الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة وداع ، الى الرهينه .. سكينه محمد اشتياني

سهيل حيدر

2010 / 11 / 4
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


لا بأس عليك سيدتي سكينه اشتياني ، لقد قدر لك ان تكوني مكملة لسلسلة الضحايا السابقات من النساء ، فانت قد تكونين العدد الف ام عشرة الاف ام اكثر ، ممن حكم عليهن بالموت ثمنا للفجور الادمي ، وعزاؤك هو انك لن تكوني الاخيرة في ارقام من ينتضرن بلوغ ذات المصير .. العالم وقف معك في بداية محنتك ، معترضا على طريقة موتك رجما بالحجاره ، ولم يعترض على قتلك بالاساس ، فانت لست ضحية الحكم بالرجم لكونك زانية بنظرهم فحسب ، بل لأنك اصبحت مشروعا للكسب السياسي الدولي بامتياز .. من المؤكد بانك لم تسمعي ما حملته نشرات الاخبار هذه الايام ، حيث سربت اللجنة الدولية لمناهضة الرجم ، خبرا يقول ، بان السلطات الايرانية ستعمد الى تغيير طريقة قتلك من الرجم ، الى الموت شنقا !! .. فذلك أجدى بنظر الحكومة في بلادك لامتصاص نقمة اعدائها التقليديين ، مادام القتل بذاته هو ليس موضوع الاحتجاج .
مهما يكن .. فلربما ستتم عملية قتلك عند فجر ليلة ليست بعيده ، وتأخير تنفيذ حكم الموت بك ، لم يكن سوى لامتصاص نقمة عارضة بدرت هنا وهناك ، وباستحياء ظاهر ، بدأت ملامحها وستنتهي تلك الملامح بالتقادم ، وسيحل الموعد المنتظر ، وستكونين وحيدة بين جدران اكسبها موت العشرات من قبلك ، لونا اصفر ، يبدو باهتا لا يسر الناضر .. سوف يقررون الساعة التي ينثرون من جسدك الضعيف ، نذورهم الى الله في الاعالي ، ويغسلون بروحك كل آثامهم وصور دعاراتهم البذيئه ، ليضمنوا بموتك نيلهم بشارة الفوز العظيم ، خلال يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم ، وليس أسلم من قلوب تقوى ان يحمل صاحبها حجرا ويرمي به امرأة لا حول لها ولا قوة ، كي يميتها ميتة لا تتبعها أي وسيلة للرحمه ، تعجل في توقف انفاسها بلا طول عذاب .
سيتوافد الاشباح ، يتقدمهم ديناصور تعتلي هامته عمة سوداء او بيضاء لا فرق في ذلك .. بعد ان يكون كل شيء قد تم اعداده بهدوء ، وبحرفية لا يعلم خفاياها كل البنائين والنحاتين واعلام السرد القصصي المحكم ، حيث جمعت بالقرب من جسدك المعتقل ، انواع من الحجارة المنقاة بعنايه ، كي تكون حوافها حاده ، واوزانها كافية لاحداث الشروخ في الرأس والصدر والاعضاء ، ومن المحتمل ان يكون عدد من اولئك الاشباح ، قد زار ذات المكان لاكثر من مره ، ليجرب حضه في تحديد الاصابة المرجوه .. قد يتخيل واحد او اكثر من اولئك الاشباح بان رأسا آدميا يقف قبالته ، فيغمض احدى عينيه ، ويرتفع حاجبه الايمن الى مستوى اثر السجود ، ومن ثم يقذف بحجر التجربه الاول ، ليسيل الدم في خياله ، فيحمد الله ويثني عليه ، كونه اختاره لنيل هذا الثواب العظيم .
سيجتمعون من حولك سيدتي سكينه .. ورقابهم ممدودة عن اخرها ، يلتقطون اكثر ما يمكن من رياح الانتقام ، وسيرفعون اكفهم السوداء ، ليقذفوا بها احجارهم ذات الحافات الجارحه ، صوب جسدك المستباح ، تاركين خلفهم وعلى ظهورهم ، اوزارا تنحني لها اركان الدنيا ، وسوف تنفلت حيوانيتهم من عقالها لتنطق باخر كلمات الشر ، وهي تتصاعد متوازية مع روحك المعذبه .. ستعلو حينئذ اصوات تنطلق من اعماق التاريخ ، لاعنة جميع الاسلاف الذين أسسوا اعراف القتل العمد ، لمن يتحسس للحياة طعما غير ما تهوى نفوسهم وتقرر اعرافهم البليده .. سوف تتوالى على هامتك صخور سرعان ما تتلون بلون الدم ، وسيفرح القتلة بتمزيق جسدك عن اخره .. سوف يسمع صدى خطاياهم مع دعوة المسيح وهو يوكل لمن لم يحمل خطيئة بان يرميك بحجر .. وستموتين سيدتي بعد حين ، عندها سينتهي كل شيء .. وستعود العلاقات الثنائية والثلاثية بين الدول ، لتبحث عن ذريعة اخرى كقاعدة للاحتجاج ، سرعان ما تموت هي الاخرى ، بالتقادم ، وستحل ذات النهايات من جديد ، الموت رجما ، لالف سكينة محمد اشتياني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يزال الصراع جاري
سمير نوري ( 2010 / 11 / 6 - 03:40 )
اخ العزيز سهل لماذا رسالة الوداع هل استسلمت ؟ اني ارى ان الموضوع صراع جاري و يعتمد على قوة الأعتراض و الصراع العالمي و الموضوع أللآن اخذت اكثر حديتا من قبل و بتصوري انهم اي الجمهورية الأسلامية متردد في شنقها و السبب التدخل العالمي في القضية صحيح هناك اعلام عالمي يكبر الموضوع ضد جمهورية الرجم و الأعدام لكن الموضوع له صاحب ، و صاحب القضية اللجنة العالمية ضد الأعدام و الرجم بقيادة مينا احدي و مريم نمازي ان دوي صداهن تصل الى كل الدنيا، اننا بحاجة الى حركة من شاكلة حركتهن للوقوف ضد الأعدام في العراق و سوريا و سعودية و كل الدول التي تسمى اسلامية او عربية

اخر الافلام

.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط


.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي




.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش