الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويكليكس والسعودية والارهاب الاعلامي

غفار عفراوي

2010 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن رأت ( الجهات ) التي لا تريد بالعراق خيرا ، ولا تريد لمشاكل العراق أن تحل ، أطلقت العنان لمرتزقتها في شتى الاتجاهات بالتحرك وتهديم ما بني وما يبنى في المرحلة الحالية ، فقام موقع غربي بنشر وثائق مشكوك بها وبصحتها لتثير زوبعة إعلامية سرعان ما انكشفت بسبب عدم سبكها بصورة جيدة فقد كانت موجهة ضد جهة واحدة وفي مرحلة واحدة هي فترة الرئيس نوري المالكي ، وبعد فشلها في تحقيق مرادها أصدرت الأوامر لأوباش القاعدة بالقيام بعمليات انتحارية دينية وطائفية لتعطي صورة مشوشة عن الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية وبمساعدة قنوات إعلامية مشبوهة كانت ولازالت موجهة ضد العملية الديمقراطية والتغيير الجديد مثل قناة البغدادية وموقع كتابات الالكتروني حيث تتحركان بخط متوازي دائما ولنفس الغرض ، بعد ذلك تقوم دولة طائفية حد النخاع بمبادرة لجمع الإخوة ( خوفا على العراق من الانهيار !) .
طبعا مما لا شك فيه ولا ريب إن أي مبادرة من شانها أن تسرع في تشكيل حكومة عراقية مستقلة ووطنية هي مبادرة طيبة والموافقة عليها ضرورية جدا ، إلا أن الأمر المهم في هكذا مبادرات أن تكون من داخل المجتمع العراقي والدولة العراقية وليس في مكان آخر كائنا ما كان ، فما بالك إن كانت هذه المبادرة من دولة كانت ولا زالت لحد قبل يومين داعمة للإرهاب والتفجير والقتل من خلال أوباش الانتحار اليومي ضد الأبرياء من كل فئات الشعب العراقي !
المبادرة السعودية مرفوضة قلبا وقالبا سياسيا وشعبيا ومنطقيا ولا يمكن القبول بها في أي حال من الأحوال لأنها ميتة قبل أن تولد إن كانت دوافعها حقيقية ، أما لو علمنا الدوافع وتحققنا من الأهداف فهي مبادرة مميتة ، وفي الحالتين هي لا تنفع ولا تفيد العراق لا من قريب ولا من بعيد ، بل إنها ستزيد التشنج تشنجا والمواقف المتعصبة تعصبا أي أنها ستصب النار على الزيت كما يعبرون .
إن الدور السعودي في العراق لم يشهد حالة أو زمنا أو موقفا ايجابيا منذ تأسيس الدولة العراقية ، وحتى في زمن النظام البعثي ، فان السعودية لم تكن ايجابية مع العراق وشعبه بل كانت تعمل دائما بالضد من تطلعاته وأهدافه وطموحاته في تأسيس دولة عراقية وطنية مستقلة ملتزمة بالسلم والأمن فيما بينها وكذلك مع دول الجوار ودول المنطقة ككل ، لكن السعودية كانت تعمل بأجندات معروفة وغايات لا تغيب عن عقل اللبيب وكانت وقفتها مع النظام العراقي في حربه ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هي الدليل الأكبر والأوضح على حقدها وتعصبها الطائفي ضد المذهب الشيعي الذي كانت تمثله إيران ، فهي تعلم ولديها تطمينات من رأس النظام البعثي أن الحرب هي محرقة للشيعة من الطرفين فكانت السعودية هي الزيت الذي يحرق به صدام الشيعة .
وهناك موقف آخر للسعودية مشابه ، عندما نجحت الانتفاضة الشعبية ضد نظام صدام بعد سقوط الجيش المذل في حرب الخليج الثانية ، حيث صارت السعودية أمام مفترق طرق ، فأما القبول بالحكومة التي ستكون بعد سقوط صدام ( عدوها في تلك الفترة ) ، وأما مساعدة صدام لقمع الانتفاضة والرضا به رغم العداوة والبغضاء بينهما حيث كان صدام يسمي ملك السعودية بخائن الحرمين ( وهي أفضل تسمية )، فاختارت الثانية وأعطت الإشارة إلى أميركا أننا لا يمكن أن نقبل بحكومة شيعية ثانية في المنطقة ، فكانت النكسة الكبرى بتاريخ الشعب العراقي ، وامتلأت المقابر الجماعية بالأبرياء وازدحمت السجون بآخرين وهاجر المتبقي إلى بلاد الله الواسعة خوفا من البطش البعثي السعودي الأمريكي .
فهل يمكن أن تكون السعودية اليوم حريصة على الشعب العراقي ، وهل يمكن أن يصدق عاقل في العراق أو في غير العراق أن السعودية تريد مساعدة العراق على النجاح وتشكيل حكومة وطنية مستقلة ؟ اعتقد أن ذلك من المضحكات المبكيات ، وإلا أين كانت السعودية طيلة فترة السبع سنوات الماضية وطيلة السبعة الأشهر الماضية ؟ ألا تعلم السعودية وملكها إن أكثر الانتحاريين هم من أوباش القاعدة في السعودية ؟ ألا يعلم خادم الحرمين الذي يحتسي مع بوش إن الإسلام يحرّم القتل بين المسلمين ؟ وإذا كان لا يعترف بإسلام الشيعة ولا يعتبرهم مسلمين فلماذا ( يبادر ) اليوم لاستضافتهم في (وكره) كما فعل باللبنانيين الذين لا زالوا يتجرعون مرارة خيمة الطائف التي تشبه خيمة صفوان سيئة الصيت . ثم كيف تتم المبادرة بحل وهناك حل قائم ومبادرة لم تعرف نتائجها بعد ، فهل هي استهانة بالعراق وقياداته أم أنها محاولة لخلط الأوراق بعد أن رأت أن الحكومة ستشكل وان لا مجال لمخططاتها وملياراتها التي صرفتها قبل وأثناء وبعد الانتخابات لعرقلة وصول القوى الوطنية وإيصال العملاء والطائفيين لسدة الحكم والتسلط على رقاب الناس .
حكمة:
كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب


كاتب وإعلامي
5-11-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ويكيليكس وايران
عادل الحربي / جدة ( 2010 / 11 / 5 - 21:53 )

تحية طيبة : مقالك عزيزي هو ذر للرماد في العيون ومحاولة مستميتة للدفاع عن المجرمين الحقيقيين . لست أدري مالرابط بين السعودية وويكيليكس , ولكن العالم كله يدري مالرابط بين ايران والطائفيين في العراق ووثائق ويكيليكس. حسنا , لم ترد السعودية ازاحة النظام بعد حرب الخليج الثانية , ولكن هل كان لأمريكا أن تدخل الحرب الاخيرة ضد العراق بدون المباركة من الدول العربية ومنها السعودية. سرت أنباء قبيل الحرب في العراق عام 2003 أن السفير السعودي في واشنطن انذاك كان على علم مسبق بحرب محتملة على العراق قبل اي شخص في المنطقة واخذت الامور مجراها وتمت الحرب وتخلصت دول جوار العراق من نظام مزعج . أن يكون هناك اشخاص متورطين في عمليات داخل العراق من السعوديين فهذا لايدل على الموقف السياسي السعودي الواضح فعلى الرغم من ان ايران تورطت في دعم الميليشيات الشيعية التي اجرمت في اعقاب الحرب في حق مواطنين عراقيين إلا أن السعودية نأت بنفسها عن التورط في الشأن الداخلي ونادت ولحد الان بضروروة قيام دولة قانون تبتعد عن الطائفية. أن العراق اصبح نهبا لمخططات الاعداء الحقيقيين وهم بالتأكيد ليسوا الجيران العرب. .


2 - افتضاح مملكة
محمد البدري ( 2010 / 11 / 5 - 23:33 )
السعودية عدوة للمنطقة باسرها وليس فقط العراق. فالتخريب بالافكار وبالدين وبالاموال يجري علي قدم وساق. تحياتي وشكرا علي مقالك الثمين.

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش