الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟

محمد رجب التركي

2010 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من المؤكد ان الامم التي اخذت بالمنهج العلمي في التفكير واشاعتة بين ابناء وطنها اسستطاعت ان تحقق التقدم في كافة المجالات وبالتالي ترقية حياة مواطنيها في التعليم والرعاية الصحية وكافة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..وعلي العكس من ذلك الامم التي لم تأخذ بالمنهج العلمي فقد كان مصيرها التخلف والازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانعكاس ذلك علي حياة مواطنيها من الام ومعاناة وبؤس وشقاء
ولكي نأخذ بهذا المنهج العلمي يجب ان نتعرف علي الخصائص والمقومات التي تميز هذا المنهج العلمي وهي :
اولا : نبذ كل مالا يتفق مع العقل باعتبارة القوة المميزة للجنس البشري وهو مايعني بالضرورة الابتعاد عن الاراء والافكار التي ترجع بعض الاحداث التي تبدو خارقة الي قوي خارجية اعجازية يصعب تحديدها او فهم كنها والطريقة التي تتدخل بها في حدوث تلك الاشياء ...وهذة الخاصية تتعارض مع مانجدة في المجتمعات المتخلفة البدائية ..كما وانها خاصية تميز المجتمعات المتقدمة الذي تصطبغ بشكل عام بالصبغة العقلانية في معالجة الامور ( بصرف النظر عن الاستثناءات الفردية ) حيث يستطيع الانسان في تلك المجتمعات ان يتعامل مع البيئة بقدرة وكفاءة دون ان تكون لدية قكرة عن القوانين العلمية التي يمكن بها تفسير الظواهر الطبيعية
ثانيا : اخضاع كل شيئ للتساؤل بقصد معرفة ماهية الاشياء واسباب حدوثها ...ولعل ابلغ ماقيل في ذلك هو للفيلسوف الالماني " فيلهام ديلتاي " عن الشاعر الالماني " جوتة " حيث يقول (ان كل شيئ يالنسبة لة كان يعتبر مشكلة فلم يكن هناك ما يرضية علي الاطلاق ) وهذا يكشف عن طبيعة العمل العقلاني العلمي الذي لايقنع بما هو ظاهر ويحاول الكشف عما وراء الظاهر .
فالتفكير العلمي لايقنع بالمسلمات ولا الواقع القائم علي علاتة بل يبحث عن اسباب قيام ذلك الواقع دون الاخذ بالتفسيرات الظاهرية
ثالثا :ان تكون هناك حدود فاصلة بين التفكير العلمي والتفكير الغيبي ...وهذة الخاصية دائما ما تؤدي الي صدام قوي بين العلم والدين ..فتاريخ الشعوب الغربية حتي وقت قريب ومنذ العصور الوسطي كان مليئا بمثل هذة الصراعات وبدون تفاصيل يكفي ان نشير الي موقف الكنيسة من اعمال " ابن رشد " و "جاليليو" ..بل انة في الربع الاول من القرن العشرين اثيرت في امريكا والتي تعتبر احد المواطن الهامة في حرية الفكر مشكلة تدريس نظرية التطور في المدارس العامة نظرا لاختلافها عن راي الدين في نشأة الجنس البشري.. ثم عادت المشكلة مرة اخري في الثمانينيات ووصلت الي المحاكم وحدث صراع عنيف بين العلماءوالمتدينين من مستويات ثقافية مختلفة من الشعب الامريكي الذين كانوا يطالبون بعدم تدريس نظرية داروين لمخالفتها للدين ...ولم تجد المحاكم التي اثير فيها المشكلة حلا للموقف سوي ان تقرر تدريس كل من النظرية العلمية والراي الديني في المدارس .
وليس من شك في ان وضع القيود علي اطلاق حرية التفكير والتعبير عن الراي ومناقشة الراي بالراي الاخر يحد من القدرة علي التفكير العلمي الذي يقوم علي التساؤل والبحث والتدقيق والابتعاد عن المسلمات التي لاتستند الي وقائع وحقائق يمكن اثباتها والتدليل علي صحتها والجراة علي ارتياد كل مجالات الحياة ...
كما وان هناك كثير من الاعتبارات التي ليس من الضروري ان تكون اعتبارات دينية فقد تكون هناك اعتبارات سياسية او اقتصادية تضع تلك القود علي انطلاق الفكر ومناقشة امور معينة مناقشة علمية او عقلانية مجردة من الاهواء والاراء السابقة والايديولوجيات ..تلك الايديولوجيات التي تعتبر هي ذاتها من اكبر العوائق التي تعطل التفكير العلمي العقلاني ...
ومثال علي ذلك موقف الولايات المتحدة من تدريس كتاب عالم الاننثربولوجي الامريكي لويس مورجان عن المجتمع القديم وكيف تطور المجتمع الانساني من ابسط اشكالة من المجتمع المشاعي ثم البدائي حتي وصل الي المجتمع الصناعي الذي ظهر نتيجة الثورة الصناعية في القرن 19 وتعرض الكتاب لتطور النظم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما تاثر بة انجلز وماركس وانعكس ذلك علي كتاباتهما ..فاذا بالحكومات الامريكية تمنع تدريس كتاب مورجان وهو موقف غير علمي.
وفي مقابل ذلك فقد ظهر في مصر في الاربعينيات من القرن العشرين كتاب لمؤلف كان يعمل مدرسا بالمدارس الثانوية بالاسكندرية ويدعي اسماعيل ادهم .الذي تلقي تعليمة في الاتحاد السوفيتي ...كان عنوان كتاب ( لماذا انا ملحد؟؟) وهو عنوان مثير تصدي لة عدد من مفكرين ورجال الازهر بمناقشة علمية ومنطقية وظهرت مقالات عديدة بعنوان ( لماذا انا مسلم ؟؟) .
وهذا موقف يكشف عن مدي حرية الراي وحرية التعبير عن الفكر وعن نمط التفكير ..الذي نصفة هنا بانة علمي من رجال الازهر الذين يحملون لواء لدين فقد لجأوا للحوار المنطقي الهادئ الواعي العقلاني دون ان يقابلوا الموقف بالتشنجات التي لم تكن تظهر بعض الحقائق الدينية التي كانت تخفي عن القارئ العادي ...
اوالمهم من هذا كلة انة لن يقوم تفكير علمي بالمعني الصحيح بدون حرية وبدون تسامح ورغبة في الحوار مع عدم اخفاء الحقائق او تزيفها ..
وليس من شك في ان وسائل الاعلام يمكن انتلعب دورا اساسيا في ذلك بدلا من ذلك الميل الي العتيم الدي نجدة في وسائل الاعلام بوجة عام وبدلا من تجاهل او حتي التضليل لابد من مواجهة صريحة تقوم علي المنطق .
فالتفكير العلمي اذن موقف في المحل الاول لة خصائثص ومقومات وخصائص معينة يتجاوز بها مجال العلم بالمعني الدقيق ..وهذا الموقف هو الذي يجب ان يكون لة الاولوية المطلقة في الحديث عن التفكير العلمي اما معرفة قوانين العلم واجراء التجارب وما اليها فهي امور تأتي في المرتبة الثانية رغم اهميتها التي لاجدال فيها
والخلاصة ان التفكير العلمي ليس قاصرا علي المشتغلين بالعل والبحث العلمي فقط بل يمكن لاي انسان ان يستعملة في التعامل مع مايواجهة من مشكلات كاسلوب متميز في النظر الي الامور وطريقة خاصة في معالجة المشكلات ومنهج منظم في لفهم العالم والتعامل مع الاحداث حتي يمكن التنبأ بحدوثها ويتحكم فيها ويضبطها .
رابعا : كذلك من خصائص التفكير العلمي ايضا الموضوعية ..فاذا تحدث فنان عن نهر النيل فقد يقول ( انة ينبع من قلبي وان مياهة تتدفق حزينة غاضبة وكأنها شلال من الدم ) ...اما عالم الجغرافيا فانة عندما يتحدث عن نهر النيل فانة يحدثنا عن طولة بالكيلومترات ومساحتة بالكيلو متر المربع وعن البلاد التي يمر بها وكمية المياة المتدفقة بالمليارات من الامتار المكعبة .فالشاعر يمزج حديثة بمشاعرة اما العالم فانة يتجرد من تلك المشاعر ويركز علي الموضوع وهذا مانسمية بالموضوعية .
اذا كانت هذة هي السمات والخصائص التي يجب اتباعها كمنهج لامناص منة في وضع حلول لمشاكل مجتمعاتنا والخروج من دائرة التخلف بهدف ترقية حياة ابناء الوطن ..فما هي المعوقات التي تقف حائلة دون اسخدامنا لة ؟؟
ان ذلك يعود لأسباب عدة علينا التعرف عليها وسنعرضها في المقالة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا
حمورابي سعيد ( 2010 / 11 / 6 - 10:02 )
الاخ الكاتب...سيبقى التخلف طالما كان هناك من التراث ما يقول...لا تسالوا.تحياتي

اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد