الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذة امراضنا و اسباب عجزنا عن التقدم

محمد رجب التركي

2010 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعرضنا في المقالة السابقة لخصائص المنهج العلمي في التفكير كمنهج وحيد للخروج من عصر الركود والعجز عن التجديد والنجاح واليأس من تحقيق الذات من اجل مواجهة مشكلات الحاضر و الانطلاق نحو التقدم واللحاق بقطار المستقبل ..
لكن يجب ان نتعرف علي امراضن مجتمعنا ومعوقات استخدامنا لهذا المنهج والتي يمكن ان نعرضها فيما يلي :
اسلوب التربية الاستبدادي:
وهو اسلوب نصادفة في منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا وسائل الاعلام ودور العبادة ..وهو اسلوب يفترض من يمارسونة انهم يحتكرون الصواب ..كما يفترضون ان الاكبر هو الاحكم وان الرجل احكم من المرأة دائما ..وان الاستاذ احكم دائما من التلميذ وان الرؤساء احكم دائما من المرؤسين وان علينا ان نطيع وان نبجل الاباء والكبار والرؤساء والوعاظ ...ليس لصحة مايقولون وانما احتراما لمكانتهم وانة من العيب ان نناقشهم او نختلف معهم في الراي .
ويري اصحاب هذا الاسلوب ان الحقيقة هي ما جاءت علي لسان الكبار في مواجهة الصغار ..والاباء في مواجهة الابناء والازواج في مواجهة الزوجات والرؤساء في مواجهة المرؤسين والاساتذة في مواجهة التلاميذ والوعاظ في مواجهة جمهور المؤمنين .ومن الخطأ الفادح ان نختلف معهم او نشكك فيما يقولون او يفعلون .
كما يري هؤلاء ان القديم افضل من الجديد دائما وانالمألوف افضل دائما من غير المألوف.. ومع مثل هؤلاء تكون الطاعة فضيلة والنقد قلة حيلة .
ومثل هذا الاسلوب في التربية لابد وان ينتج عقولا مطيعة تابعة .كما ينتج شخصيات تتسم بالخضوع والخنوع والعجز والسلبية والميل الي الخوف والانسحاب والكذب والنفاق واظهار غير ماتبطن ..وهذة شخصيات تتسم في الغالب بالتردد والتواكل ولاتثق في نفوسها ولا في قدراتها وتميل الي التصلب في الرأي واليقين المطلق والتعصب وسهولة الانقياد .
ولان هذة الشخصيات تتعرض في الغالب للعقاب البدني او النفسي والتحقير من شأنها وللاذلال والنبذ ..لذا فانها تميل الي ممارسة التسلط علي الاضعف منها ..كما انة من الصعب ان تنتج عقولا تأحذ بالتفكير العلمي منهجا في النظر الي الامور .
خلط القضايا الايمانية بالقضايا العلمية :
يعتبر الدين احد الانشطة الهامة التي يمارسها الانسان وهو نسق من الافكار والمعتقدات والقيم يتجة الي الاصلاح الروحي والاخلاقي للانسان ويعتمد اساسا علي الايمان المطلق لمجموعة من المسلمات ..كما وان العلم يعتبر احد الانشطة الهامة التي يمارسها الانسان وهو نشاط يعتني بحل مايواجة الانسان من مشكلات تتعلق بفهمة للظواهر الطبيعية والاجتماعية وبأنشطتة الاقتصادية والاجتماعية ويعتمد علي منهج مؤسس علي الشك والملاحظة والتجريب والاختيار واعادة النظر في القوانين والنظريات والتفسيرات التي انتقلت الية من اجيال سابقة.. ومن الواضح ان الدين مبني علي التسليم واليقين المطلق ..بينما العلم مبني علي الشك واعادة النظر والحرية المطلقة في البحث ..لكننا للاسف ادخلنا ماهو ديني فيما هو علمي
فأسأنا الي الدين واضعفنا العلم ..وخير مثال علي ذلك التفسير العلمي للقرآن الذي يروجة لة البعض من امثال زغلول النجار . فالكتب الدينية هي كتب في الاخلاق وليست كتب رياضيات او فيزياء او طب او فلك .
واذا اردنا ان نصنع تقدما في مجالات الحياة فلابد وان نترك مجالات العلم للعلم ولا نقحم الدين في مشكلات هي من صميم العمل العلمي .
الخوف من السلطة :
في المجتمعات التقليدية هناك انواع من السلطة تشكل عائقا في طريق نمو التفكير العلمي وازدهارة وعلي سبيل المثال :
- سلطة العادات والتقاليد والاعراف والشائع والسائد من الافكار
- سلطة المؤسسات الدينية بسطوتها ونفوذها
- السلطة السياسية
تدهور مستوي التعليم :
اكثر الناس يقينا وتعصبا هم اكثر الناس جهلا ..فعندما يزداد الناس معرفة وحكمة فانهم يتحدثون بتواضع فيستخدمون عبارات مثل (من المحتمل ) و( من المرجح ) او ( اغلب الظن ) او (يبدو لي ) ...واذا كان التعليم عندنا يعتمد علي التلقي والحفظ والاستظهار وعلي الذاكرة اكثر من اعتمادة علي التحليل والتقييم والنقد والابتكار والخيال فلابد ان يخرج لنا جيشا من الذين يحملون شهادات متنوعة لكنهم يعجزون حتي عن الاخذ بمباديء التفكير العلمي في حياتهم فما بالك بالابتكار والابداع
غياب حريات التفكير والبحث العلمي :
تزدهر العقلية العلمية في مناخ الحرية وتعدد الافكار واحترام الاراء المخالفة ...اما عندما توضع القيود وتكثر الممنوعات والمحظورات في مجال التفكير والتعبير والبحث العلمي ..وعندما يسود مناخ الاتهام والتهديد والتكفير فلن نحصد الا عقليات متخلفة غير علمية
تدهور مستوي وسائل الاعلام :
لم تعد المنازل او الاسرة ومؤسسات التعليم هي التي تنفرد بتشكيل شخصية الانسان واسلوب تفكيرة وانما ظهرت اشكال جديدة من المؤسسات اصبح لها تأثير واسع علي صياغة افكار الانسان ومشاعرة واتجاهاتة واهمها الفضائيات التليفزيونية والانترنت ومن الممكن ان تكون تلك ااوسائل ادوات للتقدم وازدهار التفكير العلمي اذا اتسمت بالجدية والموضوعية والعمق ..اما اذا اقتصر دورها علي التسلية والترفية السطحي والترويج للخرافات ولكل ماهو معادي للعلم فلابد ان تكون هي احد العناصر التي تنتج عقليات مشوهة ومتخلفة وغير علمية
تدهور الاحوال الاقتصادية والاجتماعية :
من غير المتصور ان يزدهر التفكير العلمي في مجتمعات تعاني الفقر الشديد واضطراب الاحوال الاجتماعية
مجتمعات البداوة في مواجهة مجتمعات الصناعة و المعرفة :
لقد مهد ازدهار العلم الي الانتقال من المجتمعات الرعوية والزراعية الي مرحلة الصناعة التي ادت الي ازدهار التفكير العلمي وانتشار صفات كالدقة والاضباط واحترام قيمة الوقت والتخطيط والانتقال الي اشكال اكثر تعقيدا من العلاقات والصراعات الدولية ...اما المجتمعات البدوية او الزراعية فان طبيعة العلاقات واشكال الصراع علي السلطة والثقافة السائدة فيها ابسط بكثير حيث تنتشر العقلية القدرية والاتكالية وشيوع الفكر االغيبي والايمان بالخرافات.
هكذا نجد ان التفكير العلمي هو البعد الغائب والمفتقد حقا في ثقافتنا وطرق تفكيرنا وسلوكياتنا وسمات شخصيتنا القومية بل والاكثر مدعاة للاسي ان التفكير العلمي يعد بعدا مفتقدا في سمات شريحة صفوتنا .
فقد اصبح من المسلمات البديهية احتياجنا الي تنمية وسيادة المنهج العلمي في التفكير بين صفوة المثقفين وكذلك بين المواطنين باعتبارة شرطا اساسيا وضروريا لانتشال امتنا من دائرة التخلف وحتي يصبح التفكير العلمي منهجا في التخطيط وفي الادارة والتنمية من اجل ترقية ابناء الوطن










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة