الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى سعيد hello

عبدالقادر حميدة

2004 / 9 / 13
الادب والفن


موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح :
hello..مصطفى سعيد

مصطفى سعيد شخصية ولدت عام 71 بميلاد هذه الرواية ، دخل الغرب فاتحا مملوءا بعقد الشرق أو منتقما لتاريخ عريض من الانكسارات ، شخصية كادت تقضي على الطيب صالح نفسه حيث اشتهر بها و تبعته أينما حل و ارتحل فهو يقول عنها أنها مجرد شخصية روائية و أنه منفصل عنها و أنه لو لقي مصطفى هذا في الشارع لقال له ( هللو ) - حسب أخبار الأدب المصرية - .. رواية قتلت كل رواياته شهرة و صارت دليلا عليه .. هو الذي ولد ذات صباح من عام 29 بمركز مروى بالمديرية الشمالية بالسودان .. و جاء عمله هذا ليحكي حياة مصطفى سعيد بطريقة تراجيدية يتعمد فيها التداخل بين الراوي و البطل و رائحة الكاتب أي نتف من سيرته و إن لم يفصح عن هذا .. رواية تحكي زمن الانتقام .. و التفوق في كل شيء رغم تاريخ الهزائم الطويل ، مع ايغال في توظيف العنف ، الشبق و الموت ، الاعتداد بالذات ، الكرامة ، و كذا الأشياء الحريفة و العادية و المألوفة و المقتبسة من الواقع مباشرة .. لكن أهم ما يميز هذه الرواية عن سابقتها في ذات الرؤيا ( عصفور من الشرق ) لتوفيق الحكيم ، هو استمرار مطاردة البطل للكاتب حتى بعد مضي عقود و هذا ما أشرنا إليه في البداية ، و عنه يتحدث الكاتب العراقي عدنان حسين أحمد قائلا : فعندما كتب الطيب صالح ( موسم الهجرة إلى الشمال ) ظل بطله المحوري مصطفى سعيد بينما لعبت الشخصيات البريطانية النسائية تحديداً دوراً ثانوياً، وهذا الأمر يصدق على سهيل إدريس وعلي أفيلال وغيرهم، كما ينطبق على الكًتاب العرب الذين كتبوا بلغات عالمية أمثال الطاهر بن جلون وكاتب ياسين وألبير قصيري وأمين معلوف وأهداف سويف وفؤاد العروي وعشرات الأسماء الأخرى التي بقيت تكتب عن الداخل بينما هي تعيش في الخارج.. " و لعل هذه الشخصية التي حكت كل ما هو سوداني و شرقي ، بكل نقائضه و نقائصه ، بكل فضائله و رذائله هي التي منحت التوفيق للطيب صالح و هي التي منحته الخلود و يمكن أن نستدل في هذا المقام بما قاله الناقد السعودي د . سعيد القحطاني عن هذه الشخصية إمعانا في تأكيد دورها و حساسية حضورها في الأدب العربي الحديث :
أن ( ..رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي ورؤيته للعام الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية "مصطفى سعيد" .. ) .. و يمكن أن نضيف ختاما أن جدلية الصراع بين الغرب و الشرق لم تتجل بوضوح مثلما تجلت في موسم الهجرة إلى الشمال و هو الكتاب الذي فتحنا فسحة التذكر نحوه اليوم في إطلالة خفيفة و استفزاز لطيف للقارئ حتى يشده الحنين نحوه ثانية .. فربما في القراءة الجديدة و المتجددة و الاكتشاف الجديد أيضا .. روافد أخرى للكتابة .. و أية روافد ..و يمكن أن نذكر القارئ أيضا في ذات السياق بأعمال أخرى تتناول ذات الجدلية بأساليب أخرى و طرق مبتكرة مغايرة عله يجد فيها مطلبه أو مشربه منها : ( قصة حب مجوسية ) لعبدالرحمان منيف ، ( أصوات ) لسليمان فياض ، و للدكتور الجزائري عمر بن قينة أيضا رواية جميلة ( مأوى جان دولان ) و لا ننسى ( الحي اللاتيني ) لسهيل إدريس و ربما أيضا ( كم بدت السماء قريبة ) لبتول الخضيري حسب بعض النقاد ..

عبدالقادر حميدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفراد .. أول حوار الممثلة العالمية كيت وينسلت تكشف أسرار ال


.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام: أسعار تصوير الأفلا




.. فيلم الحريفة 2 يحصد 3.4 مليون جنيه فى أول أيام عرضه بالسينما


.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام :سهلنا دخول كونتينر




.. مهرجان مراكش السينمائي يكرم الراحلة نعيمة المشرقي بحضور نجوم