الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام الفحم: مراجعة عامة عشية الترانسفير

عبد اللطيف حصري

2010 / 10 / 29
القضية الفلسطينية


في كل مرة تحدث فيها مواجهات بين قوات الامن والمواطنين العرب، يساورني الشك ان بين الملثمين قد اندس بعض المزروعون لتخريب المظهر الحضاري للاحتجاج الشرعي، وبهدف جرجرة بعض الشباب والفتيان للاحتجاج بطريقة تسعى الشرطة الى دمغ كل الجماهير العربية بها، وهي الطريقة الانسب في نظر الشرطة لتشديد القمع واستعمال القوة المفرطة في قمع المتظاهرين.
احداث ام الفحم يوم الاربعاء المنصرم اثبتت ان للشرطة اليد الطولى في تاجيج مظاهر العنف خلال مثل هذه الاحداث، والا كيف يمكن تفسير استعمال وحدة المستعربين وتسللها الى داخل جمهور المتظاهرين؟ فقد رصدت محطات التلفزة المحلية والعالمية سلوك افراد هذه الوحدة ودورهم المباشر في اشعال فتيل المواجهات.
ان زرع وحدة المستعربين بين المتظاهرين يؤكد حقيقتين هامبن: اولا ان الشرطة غير بريئة من افتعال المواجهات والعنف، بل وسعت من خلال ذلك الى رفع ثمن هذه المواجهات الى مستويات جديدة وغير مسبوقة من البطش واستعمال القوة المفرطة من قبل اعداد كبيرة جدا من وحداتها الخاصة، مقابل عدد ضئيل نسبيا من المتظاهرين. وثانيا ان الشرطة ضربت بعرض الحائط استنتاجات لجنة اور والتي بحثت في احداث اكتوبر الفين، وما زالت ترى بالمواطنين العرب عدوا يجب التعامل معه بكل قسوة، وليس كمواطنين وجمهور يتوجب على الشرطة حمايته.
ففي رده على اسئلة الصحفيين في اعقاب المواجهات تهرب قائد لواء الشمال في الشرطة بذكاء، من سؤال حول استعمال وحدة المستعربين في قمع المتظاهرين، ولكن مثل هذا الذكاء انعدم تماما لدى افراد وحداته خلال المواجهة مع بضعة عشرات من المتظاهرين الذين احتجوا بشكل سلمي وشرعي ضد زمرة اليمين الفاشي، ولا يمكن وصف حشد الف وخمسمائة شرطي مدججين بالسلاح من اخمص قدمهم الى الراس بالذكاء، وهي في الواقع اقرب الى الهمجية والاستبداد منها الى أي شيء آخر.
انتقد البعض قرار البلدية بعدم اعلان الاضراب العام، وقد ذهب البعض الى وصف القرار بالتخاذل. لست هنا بصدد الدفاع عن قرار البلدية او نقده ولكن في نظرة الى الوراء، في اعتقادي كان القرار حكيما بما فيه الكفاية لتفويت الفرصة على قوات الامن والشرطة التي حشدت ما يكفي من القوات لاحتلال دولة صغيرة وليس فقط لقمع مظاهرة في ام الفحم.
لا اعلم ان كان المتظاهرون يدركون ان مارزل وزمرته الفاشية يأتون الى ام الفحم بتصريح من المحكمة العليا، لكن المؤكد ان الجمهور العربي يحترم المحكمة العليا والسلطة القضائية اكثر من دوائر كثيرة في المجتمع الاسرائيلي، وخاصة دوائر اليمين العنصري والاستيطاني، ولا اعتقد ان مظاهر الاحتجاج على هذه الزيارة غير المرحب بها، قد تطال من قريب او بعيد قرار المحكمة العليا بالسماح باجرائها، لكن حدة المواجهات وسلوك الشرطة العنيف يشير بما لايقبل الشك الى خلل وعيوب في قرار المحكمة العليا، وذلك لان المحكمة تجاهلت اهداف ونوايا الملتمسين، أي لم تنظر في نوايا اليمين الفاشي ودعواته لطرد المواطنين العرب، وكذلك تجاهلت نتائج احداث العام الماضي حبث عرّضت تلك الزيارة وما رافقها من عنف من قبل عناصر الشرطة، حياة المئات من مواطني ام الفحم للخطر.
في العام الماضي جاء الفاشيون الى ام الفحم تحت ذريعة وشعار "البناء غير المرخص في الوسط العربي"، ولم يلتفت احد الى هذه اليافطة لان درجة عنف الشرطة وبطشها فاقت حدود البحث في الزيارة واهدافها، ومن المهم تاكيد حقيقة ان تلك الزمرة تجيء من اكثر الاماكن مخالفة للقانون، واعني من المستوطنات والتي تقوم على اراض عربية محتلة تم سلبها من اصحابها العرب بقوة السلاح، ومؤسف ان تتعامل المحكمة العليا وكذلك الشرطة مع هذه المجموعة اللصوصية بمنطق التعامل مع فئات طبيعية في المجتمع.
وفي هذه السنة جائت نفس الزمرة تحت عنوان جديد وتحت شعار قد يستقطب بعض التعاطف في فئات اليمين الاسرائيلي، فقد نقشوا على مسيرتهم هذا العام "المطالبة باخراج الحركة الاسلامية خارج القانون"، ومرة اخرى من المؤسف ان تتعامل المحكمة العليا والشرطة مع هذه المجموعة بمطنق القانون، وهي المجموعة الاقل احتراما للقانون في اسرائيل، لا بل لا تخفي انها استمرار لحركة كهانا حي التي تم اخراجها الى خارج القانون في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي.
ان تجاهل الطبيعة اللصوصية والفاشية لهذه الزمرة التي يتزعمها المأفون بن آري ومساعده مارزل، يشير الى خلل جدي في النظام القيمي والاخلاقي للمجتمع الاسرائيلي، لكن دوس حق الجماهير العربية في الاحتجاج على تلك الممارسات الفاشية، ودفع آلاف عناصر الامن في مواجهة بضعة عشرات من المتظاهرين قد يشير الى ما هو ابعد من الخلل القيمي والاخلاقي، خاصة وان احداث ام الفحم تاتي في اعقاب تدريبات قوات الامن على اخلاء قرى عربية وطرد سكانها، واذا ما اصغينا جيدا الى الموسيقى في الخلفية، واعني سلسلة القوانين العنصرية التي تجد يسرا شديدا في تشريعها، فليس مستبعدا ان تكون احداث ام الفحم بمثابة مراجعة عامة لاحداث مستقبلية اوسع واعنف كمقدمة لترانسفير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعب دور المقاوم
عبد الفتاح معاميد ( 2010 / 10 / 29 - 13:31 )
يالا النفاق!!اين كانت المقاومة عندما رفضتم الانضمام لمناطق نفوذ السلطة الفلسطينية واردتم البقاء تحت حكم اولاد القردة والخنازير كما تزعمون؟
تعلم جيدا ان الشرطة ليست بحاجة لجرجرة بعض الشباب للخروج على القانون فهم يقومون بهذا الواجب الديني من تلقاء نفسهم , معباؤن حقد وكراهية داخل امارة ام الفحم الاسلامية
عليكم ان تعلموا ان شوارع ام الفحم هي اماكن عامة داخل دولة اسرائيل ويحق لاي مواطن اسرائيلي التواجد فيها.جعلتم المدينة وكر تامر وتطرف مكان مخيف اشبه بالباطنية في القاهرة ولا تريدون ان يرسلوا هذه الاعداد من الشرطة لحماية المتظاهرين؟
تقول (تنظر في نوايا؟) ومتى كانت النوايا مخالفة للقانون يا استاذ؟ ولدت في هذه الدولة وهي دولة قانون ولا تعلم ان القانون ليس له شان بالنوايا ولو كانت النوايا تحاكم فنواياكم الفاشية تحت مسمى الولاء والبراء وتامركم على امن وامان المواطنين في اسرائيل هي اول ما يجب ان يحاكم
بل ان احفاد القردة والخنازير صبروا بما فيه الكفاية على استفزازاتكم واعلان جهادكم ضدهم من داخل دولتهم..سعة صدرهم نابعة من احترامهم لحقوق الانسان ومراعاة الاقليات والمساواة وهي القيم التييتبع

اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل