الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد تستباح من جديد

وصفي احمد

2010 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



هاهي بغداد تستباح من جديد , يوم دام لآخر يضاف إلى السلسلة الطويلة التي لم تكن هذه المدينة تعرفها قبل الغزو الامريكي للعلاق في سنة 2003 ,و كالمعتاد فان الضحايا هم المدنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم من سكنة هذه المدينة التي كانت قبل سنين قلائل قبلة للأنظار لبهائها و جمال عمرانها و لازدهار ها الثقافي و الاجتماعي . أما المسؤولون فهم في أمان تام لتحصنهم في برجهم لمنيعة في المنطقة الخضراء المحروسة من قبل الالاف المؤلفة من القوات الأمنية العراقية بالاضافة التي القوات الأمريكية التي جلبتهم على ظهور دباباتها لتسلطهم على رقاب الجماهير العراقية . بعد أن ادعت أنها جاءت لتحرير هذه الجماهير من نير الدكتاتورية و الاستبداد كي ينعموا بالديمقراطية التي ستحول حياتهم من البؤس غلى النعم الدائم , لكن الأيام سران ما أثبتت زيف دعاواهم . فقد سلموا البلاد إلى الذين مزقوا نسيجها الاجتماعي وأوصلوها إلىحافة الحرب الأهلية .
إن أحداث العنف التي شهدتها البلاد و ستظل تعاني منها بسسب غياب الدولة بمعناها الحديث لعدم إمتلاك القوى السياسية الحاكمة مقومات بناء هذه الدولة كونها إما طائفة أو قومية عربية كانت أم كردية .فلا أمن و لا استقرار مع هذه الأحزاب لأن الغلبة لم تتم لحد الآن لأي منها , فالأسلام السياسي الشيعي بشقيه دولة القانون و الائتلاف الوطني لا يستطيع لملمة شعث المجتمع العراقي لطبيعته الطائفية مهما حاول أن يغيير جلدته و تجميل وجهه باختيار العناوين البراقة التي توحي للمواطنات و المواطنين بأنه أصبح علمانيا و لا المحيط العربي سيقبل التعامل معه و سيظل يضع العراقيل في وجهه لأنه يرى فيه تابعا لايران .
وحتى التيار القومي العروبي الذي نهض من جديد بعد الضربات القاسية التي وجهتها له قوات الاحتلال فأنه هو الأخر لا يمكنه بناء دولة مستقرة بسبب ماضيه المرير و علاقاته التاريخية السيئة مع القوميين الأكراد .
أما الأحزاب القومية الكرديةفهي الآخرى تعلم عدم قدرتها على حكم العراق لذلك فهي ستظل مع حالة الا إتفاق بين الفرقاء الأخرين كي تستطيع الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب عى حساب المركز .
في حين يعاني اللبراليون من ضعف واضح لأسباب معلومة مما أجبرهم هذا الواقع على الدخول مع القوائم المتنفذة للوصول إلى قبة البرلمان ولو على حساب مسلماتهم الفكرية و الآيدلوجية .
يبقى اليسار العراقي , و على الرغم من ضعفه الواضح لأسباب ذاتية و موضوعية , لكنه يبقى هو الأمل لأنه هو الوحيد الذي يمتلك البرامج القادرة على اعادة الاستقرار للبلاد .
إن نوري المالكي و وزرائه الأمنيين مطالبون بالاستقالة كابسط إجراء يمكن أن يعملوه للاعتذار عن تقصيرهم في حماية أمن موطنيهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا