الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يعيد الثقة والايمان بالعملية الديمقراطية

شلال الشمري

2010 / 11 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد الإرهاب واللصوصية والمحاصصة والكفاءات المزيفة و
(الفساد الإداري والمالي) والانتكاسة باتجاه العشائرية والطائفية والعنصرية وصراع المناصب الذي رافق عملية التغيير ترى ما هي السبل لإعادة الثقة بالعملية الديمقراطية ؟. هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار إن كافة الأطراف أصبحت موضع شك ورفض ، وان مؤسسات الدولة عبارة عن دويلات مماليك، والوحدة الوطنية في خبر كان، ومنظمات المجتمع المدني عبارة عن دكاكين لتسويق البضاعة الفاسدة لهذه الأطراف السياسية، والهيئة
(الأمريكية) العليا المستقلة للانتخابات أصبحت كالقنفذ، من كثرة ما أصابها من سهام الاتهام والتشكيك. والدستور أكلته الأرضة ولم يبقى منه ما هو جدير بالاحترام من قبل الفرقاء إلا كلمة
( بسمك اللهم ) .
بعد هذا ما هو الطريق لإعادة الثقة ؟ :-
ـ هل نعيد البناء مجددا على ذات الأيادي التي أوغلت فيما أوغلت، على شاكلة إعادة الفرز يدويا بذات الموظفين للهيئة الأمريكية المستقلة للانتخابات فكانت النتيجة لعنة على أصحاب الإفك ؟ .
ـ هل نتقصى الحل باحتلال جديد يزيح لنا الصداميون الجدد ويأتينا بقادة يخشون الله بأموال الشعب وأرواحه ؟ بعد أن تستباح دماء وأموال جديدة ونعود إلى المربع الأول!!.
ـ هل نرفع شعار ثورة تموز عام 1958 (لا إقطاع ولا رجعية كل عشر شيوخ بگونية) هؤلاء المشايخ الذين عطلوا الحدود وافتقروا لأي مشروع تنويري يواكب العملية الديمقراطية وزادوا من مساحة المحاصصة وكسب الغنائم والصراعات الاجتماعية والسياسية وأعاروا عقولهم لتيارات أخرى فأصبحوا يضللون رعيتهم وهم على غير هدى . هؤلاء الذين امتطوا صهوة الديمقراطية والليبرالية والعولمة وجعلوا منها ورقة التوت التي تغطي ارتدادهم الباطن عنها . ويا للعجب متى وأين كانت العشائرية والتسييس للدين من مؤسسات المجتمع المدني ومن ركائز الديمقراطية ؟.
ـ هل ننتظر تحقيق نبوءة كارل ماركس و فردريك أنجلس بأن الامبريالية تعقبها الشيوعية فنؤازر الحزب الشيوعي العراقي لعله ينتفض كالعنقاء من تحت (الرقاد) مجددا وتتحقق على يديه شعار وطن حر وشعب سعيد ولكن أنى له ذلك وقد تخلى عن دكتاتورية البروليتاريا والعنف الثوري والحتمية التاريخية وصراع الطبقات وأصبح كتلة هلامية بلا أنياب أو مخالب !! ؟.
ـ هل ننعم باحتلال كويتي للعراق يضمنا إلى مجلس التعاون (ألخليطي) فنحظى بإطلالة ( موزة ) ورضى خادم الحرمين ونؤدي الطواف حول برج خليفة ونحصل على متنفس على مياه الخليج يسرح ويمرح فيه صيادونا المساكين ويأمنون على أنفسهم من اعتقالات القوات البحرية الكويتية تارة وقوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تارة أخرى .؟
ـ هل يكمن الحل بانقلاب عسكري يعيد المياه إلى راكدها الآسن ويعيد الثعالب إلى جحورها من حيث أتت ويحفظ لنا السلة بعد أن يئسنا من العنب ويحفظ لنا هيبتنا بين الأعراب والأعاجم، وننمي برعما جديدا للدكتاتورية يعيد لنا أمجاد داحس والغبراء، بطلا عروبيا كارتونيا يلعلع ويعربد ويزبد ويجعجع يحرر لنا فلسطين من خلال احتلال جزر القمر لكي يؤمن لنا قاعدة بحرية ننطلق منها بعد أن نتوضأ ونتشطف من مياه سواحلها .؟
ـ هل يمكن خداع الشعب وإحداث التغيير من خلال التلاعب بالألفاظ ، بإستبدال المحاصصة بالتوافقية أو الشراكة مصحوبة بقاموس من المصطلحات التي خبر الشعب حقيقتها من شفافية ونزاهة وتهميش وإقصاء وصحوة ودمج وفدرالية وحكومات محلية ومليشيات وجيوش إرهابية متوحشة تستأسد على أبناء جلدتها .
ـ هل يكون مشروع جو بايدن بتقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات شيعية وسنية وكردية مفتاحا للخروج من الأزمة يحكمها سلاطين يستمدون شرعيتهم من الحق الإلهي والميراث الشرعي العشائري والدم الأزرق الذي يجري في عروقهم .
ـ هل يكمن الحل بإعادة الانتخابات شرط أن يسن قانون للأحزاب وتجرى إصلاحات دستورية وتعاد هيكلة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وقانون انتخابات جديد يحمل في طياته مشروعية البطانيات والصوبات والتمويل الخارجي والوعود بالدرجات الوظيفية الخاصة .
ـ هل تجدي نفعاً سياسة المغذي (والبنج) التي تعتمدها وزاراتنا عندما تفتح ملفات مشاريعها المستقبلية التي تحلق بنا إلى عالم الخيال والأحلام ابتداء من وزارة النفط التي تعشمنا بزيادة الإنتاج إلى 12 مليون برميل نفط يوميا إلى ملايين الشقق السكنية والمتنزهات والخدمات البلدية ومحطات الكهرباء وعشرات الآلاف من الوظائف المزمع فتحها (خلي يولن) ؟.
ـ هل أثبتنا خلال السنوات السبع التي أعقبت الاحتلال إننا شعب يجيد الاختيار أم إننا لازلنا فاقدي الأهلية نجيد الانصياع ونطبق الأوامر صاغرين لازلنا تحت تأثير التنشئة الصدامية.؟
إن العملية الديمقراطية امتطاها التيار الديني وعندما تقهقر قبيل الانتخابات للمجالس البلدية عام 2009 أردف خلفه التيار العشائري ليزيد من سقفه الزمني في المطاولة وقبل هذا وأثناء حكومة الدكتور إياد علاوي التي استمرت لمدة سنة واحدة تم خلالها إنعاش التيار القومي العروبي بعد أن شارف على لفظ أنفاسه الأخيرة وهكذا تكامل إحكام حلقة الردة
(عشائريا وقوميا وإسلام سياسي ) على النهضة العراقية التي كان المؤمل منها إذا نجحت على يد بناتها الحقيقيين أن تكون منارا جديدا للعالم هؤلاء البُناة الذين للأسف الشديد لاذوا في الظل خلف قوى الردة . جل طموحهم هو كرسي تحت قبة البرلمان , تقهقروا طائفيا وعشائريا وعنصريا بدلا من أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية تجاه الوطن والشعب الذي هو بأشد الحاجة لإنتشاله من حلقة الردة أعلاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
غسان يوسف جدعان ( 2010 / 11 / 3 - 11:19 )
نشكرك لهذه المقالة الرائعة

اخر الافلام

.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي