الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا صار لشيعة العراق بيانا ؟ً

كاظم الشاهري

2002 / 8 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                   

                                                                                                      

رغم ان المشكلة الطائفية لم تكن في يوم ما في العراق مشكلة ً على الصعيد الجماهيري والشعبي فقد عاش الشيعة والسنة منذ قرون طويلة من دون ان تكون هناك اي صدامات او اعمال عنف واستفزازات بينهما . بل ان اكثر العراقيين لكي يثبتوا ذلك يقولون انهم لم يجرءوا ان يسال احدهم الاخر هل انت شيعي ام سني ؟ ليس نتيجة لعوامل خوف او حيطة وانما لان المشكلة لم تكن اساساً موجودة في اذهانهم .

ولهذا بقيت المشكلة الطائفية في الحقيقة مشكلة بين الحكومات العراقية والشعب العراقي .

قبل اسابع قليلة صدر اعلان بيان شيعة العراق الموقع من قبل نخبة منتقاة من ابناء الطائفة الشيعية العراقية .

ورغم ان الاضطهاد شمل جميع العراقيين فان السلطة البعثية مارست تمييزا واضحا ضد الشيعة ومع هذا كان من الممكن ان لايصدر ذلك الاعلان وان لايثير في نفس الوقت تلك الزوبعة من النقاشات الحامية والتخوفات والتهليلات ايضا لو ان الحركات والاحزاب والتجمعات العراقية المعارضة تحملت اعباء تلك المشكلة وظهر في برامجها ما يدل على انها جادة حقا في النظر الى تلك المشكلة على الاقل من خلال اعداد دراسات وبيانات وحلول مفترضة لتلك المشكلة لا ان تبقى مجرد عرض طارئ ينتهي بزوال الاسباب كما اعتقدت اكثر الحركات العراقية او يشار اليها مجرد اشارة بجملة يتيمة في تقارير وبيانات الاحزاب .

ولكي نثبت ذلك علينا ان نورد مثلا يؤكد صحة ماذهبنا اليه :

يقول ودود حمد في مقالته المنشورة في مجلة الثقافة الجديدة العراقية العدد المزدوج 300- 301

( مشروع التقرير السياسي الى المؤتمر الوطني السابع للحزب الشيوعي العراقي لم يخصص من بين مايزيد على ثمانية الاف كلمة في حقل / على الصعيد الداخلي / سوى جملة لما خلص اليه المؤتمر الوطني السادس " ان السلطة القائمة ديكتاتورية فردية استبدادية مطلقة ذات طبيعة شوفينية تعتمد اساليب فاشية وممارسات طائفية في الحكم" )

 

 

 واذا كان الحزب الشيوعي العراقي قد اشار الى تلك المشكلة بسطر او سطرين فان الكثير من الاحزاب والتجمعات العراقية المعارضة لم تلتفت اليها اطلاقا ولم تشر اليها نهائيا.

الواقع ان الممارسة الطائفية ضد الشيعة لم تمارسها السلطة العراقية القائمة الان في الخفاء بل انها مواقف واضحة ومعبر عنها بشكل صريح .وقد جاء ذلك في مقالات نشرتها جريدة الثورة العراقية اعقاب فشل انتفاضة اذار 1991تمثل وجهة نظر الحكومة العراقية من الشيعة وسنقوم باقتطاف شواهد من تلك المقالات تضمنتها مقالة ودود حمد المشار لها سابقا

(  عنما هاجروا ، اي الشيعة سكان جنوب العراق ، الى المدن الكبيرة مثل بغداد كانوا يعيشون عن طريق التسول والسرقة والقوادة ليس لانهم كانوا مضطرين بل لان هذه الممارسات كانت جزءا اساسيا من طبيعتهم المتخلفة ثم يردف قائلا بان هؤلاء في الحقيقة ليسوا عربا وانما جلبهم مع جواميسهم من الهند القائد العباسي محمد القاسم الذي غزا الهند في القرن التاسع )

صدر بيان الشيعة ربما لان الاحزاب والتجمعات العراقية لم تعطي المساحة الكافية لتلك المشكلة او انها اهملتها تماما .ورغم ان البيان يعد خطوة جريئة وشجاعة ولم يصدر بيان مشابه له في تاريخ الحركة الوطنية العراقية فانه ايضا قد ياتي بشكل افضل وادق لو ان السادة متبني البيان وسعوا اتصالاتهم وضموا الى جانبهم شخصيات من طوائف واديان من جميع الوان الطيف العراقي المتعدد ومن ثم اصدروا بيانا يشخص المشكلة الطائفية ويضع حلولا مقترحة لها . ذلك البيان الذي يمكن ارساله الى الحركات الوطنية العراقية والدعوة الى تبني التشخيصات والمعالجات التي جاءت فيه او على الاقل مناقشتها واضافة او حذف اوتبني ما جاء في البيان من وجهة نظر تلك الحركات والاحزاب فانها ستكون اولا وسيلة لتنشيط مناقشة تلك القضية وثانيا اخراجها الى حيز النور بدلا من حصر الداعين والموقعين على البيان في طائفة واحدة يثير بشكل او باخر حساسية الطوائف الاخرى ويثير الشبهات والمخاوف ايضا.

 

                                                                                                 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر