الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقف وراء التفجيرات الارهابية الدموية

ابراهيم المشهداني

2010 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


روعت مدينة بغداد يوم الثلاثاء الماضي بسلسلة من التفجيرات الارهابية الدموية وكان ضحاياها كالمعتاد العراقيون الطيبون الذين كانوا كعهدهم هدف التفجيرات فمنهم من كان متجها للحصول على وجبة طعام لعياله وهم ينتظرونه بفارغ الصبر واخرون متجهين لوظائفهم وبعضهم متجها لانجاز معاملاته في دوائر الدولة وكل هؤلاء وغيرهم لم يكونوا يستهدفون احدا بشر او مكروه فلماذا كانوا هدفا للارهاب ؟وهذه السلسلة من الارهاب لم تقع اول مرة وان اختلفت في حجمها وشدتها فاين كانت تقف الاجهزة الامنية وخاصة الاجهزة الاستخبارية وهي المعنية قبل غيرها في متابعة تحركات قوى الارهاب والجريمة وجمع المعلومات عنها وتحليلها وتزويد الاجهزة الاخرى لتكون على حذر وتقف بالمرصاد ازاء هذه التحركات فهل كان ذلك في وارد تلك الاجهزة جميعها ؟ ولماذا لم تستمع الى تحذيرات وزارة الامن الوطني ؟
ان تصريحات الناطقين باسم الاجهزة الامنية يحار منها المرء ويصعب عليه تحليلها بسبب تناقضها فمنهم من يقول ان السيارات المنفجرة قد لغمت في اماكنها ولم تمر عبر نقاط التفتيش فاذا كان هذا التصريح مؤكدا فكيف تتهم عناصر في مواقع متقدمة في الوقوف ورائها واين الاجهزة الامنية والاستخبارية من المناطق التي لغمت فيها الم تكن المناطق السكنية ميادين عمل لهذه الاجهزة ام ان عملها كان يجري داخل غرف مغلقة وما معنى التصريحات التي تقول ان هذه المتفجرات تصنع من مواد يصعب على اجهزة كشف المتفجرات كشفها الا يناقض هذا التصريح او لنقل التحليل ما قيل انفا ؟ ولنذهب الى تصريحات اخرى تتهم دول خارجية بالوقوف ورائها فهل هذا تحليل ام تاكيد من اعترافات عناصر تم القبض عليها رغم ان الاخبار تشير الى عدم القبض على اي من المسؤلين عن هذه التفجيرات ولنفترض ان الاجهزة الامنية قد توصلت من اعتقالات سابقة الى معلومات تدين دولا خارجية فلماذا لا يعلن جهارا نهارا عنها وما هي مبررات السكوت والدم العراقي ينزف يوميا ؟ فهل للدبلماسية مكان في انهار الدم العراقي المسفوح وهل هناك مصلحة مع دولة تدعم الارهاب ضد العراقيين الامنين فلتذهب مثل هذه المصالح واصحابها الى الجحيم .
لنعد مرة اخرى ونطرح على اصحاب القرار السؤال التالي هل ان هذه العمليات تتم بمعزل عن قوى سياسية موجودة في قمة السلطة ومواقع النفوذ وهل هي بعيدة عن الصراع على مواقع السلطة والنفوذ بعد الانتخابات الاخيرة وقبلها؟ مجرد سؤال فاذا كان الجواب بالايجاب فلماذا السكوت عنها كائنا من كان واذا كان المسؤولون لم يتوصلوا الى هذا الاستنتاج فماذا يدل الحجم الكبير لهذه التفجيرات الم تكن مقدمة لعملية انقلابية جرى التهديد بها في عملية الصراع على كرسي الحكم وحملات اعلامية امام اطلاع ومسمع الجميع بل و يخطط لها من قبل اعداء العملية السياسية وهم يتربصون بها منذامد بعيد للعودة الى المربع الاول فان كان هذا الاستنتاج غائبا عن مركز القرار فهي الكارثة بعينها .
يبدو ان تحذيرات الحزب الشيوعي العراقي وقوى التيار الديمقراطي لم تاخذ على محمل الجد من قبل القوى المتنفذة فلطالما حذروا من مغبة التاخير في تشكيل الحكومة حينما دعوا الى تخفيض سقوف مطالب الفائزين من اجل امن البلاد واستمرار مسيرة العملية السياسية لان الجري وراء المصالح الذاتية ينذر بمخاطر تهديد سلامة الوطن وتكالب نشاط قوى الارهاب والردة وهذا ما وقع ولن تنتهي المؤامرة وفي هذا االسياق تاخذ نظرية المؤامرة دورها في ظل التقاتل على كرسي رئيس الوزراء لذلك فالتنازلات المتقابلة اصبحت ضرورية وغير قابلة للتاجيل او استمرار المساومات ونقول كفى اهمالا لمصالح العراق ومصالح الشعب ونداء الىالفائزين ان لم تشكلوا حكومة وحدة وطنية في اقرب وقت فلم يبق امامكم سوى اعادة الانتخابات ونداء الى اجهزة الامن من مواطن عراقي بسيط ان كفى القاء اللوم بعضكم على بعض فكلكم مسؤول عما يجري من انتهاكات اجرامية يذهب ضحيتها العراقيون ونقول كما قال الاقدمون على قدر اهل العزم تاتي العزائم فشعبنا ينتظر منكم العزم والاقدام وانتم من يبدا الهجوم والمبادرة والغوا من طاولاتكم خطط الانتظار فقد اثبتت فشلها ولم تعد مجدية في قاموس المعركة العراقية المستمرة مع قوى الارهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال