الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة النجاة

امجد ياسين

2010 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قيل ان المصائب تجمع الفرقاء او المختلفين، لان وقعها يطغى على ما شاب نفوسهم من ضغينة او تنافس ،الا في العراق، فان المصائب تفرق ويحشد البعض كل ما يملك من سوء نية ويبدأ بالتهجم على الآخر حيث مصائب قوم عند قوم فوائد .
من اي طينة واي نفس لدى هؤلاء؟ لا يمكن الا ان نقول انها نفس تاجر لا ذمة له ، يتاجر بدم من يسير معه في القافلة، ويبيع ضميره عند كل صفقة يبرمها .
كفن المصائب الذي يلتف حول العراق ، لم يجد فيه سياسيوه عبرة لتلافي اخطائهم وما اكثرها، وليؤثروا مصحلة العراق على مصالحهم الخاصة،ترى متى تتحرك هذه النفوس التي ادمنت تصفية الآخر بينما الشعب يعاني الويلات؟
لا يحدث مشكل الا وانقسموا الى فريقين مؤيد ومعارض ويتبجحون بانها الديمقراطية ،وكأن الديمقراطية ان تخالف بغض النظر عن اذا ما كنت مخطئا ،لتتحول هذه الممارسة من حق للاشارة للخطأ وايجاد الحلول له ،وليس للاعتراض فقط وتصفية حساب بين الاحزاب والشخصيات المتنافسه على السلطة.
هذه احداث كنسية سيدة النجاة المآساوية التي لم يبرد دم الشهداء الذين قضوا فيها على يد الارهاب المدعوم عراقيا وعريبا الا وبدات حملة من الانتقادات والتشويش على القوة التي اقتحمت الكنسية لتحرير الرهائن،هذه الحملة التي تصدرها نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي ما هي الا دليل واضح للفقر السياسي الذي يتسم به الكثير ممن يتصدون لموقع المسؤولية في العراق ،فالسيد الهاشمي وبسبب وضع القائمة العراقية واشكالية تشكيل الحكومة لم يتوان لحظة للتشكيك بعملية اطلاق سراح الرهائن، وبدأ يثبط من عزيمة قوى الامن والجيش والمواطن العراقي ، متناسيا ان العشرات من هذه القوات تحيط بمنزله وموكبه وافراد عائلته لحمايتهم .ربما كان يتمنى ان تطلق الحكومة سراح الارهابيين المعتقلين الذين طالب بهم ارهابيوا الكنيسة!او ربما كان يتمنى ان لا ينجو احد من الرهائن!او ربما كان يرغب ان تجلس الحكومة لتتفاوض مع الارهابيين وتدوم القضية اياما واسابيع لاظهار تحكم القاعدة بالعراقيين وحكومتهم !
لم يكتف بذلك بل انتقد اغلاق فضائية البغدادية التي امتنعت عن ممارسة دورها الاعلامي الواعي ،ربما نقص الخبرة اوقعها في هذا المطب،ليبرر قوله هذا بانه طالب باقرار حقوق الصحفيين ولكن البرلمان السابق لم يقره،ونسي انه نائب رئيس الجمهوية وان عدد نواب قائمته في البرلمان اكثرمن خمسين،ولو انه اهتم بهذه المسالة اكثر من اهتمامه بسفره خارج العراق او التشهير بالحكومة لكان اقر القانون،وكأن المسألة هي حقوق للصحفيين وليس الترويج للارهاب وقتل الابرياء في الكنيسة .هكذا يسوق سياسيوا العراق انفسهم ،ترى اي رؤية يمتلك السيد طارق للعراق اذا كان هذا نمط تفكيره؟ولو كانت قائمته هي التي شكلت الحكومة او ان عائلته رهينة بيد الارهابيين هل كان سيصرح بهذا التصريح ؟ بالتاكيد كلا،انما هي المصالح الشخصية والحزبية لا غير،ندعوا من الله ان ينجي نفوسكم من تخبطها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط