الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجهزة الأمنية هي الأساس في حفظ الأمن ... لكنها ليست الوحيدة.

جواد الحسون

2010 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الأجهزة الأمنية هي الأساس في حفظ الأمن ... لكنها ليست الوحيدة.

افرزت المرحلة السابقة جملة من التغيرات الأساسية التي قادت إلى زيادة العبء الذي تتحمله الأجهزة الأمنية في السنوات الأخيرة ، وقد تعددت المشكلات التي يواجهها المجتمع في وقتنا الحاضر وتعقدت وبرزت احتياجات لم تكن موجودة في السابق نتيجة للتطور الحضري والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المفاجئة التي شهدها مجتمعنا ، وقد أثّرت هذه التغيرات على الجانب الأمني في المجتمع، فزاد معدل الجريمة وتعددت أشكالها وأساليبها وتقنياتها وبرز التطرف والإرهاب كمهدد رئيس للأمن ، ومن الملاحظ أنّه بالرغم من تلك التغيرات إلا أنّ مؤسسات المجتمع لم تواكب تلك التغيرات ولم تتغير استراتيجياتها لتتعامل مع المستجدات وأمام ذلك أصبحت الأجهزة الأمنية تتحمل العبء مما صعّب من مهمتها في مواجهة تلك المشكلات أو تلبية الاحتياجات نتيجة الى انتقال تلك المسؤوليات إلى الأجهزة الأمنية وانشغالها بالقيام بمسؤوليات هي من صلب مسؤولية الجهات الأخرى، وأصبحت الأجهزة الأمنية هي البوابة الأولى والأخيرة في التعامل مع كثير من القضايا والمشكلات بدلاً من أن تكون البوابة الأخيرة وأمام ذلك فإنّه لابد من الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع والأجهزة الأمنية وتبني نهجاً تكاملياً في التعامل مع قضايا ومشكلات المجتمع ذات العلاقة بالجانب الأمني والحيلولة دون تنامي المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لتصبح مشاكل امنية تقع بعد ذلك على كاهل المؤسسة الامنية.
لقد اعتاد مجتمعنا على قيام الدولة بكل الأمور وفي كل الأحوال والظروف، وهناك اعتقاد سائد في المجتمع في أنّ الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن تقديم جميع الخدمات ومن ضمنها الخدمات الأمنية والوقاية من الجريمة والتوعية الأمنية، فكل برنامج أو خدمة للمجتمع لا بد أن يُوفر من قبل الدولة، بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة أخرى يعاني منها مجتمعنا وتتمثل في الافتقاد إلى التكامل المؤسسي بين مؤسسات المجتمع المختلفة عامة كانت أو خاصة والأجهزة الأمنية، فالمؤسسات الحكومية غير الأمنية تُحجم عن المساهمة في الجوانب الأمنية العامة مثل التوعية الأمنية والتثقيف الأمني والمساهمة في الوقاية من الجريمة بحجة وجود أجهزة أمنية مسؤولة عن جميع ما يختص بالأمن. وهذا أدّى إلى الاتكاء على الأجهزة الحكومية الأمنية وهمّش جهود مؤسسات المجتمع العامة والخاصة، ومن المعروف أنّ مؤسسات المجتمع ومنها مؤسسات القطاع الخاص أثبتت أهميتها ودورها في المجتمع الحديث كمساند للجهود الحكومية خاصة في هذا الوقت الذي يصعب معه على الأجهزة الأمنية الحكومية القيام بحلّ جميع المشكلات والقيام بجميع الأدوار والمهام الأمنية العديدة من توعية ووقاية ومكافحة ومراقبة وضبط وحفظ للأمن وحماية المجتمع مما يتطلب معه الشراكة المجتمعية من قبل جميع مؤسسات المجتمع وأفراده وتضافر جميع الجهود الحكومية والخاصة، اضافة الى ان مساهمة المواطنين كأفراد يلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن، والمساهمة في خدمة المجتمع وتعزيز الأمن والوقاية من الجريمة جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية، فالأجهزة الأمنية وإن كانت هي الأساس في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة لكنها ليست هي الوحيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في