الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذا هو فيصل القاسم ؟

عبد الكريم أبازيد

2010 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عرفنا فيصل القاسم عبر قناة "الجزيرة" منافحاً لا يشق له غبار دفاعاً عن الحريات الديمقراطية الممعوسة في الوطن العربي ، عرفناه في برنامجه المتميز "الاتجاه المعاكس" دفاعاً عن الرأي والرأي الآخر. وكم كنت أود لو أنني بقيت محتفظاً له بتلك الصورة التي كونتها عنه. ولكن، ويا للأسف ، فقد تغيرت بعد أن قرأت له بعض المقالات التي كتبها في جريدة "بلدنا" السورية.
وإليكم بعض النماذج:
ففي العدد الصادر في 4 تشرين الأول تحت عنوان "قال رأي عام قال"! كتب ما يلي: " كنا نسمع في الماضي أن مجرد خروج مظاهرة شعبية غربية منددة بارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة، أو على الأقل إلى انصياعها لمطالب الجماهير، فتعود الأسعار إلى ما كانت عليه. كم بالغ المروجون للديمقراطية الغربية في تضخيم دور الجماهير وإعطائها صلاحيات ونفوذاً ليس موجوداً إلا في مخيلة المتيمين بالنظام الغربي. لقد كانوا يتصورون أن الشعوب الغربية هي فعلاً التي تسيّر شؤونها من خلال ممثليها في البرلمانات تطبيقاً لجوهر الديمقراطية القائمة على حكم الشعب للشعب..."!
وأنا أوجه إليك السؤال يا دكتور فيصل: هل أنت مؤمن حقاً بما تقول؟ وهل هذا هو رأيك، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ ومالي أذهب بعيداً في تساؤلاتي، فقد رددت أنت نفسك على مقالك هذا مسبقاً في عدد "بلدنا" الصادر بتاريخ 14 حزيران . وإليك ما كتبت:
" لو زرت بلداً أوروبياً ذات يوم وشاهدت تلفزيوناتهم أو استمعت إلى إذاعاتهم وقرأت صحفهم فستأخذ الانطباع أن كل شيء عندهم خربان أو معطل، وأن هناك مشاكل في معظم مناحي حياتهم، مع العلم بأن كل مصالحهم تسير بدقة ساعة روليكس، لكن وسائل إعلامهم تقف بالمرصاد لأي خطأ بسيط، فتكبره وتضخمه كي يسمع به الجميع ، ومن ثم يتلافوه أو يحلّوه. إنهم لا يكذبون إلا ما ندر، فيما غيرهم مضطر للكذب في أبسط الأمور وأسخفها. وقد أصبح الكذب جزءاً أصيلاً من الثقافة اليومية. فالإنسان المسكين مضطر لأن يقول عكس ما يضمر تجنباً للقمع وإيثاراً للسلامة...".
وفي مقال آخر صدر بتاريخ 13 أيلول في الجريدة ذاتها جاء ما يلي:
"كنت دائماً أضع معظم اللوم في تأخر مجتمعاتنا العربية وتخلفها وتدني مستوى معيشتها الاجتماعي والثقافي على الحكومات، وكنت دائماً أتعاطف مع الشعوب بشكل أعمى على اعتبار أنها ضحية. لكن آه، كم كنت أنا وغيري مخطئين في تقييمنا للأمور. فمشكلة شعوبنا العربية هي مشكلة شعوب إلى حد كبير. فالحكومات لا تستطيع أن تعلّم الشعوب كل شيء، بل إنني أصبحت متأكداً أن الحكومات لا حول لها ولا قوة في أحيان كثيرة في تعاملها مع شعوبها، بعبارة أخرى، فهي مغلوبة على أمرها، وبالكاد تستطيع أن تمرر بعض سياساتها واستراتيجياتها الداخلية البسيطة، لماذا؟ لأن الشعوب تضع العصي في عجلات الحكومات، ما يجعل الحكومات تعاني بصمت رهيب من يأسها وقلة حيلتها مع تلك الشعوب، وبالتالي علينا كإعلاميين أن نتوقف عن ذرف الدموع، "عمّال على بطّال"" على شعوبنا وتصويرها على أنها ضحية".
في الواقع ذهلت ولم أصدق عيني عندما قرأت هذا الذي كتبه صاحب الرأي الآخر. هل معقول أن يقول فيصل القاسم "إن الحكومات لا حول لها ولا قوة في تعاملها مع شعوبها" وهي التي تقمعها بيد من حديد؟ هل معقول أن يكتب فيصل القاسم "إن الحكومات مغلوبة على أمرها لأن الشعوب تضع العصي في عجلات الحكومات وأن هذه الحكومات تعاني بصمت رهيب من يأسها وقلة حيلتها مع تلك الشعوب" ؟ ثم، وهذه ثالثة الأثافي عندما يتوجه إلى الإعلاميين قائلاً: "علينا كإعلاميين أن نتوقف عن ذرف الدموع" عمّال على بطّال" على شعوبنا وتصويرها على أنها ضحية"؟!
حتى هؤلاء الحكام الذين اعتبرتهم ضحية يخجلون من دفاعك هذا لأنهم يريدون أن يكون الدفاع معقولاً ومقبولاً ويتحلّى ببعض المنطق.
وفي مقال آخر صدر بتاريخ 12 تموز في الجريدة ذاتها جاء ما يلي:
"صحيح أن هناك في أميركا أكثر من عشرة آلاف صحيفة ومجلة ومئات الإذاعات ومحطات التلفزيون، إلا أنها تبدو للخبراء الإعلاميين كما لو أن لها رئيس نحرير واحد لا شريك له. علينا أن لا ننخدع بهذا الكم الهائل من وسائل الإعلام الأميركية وأن نعتبرها بأي حال من الأحوال نوعاً من الديمقراطية والتعددية الإعلامية، ولهذا فإن ما يسمى بالديمقراطية الإعلامية في بلاد العم سام مجرد ضحك على الذقون وإن الرأي الآخر يكاد يكون غائباً. الشعب الأميركي من أكثر شعوب العالم جهلاً بالسياسة والقضايا العالمية..."
فلتفرح أيها المواطن العربي! ليس فقط عندنا لا توجد حريات إعلامية، بل في أميركا أيضاً!! أما كيف أجبر مقال في جريدة أميركية الرئيس نيكسون أن يستقيل بعد فضيحة "ووترغيت" ، فهذا "ضحك على الذقون" ! هل نسيت يا دكتور فيصل المظاهرات الحاشدة التي كانت تجتاح المدن الأميركية احتجاجاً على حرب الفيتنام وفيما بعد على اجتياح العراق؟ هل تريد أن تقول أن الإعلام في سورية وانكلترا وكوريا الشمالية والسويد وليبيا وسويسرا واحد؟
ما دمت يا دكتور فيصل تتمتع بكل هذه المواهب التي قلبت فيها المفاهيم التي تبثها في قناة "الجزيرة" فلماذا لا تنتقل إلى التلفزيون السوري لأن الشعب "الظالم" عندنا لا يصدق الحكومة فيما تقول وأقترح أن يكون برنامجك في التلفزيون السوري تحت عنوان: "كلنا بالهوا سوا"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أنت بالفيصل ولا بالقاسم
ديار ريكاني ( 2010 / 10 / 29 - 06:26 )
لقد كان فيصل القاسم مع الحكام العرب في الهوا سوا منذ البداية...فما زيارته لصدام حسين أيام الحصار وما دفاعه عن الأفكار القومجية العمياء إلا دليل على تمتعه بأفكار لا تختلف عن أفكار قادة هذه البلدان قيد أنملة....
فلا أزال أتذكر قوله عن الشعب الكوردي المظلوم: لماذا يكون للأكراد دولة، أيعقل أن نعطي دولة لكل عشرة اشخاص؟
وكان فيصل القاسم متناسيا أنه كان يتشدق بهذا الكلام وهو في دولة قطر التي لا تساوي مدينة كوردية مساحة وسكانا...
ثم قال في معرض حديث آخر: لقد شاءت الأقدار أن يخضع الأكراد للشعوب المجاورة، فعليهم الرخوض لقدرهم المحتوم!!
هل يقبل فيصل القاسم أن يقول أحد هذا الكلام عن فلسطين مثلا، وهو المعروف عنه دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية!!
إأقول لفيصل القاسم هنا ما قاله الشاعر أبو العلاء المعري:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
فوالله لا أنت بالفيصل ولا بالقاسم...


2 - موظف
الشهيد كسيلة ( 2010 / 10 / 29 - 09:45 )
من قبل ان يكون موظفا بفتح الظاء لا تنتظر منه ان يكون مناضلا منافحا عن قيم غير قيم من وظفه
المكافح المناضل هو من لا مطلب شخصي له ولا مصلحة
لا عنده اولاد بيخاف عليهم
ولا زوجة
ولا ام مريضة لازمها عملية بالملايين
وهذا المناضل المنافح عن القيم العليا للشعوب مفقود ولن يكون في العالم العربي
فيصل القاسم في مرحلته العمرية هذه وقد ارتبط بعلاقات وثيقة مع الانظمة والدوائر الاستخباراتية في العالم العربي لا يمكن ان يكون الا على هذه الحال
وقد سقط من قائمة المنافحين عن الشعب يوم قبوله الكتابة في صحف حكومجية في شرق العالم العربي وغربه
واستمرا الاعطيات والمكافآت والولائم والفنادق النجومية
وهل اخرجت البي بي سي يوما منافحا مناضلا عن قضية ما غير ممالأة الانظمة والوقوف مع القوي


3 - عجبي
فيصل البيطار ( 2010 / 10 / 29 - 11:17 )
وهل فيصل القاسم منافحا حقا عن الحريات والديمواقراطية في برنامجه ( المتميز ) المهزلة .... عجبي !!!!


4 - قول على قول
دهام حسن ( 2010 / 10 / 30 - 08:38 )
الدكتور عبد الكريم أبازيد تحية وبعد..
يا دكتور.. أعلم أنك ماركسي فكرا وثقافة وعلما.. وكلنا في فترة ما تابع الدكتور قاسم وأعجب ببرنامجه (الاتجاه المعاكس) لكن سبحان من غيّر الأحوال فقد علمتنا الماركسية من أن الإنسان مجموعة من العلاقات الاجتماعية فعندما تتغير تلك العلاقات يتغير الإنسان..والدكتور قاسم التهمته العلاقات السلبية الجديدة فغير من قناعاته وأمثال الدكتور قاسم كثيرون لا يمكن حصرهم..فشكرا لك على مقالتك دكتور أبازيد.. فقد تثير مثل هذه الدبابيس نخوة (المعتصم) في نفوس الكثيرين..


5 - فيصل قاسم قومي عربي
Karim Alawai ( 2010 / 10 / 30 - 23:03 )
فيصل قاسم قومي عربي رغم ان لونه يثبت ان اجداده من اصل اشوري او سرياني. القوميون العرب يكرهون كل شيئ ليس عربي وهذا يبرهن كرهه للامازيغ, الاكرد , سكان درفور والغرب .


6 - سقط القناع
سهيلة نوري ( 2011 / 2 / 2 - 09:54 )
إن المتتبع لحصة الإتجاه المعاكس التي تبثها قناة الجزيرة للإعلامي فيصل قاسم يلاحظ بكل وضوح ويقينا أن الصحفي يلعب على الحبلين فالمشاهد والقارئ العربي ليس غبيا إلى درجة أنه لا يشم رائحة النفاق

اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟