الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة الحوار المتمدن: طوبى للأحرار

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2010 / 11 / 4
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


الحوار المتمدن: وقفزة الإعلام الإليكتروني العملاقة
من الطبيعي جداً أن يتفوق الحوار المتمدن على الصحف الرسمية العربية أو ذات التمويل إياه أو"المشبوه"، أحياناً، أومجهول المصدر، وأن تسقط وتنهار وتتوارى إمبراطوريات إعلامية وتتقزم، برغم حجم الدعم المالي الذي تحظى به، أمام موقع تطوعي وبجهود لكتاب غير متفرغين، وهواة (على قدر الحال مثل حالنا)، لكن أهم ما يميز الحوار المتمدن أنه كسر الأقفال وحطم الأغلال واخترق التابوهات وفتح أبواب الحرية على مصراعيها أمام مباضع أولئك الكتاب والأصوات الحرة والجريئة التي أتت من كل "فج عميق" حتى باتت تمثل اليوم ضمير ما يسمى بالشارع العربي والإسلامي وباتت أسماؤهم ساطعة سطوع الأنجم في سماء العالم ثقافياً وفكرياً وحتى إعلامياً. هذه الحرية والميزات التي يفتقدها إعلام "جلالته وفخامته وسموه وعظمته وقداسته" هي التي جعلت الحوار المتمدن يتقدم على الجميع ويقبل عليه الشارع بنهم وظمأ تاريخي لكلام لم يسمع أو يرى من قبل، في الوقت التي تنتابك حالات من الدوخة والغثيان حين محاولة الاقتراب من صحفهم أو الإطلاع على محتوياتها وهي تقدم رموز البدونة الكبار وجلادي الشعوب وسجانيه ولصوصهم الكبار بأثواب القداسة والعفة والورع والشرف والتقوى، وتروج لثقافة بائدة ومنقرضة عبر رموز ثقافية خشبية متكلسة باتت عبئاً حقيقياً على الثقافة وعلى نفس الإعلام والصحف التي تنطق بها وتمثلها. وليس هناك أسوأ من إعلام يقوده الساسة والفقهاء.
ويبدو أننا اليوم فعلاً أمام تيارين رئيسيين في ما يسمى بالإعلام العربي، وهما الإعلام النخبوي الناطق باسم النظام الرسمي العربي الممول من قبله والممثل لمصالحه والمدافع عن رموزه تلك الرموز التي تمثل الأقليات الحاكمة وبطاناتها الفاسدة المتوحشة والساتر لعيوبها (ألم يأمر سبحانه وتعالى بالستر تيمناً بسنة السلف الصالح رضوان الله تعالى علي أجمعين وعلى هديهم في وإذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا)، الناهبة لشعوبها ومصاصة الدماء الغبية بشكل عام والتي تحتقر الفكر والجمال والقيم النبيلة والإبداع وتروج للتفاهة والسماجة والسطحية والغباء والبلادة والخزعبلات، وهو إعلام عبودي متمسح متبلد مترهل نمطي خشبي جامد مغلق متوتر مريض كاذب مرائي وجبان تسرح وتمرح فيه، وتصول وتجول المنخنفة والموقوذة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع والمتعيـّشة والمسترزقة واللعوب المتشاطرة...إلخ، وأما التيار الآخر فهو الإعلام الشعبي، الناطق والمعبر باسم الشارع والعاكس لنبضه وتوجهاته المعبر عن طموحاته الناطق بآهاته ومكبوتاته الأزلية وهو إعلام حر منفتح ثائر حيوي شاب ديناميكي مبدع صحي خلاق منبسط سلس سهل ممتنع صادق جريء ويمثل مصالح الأغلبيات المهمشة المنهوبة المقموعة كاشف لعورات تلك الأنظمة (ألم يأمر الشرع بأن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر؟)، ويبدو أن السبق والغلبة لهذا الإعلام الشعبي الخارج عن القيود، ويتصدر الواجهة ويقف اليوم الحوار المتمدن على رأس هذا الإعلام الشعبي والجماهيري، والدليل أمامهم، فها هو آخر إحصائية لشركة أليكسا بتاريخ 1/11/2010 وهي أهم شركة دولية في مجال تقييم مواقع الإنترنت وتحري واقعها.
ما يدلل على شعبية الحوار المتمدن، وانكباب الشارع وإقباله على كتابه المتميزين، هو أن الكتـّاب "الرسميين"الذين ينشرون مقالاتهم الحجرية التنظيرية في تلك الصحف، لا يحظون بذلك الإقبال والقدر الهائل من القراءات والتصويتات الذي يحظى به كتاب "مطرودون" و"ممنوعون" من الإعلام الرسمي العربي، وهذه ملاحظة هامة نضعها بتصرف الأخوة في الحوار فوجود تلك المقالات المنسوخة من صحف نفطية لا تشرف كثيراً، برأينا، صفحة الحوار النقية، وشخصياً لا أكلف نفسي عناء مجرد قراءة العنوان طالما أنها مرت على عيني "رقيب" بدوي من إياهم.
ولا أدري لماذا تحضرني ها هنا حادثة، يوم أجرى معي وزير الثقافة السوري الحالي خليفة الوزير الآغا، وكان مندوبا لصحيفة كويتية يومذاك، مقابلة لانتقاء محررين وصحفيين لتلك الصحيفة البدوية، وطبعاً كانت النتيجة الرسوب والرفض المجلجل، فربما لم يعجبه "شكلي أو اسمي" أو ارتاب من توجهاتي الفكرية خلال المقابلة، رغم أنني تقدمت بـC/V متكامل ودسم عن خبرات صحفية عربياً وإنكليزياً، وشهادات علمية عالية موثقة وما بعد جامعية من جامعة محترمة هي دمشق، وهذه واحدة أحسبها للسيد الوزير وليس ضده، وذلك لجهة حدسة الثاقب بأنني لا أصلح للعمل في تلك الصحف، ومبروك عليك وزارة الثقافة سيدي الوزير.
ولا أتمنى في المقابل أن يوضع موقع الحوار المتمدن في أية مقارنة مع هذه الصحف ومن باب أن تلك الصحف تفتقر لمقومات المقارنة العادلة مع الحوار المتمدن من حيث تحرر الحوار من أغلال وقيود ما يسمى بالإعلام الرسمي العربي الذي عليه أن يستفيد اليوم من تجربة الحوار المتمدن الرائدة لجهة طرق المحرمات، وفتح أبواب النقاش الحر، والإفساح بالمجال لكل تلك الأصوات المكبوتة والأنـّات المحبوسة، وإطلاق باب الحوار العام حول أية قضية بدون حدود ولا محرمات أو تابوهات، فقد ولى عصر التستر والتابوهات والتعتيم والإنغلاق والتحجر والتخشب والتمترس وراء المتكلسات والمنقرضات من الأفكار والمواربة والمداهنة والدجل والرياء ومحاباة الجهلة والأوصياء وحماية الفاسدين والدجالين فنحن اليوم في عصر المكاشفة والشفافية والأنوار ولا أعتقد أن قوة في الأرض ومهما أوتيت من قوة ومكر وخبث ودهاء وخداع أن توقف، وفي ضوء ما هو مرئي ومعطيات أمامنا، هذا الزحف الإنترنتي المقدس الذي بات يدك أعتى الحصون والقلاع والهياكل والفكرية والعقلية والثقافية السلطوية والأسطورية وينال منها شيئاً فشيئاً ويعريها تماماً كأوراق الشجر في فصل الخريف، وإن أي تعامل بالأدوات والآليات القديمة والأساليب البالية مع هذا المارد العملاق، ليس إلا محض مكابرة ومحاولة يائسة وانتحار.
نحن اليوم، وبكل تواضع وتجرد، أمام مدرسة جديدة في الإعلام، مدرسة اسمها الحوار المتمدن، تضم في جنباتها نخبة وطليعة وثلة متميزة من حملة القلم الأحرار وأعتقد أنه، ومنذ اليوم وصاعداً، بات لزاماً على الإعلام الرسمي العربي أن يقيس أداءه على أداء الحوار المتمدن ون يستفيد من هذه التجربة الرائدة على صعيد العالم وكيفية الوصول إلى القمم والتربع عليه، هذا إذا كان ذلك الإعلام "يبغي" وجه الله، ودخول التاريخ، لا أن يصر على البقاء خارجه كما هو حاله المحزن البئيس الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إعلام ثالث
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 4 - 18:31 )
هناك، سيد نضال، إعلام ثالث إلى جانب النوعين المذكورين في مقالك، حسب رأيي، لأني لا أجده ضمن تصنيفك. إنه إعلام شعبوي وليس شعبيا. إعلام الصحف الخاصة والفضائيات وما عشش في منه المواقع الالكترونية. عندنا لا يخضع هذا الإعلام للحكومة، بل هو لا يتوقف عن انتقادها بقوة، لكنه يبقى شعبويا لأنه يتملق العامة، يتباكى على مدار السنة على المساكين والكادحين، لكنه لا يجرؤ على التعرض للأفكار الرجعية ذات المنحى الديني والطائفي والجهوي التي تعشش في عقول الجماهير. إعلام أبوابه مفتوحة لرجال الدين ولشلالات من الفتاوى الرجعية الظلامية. تعاطف هذا الإعلام مع الإسلاميين لأن الشعب سار وراءهم، تعاطف مع الدكتاتوريين مثل صدام وغيره لأن الشعب يريد مستبدا عادلا يغنيه شقاء النضال والعمل ويترك له حرية التكاثر المدمر والغيبوبة في أحضان العادات والتقاليد واحتقار المختلف والمرأة. لا يتوقف هذا الإعلام عن العزف على أوتار القومية الفاشية والنعرات الجهوية والطائفية حتى في الرياضة. وما حدث بين مصر والجزائر خير دليل.
إنه إعلام يتمتع بحريات واسعة ولكنه يستغلها في التعتيم والتدمير مادام هدفه مزيدا من الربح والجاه والنفوذ .
تحياتي


2 - إعلام عربي .. حوار متمدن في الأحلام ..؟
مصطفى حقي ( 2010 / 11 / 4 - 20:43 )
العزيز نضال ، الكتاب من عنوانه ، والإعلام العربي من شارعه ، كيف تنير شارعاً مظلماً بدون أنوار أو بواسطة شمعة هزيلة ، شارعاً لم يزل يمجد القديم بقدمه ويستر عيوبه بجهله ويهلل ويصفق لجهاديه الأشاوس وهم يقتحمون كنيسة بمصليها المدنيين من نساء وأطفال أبرياء ويعمل فيهم ذبحاً وتقتيلاً تحت شعار ألله أكبر في الوقت الذي هم أجبن خلق الله في مواجهة العدو الصهيوني ، أتمنى أن يستطيع الحوار المتمدن بكتابه المتنورين إنارة هذا الشارع المعتم والفقير بكل شيء وشكراً


3 - ايها المناضل لقد بلغت وشكرا
ميس اومازيــغ ( 2010 / 11 / 4 - 21:01 )
يا استاد نضال تقبل تحياتي و احرعبارات تقديري و احترامي وبعد/اكملت كلماتك و بلغت لدوي الألبا ب في جملة واحدةهي/ليس هناك اعلام يقدمه الساسة و الفقهاْء.
مقالة شاملة جامعة لك الشكر و للحوار المتمدن عصارة افكار كتابه وكل من يعمل من اجل تنوير اخينا الأنسان.
تقبل حياتي


4 - ما كتبته
مازن صلاح ( 2010 / 11 / 5 - 07:51 )
يا نضال عن الحوار المتمدن هو الحقيقة بعينها . اكاد اجزم بان عصابات الحكم و المؤسسات الدينية(المدلسين و مستغلي الجماهير الغفيرة من جهلاء القوم) على استعداد بان يدفعوا(طبعا من المال العام المنهوب) مبالغا خيالية لشراء ذمم الاحرار من امثالك انت وبقية المحررين التنويرين للكف عن كشف المزيد من عوراتهم ولكن نقول لهم بالنيابة عنكم هيهات فاجوائكم النتنة تزكم تخنقنا. اقسم بالله اني احتقر ايما احتقار الكثير من الاقلام الماجورة في صحافة السلطان وعارضي الخدمات حينما يصف ولي نعمته بانه حكيم زمانه اذا ماذا نصف وضع بلده الملزري و الغارق في الفساد(فاحتقاري لد هو ردة فعل لاحتقاره ي لتسويق الاكاذيب). ... تحياتي و تقديري لشخصك الكريم استاذ نضال والف مبروك عليك توفيقك في الموقف اياه مع السيد الوزير


5 - أستاذ نضال صدقتَ
Jenny Hayek ( 2010 / 11 / 5 - 11:43 )
إن الحوار المتمدن الذي يتمثل بنخبة راقية من الكتاب ذوي الأفكار الحرة الجريئة وحضرتك من بينهم طبعا..استطاع أن يستقطب اهتمام القارئ اكثر من اية مواقع اخرى.
الشكر للحوار واهنئه بالجائزة اللي استحقها عن جدارة
والشكر لكم ايها الكتاب الافاضل الذين تمثلون افصل وجه للكاتب المسؤول


6 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 11 / 6 - 07:32 )
أخي نضال المحترم ، تحية لك هذا الصباح ، مادتك اليوم ذكرتني بقصيدة الراحل الكبير نزار قباني ، عندما غزا أبي جهل لندن . مع التقدير لك

اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة