الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قداس الدم

عبد الرسول عداي

2010 / 11 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


لابد وان سيدة النجاة ستظل ترتعش ألما ورعبا أمام كل قساوة الموت المتوحشة ..
لابد وان سيدة النجاة ستظل دهرا تذرف دموعا على الإنسانية التي ذبحت في أحضانها..
لابد وان سيدة النجاة قد اكتشفت في قداس الدم معنى جديدا للفداء وصورة نادرة للصليب ..
فما يزل بكاء الأطفال وصراخ الأمومة المرعوبة يوخز حجر الكنيسة بكوابيس الجريمة التي اغتصبت سلامها العذري بأكثر رقصات الشيطان وحشية ..
ما تزل الدماء تلون الأصداء الغضة للصلاة وضحكات الأطفال وهمس الشيوخ بألوانها البراقة
وما تزل رصاصات الموت وأحزمته الناسفة لحد الآن تذبح ذكريات الأبرياء
ما تزل الجريمة قائمة
وما يزل أبناء الشيطان يغتصبون عذرية سيدة النجاة
وما تزل أرواح أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا وشبابنا تأن تحت سكينة الإرهاب و التعصب الديني
ما نزل نتدثر تحت لحاف التنديد والاستنكار الذي يبصقه أراذل الناطقين باسم المسؤولين في وجوه الثكلى والايامى
ما تزل الجريمة بوحشيتها تستفز خجلنا الوطني والقومي والديني ، وتثير علامات استفهام كبيرة أمام كل الكذبات التي نحاول أن نحشو بها عقول صغارنا حول ارثنا الإنساني العظيم
ما تزل الجريمة شاهد إثبات على امتهاننا لإنسانيتنا وكفرنا بالله والوطن
ما تزل الجريمة ملحمة كبرى يمكن أن تضاف الى سجل الفتوحات أو تلحق بفصل من فصول مجزرة عاشوراء
ما تزل الجريمة تصدمني ليس لعدد الذين مزقتهم بأناملها فما أكثر من قتلوا من أبنائنا وإخواننا ولا لأنها استهدفت مكانا للعبادة فما أكثر الجوامع والحسينيات التي سويت بالأرض لكن لهذه الجريمة رائحة كريهة
لقد تفردت بأنها مزقت رمز الأمومة وصلبت على أعواد الموت ضحكات طفولتنا وغرست عميقا خنجرها المسموم في جسد سلامنا
أنا لم يدهشني كم فجروا من حزام ناسف أو رصاص بل كيف استطاعوا أن يفجروا كل هذا الكره والحقد والبغضاء في وقت ومكان كان كله محبة ؟
كم مسكينة أنت يا أرض العراق وفيك كل هؤلاء المبغضين
لو لم يكن في الأرض إلا مبغض لتبرمت بوجوده وتبرما
لا تطلبن محبة من جاهل المرء ليس يحب حتى يفهما*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من قصيدة لإيليا أبو ماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم فايروسات قاتلة يجب ابادتها
صباح ابراهيم ( 2010 / 11 / 3 - 09:07 )
مئات السنين التي انصرمت عاش خلالها اجدادنا وآبائنا بسلام ووئام ومحبة بين المسلمين والمسيحيين في العراق وبلاد المشرق، لم نسمع بأعتداء واحد حدث بين الطرفين لاسباب دينية او بسبب الكراهية او الايمان او اختلاف العقيدة .
لكن ظهور المتطرفين الاسلاميين والوهابيين وايتام ابن لادن والظواهري هم من زرع الفتنة ونظر لكراهية وتكفير الغير مسلمين وحتى المسلمين المخالفين لهم بالمذهب والتفكير ، لقد حللوا دماء كل البشر من لايدين بمذهبهم الاجرامي السلفي التكفيري .
لقد انتشروا كالفيروسات المعدية بين البسطاء والمراهقين وغسلوا ادمغتهم وحشوها بلآيات القتل والذبح والتكفير يؤديها شيوخ السعودية والاخوان المسلمين بفتاوي القتل والتكفير والكراهية للاخر ، مع استمرار تسمية من لا يدين بالاسلام من اهل الشرق والغرب بالكفار والمشركين والدعاء عليهم بالموت والزلازل والاوبئة وتجفيف الدم في عروقهم .
هل هذه هي اخلاق الاسلام الصحيح ام هؤلاؤء فئة ضالة يجب محاربتهم من قبل المسلمين قبل غيرهم لانهم تستروا بالدين وشوهوا صورة الاسلام في العالم اجمع

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح