الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقيفة بني بايدن , ووثائق ويكيليكس الشهيرة...!!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 10 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


معلوم ُ أن النظام الرأسمالي بقيادة الولآيات المتحدة الأمريكية قد بلغ طوراً لايستقيم معه تبادل العلاقات العفوية والأرتجالية بين نظمه التحتية – ألا ما أقتضته قوانين التطور الرأسمالي - الى تلك الدرجة التي فيها تتسرب الى الأعلام وثائق بمثل تلك الخطورة والأهمية وتشير الى أسماءٍ بعينها , دون أن يكون وراؤها هدفاً أستراتيجياً يؤمن المصالح الحيوية العليا للرأسمال العالمي , ولذا سيكون من العبث تجاهل دروس التأريخ التي تُعلِمَنا بأنه مامن متعاونٍ مع الدوائر الأمريكية , ومهما تكن درجة ودافع تعاونه ألا وفَتَحَت له ملفاً تُأرشف فيه كل واردةٍ وشاردةٍ تعرفها عنه , لتستحضرها دون ترددٍ متى تناقضت نشاطاته مع مصالحها , فذاك هو الجنرال البنمي أُرتيكا لا زال نزيل سجونها بعد أن كان رجلها القوي في بلاده حتى تمرد , وبنُ لآدن طريدها في جبال ووديان أفغانستان بعد أن كان ذِراعُها الأيمن هناك , وليس بعيداً عن قصور النافذين اليوم في الحكم عُلِقَ صدام حسين في بغداد غير مأسوفٍ عليه وهو يصرخ بوجه القاضي قائلاً : لوما أمريكا... أبوك مايجيبني هنا ..., فالولايآت المتحدة لا تخشى ألسائرين في ركابها , بمثل ما تخشى المناضلين المناوئين بأخلاصٍ لسياساتها المعادية لمصالح الشعوب ,
لذا فأنني أعتقد أن قيادات القوائم الفائزة في الأنتخابات الأخيرة - أتمنى أن لاتكون لهم ملفات في (سي.آي.أيه.) أو غيرها - ستحضر جميعها "سقيفة بني طرطرة " للأجتماع حول طاولتها المستديرة, التي لا شك بأن وثائق ويكيليكس ستلقي بظلالها الثقيلة على المتحلقين حولها وسيكون الشك وعدم اليقين سيد الموقف , وهَمَهم المشترك هو أنهم لا يعرفون بالتحديد من سيكون كبير الطهاة من بينهم , ليطعم الآخرين ما أعده المطبخ الأمريكي وليخبرهم ايهم الامير ومَن منهم سيكون الوزير. أما نحن البؤساء الحالمون بالحرية ورغيف الخبز فلم يعد يهمنا من يكن رابحاً , فمثلما أَبعَدَ صراع الأغنياء ضدَ فقراء قريش علياً – لو عدتَ اليومَ لقتلوك الداعون أليك وسموك شيوعياً *- فأن مشروعنا الديمقراطي قارِبُ الفقراء الى العدالة هو المبعدُ والخاسر الأكبرُ , وذالك للأسباب التالية:
1 – أن غالبية السياسيين الفائزة قوائمهم الأنتخابية الذين سيشاركون في ألأجتماع , تتأرجح رؤاهم السياسية وخلفياتهم الأديولوجية بين قوميةٍ عنصرية أنعزالية أو أسلاموية رجعية , تعشعش في رؤس معتنقيها الأفكار القبلية وأحلام العودة للأقطاعية والأستبداد , وهؤلاء بكل المقاييس لا يجمعهم بالديمقراطية الممهدة لبناء دولة العدالة الأجتماعية أي جامعٍ غير الثراء , وطريق الثراء في مثل بلادنا التي أقتصادها ريعي ومتوقف فيها دوران دواليب ألأنتاج الصناعي والزراعي بهذا الشكل المخيف , لا شك أنه طريق ملئ بالضحايا وغارق بالدماء , وعلى جانبيه يتراكض الخوف والرعب مدججان بالسيوفِ وبالمقدساتِ , وتلف أزقته زفرات غضب الفقراء , الذين يطحن الجوع والجهل والمرض عظامهم ويحيلهم الى ذواتٍ مستَعبَدة تُدَوّرُ حيث تَدورُ مصالح الأغنياء , الذين لا يتورعون عن سلوك أي نهجٍ أو أرتداء أي ثوبٍ يؤمن لهم الوصول الى السلطة والمال العام .
2 – أن السياط التي ألهبت ظهور العراقيين وروائح لحمهم المشوي بالمفخخات وأحزمة حكام المحيط الجيوسياسي ألناسفة - كأستراتيجية لأرغام العراقين على التخلي عن مشروعهم الديمقراطي – جاهزة عبر ممثليهم من العراقيين على الطاولة المستديرة حتماً , وسيكون أفضل الخيارات لا يسير بأتجاه بناء الديمقراطية المنشودة حتماً.
3 – أن الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للتغيرات الدراماتيكية في العراق , والحليف الأستراتيجي لأسرائيل والرجعيات العربية لا تجازف بمساعدة العراقيين أو غيرهم من شعوب المنطقة على بناء ديمقراطية حقيقية, قبل أن تنهي الصراع العربي ألأسرائيلي - بتأثير اللوبي الصهيوني النشط – والى ذاك الحين ستُبقي في يد أسرائيل بطاقة كونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط , كورقة أبتزاز للشعوب الأوربية وغيرها , فظلاً عن رغبتها في التأكد من عدم زعزع عروش دول الاستبداد في المنطقة بفعل تأثير نجاح التجربة الديمقراطية في العراق .
4 – غياب ممثلي التيار الديمقراطي التقدمي , عن الطاولة المستديرة - لعدم فوزهم بالأنتخابات كنتيجة لقانونها , الذي طعنت المحكمة الدستورية العليىا بشرعيته متأخراً - بأعتبارهذا التيار صمام أمان العملية الديمقراطية والمدافع الفعلي عنها , وما تحقق من أنجاز لمنظمات المجتمع المدني في نضالها من اجل أستصدار قرار المحكمة العليا بأنهاء الجلسة المفتوحة للبرلمان يؤكد تلك الحقيقة .
أنني أعتقد أن التيار الديمقراطي العراقي , قَدرهُ اليوم أن يُصعدَ من نضاله المشروع من أجل رفع وعي الجماهير وتشجيعها على الأنخراط في الصراع الجاري في سبيل الديمقراطية , قبل أن تتزعز ثقتها بمستقبل هذا الخيار الذي لا بديل لنا عنه , والذي هو السبيل المضمون لقطع الطريق على عودة الأستبداد بمختلف تجلياته , الى جانب تعزيز التآخي والصداقة بين كافة فصائل شعبنا .


*المناضل الوطني الكبير الشاعر مظفر النواب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على