الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‌أسرى في ضيافة الأنصار لشيوعيين

خالد صبيح

2010 / 10 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ذكريات أنصارية

***

مقدمة

لقد فرضت هذه المقدمة نفسها فرضا، لان الموضوع، أو الوقائع التي انوي سردها هنا، متعلقة بتجربة، (هي تجربة حركة الأنصار الشيوعيين بين عامي 1978-1988)، لم يلق عليها،بتصوري، القدر الكافي من الضوء، وذلك لأسباب عديدة؛ منها تقاعس وعدم جدية من هو معني بها،واقصد الحزب الشيوعي العراقي، وذلك لخلل بنيوي ووظيفي عام يعاني منه هذا الحزب في ظرفه الحالي، وأيضا لحالة خاصة من التوجس من هذه التجربة لدى بعض الأشخاص النافذين في هذا الحزب تقلقهم وتسبب لهم بعض الحرج، الأمر الذي أدى بالمحصلة إلى إلقاء هذه التجربة في زاوية ضيقة من النسيان، لتغدوا حالة استذكار ذاتي وفردي يقوم به هذا الشخص أو ذاك ممن عاش التجربة وتأثر بمجرياتها. وهذا الغياب أو التغييب لهذه التجربة عن دائرة الضوء شجع بدوره خصوم الحركة أو التجربة على توجيه الاتهامات المجانية لها، ونعتها بنعوت وأوصاف اقل ما يقال عنها أنها غير منصفة واعتباطية وافتراضية. بمعنى إنها غير مستندة على وقائع، أو حتى أسس منطقية يقاس عليها. وابرز هذه الاتهامات تلك التي ادعت إن الحركة، قامت، مشتركة مع القوى الكردية الأخرى، بـ (قتل أبناءنا من أفراد الجيش العراقي)(كذا)، وإنها قد تحولت إلى سكين واخزة في خاصرة الجيش العراقي فيما هو يخوض القتال ضد إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

ومن المعروف أن الموقف من الحرب الإيرانية العراقية لازمته التباسات سياسية وفكرية مختلفة على الساحة السياسية العراقية وكذلك داخل الحزب الشيوعي العراقي نفسه.

إن هذا التصور عن الحركة والنقد الذي وجه لها، هذا إذا استبعدنا سوء الطوية فيه، يعالج هذه الحقبة وملابساتها بنظرة تجريدية خالية من الفهم السياسي المنطقي للظرف بأكمله، مفترضا أن الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام حسين على إيران هي حرب وطنية تستلزم تلقائيا موقف الدفاع عن الوطن، لاسيما حين تغيرت مجريات الحرب الميدانية بتحول القتال إلى داخل الأراضي العراقية، بعدما أجبرت القوات الإيرانية جيش صدام حسين على الانسحاب من أراضيها نهاية عام 1981. ومع إن هذا ليس هو موضوعنا هنا، إلا أن الإشارة إليه ضرورية، لان البعض يناقش ويقيم موقف وسلوك الحزب الشيوعي العراقي، وحركة الأنصار، في تلك المرحلة، من خلال هذه النظرة التقييمية الخاطئة. ولهذا ينبغي هنا إيضاح بعض جوانب تلك المرحلة، وبنفس الوقت إلقاء الضوء على السياسة العامة للحزب التي اتبعها في حركة الأنصار، والتي جسد بها موقفه من الجيش العراقي بشكل عام وليس في ظروف القتال بين إيران والعراق فقط.

وقبل الخوض في استعراض سياسة الحركة ومواقفها ينبغي الإشارة هنا إلى أن موقف النقد أو الموآخذة على حركة الأنصار، وعلى الحزب الشيوعي العراقي، الموصوف أعلاه، قد اخذ أكثر من صيغة للتعبير، وفي أكثر من موقع ومنبر وزاوية نظر. وينبغي كذلك التأكيد هنا على أن (وجهة النظر) البعثية غير مشمولة بهذا النقاش لأنها أصلا لم تقصد النقاش وإنما طرحت، كما عودنا البعثيون بلغتهم الفجة، لتصب اللعنات على الحركة، وعلى الشيوعيين، وتقوم بتخوينهم واعتبارهم خارجين على (القانون)، حسب مسوغات شكلية تافهة، هي رفع السلاح في وجه الحكومة الشرعية( كذا). وهذا التصور مع كل مفرداته وتفريعات مسوغاته هو غير مقنع ولا منطقي. أضف إلى ذلك انه حاسم ونهائي ويقيني بشكل لا يقبل الجدل، مما يعيق تلقائيا أي إمكانية لمناقشته. وعليه فلا يمكن في هذا السياق التعامل معه بغير التجاهل والإهمال، لأنه باختصار ليس موقفا وإنما صيغة تعبير عدوانية متغطرسة وغير موضوعية، ناهيك عن إنها غير أخلاقية.

لم يلجا الحزب الشيوعي العراقي أواخر السبعينات إلى المعارضة، والمسلحة منها على وجه الخصوص، إلا بعدما استنفد كل ممكنات التفاهم مع البعثيين ونظام صدام حسين بعد انقلابهم أواخر عام 1978 على الجبهة الوطنية التي عقدت بين الحزبين في عام 1973. وكان هذا الانسحاب وإعلان المعارضة بطيئا ومترددا بعض الشيء، وقد أدى تلكؤ الحزب أو تردده في اتخاذ قرار المعارضة، ومن ثم إعلان الكفاح المسلح كأسلوب رئيسي للنضال، إلى بعض الاحتقانات الداخلية وردود أفعال حادة شكلت تحولا نوعيا في طبيعة الاضطرابات التنظيمية والفكرية داخل الحزب ستستمر أثارها طويلا في الحياة الداخلية للحزب. ويجدر التنبيه هنا إلى أن الحزب حين لجأ إلى جبال كردستان، معقل المعارضة المسلحة التقليدي، كان يبغي بشكل رئيسي حماية تنظيماته وإعادة الصلات بشكل من الأشكال مع الداخل، بعدما جرى إبعاده وتشريده في حملة القمع الواسعة التي تعرض لها.

كانت المهمة الاولى في نشاط الحزب العسكري هي التبشير بموقف الحزب الجديد، وشرح أبعاده لجماهير كردستان عن طريق توزيع المنشورات، وعقد الندوات، والتثقيف اليومي من خلال احتكاك المقاتلين بالأهالي. لكن هذه الأنشطة وغيرها لم تأخذ شكلها الواسع والمؤثر إلا بعدما عزز الحزب من قدراته العسكرية، وعمق خبرته في الميدان، وعزز قواته بالمزيد من الأنصار الملتحقين به من الخارج ومن الداخل، وأيضا بتطوير تجهيزاته العسكرية والإدارية والتدريبية. وترافق هذا التوسع والتطور في العمل الميداني مع نشوب الحرب العراقية الإيرانية (وضمنيا بسببه)، وبما استتبعه من تقليص للقوات النظامية في المناطق المحيطة بعمل الأنصار، مما أتاح للحزب، ولقوى المعارضة الأخرى، القدرة على تكثيف نشاطها وتكريس تواجدها في قرى ريف كردستان وعلى حافات المدن. وكانت السياسة الثابتة، وان لم تكن المعلنة للحزب،( بحدود علمي)، هي في تركيز العمليات العسكرية على الأهداف الأمنية للنظام؛ المرتزقة( الجاش)، ورجال الأمن والمخابرات، ومنتسبي الحزب الحاكم من جيش شعبي وغيرهم، وحتى هذا كان مشروطا بمدى إيذاء هؤلاء للأهالي، او بملاحقتهم وترصدهم ومضايقتهم لقوات المعارضة المقاتلة. ولم تكن قوات الجيش النظامية على الإطلاق هدفا للمقاتلين، إلا في الحالات التي تتعرض فيها هذه القوات لهم، أو تكون عائقا أمام تحركهم. وقد شهدت العديد من مناطق عمليات الأنصار تفاهمات مباشرة أو عرفية (صامتة) بين القوات النظامية وبين الأنصار، يكف الطرفان بمقتضاها عن إيذاء احدهما الآخر. وكانت هناك مراسلات بين بعض الضباط في ربايا الجيش وقادة المفارز تصب في هذا الاتجاه. وفي الوقت الذي كان الأنصار يتجنبون التعرض للقوات النظامية، لان أبناء القوات المسلحة، حسب منظور الأنصار الوطني، هم بالمحصلة أبناء الشعب، ولايجوز التعرض لهم، أقول في الوقت الذي تجنب فيه الأنصار التعرض للجيش النظامي تجنب الجيش النظامي في عمله الروتيني، لاسيما في المناطق النائية، التعرض للمقاتلين أيضا. وهناك بعض الحكايات المعروفة والطريفة عن هذه الأجواء، كإرسال تلميحات من بعض الضباط للأنصار بالحديث أمام أبناء القرى عن وطنية الشيوعيين التي تمنعهم من تدمير وتخريب أعمدة الكهرباء وما شابهها التي هي بالأصل لخدمة المواطنين. وللإنصاف أيضا أقول؛ إن هذا السلوك، وهذا الموقف إزاء أبناء القوات المسلحة، لم ينفرد به الأنصار الشيوعيون وحدهم، وان كانوا هم أكثر دقة في الالتزام به، وإنما كانت تمارسه بدرجات متفاوتة بقية القوى الأخرى، ففي الحركة القومية المسلحة في كردستان، ارث أخلاقي وسياسي طويل يمنع، أو لا يحبذ، التعرض لأبناء القوات المسلحة النظامية، إلا في حالات المواجهة الشاملة، وربما استثني هنا، بدرجة معينة، الاتحاد الوطني الكردستاني ( اوك)، بسبب ما تشبع به أعضاؤه من تربية عنصرية، شحنوا بها الأجواء العامة، أخلت بهذه الروحية. وهذا أمر مألوف في سلوك قوات (اوك)، الذي تتسم مواقفهم عموما باللااخلاقية، وبميل للتطرف والعنف، وبنفس عنصري محسوس. فقد مارس هؤلاء بعض الخروقات لهذا المبدأ المتعارف عليه في عمل قوى المعارضة المسلح في كردستان. ويمكنني هنا الاستدلال في توضيح هذا التمايز في سلوك منتسبي (اوك) عن القوى القومية الأخرى، بما تعرض له الجنود العاديون الأبرياء، في مدينتي السليمانية وكركوك، أثناء انتفاضة عام 1991، من تصفيات عشوائية عزاها المسؤولون في (اوك) لاحقا إلى تطير بعض الشباب المتحمس، وبعض من قليلي الوعي. في الوقت الذي حظي زملاء هؤلاء الجنود بالرعاية والحماية في مناطق اربيل ودهوك وغيرها من المناطق التي لم يسيطر عليها (اوك).

كان الأنصار يستهدفون بشكل أساس، كما أسلفت، أفراد الأجهزة الأمنية، ومنتسبي الحزب الحاكم، وبعض أفراد الجيش الشعبي، ومنتسبي جهاز الاستخبارات في الجيش، وهؤلاء يتم البحث عنهم غالبا في السيطرات التي ينصبها الأنصار على الطرقات بين المدن. وحين يعثر الأنصار في هذه السيطرات على جنود عائدين بإجازات دورية، يتركونهم لمواصلة طريقهم بعدما يجري التحقق من هوياتهم من خلال الوثائق التي يبرزونها، ومن بعض الأسئلة السريعة التي تطرح عليهم، ومن يتأكد انه ليس من منتسبي الاستخبارات يترك وشانه دون أي إزعاج أو مضايقة.

وحين نشبت الحرب العراقية الإيرانية، واقتربت بعض المعارك من مناطق الأنصار، كان الأنصار الشيوعيون، ( واخص هنا الشيوعيين، لان بعض القوى تعاونت مع الجيش الإيراني بإشكال مختلفة)، ينسحبون من المناطق التي يقترب منها أي من الجيشين، تجنبا للتعقيد الميداني والسياسي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الموقف السياسي للحزب آنذاك، كان يدين التعنت الإيراني لإصراره على استمرار الحرب، وعلى إطالة أمدها، من غير أن يغفل، في نفس الوقت، إدانة المسبب الحقيقي لإشعالها، وهو نظام صدام حسين.

إن نشاط وسلوك الأنصار يمكن إيجازه باختصار بأنه لم يتقصد إيذاء أفراد الجيش النظامي، كما أراد أن يوحي من أراد تشويه هذه الحركة، ولم يقم بإيذاء أبرياء بجريرة مذنبين بأي شكل من الأشكال، ولم يقم كذلك بعقوبات جماعية. وتركز جهد الأنصار على حماية المواطنين من شرور الأجهزة القمعية بكل صنوفها.
وتجربة الأسرى أو الرهائن، إن صحت التسمية، التي أريد سرد بعض جوانبها في هذه الحكايات القصيرة الثلاث، توضح هذا الجانب الذي رميت إليه في هذه المقدمة، وهو بكل المقاييس جانب مضيء ومشرف في حياة الأنصار والحركة السياسية العراقية.

وأود أن انوه، قبل الذهاب إلى حكاياتنا القصار، إلى أن هذا النوع من الوقائع، المسرود في الحكايات الثلاث، يستجيب أكثر، كما يخيل إلي، لأساليب العمل الأدبي النثري، وذلك لما فيه من تفاصيل حياتية، وشحنة عاطفية وشعورية، تستعصي عادة على الأسلوب التقريري الذي تدون به هنا هذه (المقاصات*) القصيرة.

***

لا خمرة في الجبال


وقعت هذه الحادثة في صيف عام 1981 في سهل كركوك ،ففي الصيف تنشط عادة العمليات العسكرية للأنصار بسبب ما يتيحه الجو لهم من مرونة في الحركة. وسهل كركوك معروف بأنه من مناطق العمليات الخطرة بسبب أن مديات واسعة من أرضه هي أراض سهلية منبسطة لاتساعد الأنصار على المناورة والتخفي اللذان تهيئها لهم الجبال الوعرة.

في احد أيام ذلك الصيف نصب الأنصار في احد المواقع سيطرة عسكرية للبحث عن أعوان النظام من مرتزقة أو مخابرات وغيرهم، وأيضا من اجل إثبات الوجود وتحدي النظام بعلنية. استطاع الأنصار في هذا الكمين من اسر مهندسيَََّن فرنسيين يعملان في إحدى الشركات الفرنسية العاملة في العراق، ومعهما سائقهما العراقي الآشوري يوسف، أو ( أبو يعگوب) كما سيلقبه الأنصار بتحبب في مكان أسره فيما بعد.

كان اسر هذين المهندسين مكسب جيد يمكن أن يستثمره الحزب بطريقة ما لعرض قضيته وقضية الشعب العراقي في الإعلام العالمي، وهذا ماسيتحقق، وان بدرجة بسيطة، لاحقا. نُقل هؤلاء الأسرى إلى المقرات الخلفية. وقد وضعوا في فصيل المدفعية البعيد عن مقر القيادة والمنزوي عند حافة الجبل. وهو مقر ليس فيه أسرار، فلا يستطيع هؤلاء الأسرى، بسبب ذلك، من معرفة أو رؤية ولا حتى سماع أي شيء قد يفيد العدو لاحقا، وكذلك هم في هذا الموقع لا يستطيعون، ليس فقط الهروب، وإنما حتى مجرد التفكير فيه لوعورة المنطقة وكثرة مجاهلها، ولهذا فقد كانوا طلقاء، كما لم يكن هناك تشديدا خاصا على حراستهم، والأكثر أنهم اسكنوا خيمة عادية وسط الأنصار، وكانوا يستطيعون الحركة بحريتهم داخل المقر الصغير والمحصور في ممر ضيق بين بضعة أودية متداخلة.

احد المهندسيّن كان يتحلى ببساطة سلوكية شجعته، مقرونة بتعامل الأنصار الايجابي معه، على أن يخرج من الخيمة ويحتك بالأنصار ويتحدث معهم ويلعب مع بعضهم الشطرنج( ويخسر) ويتداول مع من يجيد منهم الانگليزية احاديثا سياسية واجتماعية، بينما بقي الآخر منطويا ويتعامل بمحدودية عكست مزاجا متعاليا، ولم يكن يخرج من الخيمة إلا لقضاء حاجته أو للطعام. عرفنا فيما بعد انه يملك أسهما في الشركة التي يعمل بها.

كان الأسرى الثلاثة يسكنون خيمة واحدة، ويتناولون الطعام بشكل مشترك، لكن ذات يوم اشتكى (أبو يعگوب) من أن الفرنسيين يعاملانه معاملة فجة ومتغطرسة تزعجه، فتقرر عندها سحب (أبو يعگوب) من خيمتهم، وصار ينام في مكان مفتوح قريب من أماكن الأنصار، واخذ أيضا يتناول طعامه معهم. ومع مرور الأيام صار (أبو يعگوب) واحدا من الأنصار، اعتادوا على وجوده، وأحبوه، وكانوا يعاملونه كضيف، بل كصديق. لكن لـ (أبو يعگوب) مشكلة ستظهر آثارها مع الأيام ومع تطور علاقته مع الأنصار التي اخذ يداخلها المزاح والنكات. كانت مشكلة (أبو يعگوب) انه كان معتادا على شرب الخمرة. وهناك في الأسر انقطع، اضطرارا، عن هذه العادة المحببة إلى نفسه، فليس في الجبال خمرة، فانعكس هذا على مزاجه بحدة ملحوظة. لاسيما عند الغروب حيث يشحب وجه (أبو يعگوب) مع شحوب السماء. والجبال، لمن لم يعتد عليها، تكون موحشة، بل ومخيفة وقت الغروب حيث تنطوي جميع الكائنات على نفسها. حينها يأخذ (أبو يعگوب) بالتمشي في احد ممرات المقر باديا عليه الحزن والاكتئاب، وقد تحولا مع الأيام إلى حالات توتر وضيق واضحين.

كان احد الأنصار يبتدره مازحا في الاماسي عند الغروب بالقول:

ـ ها أبو يعگوب، هسه ربع عرگ يسوى الدنيا وأهلها، مو؟.
أو:
أبو يعگوب انته هسه لو بكركوك جان يمكن ناصب الميز وحاط المزه ومقندل.

فينفعل (أبو يعگوب)، وتهيج مشاعره، فيأخذ بشتم النصير والأنصار بجد وحرقة رغم انه يحاول أن يظهر الأمر وكأنه مزاحا.
والله أنعل أبوكم على هالطلعة.. مو آني گلت لكم آنا شكو ماخذيني.

وذات يوم جاء احد الأنصار الأكراد من إحدى المفارز في زيارة إلى المقر، وتعرف على (أبو يعگوب)، واخذ يمازحه باللغة الكردية، فصار (أبو يعگوب) يهيل له الشتائم. وحين استفسرت عن الموضوع وسط ضحكهما قال (أبو يعگوب):

هذا الزمال اللي أسرني. گتله عوفني، إي آنا شكو ماخذيني.. ماقبل الكلب ابن الصطعش كلب.

بالمناسبة كان( أبو يعگوب)يتكلم خمس لغات؛ هي العربية والكردية والآشورية والتركمانية والانكليزية. لاحظوا كيف يتطور المرء في مدينة كركوك.

علمنا لاحقا إن مفاوضات بين قيادة الحزب وجهات حكومية فرنسية بواسطة الحزب الشيوعي الفرنسي تجري لإطلاق سراح المهندسيّن، ومقابل ذلك استضافت قناة تلفزيونية، ومحطة إذاعية فرنسيتان، الراحل الدكتور ( رحيم عجينة)، القيادي في الحزب، عرض فيها شيئا من أوضاع العراق السياسية، ومعاناة الشعب العراقي في ظل حكم الدكتاتورية البعثية.

وفي أواخر الصيف، مع إطلالات الخريف الأولى، حيث تتغير حياة الأنصار ومهماتهم تقرر إطلاق سراح الأسرى، ونقلوا حسب اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني( حدكا) إلى منطقة داخل الأراضي الإيرانية لضمان تسليمهم إلى السلطات العراقية(كانت هناك مخاوف من أن يقوم النظام بتصفيتهم ويتهم بهذا المعارضة لتشويه سمعتها)، ومن ثم إرسالهم إلى فرنسا.

رحلوا ذات مساء وكان (أبو يعگوب) يسير في مؤخرة الموكب الصغير، نحيفا متعبا وقلقا. كنا متأكدين من أن المهندسيّن الفرنسيين سيصلان بسلام إلى بلدهما، وسينعمان بحياتهما مع أسرتيهما، ولكننا لم نكن نعلم ما الذي ينتظر (أبو يعگوب)، وما إذا كان سيحتسي الخمرة في المساء الأول الذي يصل فيه إلى بيته وعائلته، أو ما إذا كان سيحتسيها مرة أخرى في حياته أم لا!.


***

2

الأذان يرفع في فصيل المدفعية

اسمه احمد؛ كادح مصري متغرب قدم إلى كردستان لأجل أن (يلقّط) رزقه كما يقول الإخوة المصريون. اركبه حظه العاثر سيارة ستعترضها مفرزة للأنصار الشيوعيين في إحدى الطرقات الموصلة بين مدن كردستان. ورغم إن احمد كمصري قد تشرب المحن في حياته كنسغ يسري في عروقه إلا أن تلك اللحظة العاثرة، لحظة وقوعه في اسر الشيوعيين العراقيين، ستشكل محنته الأكبر في الحياة.

ظن الأنصار بان (احمد) صيد ثمين ستستفيد منه الحركة بالمساومة للحصول على منافع سياسية. ولهذا فقد سحبوه، مرتبكا خائفا وقلقا، إلى المقرات الخلفية. والمسافة بين الموقع الذي اسر فيه (احمد المصري) وموقع المقرات الخلفية طويل جدا، ويجب أن تقطع مشيا على الأقدام لأيام وليال، فليس في الجبال وسائل نقل غير البغال، وهي أرقى وسائط النقل لدى الأنصار، ولا تستخدم إلا للمرضى أو العاجزين أو الجرحى، لهذا فقد عانى (احمد المصري) كثيرا من التعب في مسيرته هذه، وبضغط من معاناته هذه أطلق مقولته المشهورة التي سيتندر الأنصار بها فيما بعد:

(أنا اخلص جبل يطلع لي جبل.)

كالعادة اسكن (احمد المصري) في مقر المدفعية للأسباب المعروفة. وخصصت له خيمة مجموعة من الأنصار، ففي الصيف لا يستخدم الأنصار الخيام. لكن احمد عاش حالة غريبة، فقد كان خائفا دونما سبب. رغم كل التطمينات اليومية بأنه لن يحصل له شيء، وليس هناك أي خطر على حياته، وبُينت له الأسباب وراء احتجازه، وأٌفهم بأنه ضيف وليس أسير. فلحركة الأنصار سجن يضعون فيه الأسرى الخطرين، ولكن (احمد) كما كٌرر له مرات ومرات، هو أسير من نوع آخر، أو بالأحرى هو ضيف. لكن احمد لا يستطيع أن يطمئن. فحين يدخل احد الأنصار إلى الخيمة في وقت متأخر من الليل لأخذ شيء ما، فبعض حاجيات الأنصار الشخصية موجودة هناك، معاطفهم العسكرية على سبيل المثال، وهذه يحتاجونها أثناء الحراسات المتأخرة في الليل بسبب برودة الجو، عندها يفز (احمد) من النوم مذعورا وخائفا. وتتكرر الوصلة ذاتها: (اطمئن يا احمد، نحن لن نفعل بك شيئا. وحتى إذا أردنا أن نفعل شيء ما، وهو أمر مستحيل، فلن نأتي لكي نفعله في الليل، بل سنفعله في النهار لأننا لسنا بحاجة إلى اختطافك لكي نأتي في الليل.

لكن احمد يبقى قلقا ولا يطمئن.

وقد تلاعب بعض الظرفاء على حالة الخوف لدى (احمد) فكان حينما يأتي المسؤول السياسي للفوج( أبو ناصر) يهمس احدهم في أذن (احمد) بان هذا الرجل هو: ( الكبير بتاعنا، وفي أيده كل حاجة). فيأتي (احمد) إلى مكان جلسة الأنصار، يسلم ويجلس، في البداية يستمع للأحاديث منتظرا الفرصة المناسبة ليبدأ حديثه مع ( أبو ناصر):
( يابييه، والله العزيم أنا مزلوم، والله أنا ماعملتش حاجة تزعل حد.)

فيطمئنه (أبو ناصر) ضاحكا، بأننا نعرف هذا، وان الأمر ليس بيده، وان مشكلته ستحل قريبا.

وحل شهر رمضان. و (احمد) كأي مصري بسيط، رجل متدين، ويصوم رمضان. عندها سعى الأنصار لتوفير أفضل الظروف له لكي يتم صيامه براحة. فكان يعزل له طعام الفطور والغداء ويجمعان مع العشاء ليقدما له في وقت الإفطار، وتترك له حرية التصرف بطعامه، ماذا يأكل وماذا يبقي للسحور، وكان يعد له خصيصا إبريق شاي وقت الإفطار، وعندها يأتي من (يتملقه) من الأنصار من عشاق احتساء الشاي علهم يحصلون منه على كوب صغير. وهذه الأشياء، كإبريق الشاي مثلا، قد تبدو بسيطة وليست ذات قيمة لمن يسكن المدينة، لكنها في الجبال، وفي حياة الأنصار، هي أشياء مهمة ولها قيمة كبيرة وخاصة.

وطبعا خصص لـ(احمد) جهاز راديو، هو راديو آمر الفصيل، وهذه هبة كبيرة. فالراديو يلعب دور كبير في حياة الأنصار، لأنه واسطتهم الوحيدة للإطلال على العالم الخارجي، ولهذا كان كل نصير لديه جهازه الخاص، والاستغناء عن الراديو هي ( تضحية) ليست هينة. أقول كان (احمد) يستمع إلى الراديو، وأيضا يفطر على الأذان الذي تبثه إذاعة بغداد. لكن ( أبو الصوف، وهو نصير فنان ومتعدد المواهب)، كان قد قرر أن يرفع هو شخصيا الأذان وبشكل خاص لـ(احمد المصري). لهذا عند الغروب، ومع وقت الإفطار، يرتفع صوت (أبو الصوف) في الفصيل مؤذنا أذانه الخاص:

(الله اكبر الله اكبر...
حيي على ملا علي)

وملا علي هو الراحل (فرج عبدالله) آمر الفوج.

كان احمد يضحك بمرح لهذه الدعابة.

وأخيرا، ذات يوم، جاءت البشرى لـ(احمد)، سيطلق سراحه. فبعد أن يئس الأنصار من إمكانية الاستفادة من وجوده لديهم في أي أمر سياسي؛ فلا الحكومة العراقية تهتم به، ولا حكومته المصرية ستكترث لمصيره، بل ربما إن النظامين سيفرحان إذا ما صفي احمد. فسينقص الشعب المصري ( فم) جائع يزعج الحكام. لذا تقرر إطلاق سراحه.

كان علي أن انقله إلى مقر القيادة ليتسلم نقوده التي أودعت هناك، وأيضا لينتظر المفرزة التي ستنقله إلى مكان قريب من إحدى المدن الكردستانية. ولأول مرة يمشي الأسير وراء حرسه. (فاحمد) لا يشكل خطرا. كان فرحا بصورة لا تصدق. وحين أوصلته وأردت العودة، ودعته، عانقني بحرارة وشكرني. وأجابني حينما سألته مازحا:
ماذا ستفعل الآن؟.

أنا طالع مصر طوالي.!!

***

عدنان وعرفان

بعد استشهاده على أيدي قوات (أوك) في معارك بشتاشان عام 1983، لقب الشهيد خدر كاكيل بـ (بطل اقتحام الربايا)، وذلك لأنه ابتكر ونفذ عمليات اقتحام جريئة وذكية لربايا عسكرية، يشكل نشاطها وأماكنها ضغطا وخطرا على نشاط وحياة الأنصار.

كان الهدف الأساس من بعض العلميات العسكرية التي يخطط لها الأنصار الشيوعيين هو تحييد القوات الحكومية غير الأمنية، أي القوات العسكرية التقليدية، التي تشغل الربايا العسكرية عادة، لكي لا تؤذي الأنصار، وقد استجابت الكثير من هذه القوات لهذا التكتيك، لكن بعضها رفض بسبب تعنت ضباطها مما عرضها لعمليات استهدفتها، ومن بينها العملية التي وقع أسيرا فيها الجنديان الاحتياط، من أهالي الديوانية، عدنان وعرفان.

أثناء الهجوم على الربية طالب المهاجمون الجنود بالاستسلام، وقد استجاب الجنود لهذا النداء، وأوقفوا المقاومة، لكن الضابط المسؤول عن الربية، قد أطلق على الجميع، بدون تمييز، أثناء هروبه من الربية، قنابل يدوية حملها في صندوق ذخيرة ليغطي عملية هروبه،( والحق يقال كان هذا الضابط الشاب رجلا شجاعا)، فتسبب بإصابة بعض الأنصار المهاجمين وأيضا بقتل وجرح بعض جنود الربية، وكان من بين الجرحى الأسيرين عدنان وعرفان.

اقتيد الأسيران إلى المقرات الخلفية، وتلقيا علاجا مناسبا، وبقيا في المقر برفقة مسؤول الإدارة المركزية، وهي بناية صغيرة معزولة تقع بالقرب من احد فصائل المقر العام. وكان الإداري المسؤول عن البناية وموادها وحيدا في مقره هذا، والأسيران صارا يعيشان معه ويساعدانه في عمله.

والملفت أن الإداري كان وحده في المقر، والأسيران لا يخضعان لأي حراسة، وينامان معه في مبنى الإدارة. وهما قادرين على استخدام السلاح، لكنهما لم يفعلا أي شيء ليس خوفا وإنما بسبب جو الثقة والمودة الذي شاع بينهم وبين الإداري وبقية الأنصار.

ولان الأسيرين كانا جنديين من أرياف الجنوب، فقد اعتادا على النهوض كلما رأوا احد الأنصار قادما إلى الإدارة، وكأنهما يهمان باداء التحية العسكرية له، فيضطر الإداري، أو النصير، إلى تنبيههما إلى أن هذا غير ضروري على الإطلاق، وأننا لسنا في نظام عسكري. وكانا أيضا كلما رأيا الأنصار يذهبون جماعات لجلب الحطب يشعران بالحرج ويهمان هما أيضا بالذهاب، فينبهان أيضا بان هذا غير إلزامي لهما، فالأنصار يجلبون الحطب لأنفسهم، وأنتما تعملان في الإدارة فقط.
وذات يوم كان الإداري يغسل ملابسه، فتقدم منه احدهما يريد أن يأخذ عنه المهمة، فرفض الإداري هذه المبادرة، وقال لهما:
إنها ملابسي، وأنا من يجب أن يغسلها.

فرد عليه الأسير:

ولكن احد الأنصار كان قد غسل لنا ملابسنا في قاعدة (روست)

أجابهم الإداري:

هذا لأنكما كنتما حينها جريحين، وعاجزين عن غسل ملابسكما، لهذا غسلها لكما النصير، أما أنا، فكما تريان، صاغ سليم ، ويمكنني أن اغسل ملابسي بنفسي.

بقي عدنان وعرفان في الحقيقة يعانيان من الشعور بالغربة والقلق. وكانا ينعزلان ويجلسان لوحدهما لساعات طويلة.

كانا فعلا نموذج لابن الريف المسكين، ابن الريف الفقير الذي أدمن الانكسار والخوف، حتى أنهما كان يتفاجآن لطيب معاملتهما، ولا يخفيان اندهاشهما منها.

ولم تطل معاناتهما كثيرا، فقد تقرر في ذات الصيف إطلاق سراحهما، وقد خيرا بين أن يعودا إلى العراق، عن طريق إحدى المفارز التي تؤمن وصولهما إلى اقرب المدن، أو أن يؤمن لهما الحزب الذهاب إلى إيران. فاختار عرفان العراق لان لديه أسرة ويخاف عليها، واختار عدنان إيران.

وبالتأكيد إن تجربة أسرهما شكلت منعطفا مهما في حياتهما وقد رسمت لهما مصيرهما.
لكن ماذا كان مصيرهما؟

***
هامش

مقاصات؛ هي مفردة ابتكرها احد كتاب الخمسينات العراقيين ( لا يحضرني اسمه الآن) وصف فيها قصص الراحل(ذو النون أيوب) الذي كانت قصصه تتسم بالمباشرة وبنمطية المضامين الاجتماعية، فكانت حسب هذا الكاتب لاهي قصص ولاهي مقالات فاسماها (مقاصات).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يارفيق الخالدين أيها الخالد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 10 / 28 - 19:44 )
كيف للكلمات ان تتسطر هنا كنت رائعا فيما طرحت ووصفت ونقلت فكنت صادقا وهذا ديدنكم ايها النقاء...كنتم لها وما ظهر من صعوبات وأنتقادات أرجوك أيها الرفيق أن لاتأثر على تلك المسيره الصعبه المتعبه القلقه القاسيه
تحيه لك وهذه أضافه رائعه لذلك السفر الخالد ولو أنني لا أزال أتمنى أن يكتب عن النصيرات الأئي لم يذكرنهن أحد حسب ما قرأت لحد الأن
أعرف منهن من سقطن شهيدات ومن ساهمن بشجاعه ولكن ما يحيرنني لم يكتب عنهن أحد!!!!!!!!
تقبل التحيه والأمتنان لهذه الألتفاته الراقيه


2 - الاخ العزيز عبدالرضا
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 28 - 20:55 )

شكرا لتعليقك
اتفق معك على ان دور النصيرات مهم وينبغي ان يسلط عليه الضوء، كانت لي مساهمة بسيطة عن الموضوع في مقال( عذرية البنادق) ولكن كما تقدر فان تجربة الانصار واسعة ومتنوعة، والمشكلة هي في اي من جوانب هذه التجربة يصلح للكتابة عنه، ومن اي منظور. وكما اسلفت فان التجربة الحياتية للانصار يمكن ان ترصد عبر نصوص ادبية، بما للادب من قدرة وفسحة مجال ومرونة اسلوبية تساعد على التقاط التفاصيل وترابطاتها. فعناصر التجربة كبيرة، تمتد من الطبيعة الى الوقائع الى العوالم الداخلية، وهذا، كما تقدر، امر لايمكن لمقال ان يحيط به.

اتمنى ان يساهم من عاش التجربة بالكتابة عنها والتعريف بجوانبها المختلفة.

تحياتي لك


3 - شكرا خالد
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 28 - 22:02 )
حقيقة يعجز التعبير عن وصف مشاعري تجاه مقالك الرائع هذا وخصوصا المقدمة الرائعة والمفصلة عن اسباب ودوافع نشؤ الحرمة والموقف من النظام والجيش الايراني على حد السواء شخصيا لم اقرا احدا افاض بهذه الدقة والموضوعية والسلاسةبل ان هذا المقال (من المفترض)ازال الكثير من الغموض واسقط العديد من الاتهامات لهذه الحركة الجريئة لمناضلين صرخوا في وجه النظام ورفضوا الخنوع
اما عن مقاصاتك فهي رائعة ومكتوبة باسلوب جميل ووفق تصوري البسيط اقول لك
ان ابو يعكوب قد تعتقله السلطات في امناستخبارات كركوك وربما يسجن سنتين او ثلاث ويط
لق سراحه بعدها
المواطن المصري سيسجن في الاستخبارات ويعذب لانتزاع كافة المعلومات منه وبعد سنة او اكثر سيرحل الى مصر اللتي ستستجوبه ربما ستستجوبه ستة اشهر مع التعذيب ليطلق سراحه بعدها
عدنان بعد توجهه الى ايران سيتلقفه الاخوة في المجلس الاعلى ليطوعوه في منظمة بدر وربما سيتجه هو اليهم بعد تعذر حصوله على مورد رزق اما عرفان فسيسجن في الاستخبارات بعد التعذيب وستحكمه المحكمة العسكرية 15 عاما ويطلق سراحه في اقرب عفو
هذا رائيي في ابطال مقصوصاتك الحلوة والعلم عند الله
شكرا وننتظر المزيد


4 - وصف ادبي وانساني
سمير امين ( 2010 / 10 / 29 - 09:15 )
سطور الرفيق خالد مليئه بالوصف الادبي البالغ الانسانيه بالاضافه الى نقله الدقيق والموضوعي للامور احييك على السرد والمقدمه السياسيه الجميله بكل المعاني


5 - أكمل فكلنا شوق للمزيد
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 29 - 09:34 )
تحية لك أخي وللتجربة الإنسانية الرائعة في وجه أعتى ديكتاتورية عرفها العراق على مر عصوره .... أكمل سردك فكلنا شوق للمزيد .


6 - تاريخ مشرف
عبد الرزاق محمد ( 2010 / 10 / 29 - 10:46 )
عزيزى الرفيق خالد انت عشت التجربه النضاليه واما نحن فقد حرمنا من المشاركه المشرفه فيها بسبب الاعتقال فهنيئا لك وهذه هى اخلاق حزبنا التى تربينا عليها شكرا لك ولمقالك الرائع


7 - الصديق ايار العراقي
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 29 - 13:32 )
الصديق ايار العراقي

تحياتي لك وشكرا على التعليق لكنني اقول، لقد افزعتني بهذا السيناريو، (معود) هذا يعني ان (خطية) هؤلاء المساكين بـ( رقبة) الانصار.

ولكن هذا غير مستبعد فهمجية النظام البعثي شيء لايصدق، ويمكنه ان يجترح كل انواع الخراب السادي.

اتمنى ان لايكون مصيرهم بهذه القسوة التي تخيلتها.

تحياتي لك


8 - الاصدقاء رياض وفيصل وعبدالرزاق
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 29 - 13:35 )

شكرا لكم اصدقائي الاعزاء للتعليق ولكلمات الاطراء ايضا.

وددت ان اقول؛ ان تجربة الانصار تجربة غنية وكبيرة وتستحق العناية بتدوينها وبالقاء الضوء على مختلف جوانبها، لكن ايضا، ولكي تكتمل الصورة، فلا باس من القاء ضوء على اخطائها وسلبياتها ومشاكلها، وهذا لن يقلل من قيمتها ولا من اثرها. فهي كاي تجربة انسانية اخرى لم تكن مثالية ونقية، والذين عاشوها ايضا ليسوا ملائكة. ولكن شرط التدوين الوحيد عندي هو: الموضوعية
تحياتي وامنياتي الطيبة لكم جميعا


9 - الى الأخ المعلق الأول الشاعر عبد الرضا حمد
أمير أمين ( 2010 / 10 / 29 - 15:24 )
تحية طيبة..لقد كتب الكثير عن النصيرات في ثنايا المواضيع التي تناولها الكتاب عن الأنصار ومنهم الفقيد رحيم عجينة الذي ذكر النصيرة عايدة بعدة سطور في مذكراته كذلك ما ورد في جميع مقالاتي التي كتبتها عن الأنصار وبالأخص معركة سينا وأيضاً إنفردت بكتابة موضوع يخص فقط النصيرات أسميته..من أجل إنصاف نصيرات الحزب الشيوعي العراقي .. وقد نشر بتاريخ 22 تشرين الثاني عام 2008 وهو موجود في أرشيف موقع الناس وغيره من المواقع لاقى حينها الترحيب والشكر من عدد من النصيرات.... وبه صورتين للنصيرتين أم نصار وعشتار مع النصير أبو رضية ونصير آخر نسيت إسمه يشبه الموريتانيين وكان يتناول الشاي بشراهة في إستراحات الأنصار في صورة أخرى لعشتار معه ومع الشهيد أبو جهاد من مفرزة الطريق..ولخصوصية تجربة النصيرات أرى من الضروري جداً تكثيف الكتابة عنها وخاصة من النصيرات أنفسهن..الأخ خالد..تحية لك على هذا المقال الشيق والمنصف للحقائق وتسلم لرفاقك الأنصار وللشيوعيين وأصدقائهم ودمت بخير ...


10 - الأمير الأمين أمير أمين
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 10 / 29 - 17:24 )
تحيه وتقدير
هذا متوقع منكم ومن الأخرين الذين تشرفوا بالوطن وتشرف بهم الذين ننحني لهم أجلالاً الأحياء منهم والأحياء الأخرين القريبين البعيدين
تحيه لكم وأعتذر لعدم اطلاعي على ذلك ولكنني واثق من أنهن باسلات اتمنى أن تنبري أحداهن للكتابه وبنفس الأنوثه النسانيه وهن هناك بعيدات أو محرومات من الدفء العائلي ومن الأمومه العظيمه ومن حقوق خاصه بهن وعامه تخص الوطن
تحيه لهن جميعاً


11 - العزيز ابو سعد
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 29 - 19:05 )
شكرا جزيلا لك، والنصير اللي نسيت اسمه هو ابو لينا ود سالك، ياريت اسمع اخباره، ا هو ابن منطقتي.
شكرا


12 - شمس الحقيقة لابد من شروقها
النصير ئاشتي ( 2010 / 10 / 29 - 20:44 )
رفيقي العزيز خالد صبيح
كنت وستبقى جميلا أبدا،لك مودتي على ما تناولت،أتمنى أن تستمر في أبداعك هذا
ملاحظة للأخوة في الحوار
من حقكم حجب أي تعليق ترون فيه أساءة،مثلما من حقكم عدم نشر أي موضوع لا ترغبون به أو بأسم كاتبه،للأسف تكررت هذه الحالة معي،
لكم النجاح في عملكم
أتمنى أن تغيروا مفردة مبروك إلى مبارك،مبروك هي للبعير


13 - في قاطع السليمانية
حارث الجراح ( 2010 / 10 / 30 - 01:13 )
تم أسر مهندسين ألمانيين في السليمانية ، امتد بهما الوقت الى ان تعلما اللغة العربية ولم يسأل النظام آنذاك عنهما ، في النهاية قتل أحدهما بقصف مدفعي في أحمد آوا ، واضطر الحزب الى تسليم الآخر بلا مقابل للنظام وارساله مع المهربين الى السليمانية ..


14 - من يحمل الفكر الانساني لا يسيئ حتى لعدوه
محمود الفرج ( 2010 / 10 / 30 - 01:28 )
هكذا هم الشيوعيون قيادة حركة الانصار ذات الفكر الماركسي الانساني
خالد تحية لك


15 - تناقضات ..تناقضات
عبد الرزاق حرج ( 2010 / 10 / 30 - 08:29 )
أعتقد أن حزب البعث حاليا ينافس السلطة الحاليا بشتى الوسائل منها الاعمال الاجرامية التي يقوم بها وايضا متغلغل داخل الاحزاب السنية بشكل كبير وصاحب وسائل اعلام ضخم منها قنوات معروفة لدى الكل !!..في حين أنت وحزبك أصبحتوا ذكرى عزيزة ..سؤالي أليك أيها الانصاري البطل ..مصدر سلاحكم الذي يصل الى ايديكم وأنتم تقتلون الاجهزة الامنية ..من اين تدخل او من اي اراضي او اي حكومة ودولة ..اعتقد المنفذ الوحيد عبر سورية من منطقة قامشلي يدخل اليكم السلاح بعلم واشراف النظام السوري البعثي يسلم الى المفارز في منطقة قامشلي الى الانصاروالبيشمركة ..اعتقد أن نظام سورية بعثي ودموي ولاتزال احزاب معارضية في المعتقلات والسجون ..وثبت يمول التنظيمات الارهابية بشتى التلاوين ويبعثها الى العراق ..لكن حلي هذه المعادلة ..كيف يدخل السلاح اليكم وهو يعتقل معارضية وكيف تتعامل احزاب المعارضة العراقية في طليعتها حزبكم المقدام انذاك مع نظام البعثي في سورية ..مع التقدير


16 - رائع
عبد الصاحب ثاني ( 2010 / 10 / 30 - 10:22 )
رائع ما تكتب صادقا
ولعلة مفيد اننا في الداخل بنفس الحذر بين ( انهاء الحرب واسقاط النظام) او ( اسقاط النظام وايقاف الحرب)
والغريب ان مثل هذا حدث قبل واثناء الغزو
حيث تصور البعض ان خروج الغزاة سيكون سهلا (بطرق سلمية)
لك كل الاحترام


17 - ماذا حصل الى التعليق
عبد الرزاق حرج ( 2010 / 10 / 30 - 11:42 )
أعتقد لم أخرج من أخلاقيات برنامج التعلقيات ..لكن لماذا لم ينشر التعليق ..


18 - تجربة مُرّة .. لكنها ثرية
حميد خنجي ( 2010 / 10 / 30 - 13:11 )
أحيي الزميل الكريم على تصوير هذه اللوحة الانسانية والنضالية الرائعة، وخاصة أنها تعبر عن تجربة حياتية قاسية وصعبة، ومن وحي التجربة الشخصية ومن وجة نظر شاهد عيان

لم أفهم في الواقع فحوى تعليق المتداخل رقم 13 ( ليش بالضرورة أن يكون رقما متشائما!)..

ثم ماذا يقصد بالضبط كاتبنا وزميلنا المحترم من أن -حشع- يعاني مشكلة -بنيوية-؟! اعتقد أن هذا المصطلح ليس في محله! نعم فكل الاحزاب الشقيقة على مستوى العالم تعاني-بعد زلزال القرن الماضي- من نواقص ومشاكل عديدة وعويصة، بجانب شحّ في الموارد البشرية والمعرفية ( النظرية). ولعل حشع الآن في وضعٍ أفضل بكثير من بعض الاحزاب العربية الشقيقة الاخرى-عددا وعدة- بالرغم من الوضع العراقي الشاذ وغير المسبوق والمرهون بالأمرّين :1 وعي شعبي وجماهيري متدنٍ جدا لم يعرف العراقيين في تاريخهم الحديث مثله، بسبب سيادة وعي طائفي مذهبي-غيبي من جهة وهيمنة أحزاب دينية طائفية، نهمة (لاتشبع)، محتكرة خيرات العراق بكل الوسائل، الشرعية وغير الشرعية! 2 احاطة العراق من الجهات الأربع بدول جوار(بين كماشة) أقل ما يمكن أن يوصف بأنها معادية،غير مساندة لتحسين الوضع العراقي المأمول


19 - شكرا للمعلقين
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 13:12 )

شكرللاخوة المعلقين عبدالصاحب ومحمود والعزيز اشتي.
ولـ (عبدالرزاق حرج) اقول:

رغم انك صغت (محاججتك) ومقارنتك بطريقة شكلية وسطحية وبمفردات خالية من اللياقة الا اني يمكن ان ارد عليك بالتالي:

ان مصدر السلاح ليس هو المهم دائما، وانما في كيف استخدامه وتوظيفه، حماية الناس ام قتلهم. وثانيا، لا احد ينكر او يتهرب من علاقة قوى المعارضة العراقية،بمن فيها الحزب الشيوعي، بسورية، لانها كانت المنفذ الوحيد. وسورية كانت تفعل مافعلته لايذاء النظام العراقي وليس حبا بمعارضيه، ولكن دورها كان ينتهي بتمرير السلاح وتامينه للمقاتلين، وفيما بعد ذلك ليس لها راي في كيفية ومدى استخدامه. ولسورية دور كبير في ايواء المعارضين وتوفير الامن لهم وبغير دورها هذا لما كان للمعارضة بقاء. ثم، في السياسة، ان كنت تعلم، تجوز محتلف الخيارات في مختلف المواقف، شرط ان لاتمس المبادئ الجوهرية. واضيف اليك معلومة ان السلاح كان ياتي من المقاومة الفلسطينية وليس من سورية، ومايفعله البعثيون الان ودعم سورية لهم لا اظن ان فيه علاقة شبه بما تحدثت عنه الا في (منهجيتك!!!).


20 - تكملة
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 13:13 )
ان ما قمت به في هذه النقطة هو مقارنة او تناظر شكلي ليس له صلة بالواقع.
ليس في تاريخ حركة الانصار مايخيف او يخزي لكي يتم التهرب منه.


21 - الاخ العزيز حميد خنجي
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 13:44 )
ماعنيته بالخلل البنيوي هو العجز في الاداء السياسي في الظروف التي تحيط بالحزب والتي وصفتها انت وصفا جيدا واتفق معك حوله. ان المشكلة الاساسية تكمن ، برايي، في التركيب التنظيمي للحزب وفي قيادته على وجه الخصوص، الامر الذي اعاق الحزب من ان ياخذ مكانه في الحيز السياسي بما يتناسب مع تاريخه وارثه وبما يفترض ان يكون افقه المستقبلي. وقد نوقشت هذه النقاط في مناسبات ومن زوايا نظر مختلفة وايضا بنوايا مختلفة. ان المشكلة الحقيقية لاتكمن في الظروف الصعبة التي تحيط بالحياة السياسية في العراق، فان مثل هذه الظروف، الداخلية والخارجية ،كانت موجودة وفاعلة باشكال مختلفة على مدى تارخ الحزب، ولكن المشكلة تكمن في القدرة على فهمها وتحليلها واتخاذ التدابير السياسية والتنظيمية التي تلائمها. وهذه الاخيرة تقاس وتفهم عادة من خلال النتائج، وانت تعرف النتائج المؤسفة التي وصل اليها الحزب.
شكرا على تعليقك واهتمامك
تحياتي لك.


22 - لنقل الحقيقة كلها ...!
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 14:04 )
الأخ خالد صبيح
أتفق معك أن نسيج الحركة الأنصارية نسيج طيب وإنساني وأخلاقي ونحن في الغالب كانت البيئة التي قدمنا منها مشبعة بحب الثقافة والناس والحياة هذه أمور لا غبار عليها أبدا وليس محل اختلاف معك ..وأنت تعرف انني واصلت بعدك مشوار هذه الحركة وفي سنواتها الأخيرة أصبح وضعها القيادي وكادرها في وضع صعب ولم يجد من استزلام إلا بمحاربة الجمهرة الواسعة من الأنصار.وشخصيا اعتقد أن الأمثلة التي اتيت عليها مع هؤلاء حيث جرت معاملتهم ولأسباب تبدو دعائية كما سوقتها أفضل من ما عومل به المئات من الأنصار في وضعهم في مراهنات تتعلق بالكرامة وبإنسانيتهم كبشر وانأ بصدد كتابة تجربتي وتجربة عائلتي الصغيرة حيث زوجتي وابني علي وتجربة بعض النصيرات وكيف جرت محاولات لتشويه سمعتهن ومحاربتهن في ابسط التفاصيل اليومية للحياة واعتقد أن أمير ليس أفضل مني في فهم تجربة النصيرات التي هي تجربة فردية في البطولة شانها شان حركة الأنصار لكنها تعرضت لانتهاكات في الحقوق وفي الأخلاقيات وكان مجتمعنا البسيط متقدم كليا على الحزب في احترام الناس عما تعرضنا له كعوائل وكأزواج لرفيقات من عوائل فقيرة حيث أن الطبقية والتوظيف السياسي


23 - تكملة
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 14:05 )
فلم نكن ملائكة يا خالد فهذه الحركة شابتها أخطاء كبيرة تفوق تلك المكابرة للمشتركين معها في تحسين صورتها وأنا عندما أقارن بوضع نسيج شيوعي كامل وبين واقع التعامل معي كانسان في بلد مختلف الثقافة والفكر أجد انني في محاولة للصراخ الحقيقي في تنبيه الناس عن غدر الايدولوجيا في تحطيم أحلامنا وروحنا الشابة في هراء عجيب وغريب فقد كان أهل ( الرشملات ) أرحم مليون مرة من التسفيط الكاذب عن العدالة والحرية والمساواة فهذه العناوين هي الغائبة في المقام الأول بشكل واضح وجلي فأكثر ما تخافه هذه الحركات هو أعضائها والبشر الذين يفتحون طلاسمها المظلمة ، أعرف اني أغرد خارج السرب لكن الحقيقة ستنجلي يوما المهم هو فتح غطاء النسيان وخزين الخداع فليس هناك أكبر من واجب أقدمه على أقل تقدير لتحذير ابني بان ينسى انه ولد هناك في مملكة.....لك تحياتي ومودتي التي تعرفها


24 - تكملة بعدد 22 اي في وسط التعليقين اعلاه
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 14:15 )
واضحة في هذه الجمهرة التي قدمت طواعية إلى ساحة النضال لكي يتكسب منها البعض للأسف..لا أستطيع نسيان تلك الليالي عندما كانوا يهدرون كرامة عائدة بشكل بشع وخسيس وأنا بصدد تحويل كل ذلك إلى كلمات تنتصر لابني علي الذي حاول البعض منع وصول حليب النيدو له وهو في الأشهر الأولى ليس إلا انتقاما مني ومن الرفيقة عائدة ..قد تقول انها ممارسات فردية وهذا تجني على الواقع لقد كانت ممارسات منظمة وتعبر عن عقلية التعامل مع البشر ومحاولة وضعهم لنا جميعا في زاوية كأسرى في وضع كردستان المعروف ...مع هذا وبصدد نفس الموضوع لقد تم الهجوم على وحدات عسكرية مغلوب على امرها في بهدنان وجل من فيها جنود بسطاء وتم قتل العشرات منهم وخصوصا بعد توقف الحرب مع إيران وكان ذلك محل نقد لجمهرة واسعة من الأنصار ، كما تم قتل عشوائي في اربيل في السيطرات التي وضعها البعض حبا في الشهرة وخلق بطولات وهمية وقد كتبت مرة عن ذلك وقد انتقدها الرفيق سعدون علنا ف لولان ....لم نحس بدفء هذه العلاقات كما هي مع المصري لأنه رجل عابر أما السياسي الذي يكون لديه رأي حر ونزوع نحو الحرية فتعرف أي هراوات من الكراهية والحقد تنتظره ..لقد شعر العديد من


25 - تكملة بعدد 22
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 14:16 )
لم نحس بدفء هذه العلاقات كما هي مع المصري لأنه رجل عابر أما السياسي الذي يكون لديه رأي حر ونزوع نحو الحرية فتعرف أي هراوات من الكراهية والحقد تنتظره ..لقد شعر العديد من الأنصار انهم في وضع سجناء أمام غطرسة البعض في إهدار كرامتهم وأنا في هذا المحل لا أستطيع أن اكتب بالتفصيل الان عن ذلك لكن القراءة الموضوعية ستجعل منا أن نكتب بحيادية وبإنسانية وان نضع اللوحة في إطارها الواضح والصحيح


26 - الزعامة مسألة جد اشكالية
حميد خنجي ( 2010 / 10 / 30 - 14:32 )
أخي وزميلي الكريم
إذا كنت تتفق معي في وصفي لصعوبة الوضع العراقي الآن-موضوعيا وذاتيا- وهو وضع غير مسبوق.. وفي نفس الوقت تناقض نفسك عندما تقول أن العراقيين قد رأوا أوضاعا أصعب ولكن كان أداؤهم - سياسيا وتنظيميا-كان أفضل!
جوهر رأيي ينطلق من أن الوعي الجماهيري( بنزين الحياة التنظيمية للشيوعيين) ليس متدنٍ فحسب في عراق اليوم بل غير مسبوق في التاريخ العراقي الحديث!. وهذه في اعتقادي مسالة أجيال وليس مسالة أيام وسنين بسيطة، إذا كنتَ تنطلق من الواقع الموضوعي بالاضافة الى الصعوبات والنواقص الكثيرة- العوامل الذاتية -التي هي ايضا مرهونة جميعها بالظروف الموضوعية.. سأكون معكم أكثر صراحة، كوني أعرف تركيبة الانسان العراقي جيدا وقريب منهم!.. أنا أحيانا أتعجب عندما اتعمق في داسة التاريخ النضالي للمناضلين العراقين-الشيوعيين خاصة- مثلا أتعجب من مفارقة تاريخية عجيبة( صدفة الضرورة) وهي كيف خرج أعظم شخصية نضالية في الشرق من العراق؟! أقصد طبعا الاسطورة-فهد- وكيف استطاع أن يوحد العمل المشترك بين مجموعة من المتنافسين ومحبي الزعامة! وقد نجح في ذلك ايما نجاح! أعتقد أنك فهمت قصدي عندما تنتقد ظاهرة القيادة فحسب


27 - الصديق العزيز محسن ابو علي
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 14:40 )

***
من كل تعليقك لم اجد مايعنيني ويعني ماكتبت لكي ارد عليه سوى ماقلته: (اعتقد أن الأمثلة التي اتيت عليها مع هؤلاء حيث جرت معاملتهم ولأسباب تبدو دعائية كما سوقتها ) و (فلم نكن ملائكة يا خالد فهذه الحركة شابتها أخطاء كبيرة تفوق تلك المكابرة للمشتركين معها في تحسين صورتها).
انا ذكرت هذه الملاحظة في احد تعليقاتي، وهي اننا لسنا ملائكة، وان الحركة فيها من الاخطاء والسلبيات الكثير، فليس من جديد في هذا القول البديهي، ولكن الغريب اتهامك اياي باني اجمل الصورة للتجربة واسوقها، وهل سالت نفسك قبل كتابة هذه العبارة: اسوق لمن ولماذا؟ فانت تعرف ان لاسبب يدعوني لهذا التزويق والتسويق، فليست لي( مصالح) مع احد كما تعرف، ام انك لاتعرف؟.. ولكن وكما انت اجبت على تساؤلك بنفسك، في ان نسيج الحركة طيب وانساني، واعتقد ان هذا هو مصدر هذا السلوك الانساني الذي وصفته انا في نصي، ولااعتقد بان من المنطقي او الاخلاقي ان يدفع الخلاف السياسي او الفكري او الشخصي مع الحزب أي شخص لان يغفل عن اعادة رؤية الحقائق كما هي، فالجسد المكون للحركة كما وصفته انت، وليس انا، يسمح بهذه النظرة الانسانية،


28 - تكملة لابو علي
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 14:42 )
وهذا التعامل الانساني مع اسرى نعرف، انت وانا، من يكونون هو خلاصة عقليات واخلاق من كانوا في الحركة. وهم اكرر ليسوا ملائكة.
ثم ان تاريخ هذه الحركة، شئنا ذلك ام ابينا، هو جزء من التاريخ الشخصي لمن انتمى اليها، ولايمكن التنصل من هذا. وماعانيته انت لايوازي ماعاناه اخرون، وانت تعرف امثلة عديدة قريبة منك، ولكن ذلك لايمكن ان يمنع، هؤلاء وغيرهم، من تناول التجربة بموضوعية تليق بها وتليق بمن يتناولها.
يبدو لي انك هنا بالضبط تنطلق من ذات العقلية التي تفترض انك تحاربها؛ وهي مصادرة من يختلف مع ماترغب ان تراه وتسمعه منه.
وقبل ان اودعك في هذا التعليق اذكر بالكليشة:
(اتمنى ان لايفسد الخلاف للود قضية)
لك مودتي وتحياتي


29 - تحيات للاخ حميد
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 14:53 )
الاخ العزيز حميد
تحياتي لك
( وداعتك) ليس لي اي طموح ولا رغبة ولاقدرة في / وعلى الزعامة. وطريقة نقل النقاش الى هذه الزوايا المعتمة التي تضلل في النتيجة صارت مملة وستكون لي وقفة قريبة معها.
اتمنى ان يتسع فهمك للعراقيين ولاينحصر فيما يريد بعضهم من ان يفهمك اياه
مودتي لك.


30 - توضيح
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 14:59 )
أخ خالد سوقتها ليست سلبية هنا وهي في محل ذكرتها أو جئت بها وليست هنا بمحل للتسويق المتعارف من تسوق أو الإنابة عن أحد أو ما شابه ذلك ولم يكن ذالك واردا بذهني فانا اكتب ليس مقالة وإنما تعليق سريع ...أنت من حقك أن تذكر كل شيئ من وجهة نظرك التي احترمها وأنا من حقي اعلق وليس محل ما تقول متعلق بشخصك الكريم وإذا فهمت ذلك على هذا الأساس الذي لا اقصده أبدا أقدم لك اعتذاري الشديد ومحبتي


31 - تعليق
محسن الجيلاوي ( 2010 / 10 / 30 - 15:09 )
اخ خالد ليس لي تعليق على الجملة التي قلتها ( يبدو لي انك هنا بالضبط تنطلق من ذات العقلية التي تفترض انك تحاربها؛ وهي مصادرة من يختلف مع ماترغب ان تراه وتسمعه منه ) ، انا احاور فقط المنفتح والذي لا يصادر الاخر لو كنت احسبك منهم ولا احترم ما تكتب لما حاورتك بالأساس ...هناك صراع ونقاش فكري ولكن فضح مصادرة اجسادنا ودمنا وكرامتنا علمتني اياه الديمقراطية السويدية بان لا تهاون مع ذلك ابدا ...لدي ما يؤكد ذلك بالوقائع وهي مساواة ظالمة بين الكلمات وبين فعل الإقصاء ومحاولة تسليم الاخر للمجهول وللذئاب ..اعتقد انك تفهم ما اعنية جيدا ومن حق كل شخص ان يقول ما يريد وعلى الناس ان تحكم على الحقائق والوقائع ليس هناك من طريق اخر ..ولك مودتي ابدا


32 - وداعتك ما فهمتني
حميد خنجي ( 2010 / 10 / 30 - 15:12 )
وداعتك ما فهمتني ايها الاخ العزيز!..انت شخصيا غير مقصود أصلا.. و ليس من طبعي تحويل النقاشات الى شخصنة، التي أنا ضده على طول..أناقش هنا لُبّ فكرتك... أعتقد أنك تحاول اختصار وانهاء موضوع النقاش الذي اثرته انت في مقالك ومداخلاتك! ..
على كل : مؤتمركم قريب.. وهذا الميدان يا حميدان


33 - الى المعلق رقم 22 بإسم محسن
أمير أمين ( 2010 / 10 / 30 - 15:57 )
أنا رديت على تعليق الأخ الشاعر عبد الرضا حمد من باريس وردي واضح ولم ترد فيه أية إشارة أو تلميح بأني أفهم منك في فهم تجربة الأنصار حيث وردت في تعليقك المرقم 22 مايلي:وأعتقد أن أمير ليس أفضل مني في فهم تجربة النصيرات التي هي تجربة فردية في البطولة. الخ..!!!!!!!! بصراحةهذه العبارة أثارت عندي السخرية..لكني أقول لك : أما كان من اللياقة أن تضع قبل إسمي كلمة الأخ أو الصديق أو النصير..علماً أنني أكبر منك سناً بثلاث سنوات ..( وعلى كولة الشهيد أبو مكسيم : اللي أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة(.. .هذه طبعاً للمزاح..وشكراً للأخ العزيز خلد على تذكيري بإسم أبو لينا ولد السالك..


34 - انها سيرة الوجع
عمار علي ( 2010 / 10 / 30 - 16:36 )
لم نكن ملائكة وايضا لم نكن شياطين.نحن ابناء النسيج العراقي بكل تناقضاته وبكل الالامه وافراحه وخيباته,ولكننا كنا اقرب الى الملائكة بالتاكيد وهذا ليس تملقا لاحد.في طبيعةة الحال كان في الحركة كائنات مشوهه,كتاب تقارير ومتملقين وخونة سلموا رفاقهم الى النظام.ولكن فيهم ابطال وانسانيون ومحملمون بالطيبة المطلقة.لو لم نحمل هذه الروح لاصبحنا جلادين ومغتصبي حقوق الاخرين, الاغلبية في حركة الانصار ملائكة ومتفردين وكائنات لامثيل لها ,شكرا خالد لقد توهجت ذاكرتي بتلك الامكنة .نوكان وزلي وتولجة وقاسم رش وفصيل المدفعية القديم وفصيل الدوشكة. وفصيل الادارة.تمر الان اطياف الشهيد رعد والراحل اسكندر وصوت سوزان الملائكي,وأيزو وأزمة حذائه التاريخية.
انها سيرة جماعية لكائنات صنعوا الامل رغم الاوجاع


35 - تحياتي الك عمار
خالد صبيح ( 2010 / 10 / 30 - 17:03 )

شكرا صديقي العزيز عمار على هذه الاضافة الممتازة، واظن انك تتفق مع الاطار العام لفكرة تدوين هذه الجوانب من التجربة ليس لانها ذكريات جميلة ومليئة بالشجن وحسب، وانما لضرورة عملية ايضا فهناك من يتهجم على تاريخ هذه الحركة الذي كنا ذات يوم جزء منه وكانت خيارا واعيا لنا، وهذا الهجوم او التهجم، الذي بلغ حد التجريم، لايستند الى اي خبرة او نظرة موضوعية، ولاتهمني هنا نواياه، وبالتاكيد لا انت ولا انا ولا اي شخص ممن شاركوا في هذا الخيار يقبل ان يكون داخل دائرة اتهام بالجريمة.

ليس في الامر تزويق او تجميل كما تعرف، فانا وصفت الوقائع كما هي. وماذنبي اذا كانت هي بهذا الرقي الانساني الذي نفتقد للكثير منه في هذه الايام العجاف التي تحيط بنا.
تحياتي لك

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة