواطنة بشكل صحيح".
يقول د. رفعت السعيد"وتغيير الجذور عبر تطوير التعليم،خاصة والتعليم الحالى يحقر الأخر [غير المسلم]وينشر التعصب والتشدد". وماذا عن المدرسة الأخرى وهي الإعلام:"لابد من تعديل الخطاب الإعلامي ليصبح أكثر استنارة". ويمضي د. رفعت السعيد في تشخيص جرح الإعلام المصري الذي انضافت إليه "الجزيرة" التي لا هم لها إلا نشر الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر فيقول:" مثل هذه الأجواء لا يمكن النظر إليها في لحظتها الحالية،وإنما هناك مناخ متراكم منذ سنوات أثمر في النهاية بظهور حالة من القلق المتبادل،ومع انتشار أفكار التطرف تصاعدت حدة الهجوم على الأقباط سواء كان ذلك عبر فضائيات"بير السلم"أو نتيجة سياسات خاطئة من الحكومة،وبعد ذلك ظهرت قنوات فضائية مسيحية مست العقيدة الإسلامية،وهو ما وصل إليه المجتمع الآن من التطاول على العقائد الإسلامية والمسيحية. وهناك تأثير سلبي لإحدى القنوات الفضائية العربية التي خلقت مناخاً من الحوار السيئ بين المثقفين والسياسيين في مصر،وهو ما أدى إلى تراجع ثقافة الحوار في المجتمع المصري(...)وبنفس الطريقة ظهرت قنوات فضائية دينية تحث على التطرف والتشدد،ولم يعد أحد يلجأ إلى التسامح الذي دعت إليه الأديان(...)وبالتالي بدأت حالات النهش في العقائد،وأصبح كل فرد يقول ما يريد على مثل هذه القنوات".
ثم ينتقل الطبيب البارع، طبيب الفكر والروح،د.رفعت السعيد إلى تشخيص جرح السياسة الخاطئة:" هناك ممارسات إدارية خاطئة لابد من تعديلها حيث السياسات الحالية تعوق وصول الأقباط إلى مناصب معينة، حيث يتعرضون للتهميش في مناصب مثل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات،ويواجهون مزيداً من التعقيدات لبناء الكنائس أو ترميمها". لابد من حل المشكلات من الجذور حتى يكون الحل صحيحاً ودقيقاً". هكذا تكلم رفعت السعيد.فهل ستسمعه مصر الدولة؟ اللهم آمين.
تحدث رفعت السعيد عن أخطاء الحكومة المصرية وطالب بتصحيحها قبل فوات الأوان أي قبل يقظة الفتنة الطائفية لا قدر الله. لكنه عملاً بمبدأ "صديقك من صدقك لا من صدّقك" تناول أيضاً أخطاء إخواننا في الله والوطن الأقباط،وفي قضية حساسة في مجتمع تقليدي كمجتمعنا المصري مع الأسف وهي خطف الفتيات فسأل:البعض يرى أن اختفاء الفتيات القبطيات يشكل أبرز أسباب خروج الأقباط للتظاهر؟ فأجاب"ما يحدث لا يمكن أن نطلق عليه اختفاء،وإنما إغواء،فهناك فتاة تتعرض لمضايقات من قبل أسرتها أو لمشكلات شخصية ثم تتعرض للإغواء وتجد الحل في الخروج من أسرتها وتغيير دينها إذا تطلب الأمر،أو قيام البعض بمحاولة اصطياد فتاة وإلقاء الشباك حولها، ونظراً لصعوبة اعتراف الأسرة بترك الفتاة لهم فيخرج الأب أو الأم معلنين خطف فتاتهم،ويتعاطف البعض معهم ثم يقومون بالتظاهر من أجل عودتها،وهو ما يشعل الموقف في كثير من الأحيان،وسرعان ما تظهر الحقيقة بأن الفتاة تركت المنزل بإرادتها ومن ثم لا يمكن اعتبار الموضوع اختطاف خاصة أن الشاب أو الفتاة إذا كانوا أكثر 21سنة فلا يمكن إطلاق اختطاف على ما يتعرضون له،فهم ليسوا قاصرين ويملكون حرية الإرادة.أما في حالة وجود حالات اختفاء قسري بالفعل هنا الجريمة الحقيقية والقانون يعاقب على ذلك،ومن ثم لا تعميم مثل هذه الكلمات،وللعلم هناك مسلمون يتحولون للمسيحية ولكن في أغلب الأحيان لا يتم الإعلان عنهم".
نعم أصبت كبد الحقيقة يا ابن مصر البار،لأنك تتكلم مثل سعد زغلول"الدين لله والوطن للجميع "لنترك الأقباط يدخلون الإسلام،والمسلمون يدخلون المسيحية بكل حرية حتى تصبح مصر مجتمعاً حرا مفتوحاً ولا تبقى مجتمعاً مغلقاً،كما هي اليوم كما يشخصها د. رفعت السعيد:"الحديث عن الأسلمة والتنصير بشكل متكرر هو من سمات المجتمع المنغلق،والمجتمع المنفتح لا يفكر في هذا الأمر إطلاقاً ولا يشتغل بهذا الجزء مثلما يحدث في مصر حالياً".ألوف المسيحيين في الغرب يدخلون الإسلام،ومثلهم ألوف المسلمين يدخلون المسيحية،ولا أحد من أهل الغرب يستنكر ذلك باستثناء المتأسلمين الذين يسمون من دخل من المسلمين الي المسيحية بـ"المرتد"،وحتى في بعض البلدان الإسلامية مثل المغرب فإن المسلمين يدخلون فيها بكثرة إلى اليهودية والمسيحية ولا أحد ينبح عليهم إلا المتأسلمون.
بهذه الكلمات المضيئة والأفكار المستنيرة ارتفع د. رفعت السعيد إلى قمة هرم خوفو،وبالمقابل نزل المتأسلم سليم العوا إلى الحضيض عندما عوى مع الذئاب المتأسلمة محرضاً على الفتنة الطائفية بكذبة بحجم الهرم. كنت من الذين اعتقدوا أن المحامي محمد سليم العوا قائد إسلامي معتدل. لكن الحقيقة المرة أنه ليس "في القنافد المتأسلمة أملس"كلهم أجسامهم مغطاة بالأشواك ليس للدفاع كما تفعل القنافد الحقيقية، بل للبغي والعدوان.
لجأ العوا إلى سلاح الكذب فزعم أن "الكنيسة تخبئ الأسلحة في الكنائس والأديرة"لمحاربة المسلمين في مصر. وهو نداء إجرامي يحرض ميليشيات "الإخوان" الذين استعرضوا عضلاتهم المفتولة في جامعة الأزهر إلى إخراج أسلحتهم من مخابئها لتحويل مصر إلى"كشح"كبرى يذبحون الأقباط في كل قرية أو مدينة فيها.
إذا كان العوا يعوى مع ذئاب الإرهاب المتأسلم،مثل المجرم الشريك في قتل الرئيس المؤمن محمد أنور السادات ،طارق الزمر،الذي يكتب من سجنه كاذباً"الكنيسة في مصر دولة فوق الدولة"!!! فإن الإسلامي المعتدل حقاً وصدقاً،محمد عبد القدوس،كثر الله من أمثاله،يحرق مخه لإبتكار وسائل ودية طريفة لوصل حبل الود بين عنصري الأمة المصرية المسلمين والأقباط.مثلاً يطلب من الأقباط رفع السماعة في الأعياد الإسلامية لتهنئة إخوانهم المسلمين بأعيادهم ،كما يطالب المسلمين بمكالمة إخوانهم الأقباط في أعيادهم الدينية لتهنئتهم بها. وهو بهذه المبادرة الجميلة يحيي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذي كان يقول لموزعي الصدقة:"ابدأوا بجارنا اليهودي"،وهو في الوقت نفسه يسدد لكمة مدوية لفقه النكد وفقه الفتنة ،فقه الولاء والبراء، الذي يأمر المسلمين على لسان محمد بن ابراهيم، حفيد محمد بن عبد الوهاب،الذي ترأس كبار"علماء"السعودية طوال 50 سنة في "فتاويه" الشيطانية : "يجوز لعن النصارى واليهود" و"لا يجوز ابتداء أهل الكتاب بالسلام ولا ينبغي مصافحتهم تحت أي ظرف"و" يجب منع النصارى والنصرانيات من العمل داخل المجتمعات الإسلامية". هذه الدعوة الإجرامية لثقافة الكراهية والعنصرية الدينية والفتنة بين عنصري الأمة المصرية،مازالت للأسف الشديد تدرس في مدارس مصر وثانويات الأزهر... نامت نواطير مصر عن ثعالبها...
وأخيراً تحية إسلامية حارة لشيخ الإسلام في القرن الحادي والعشرين الشيخ سيد إمام الشريف الشهير بـ"الدكتور فضل" القابع في زنزانة رطبة في سجن ليمان طره،فك الله أسره، الذي فضح الإرهاب المتأسلم كما لم يفضحه أحد قبله،جازاه الله عن الإسلام خيرا،والذي اعتبر الأقباط وجميع المصريين المسيحيين مواطنين لا ذميين لهم من حقوق المواطنة ما لإخوانهم المسلمين،وعليهم من واجباتها ما على المصريين المسلمين .
فهل ستقتضي الجماعات المتأسلمة التي مازالت سجينة فقهاء القرون الوسطى وكأن الزمن تجمد في حقبتهم،وأقسموا بأغلظ الأيمان ألا يتجاوزها إلى عصرنا الحديث،قلت هل ستقتضي هذه الجماعات بهذه المنارة الإسلامية الرائعة الشيخ سيد إمام الشريف الشهير بـ" للدكتور فضل.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا تريدونها
السعيد زهران ( 2010 / 12 / 28 - 10:51 )
إن مايلعب عليه رفعت السعيد وأمثاله من الماركسيين والعلمانيين هو تفتيت مصر والعالم الإسلامي أكثر مما هو عليه , وماتدعيه أيها الكاتب بأن رفعت السعيد يريد لمصر الخير إنما هو محض افتراء وكذب وزور وبهتان , لقد رضي منذ سنوات طويلة أن يجلس بمجلس الشورى الموصوف بأنه مجلس الحكماء يقرار تعيين من قبل رأس النظام المصري ماداّ يده وآخذا من مال الشعب المطحون كل امتيازات رجال اليرلمان وحوافز وهبات وعطايا ليمثل علينا أنه معارض , كيف يحدث هذا ؟ ثم في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة قد باع حزبه بكل مافيه للنظام مقابل بغض الفتات الذي يرميه أحمد عز له ولأمثاله , والدليل الأكيد على هذا مافعله العشرات من رجال الحزب كالبدري فرغلي وغيره ممن لم يرتضوا هذه النخاسة الحقيرة وأعلنوا استقالاتهم بالجملة من حزب يرأسه مثل هذا الألعبان , أرجوكم أظهروا الحقائق ولاتدلسوا على الناس واحترموا من يخالفكم في الرأي , فالدكتور العوا رجل له احترامه وله فكره وآراؤه .

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة