الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرنابات الحلم الاول

هادي حسين الموسوي

2010 / 10 / 29
سيرة ذاتية


كانت قريتي التي ولدت فيها غافية على نهر يمدها بالحياة الخضراء .... كان ابي امام مسجدها الوحيد في سوقها الوحيد .... وبيتنا يحتضنه حب اهل القرية لـ (السيد) ولاهل بيته .... نساء القرية متواجدات في البيت يساعدن في الاشغال البيتيه ...
ابتدأت ذكرياتي بالوضوح عام 1950م .... وكان رواد المسجد يحيطوني بحبهم ... حبا بالسيد .. وكان ممن اتذكرهم الحاج ابراهيم ابو خالد والحاج رشيد ابو احمد رحمهما الله.. كانت خرنابات يتوسطها السوق . وفيه عدة دكاكين .. منها القصاب .. وابو التتن .. والعطار ... والخضار .. والحلاق .. والمقاهي العتيدة التي يلتقي فيها رجال القرية من بعد عودتهم من بساتينهم ... ليتناولوا الشاي والنركيلة ... ويتدارسوا احوال القرية ... السوق يتوسط القرية ... اخي الدكتور عبد الصاحب الموسوي رحمه الله كان شاعرا وحالما .. واصدقاؤه كثيرون منهم محمد بن الحاج طاهر واخوته .. وخالد بن الحاج ابراهيم .. اصدر مجموعته الشعرية الاولى هناك عام 1951 بعنوان احلام الفجر وعمره لا يتجاوز 20سنة .. وكان محبوبا من اهل القرية ... اما والدي فكان يعاني من شظف العيش لحيائه وعزة نفسه وكانت معاناتنا كبيرة لانه لا يطالب اهل القرية اداء حقه عليهم ... رايت اول مرة في حياتي : تشييع جنازة .. وكنت لا اعرف اي شيء عن الموت ... وتفتحت عيناي على الطبيعة الجميلة التي استمد منها اخي شاعريته ورهافة احساسه.. لم تكن القرية قد وصلها الكهرباء ... هناك فوانيس البلدية مثبته على الجدران .. ياتي عامل من البلديه فيضيئها ... ركبت السيارة لاول مرة من خرنابات الى بعقوبة ... تعرفت على اقاربي بمناسبة زواج اخي .. تعرفت على القادمين من النجف خالي الكبير واخويه وعوائلهم ... بمعنى عرفت انهم يخصوني ... وبزواج اخي احتفلت القرية .. رغم ان زوجته لم تكن منهم بل من النجف ... وفي المسجد كانت هناك بئر ومضخة سحب للمياه .. واذكر مرة لسعني الزنبور الاحمر ... لاني زاحمته على الماء ... عندما تريد مبارحة القرية ستصادفك (باب الحصار) .. كانت هناك مدرسة ابتدائية ومركز للشرطة الخيالة ... اجمل الاوقات عندما نزور احدى البساتين .. عام 1952-1953م تركنا خرنابات سكنا لكنها تربعت بالقلب لاني ابنها المولود فيها وهي اول احلامي ..
ذكريات لم يبق منها الا الاستذكار ... دعواتي لها بالامن والدعة .. فهي من علمني حب وطني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفس التجربة
عبد الخالق البهرزي ( 2010 / 10 / 30 - 12:19 )
وانا مثلك لم اعش طويلا في قريتي بهرز سوى طفولتي لكنها بقت ترافقني حيثمما حللت واشعر بالانتماء لها لانها علمتني الكثير دون جهد.


2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 10 / 30 - 19:01 )
السيد هادي هل تتذكر قريه اسمها سنسل التايه مجتور خرنابات لي صديق عزيز على قلبي جداجدا اسمه مهدي صالح حبيب الجبوري من هذه القريه افتقده من الثمانينيات وانقطعت اخباره عني


3 - العزيز يوسف حنا بطرس
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 10 / 30 - 19:41 )
تحيه
يعذرني السيد الموسوي بان استغل تعليق العزيز يوسف لأبعث له برساله خاصه وهي
انني أجبت على ردكم على تعليقي على مقال محمد الحلو المدينه الفاضله فأرجو الأنتضار تقبل تحياتي
وشكر للموسوي الكريم وعلى ما كتب وذكني بخرنابات واهلها الذين عاشرت البعض منهم عندما كنت اعمل في معمل البان شهربان


4 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 10 / 30 - 21:53 )
الاخ هادي وقع سهوا الاسم انه صالح مهدي حبيب الجبوي وكان متطوع في الجيش مخابر
اما السيد عبد الرضا حمد جاسم تستطيع ان تراسلني على
[email protected]


5 - تعقيب على التعقيبات بشأن خرنابات
هادي حسين الموسوي ( 2010 / 10 / 31 - 08:20 )
شكرا للمعقبين وشكرا للحوار المتمدن الذي اوصل حنيني لقريتي الساحرة ووجدت من يماثلني بالحنين واتمنى ان القى من من يحكي لي عنها وعن اهلها الاكارم لان حياتي اتسمت دائما بالرحيل وتعرضت للهجرة القسرية وطفت بلدانا ليس فيها اريج وطني ولا رائحة ترابه الغالي ولازلت طيرا مسافرا يبحث عن عشه
الاخ عبد الخالق انا تركت خرنابات عام 1953م وعمري اقل من 6سنوات واجهل عنها اية معلومة ولكنها تسري بدمي لذلك سميتها الحلم الاول
والامر كذلك يخص الاخ يوسف حنا بطرس اعتذر له لعدم احاطتي بابناء البلدة
واشكره هو والاخ عبد الرضا واعيد الشكر للحوار المتمدن لانه فعلا كذلك

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-