الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارة بالاحترام والف بائها احترام الكفاءة

عبد الرحمن تيشوري

2010 / 11 / 5
الادارة و الاقتصاد



تعددت أنماط الإدارة في القديم والحديث وتباينت وتراوحت مابين الشدة المفرطة والتسيب الظاهر, وكل تغنى بنمط من هذه الأنماط حقبة من الزمن ثم ناح عليه في آخر المطاف.
لقد حدد خبراء الإدارة العديد من العناصر أو المقومات للإدارة بدأ تايلور بالإدارة العلمية ثم ظهرت النظرية الكنزية ومن ثم ظهرت النظرية السلوكية ونظرية التقسيمات الإدارية والإدارة بالأهداف والتجربة اليابانية ... الخ.
وتتابعت النظريات الإدارية التي تؤدي إلى نجاح العمل الإداري وبالتالي الوصول إلى إدارة فعالة تعمل من أجل تحقيق أهدافها الخاصة بها، وكذلك العمل على تحقيق الأهداف العامة المتعلقة بالجهة أو المؤسسة الإدارية التي تتبعها.
أحببت أن أطرح نمطا إبتكارياً قديماً في أصله وجديداً في رسمه ووصفه وتطبيقه يجمع محاسن النظريات ويعشق السهل الممتنع إنه الإدارة بالاحترام.
نعم الاحترام الاحترام الاحترام ........... الخ سلوك معروف وكل منا يتمناه ويعشقه ويهواه ولكن سرعان ماينساه ويتجاهله ويجفاه ؟
لقد أمتاز الغرب باحترامهم لشعوبهم في مواقف شتى, المؤسسات والشركات تحترم الأفراد والمجتمعات، تحترم أرائهم وعقلياتهم وتسعى جاهدة لتذليل الصعاب التي تواجههم.
تحترم المبدعين وتهيئ لهم البيئة التي تعينهم على الإبداع.
بينما نحن ؟؟؟ !!!...
هناك من يدير بالقوة، وهناك من يدير بالمال، ولكن هناك أيضا من يدير بالاحترام والتقدير، وأفضل أنواع المدراء هو من يخلص لإدارته الموظفون احتراماً وتقديراً له ولتعامله.
إن القيام بالواجب في مجال العمل يقصد به عدد كبير من الأشياء المختلفة, بدءاً من تعلم كل شيء يمكن تعلمه فيما يتعلق بالخيارات أو البدائل الممكنة قبل أن نصنع قراراً, وانتهاءً بالاستعداد للاجتماعات, والعامل الوحيد والحاسم على وجه الخصوص والذي يتعين وضعه في الاعتبار هو ثقافة المؤسسة التي نعمل لأجلها (( فكل مؤسسة لديها مجموعة خاصة من القيم والمبادئ وهي هذه المثاليات التي يجب أن تنظر إليها الإدارة بالاحترام والتقدير وتضعها معايير لسلوك الموظف الجيد)).
إن العنصر البشري داعماً لا بل أساسياً في العملية التنموية لأي إدارة، وهذا العنصر البشري صار مؤخراً محط أنظار المطورين في المجال الإداري وخبراء الاستراتيجيات لتطويره ورفع كفاءته، و كذلك إبداء الرأي في كيفية تحفيزه وإعطائه المكانة التي يستحقها، حتى يعطي كل ما بحوزته من جهد.
وإذا أردنا عنصراً نشيطاً وحيوياً ويؤدي مهامه على أحسن وجه فلا يجب أن نتوانى في سؤاله ومعرفة ما يريده، وننهج خططاً مختلفة حسب كل موظف، يجب عدم النظر إلى النجاح على أنه أمرٌ متوقع وممكن حدوثه، بل يجب مكافأة هذا الجهد وهذا التصرف السليم، وما يحفز موظفاً قد لا يحفز آخراً، بحيث يجب نهج أساليب مختلفة، الثناء، الإعجاب، منح الثقة، الابتسام، الإنصات، مناداة الأشخاص بأسمائهم، العدل بين الموظفين، تحمل مسؤولية الأخطاء وعدم إلقاء اللوم على الموظفين عند فشل مشروع ما، اتخاذ أساليب الحوار كوسيلة فعالة لتجاوز كل العراقيل والمشاكل، إظهار الود والمحبة، العمل على تطوير الموظفين، مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم.
أعترف باحترامي الشديد لمن يتحلى بالتواضع والخلق الحسن، بل إن الكلمات تتعثر أحياناً أمام من أكن لهم العرفان والتقدير، ولا أواجه أحدا من هؤلاء إلا سألت الله له أن يرزقه البطانة الصالحة، ويسدد عمله، ويعينه على حمل الأمانة، ويقيه شر المتملقين والمتسلقين.

التحول في النماذج الإدارية وأهمية الادارة بالاحترام

ولقد أشارت دراسات كثيرة بأن اندماج العاملين والتمكين والقيادة الإدارية والالتزام والتعهد بالجودة ، تعتبر عناصر جوهرية لنجاح برامج إدارة الجودة الشاملة . ويرى بعض علماء الإدارة أن التمكين يمكن أن يكون من خلال عملية الاختيار والتدريب المطلوبة لتزويد العاملين بالمهارات اللازمة ، والثقافة لتعزيز حق المصير والتعاون والتنسيق بدلاً من التنافس في منظمات الجودة.
ويمكن استيعابها إجرائياً عملياً بتشجيع العاملين على الاستجابة للمشكلات المتعلقة بالجودة ، وتزويدهم بالمصادر وتفويض السلطات لهم وهذا يتضمن منحهم الحرية بتجنيبهم الرقابة المفرطة بالتعليمات والسياسات والأوامر القاسية في عملهم ، ومنحهم الحرية لتحمل المسؤولية لإبداء أرائهم واتخاذ قراراتهم والقيام بأعمالهم ، ولقد ثبت أن فعالية التمكين والاندماج تؤثر على تحسين أداء المنظمة ، ويعتمد في الدرجة الأولى على الإستراتيجية التنافسية للمنظمة والتكنولوجيا وعلاقة المنظمة مع المستهلكين ، ولقد لوحظ أن إدراك العاملين لمعنى التمكين يؤثر على إخلاصهم له وتكريس أنفسهم واهتمامهم بالمستهلكين والآخرين ، وتعزيز الرضا لديهم.
ويعزز خبراء الإدارة هذا الاتجاه بقولهم أن العاملين المتمكنين أو الممكنين يكون لديهم السلطة والمسؤولية والمساءلة والمهارة والخبرة والفهم لمتطلبات العمل والدافعية ، والالتزام والثقة والرغبة الصادقة ، وفي محيط لا يعيق معنى التملك والإحساس بالانتماء ، وإنه يعبر عن نقل طوعي لمعنى تملك العمل أو الحالة إلى فرد أو مجموعة ما لديها الإرادة والقدرة المناسبة للتعامل مع الحالة المعنية وفي محيط ممكن ، ويشيرون إلى أن الاتصال والاندماج والتطوير منظومة متكاملة تتخلل كل النظريات الإدارية وذلك لاستحداث محيط مناسب للمشاركة والإبداع.
وأيضاً إن معظم أدبيات إدارة الجودة الشاملة اعتبرت أن اندماج العاملين وتمكينهم والقيادة الإدارية والالتزام بالجودة عناصر جوهرية لنجاح أي برنامج لإدارة الجودة الشاملة ، وإن الهدف من عملية التمكين هو استحداث قوة عمل قوية وممكنة ولديها قدرة لإنتاج خدمات وسلع تفوق توقعات المستهلك الداخلي والخارجي، ولا بد للقيادة الإدارية من بناء ثقافة تنظيمية مناسبة ، من أجل تمكين الناس وذلك باستحداث ثقافة تركز على الجودة الشاملة ، وذلك من خلال الالتزام بتحقيق رضا المستهلك ، وفي الممارسة العملية نجد أنها تلقي الضوء على الاستراتيجيات أو الآليات التي تعزز الثقة والفعالية أو الثقة في تحقيق أهداف الأعمال.
ويلاحظ أنه مهما اختلفت وجهات النظر والرؤى حول اندماج العاملين في العمليات فإنه يستخلص من المراجعات السابقة ، بأن عملية التمكين تركز على رقابة العشيرة أو الأسرة الواحدة أو الزملاء أو الرقابة اللامركزية ، والتي تتضمن استخدام القيم المشتركة والعادات والتقاليد والأعراف المتجسدة في ثقافة المنظمة وهنا لا بد من تغيير ثقافة المنظمة أيضاً من خلال اندماج القيادة أيضاً في العمليات لتمكين الناس للعمل في بيئة ثقافية تنظيمية مناسبة ، ولإحداث التحول نحو تبني إدارة الجودة وتحقيق الجودة الشاملة في المؤسسات وإن بناء الثقافة التنظيمية هو محور التمكين لتحفيز القوى العاملة على الاندماج في كل العمليات وتعزيز قدراتهم المعرفية ومهاراتهم السلوكية والفنية لتحقيق أهداف الجودة والتميز على الإطلاق دوماً وباستمرار.
ويلاحظ أن القيمة الجوهرية هي تحقيق رغبات المستهلك الداخلي والخارجي والتعرف عليها والتفوق أيضاً والتركيز على صانع الخدمة أو السلعة ، واستحداث الوعي لديه نحو تحقيق هدف المنظمة أو المؤسسة ، وذلك بإطلاق طاقات الإبداع والابتكار لديه ، وعدم ربطه بالسياسات والإجراءات المقيدة غير المرنة ، وتوفير القيادة الماهرة لتوجيهه تحفيزه والاتصال معه حيث تعتبر القوى العاملة قوى مهنية محترفة ولديها قدرات جمة للإبداع والابتكار ، وهي قادرة على معايرة ممارساتها بما يتفق مع المعايير المتعارف عليها بل تحسينها ، وهم بحاجة إلى محيط ثقافي محفز ويوفر الثقة والآمان والشعور بالرضا الوظيفي والانتماء والولاء الحقيقي للمنظمة لخدمة المستهلك وإسعاده وهذا لن يتحقق إلا بسعادة ورضا المستهلك الداخلي ، وإن عملية التمكين تتفاعل مع عنصر وهو الثقافة التنظيمية للمنظمة وما تحتويه من قيم عليا وتقاليد مؤسساتية ، وهي التي تؤثر على عملية التمكين ، وإن هذه العملية تبدأ من مرحلة الاستقطاب والاختيار للعامل المناسب لتمكينه والاستمرار بتعزيز قدراته من خلال التوجيه والإرشاد والتدريب وإعادة التدريب ، وتقويم الأداء لإعادة التمكين وتنتهي بالتطوير الوظيفي ، وتسير العملية طيلة الحياة الوظيفية للعامل في المنظمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشيل فلوسك في الذهب أم البنك .. بث مباشر تفاعلي حول أفضل طر


.. انتخابات الرئاسة التونسية... منافسة حقيقية أم إجراء شكلي؟ |




.. جولة داخل القاعة الذهبية للزعيم الراحل أنور السادات.. صوره و


.. الذهب العالمى يغلق تداولات الأسبوع على تراجع بسبب بيانات أمي




.. كيف ستتفاعل أسعار النفط مع حرب شاملة في الشرق الأوسط؟