الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..

عبد العظيم فنجان

2010 / 10 / 31
الادب والفن


كأنني كنتُ أجهلُ أن البراكين لا تنقل فوّهاتها ، فبعد ذلك العدد اللامتناهي من القبل بقي فمكِ مكانه ، ولم اصدق إلا بعد أن نطقتِ :

لم أعرف أن جسدكِ يتقن مثل هذا الثبات كلما ضربته العاصفة ، ولا أنني مثل ورقة أتقلبُ بين فصول رغبتكِ ، لكنني ثبتُّ أمام هيجانكِ ، راضيا بالغرق في أطيانكِ حد الاختناق ، حد أن يأخذني فمكِ إلى معرفتي ، فأكتشفني ، من خلالكِ ، عضوا عضوا ، حتى أعود كاملا .


تنحتيني قبلة بعد اخرى ، فأصيركِ .
احبكِ لأنكِ ماهرة في هذا ، وفي أنكِ تعرفين أنني لا أفعلُ شيئا من دونكِ .

أنني ماهرُ في اشتقاقكِ من الهوس ، ومن المشي في الليل ، تحت نور الخيال في الشوارع .
إنني ماهرُ في النزهة بين الكمائن و منع التجوال ،
وفي الوقوف ضد حياتي .



أعرفُ أنه الصباح عندما أذهبُ إلى الوظيفة :
ادخن سجائري ، تحت سقف صحتي الرديئة ،
وانتظر أن أموت تحت الشجرة التي تفكر فيكِ ، كلما أسندتُ رأسي إلى جذعها .


آه ،إنني ماهرُ في ابتكار الحلول التي تفاقم المشاكل ،
وتشعل النار في قش اشتياقي .
ماهر في العراك مع الكلمة التي لا تحمل من معانيكِ شيئا .
ماهرٌ في تمزيق قصائدي ،
ماهرٌ في ابتكار العاصفة التي تقلب مراكب طمأنينتي :

الحربُ معي ، وضدي ، هي هوايتي الوحيدة


أرمي على اللا أحد أطلاقاتي :
وكل يوم اشيّعُ عصفورا يسقط قتيلا في طريقه إليكِ .

كم برق أرسلتُ ليضرب نافذتكِ ،
كم اغنية غنيتُ لأقتلع من عيني العالم دمعة ..

كنتُ ، قبلكِ ، أعيشُ داخل كتاب الليل ، مع هذه أو مع تلك ، لكنني أغلق الكتاب ، بعد ذلك ، منتزعا منه صفحة هذه وصفحة تلك ، لأنني لا اطيق انشطاري ، ولا أحترم تعددي .

كنتُ ، قبلكِ ، أشربُ كأسي بفخامة مَن عاد من الغزو بألف جارية ،غير أن قلقا ما يساورني ، في كل مرة ، فلستُ هذا ما ارغبُ أن أكونه .

وعندما ذهبتُ لأقرأ كتبا أبحثُ فيها عني ، لم أجدني ، ووجدتكِ بيني وبيني ، لكن هذا الذي بيني وبيني كان يفلتُ ، فجأة ، من بيننا ، فأضيعكِ :
صرتُ أتبع امرأة ، كل امرأة ، ولا أصل إلى حنانكِ .

صرتُ أصرخُ : مَن أنتِ ، وأينكِ ؟ لكن صرختي لم تكن إلا داخل المكتبة ، فلم اقابلكِ إلا بعدما طرتُ خارج معرفتي ، لأنكِ معرفة اخرى :
وعيٌ شقي أنتِ ،
طفلة مجنونة وعاقلة أنتِ ،
لهبٌ وبرق أنتِ .

قلتِ : احبكَ فعرفتُ أنني سأخسركِ ،
ولأنكِ تحبينني حقا هيأتُ عنقي إلى المشنقة ،
وأحببتكِ .

احبكِ لأنني لا أعرفُ غير هذا ،
لا أملكُ إلا هذا .
احبكِ لأنكِ ماهرة في الحزن ،
وفي أنكِ تعلمين أن مهارتي هي أن لا أكون شيئا من دونكِ ..

.............................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل جدا
مهنا الطيب ( 2010 / 10 / 31 - 22:05 )
جميل جدا ، حتى عنوان القصيدة قصيدة متكاملة ، حقيقة قد شغلنا عن الادب ولغة الجمال والحب زمناً طويل ،


2 - شاعر حقيقي في زمن قل فيه الشعراء
مرتضى عبد الرحيم ( 2010 / 11 / 1 - 08:48 )
رغم اني لست من الشغوفين بالشعر الا ان كلماتك الجميلة والقصائد الرائعة تجبرني على القراءة وتحفز مخيلتي وتثير عندي حس التمتع بجمال الافكار والكلمات في ان واحد شاعر مرفه الحس اتمنى لك كل توفيق ونجاح نتابع اعمالك باستمرار

اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس