الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جداول الناخبين على الإنترنت

نصارعبدالله

2010 / 10 / 31
كتابات ساخرة


سؤال : لماذا لا تقوم وزارة الداخلية بتحميل جداول الناخبين على شبكة الإنترنت بحيث يستطيع أى مواطن أن يتعرف سلفاعلى لجنته الإنتخابية ، وأن يبادر إلى اتخاذ اللازم نحوتصحيح بياناته إذا ما تبين له أنها تنطوى على خطأ ما ؟؟ ... لأننا لا نعلم بالضبط ما الذى يدور فى بال صانعى القرار فى وزارة الداخلية فنحن لا نملك فى محاولة الإجابة على هذا السؤال إلا الإفتراض والتخمين ، وأول الفروض التى يمكن أن يفترضها المرء إذا ما أخذ ـ ولو مؤقتا ـ بمبدأ حسن النية ، هو أن تحميل هذه الجداول هو أمر تنوء به إمكانيات الوزارة !! غير أن هذا الفرض لا يصمد طويلا للنقد ، فأعباء تحميل هذه البيانات على الشبكة تقل كثيرا عن أعباء حملة واحدة من حملات المداهمة والترويع التى تقوم بها الوزارة بين الحين والحين ضد بعض القوى والإتجاهات السياسية المعارضة ، فإذا استبعدنا هذه الفرضية ، نجد أنفسنا أمام فرضية أخرى تتمثل فى أنه من وجهة نظر الحزب الحاكم ( الذى تتبعه وزارة الداخلية وسائر الوزارات بطبيعة الحال ) من وجهة نظر ذلك الحزب فإن تحميل الجداول على الشبكة له مزاياه وعيوبه ، أما مزاياه فهو أن سوف يتيح لمؤيدى الحزب الوطنى أن يتعرفوا بسهولة على لجانهم الإنتخابية ومن ثم فإنهم لن يضيعوا وقتهم يوم الإنتخابات فى البحث عن أسمائهم فى اللجان المختلفة ، أما عيوبه فتتمثل فى أنه سوف يتيح أيضا لمعارضي الحزب الوطنى ولكارهيه ، سوف يتيح لهم أن يتعرفوا سلفا على لجانهم ومن ثم فإنه سوف يتيح لهم فرصة أكبر لتوحيد صفوفهم والتصويت ضد مرشحى الحزب!! ، ولما كان الحزب الوطنى لا يثق فى أن أنصاره أكثر من معارضيه ، لما كان ذلك كذلك فإن مقتضيات الحكمة تقتضى منه تصعيب المهمة أمام الجميع : أنصارا ومعارضين !! ، مع إتاحة المعلومات لمن يثق فى أنهم من أنصاره بالطرق اليدوية أو شبه اليدوية ، (على سبيل المثال : صور مكتوبة أو مطبوعة من جداول الناخبين تسلم إلى مرشحى الحزب وحدهم لكى يقوموا بإبلاغها بدورها إلى أنصارهم ، أو أقراص مدمجة تسلم إلى مرشحى الحزب قبل الإنتخابات بوقت كاف لكى يضعوا محتواها فى متناول معاونيهم ومؤيديهم ) ، كذلك فإن من عيوب تحميل جداول الناخبين على شبكة الإنترنت هو أن هذا التحميل سوف يكشف علنا وعلى رؤوس الأشهاد أسماء الذين توفوا إلى رحمة الله وما زالت أسماؤهم مع ذلك مقيدة بالجداول وما زال لهم من ثم حق الإدلاء بأصواتهم ، ( وهؤلاء فى حقيقة الأمر يمثلون رصيدا كبيرا لكل من يحسن الإستفادة منه ،خاصة إذا كان لديه عدد كبير من المندوبين الأقوياء المدعومين دعما جيدا ) .. أضف إلى ذلك أن تحميل الجداول على الشبكة سوف يكشف كذلك علنا وعلى رؤوس الأشهاد تلك الأسماء المكررة المقيدة فى أكثر من لجنة انتخابية والتى يمكن لأصحابها ـ نظريا على الأقل ـ أن يدلوا بأصواتهم أكثرمن مرة دون أن يكون لديهم بطاقات انتخابية أو حتى تحقيق شخصية طالما أمكن أن يتعرف عليهم أحد مندوبى المرشحين دون أن يعترض المندوبون الآخرون ( دائما هناك مندوب جاهز للتعرف على أى أحد ، دون أن يعترض الآخرون ، لأن الآخرين لم يحضروا أصلا ، أو أنهم قد تم القبض عليهم وأبعدوا عن اللجنة للتحقيق معهم فى أعقاب مشاجرة حقيقية أو مفتعلة )
ربما كان ما أسلفنا ذكره هو السبب فى أن وزارة الداخلية لم تقم بتحميل جداول الناخبين على شبكة الإنترنت رغم أن هناك فى مصر ما يقرب من عشرة ملايين مستخدم للشبكة ، وحتى بالنسبة للذين لا يستخدمونها ، فإنه من الميسور جدا عليهم أن يلجئوا إلى ذويهم أو إلى معارفهم أو حتى إلى مقاهى الإنترنت لأن هذا فى كل الأحوال أخف وطأة على قلوبهم من اللجوء إلى أقسام الشرطة للإستفسار عن لجانهم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا