الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمة هاجس بالريبة والخوف في بلدتي..!

غسان سالم

2010 / 10 / 31
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في البلدة التي اسكنها ثمة هاجس بالريبة والخوف، يرتسم على وجوه المارة التي تلهي نفسها بنظرات بعيدة نحو أفق تل (الساسي)، التي يرتمي عليها ثلاث مزارات لإتباع الديانة الايزيدية، هذا الهاجس يغوص عميقا في العقل الباطني لسكان بلدتي العتيقة عتق نينوى المدينة، والتي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عنا.
الشخوص (البعشيقية والبحزينية)* متلهية بالكثير من المواضيع، هي بالطبع خائفة من المصير المجهول الذي ينتظرها، حالها حال البلدات الايزيدية المرتمية على طرفي دجلة.
هم يشعرون لأول مرة بالعجز تجاه مصيرهم، كانوا دوما متفاعلين مع الأحداث السياسية، ليس لأنهم متعلمون فقط، بل هذه هي طبيعتهم، لكنهم لأول مرة في ذاكرتهم يجدون أنفسهم خارج اللعبة، أو ثمة أيدي ضخمة تحرك الأحداث التي يتلقونها بسلبية، وهذا يخيفهم ويضعهم أمام عجز يكرهونه، بالطبع هناك حراك من البعض، لكن هذا الحراك لم يصل حدا من التأثير، بحيث يُخرج أهل البلدة من هذا الجمود والسلبية التي وضعوا فيها قهريا دون إرادتهم، والتي كانت كما قلت تتفاعل مع الأحداث بايجابية دائما.
يرتبط خوف (البعشيقيين والبحزينيين) بأرزاقهم المصادرة بقرار سياسي! من كل الأطراف التي تظن إنها تمثلهم أو تعمل على تمثيلهم، نعم إنهم يزاولون العديد من الأعمال، وهناك عدد من المعامل، وحركة تجارية لا بأس بها، لكن اغلبهم يرتمي في أحضان الوظائف الحكومية، كونهم خريجو كليات ومعاهد، وهذه الوظائف ترتبط بشكل وبأخر بالأوضاع السياسية المحيطة بهم، حيث تعمل الجهات السياسية على مصادرة أرائهم كثمن لهذه الوظائف.
البعشيقيون والبحزينيون يدركون أنهم أكراد (أو هكذا يؤمن اغلبهم)، رغما أنهم لا يتحدثون اللغة الكردية، وترسخ هذا الإدراك نتيجة العوامل الثقافية ولاعتبار ديني، فهم يحكمون عقولهم بهذا الشأن، متجاوزين الممارسات الخاطئة الواقعة في بلدتهم، ورغما أن اللغة تقف حاجزا أمامهم، لكنهم يؤمنون أن الاستمرار بالعمل سيوصلهم لغاياتهم التي يحلمون بتحقيقها، ألا وهي الأمن والحقوق، فهم تجاوزوا في واجباتهم الحد المطلوب من زمن بعيد، ومع هذا يبقى خوفهم راسخا كون مصائرهم ما تزال ليست بأيديهم، وما تزال تلك الأيدي الضخمة تعبث بـ(حاضرهم ومستقبلهم) دون شعور بالمسؤولية.
يرغب البعشيقيون والبحزينيون بان يتم قبولهم كما هم، وليس كما يرغب (البعض أصحاب القرار!).

ملحوظة: (بعشيقة وبحزاني) بلدتين بوجه بلدة واحدة يقطنها أكثر من (25) ألف نسمة اغلبهم من أبناء الديانة الايزيدية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل