الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم الثورة

كميل داغر

2010 / 11 / 7
مقابلات و حوارات


اجرت الحوار: هيفاء حيدر

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 13 - سيكون مع مع الأستاذ كميل داغر حول: الإصلاح أم الثورة
 

1- هل ثمة حركات إصلاحية في العالم العربي، تمتلك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية مناسبة، في وقت يمر فيه النظام العربي بأزمة بنيوية عميقة، وعلى الصُعُد كافة ?وفي شتى الأحوال، هل إن الرد المناسب على واقع هذا النظام يكون بالدعوات الاصلاحية، أم بالسعي إلى التغيير الثوري؟

جواب – لو كان هذا السؤال يتوقف عند منتصفه، لكنت اعتبرت أن الاجابة عنه عديمة الجدوى، بالكامل. وذلك ، بالضبط، بسبب درجة الاهتراء التي بلغها النظام العربي، إجمالاً، بحيث ليس فقط لا ينفع بصدده الإصلاح، بل بات هذا الأخير، بحد ذاته، مستحيلاً، في حالة النظام المشار إليه.
وبالطبع، فهذا الواقع يشمل جميع البلدان العربية، بدءاً بتلك المصابة بالاهتراء منذ البداية، ولا سيما دول الخليج ودويلاته، والأردن، وحتى لبنان ، إلى هذا الحد أو ذاك؛ ووصولاً إلى تلك التي شهدت، في فترة سابقة من القرن الماضي، ولا سيما في الخمسينيات والستينيات منه، تجذراً معيناً كان يتلازم، بالتأكيد، مع الصعود العام الذي ميَّز تلك الفترة الخاصة جداً من انحسار الاستعمار ، بنتيجة الثورات التحررية، التي غالباً ما قادتها البرجوازية الصغيرة في بلدان الجنوب، إجمالاً، ومنها بلدان عربية عديدة.
البرجوازية الصغيرة تلك، التي ورثت – وإن غِلاباً – جهاز الدولة شبه الإقطاعي، أو البرجوازي الكولونيالي، أو البرجوازي العادي، حققت، في السنوات الأولى من وجودها في السلطة، العديد من الإنجازات، كما الحال مع الاصلاح الزراعي في مصر الناصرية، وسوريا البعثية، والعراق في ما تلا ثورة 14 تموز 1958 من أعوام، والجزائر في عهد بن بلا، وحتى خليفته الانقلابي، بومدين، والتأميمات المعروفة في كل من تلك البلدان، من دون أن ننسى بالطبع الإصلاحات التي شهدها الشطر الجنوبي من اليمن، بعد وصول الجناح المتجذر في حركة القوميين العرب، في الشطر المذكور، إلى السلطة، في سياق عملية طرد المستعمر البريطاني والتحرر من الاحتلال الخارجي، وما تلا ذلك.
بيد أن كل هذه البلدان سرعان ما ستعيش حالة عدٍّ عكسي، يتفاوت سرعة، بين بلد وآخر، على طريق التراجع عن جوهر تلك الاصلاحات ، ومن ذلك عن جانب أساسي من التغييرات التي كانت عرفتها، سواء على مستوى توزيع الارض على الفلاحين، او على مستوى التأميمات التي لم تطل الصناعة وحسب ، بل التجارة الخارجية أيضاً. هكذا سيبدأ التراجع عن كل تلك المكاسب الشعبية، منذ أوائل السبعينيات، كما الحال في مصر السادات ، ومنذ الثمانينيات ، وبوجه خاص التسعينيات، في مجمل الأقطار الأخرى، بما فيها سوريا.
وبالطبع، فالتدهور والاهتراء لم ينحصر في الجانب الاقتصادي – الاجتماعي، بل امتد بعمق إلى السياسة، والموقف من الهيمنة الامبريالية على الوطن العربي بمجمله، ومن دولة إسرائيل، التي لم يعد أي من الانظمة العربية يجادل في شرعية وجودها فوق الأرض الفلسطينية، وبادر عدد مؤثِّر من بينها ، إذا لم يكن إلى الاعتراف العلني بها، كما في حالات كل من مصر والاردن وموريتانيا، وما بات يُصطلح على تسميته السلطة الفلسطينية، فعلى الأقل إلى الدخول في علاقات تطبيع معها قد تفضي إلى الاعتراف والتبادل الدبلوماسي، في تاريخ غير بعيد، إذا استمرت حالة التعفن والانحطاط الحالية ممعنةً في التفاقم. وحتى النظام السوري ، الذي وجد له الشيوعيون الاصلاحيون وصفاً خاصاً يميِّزه من باقي الأنظمة العربية، ألا وهو وصف "الممانعة!!" ، لا ينفك يدعو الكيان الصهيوني إلى التفاوض على قواعد ومبادئ لإنهاء حالة الحرب، مع تتمة ذلك من اعتراف وتبادل دبلوماسي وتطبيع!!، وكان يتوسل لأجل تحقيق ذلك، في السنوات الماضية، وساطة الدولة التركية، قبل أن تتدهور علاقات هذه الاخيرة بتل ابيب، في الفترة التي تلت الحرب الصهيونية الهمجية على غزة، منذ حوالى العامين. في غضون ذلك، وعلى الصعيد الاقتصادي – الاجتماعي، كانت دمشق قد اندفعت بحماس منقطع النظير، في السياسات النيوليبرالية، وفي تصفية شتى المكاسب الاجتماعية التي كانت تحققت، في المرحلة القصيرة لوجود الجناح اليساري لحزب البعث، هناك، في السلطة ، وفي تحرير التجارة وإطلاق سيرورة خصخصة القطاع العام، والتراجع عن معظم الضمانات الاجتماعية السابقة، وفتح البلد، من دون ضوابط جدية، أمام الاستثمارات الأجنبية، من شتى الجهات، ومن بينها المؤسسات والشركات الغربية.
هذا ولن نمضي في تعداد التراجعات الكبرى عن الإصلاحات التي تمت في العقدين "الذهبيين"، اللذين أعقبا منتصف القرن الماضي، لتجذُّر الحركة القومية، على المستوى العربي العام، والتدليل عليها، في شتى البلدان التي سبق أن شهدتها، حيث أنها تشارك جميعاً في وجوه شَبَه كثيرة، على امتداد المنطقة . ولكننا سنلفت النظر الى أن هذه السيرورة، على خطورتها، وعواقبها الأكيدة على معيشة غالبية ساحقة من الفئات الشعبية في أي من تلك البلدان، لم تقابَلْ بمقاومةٍ جدية من هذه الأخيرة ، كما لم تبادر أي من القوى السياسية، هنا وهناك وهنالك ، التي يمكن وصفها بالإصلاحية – إذا شئنا التجاوب مع جوهر السؤال المطروح أعلاه – إلى الوقوف ضد هذه السيرورة، أو السعي، ولو على سبيل حفظ ماء الوجه، لتنظيم قدر ولو رمزي من المقاومة الشعبية في مواجهتها، ولا سيما في غياب أحزاب ثورية فاعلة، على امتداد الوطن العربي، في حين كانت الأحزاب الشيوعية العربية، ذات الاصول الستالينية، تعمد باستمرار إلى التكيُّف مع تقلبات تلك الأنظمة، والمراوحة في العلاقة معها بين المهادنة الذليلة والبائسة، والدخول المكشوف في علاقات جبهوية معها لا نكون مبالغين إذا اعتبرناها تتصف بالخيانة الطبقية، والتذيُّل المُدان بل المخزي، للقيادات البرجوازية، الموصوفة زوراً بالوطنية (!!)
وبالطبع ، لن نتحدث عن برامج إصلاحية لقوى قومية، أو إسلامية ، نعرف سلفاً حدودها، وكونها لا تمس، من قريب أو من بعيد، جوهر الأنظمة العربية، ولا سيما بنيتها الطبقية التي تفضح موقعها، في عصرنا، من العولمة الرأسمالية، ومن الهجمة الامبريالية العالمية ، ولا سيما بعد انهيار المعسكر الشرقي، وزوال الحرب الباردة، وتكشف تالياً عجزها عن تغيير أي شيء جدي في مسار تلك الانظمة العام.ولكننا سنستدرك لنقول إن الرد الصحيح على واقع هذه الاخيرة لا يمكن ان يكون إطلاقاً عن طريق الدعوات الإصلاحية، بل عبر طريق مختلفة تماماً، هي بالضبط تلك التي يمكن أن تشقها الطبقات المقهورة في مجتمعاتنا، وعلى رأسها الطبقة العاملة، ولا سيما في اكثر من بلد عربي لا تزال تمثل فيه البروليتاريا الصناعية والزراعية نسبة عاليةً ، في النسيج الشعبي، كما الحال بوجه اخص، في مصر والجزائر، وسوريا والمغرب، وحتى الخليج، إلى هذا الحد أو ذلك. وأنا أعني الطريق الثوري، وبخاصَّةٍ إزاء تفاقم أزمات تلك الانظمة، والتراجع المشهدي في وزنها الشعبي، واتِّضاح مدى تناقض مصالحها مع مصالح اوسع الفئات الشعبية، ناهيك عن الانكشاف المتزايد لمدى خيانتها للقضايا الوطنية والقومية، وتبعيتها للامبريالية العالمية، وانحكام مصالحها بالعلاقة مع مصالح الشركات الرأسمالية الغربية. حيث أنه حتى لو أمكن تحقيق دعوات الاصلاحيين، ومن ضمنهم الشيوعيون ذوو الاصول الستالينية، إلى الديمقراطية التمثيلية – وهو ما لا نرفضه وإن كنا نعرف حدوده ونلفت النظر اليها – فهي لن تؤدي إلى اي تغيير جذري في واقع السلطة، إذا أمكن فرضها، ومن ضمن ذلك التمثيل النسبي، والشفافية والنزاهة الانتخابيتان. وجل ما قد تنتجه، على الأقل في المدى القريب، وحتى المتوسط، إنما هو وصول تنظيمات إسلامية ، على الطريقة التركية، في افضل الأحوال، ولكن أيضاً مع وجود احتمالات اخرى، بينها الاحتمال الجزائري، وما أفضى إليه ، قبل عقدين من الزمن، من فوضى دموية لم تنته فصولها بالكامل إلى الآن، في البلد المعني.
 


2– بخصوص المسألة الفلسطينية، هل ثمة دور لليسار في فتح الطريق امام خروج الفلسطينيين من مآزق قاتلة ادخلتها فيها م.ت.ف (منظمة التحرير الفلسطينية)، وقيادتها، التي تشهد، في السنوات الاخيرة، انحطاطها الكلي، متجلياً، بوجه اخص، في سلطة محمود عباس وبطانته؟


جواب – لا أجد نفسي مبالغاً إذا كنت أعتقد أن هذه المسألة قد وصلت إلى حد من التعقيد والحساسية والخطورة، بحيث قد يتوقف على ما ستشهده من تطورات، في السنوات القريبة القادمة - وربما أبعد قليلاً – مصير ما بات يُصطلح على تسميته الشرق الأوسط الكبير، كي لا نقول العالم بأسره. وهو ما يتوجس منه الزعيم الكوبي المتقاعد، فيدل كاسترو، في التأملات التي ينشرها بين الحين والآخر، متخوفاً من حرب نووية قد تبدأ في هذا الشطر من العالم لتمتد سريعاً الى أبعد منه، وذلك بالتحديد انطلاقاً مما يجري في فلسطين.
وفي تقديري أن واحداً بين أهم أسباب ما بلغته هذه المسألة من خطورةٍ يعود إلى ما شكّله بدء انحراف م.ت.ف. عن منطلقاتها الأساسية، الواردة في برنامجها الأصلي، الذي كان يتضمنه الميثاق الوطني الفلسطيني، قبل إلقائه في سلة المهملات. وأقصد، تحديداً، الانحراف باتجاه ما بدأ يسمّى في العام 1973، وبوجه أخصّ في العام 1974، السلطة الوطنية في الضفة والقطاع، أو مشروع الدولتين. وهو المشروع عينه، الذي سيفتح الباب على مصراعيه في اتجاه ما تلا ذلك من تنازلات كبرى بين أهمها التراجع عن الميثاق الوطني، في أواخر الثمانينيات ، والاعتراف بإسرائيل، ونبذ الكفاح المسلح، تحت تسمية الإرهاب الكاذبة، وصولاً إلى اتفاقات أوسلو، وما أعقبها إلى الآن من تنازلات إضافية لم يعد معروفاً إلى أين قد تصل لدى البيرقراطية الفلسطينية . وقد رأينا عينات إضافية منها في السنوات الأخيرة، بخصوص حق العودة، من جهة، (وثيقة جنيف التي وقعها ياسر عبد ربه عن السلطة،) وما بات ينُادي به الصهانية ، بصورة عالية الدويّ، في الفترة الاخيرة، بخصوص ما يسمونه يهودية دولة اسرائيل. وقد كان مذهلاً، الى هذا الحد أو ذاك، سماع رئيس السلطة ابي مازن ، يعلن أمام اللوبي الاميركي الصهيوني، "إيباك" ، قبل أشهر قليلة، تفهُّمَه لهذا "المطلب"!!
وبالطبع ، لم يعد يمكن المراهنة إطلاقاً على أن تخرج من هذا المسار الخياني طويل الأمد الزمرةُ البيروقراطية ، المتربعة على مزبلة سلطةٍ ليس فيها من المواصفات الفعلية لسلطة حقيقية غير كونها مصدراً لإثراء فاحش، وحتى جرمي، للقائمين عليها، على حساب آلام الفلسطينيين وحقوقهم، والأسوأ من ذلك جداً على حساب مصيرهم ومصير ذريَّتهم من بعدهم. ولا سيما أن مصالح كثيرة قد باتت تربط هؤلاء بالدولة الصهيونية ، إلى حد أن الشرطة التي تأتمر بأوامرهم، والمؤسسات الأمنية التي أنشأوها ، تدخل في عملية تنسيق عميقة ومكثفة مع المخابرات الاسرائيلية واجهزة الكيان الصهيوني الامنية ، وذلك ليس فقط بمواجهة قوى المقاومة الموجودة في الضفة الغربية، والتي تتعرض على يد أجهزة "السلطة" للاعتقال وشتى أشكال الاضطهاد والقمع الأخرى، بل أيضاً بمواجهة الجماهير الفلسطينية الواسعة هناك.
وبالمقابل ، وفي حين لا يسعنا سوى التضامن إلى ابعد الحدود مع قوى المقاومة المنوَّه بها أعلاه، بما فيها تلك المنتمية الى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الإسلاميتين، في استمرارها برفع راية الكفاح المسلح ضد الاحتلال، لا بد من التشديد على إدراكنا للحدود التي لم تستطع تجاوزها إلى الآن، في مسعاها لمواجهة الدولة الصهيونية، ووضعها على طريق الانهزام، ليس فقط بسبب الظروف الصعبة جداً التي تعيشها، في ظل حصار خانق لا تشارك فيه الدولة المذكورة وحسب، بل أيضاً معظم الدول العربية، فضلاً عن دول كثيرة عبر العالم، في مقدمتها الدول الامبريالية، بل أيضاً بسبب برنامج تلك القوى والايديولوجيا التي تحكم توجهاتها. ونحن نقصد، في آن معاً، الايديولوجيا الدينية التي تستلهمها كل من حماس والجهاد الاسلامي،وتَشارُكَها مع غيرها من قوى المقاومة في منطلقاتها القطرية الضيِّقة، والبرنامج الرجعي الفاضح الذي ترفع حماس بنوده، في ما يخص العلاقة بالجماهير، ولا سيما المرأة الفلسطينية، حسبما تتم ممارسته تحديداً في غزة؛ ولكن أيضاً البرنامج الذي تطرحه بخصوص الحل النهائي للقضية الفلسطينية ، والذي لا يخاطب في أي جانب منه السكان اليهود للكيان الصهيوني، ومستقبل وجودهم في فلسطين، بما قد يتيح إحداث تغيير، ولو تدريجي، في وعي هؤلاء وتطلعاتهم المستقبلية لصالح حل ينطوي ولو على حدٍّ أدنى من الجاذبية. وهو حل لن يمكن أن يتقدم بخطوطه العريضة غير يسار فلسطيني وعربي ليس بالتأكيد ذلك القائم إلى الآن في المنطقة العربية ، كما يتضح من البرنامج الذي ورد، مؤخراً، في البيان الختامي لما سمّي "اللقاء اليساري العربي"، الذي انعقد في بيروت في 22 و23 تشرين اول / أكتوبر الماضي، ولم يتمكن من تخطي الطرح البائس، المتعلق بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية في حدود لا تتجاوز الأرض التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.وهو التصور الذي لن يؤدي الاستمرار في الانخراط في أوهامه إلى استكمال الكيان الصهيوني تفريغه من مضمونه، في السنوات القليلة القادمة، عبر جدار الفصل، والاستيطان الزاحف، وحسب، بل قد يشكل مدخلاً أيضاً، على الأرجح، إلى التصفية النهائية لحق العودة ، وحتى إلى تهجير الفلسطينيين الباقين وراء الخط الأخضر، وبالتحديد في الأراضي التي احتُلَّت في العامين 1948 – 1949 .
إن الحلّ الذي يمكن التطلع لأن يتقدم إلى واجهة الحياة السياسية في فلسطين والمنطقة العربية، في فترة يجب ألا تطول، إنما هو ذلك الذي يُفترض أن يبلوره يسار فلسطيني وعربي ثوري لم يرتَقِ إلى الآن إلى أعلى من حالة شبه جنينية، ولكن نموَّه الجماهيري ، الذي يجب استيفاء شروطه، هو المدخل، ليس فقط إلى تجاوز الحالة المزرية التي تعيشها الأمة العربية إلى الآن، في اتجاه تحقيق الشعارات التي طالما جرى رفعها ، في مرحلة الصعود الوطني والتقدمي، في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، شعارات الحرية والوحدة والاشتراكية، بل إلى استعادة الانخراط في سيرورة جدية لتفكيك الدولة الصهيونية. هذا وقد تصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جزءاً لا يتجزأ من هذا اليسار إذا نجحت في تجاوز ترددها التاريخي وتذبذبها البرجوازي الصغير المتواصل، وعجزها عن التخلص بدونما رجعة، من تمسكها بفهمٍ للوحدة الوطنية شكّل دائماً غطاءً لمرور تنازلات متتالية، من جانب القيادة اليمينية ل(م.ت.ف)، باتت متسارعة، حالياً، هي التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى المأزق القاتل الراهن.
وهو حل يمكن اختصار خطوطه العريضة بما يلي:
أ – وقف كل أشكال التفاوض مع الدولة الصهيونية ، وإجبار الأنظمة العربية على سحب الاعتراف بها،وبالتحديد من جانب تلك التي أقدمت على ذلك، وعلى قطع شتى أشكال العلاقات بها، واستعادة حالة العداء لوجودها. .
ب – فرض استعادة سياسة المقاطعة الشاملة للكيان المذكور، وللشركات ، أيّاً تكن، التي تتعامل معه، والسعي لإقناع شتى الدول الاجنبية وشعوبها بالانضمام إلى حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات (BDS) ، التي بدأت تربك الدولة الصهيونية وتخيفها من مصير مشابه لمصير دولة الأبرتايد في إفريقيا الجنوبية.
ج – الضغط لأجل استصدار موقف من الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أساس مبدأ الاتحاد من أجل السلام، بنزع كل أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية ، ولا سيما السلاح النووي، وفرض عقوبات مشددة ومتصاعدة عليها، طالما هي تتلكأ في تنفيذ ذلك .
د – الضغط على الأنظمة العربية لإجبارها على أن تتابع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مسألة إيجاد آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 194 ، القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وصولاً إلى قطع العلاقات مع الدول التي تعمل على إعاقة سيرورة التنفيذ هذه .
ه‍ - إعادة الاعتبار لمطلب تفكيك الدولة الصهيونية، لصالح إنشاء دولة علمانية ديمقراطية ذات توجه اشتراكي، على كامل أراضي فلسطين التاريخية، تقيم مساواة فعلية كاملة بين سكانها العرب واليهود، وتلغي كل أشكال التمييز التي تكرست على مدى أكثر من 60 عاماً من وجود الكيان العنصري الإسرائيلي.

 


3 – ما الموقف من الانقسام الفلسطيني الراهن، ومن مطلب المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية؟ وإذا كان هذا الموقف إيجابياً على هذا الصعيد، ما هي الشروط التي يجب التمسك بها لأجل السعي لإجراء هكذا مصالحة؟


جواب – إن السؤال بحد ذاته يبدو إشكالياً للغاية، ويتطلب السعي لإعادة الاعتبار لسلسلة من الأسئلة كانت الإجابة عنها بديهية للغاية في تجارب حركات التحرر، عبر العالم، ونختصرها بما يلي:
أ‌- ما هو بالضبط المغزى الأساسي لمفهوم الوحدة الوطنية؟ وهل هو يقضي بالضرورة، بالجمع في كتلة واحدة بين المناضلين الوطنيين الذين يقاتلون لأجل تحرر وطنهم وشعبهم، من جهة، ومن جهة أخرى المتعاملين مع العدو المحتل والغاصب، والمدافعين عن جنوده ومستوطنيه، وبوجه خاص حين يعمد هؤلاء المتعاملون إلى سجن المقاومين الشرفاء وتعذيبهم ، وحتى قتلهم في العديد من الحالات ؟
ب – هل يمكن الإصرار على مطلب من هذا النوع، حين يكون الطرف المطلوب تحقيق الوحدة معه يعمد إلى تقديم التنازل تلو التنازل للمحتل ، ويعتبر مع هذا العدو أن مقاومة الاحتلال هي الإرهاب بعينه، إذا استتبعت حمل السلاح ضده، والرد على أعماله الإجرامية بالعنف المسلح؟ ولا سيما حين تكون التنازلات التي يقدمها للعدو بدون حساب، ومن دون أي مقابل،وسوف تؤدي في نهاية المطاف، إلى كارثة حقيقية تصيب الشعب الواقع تحت الاحتلال، وإلى حرمانه من كل إمكانات الدفاع عن النفس، وإبقائه أعزل كلياً أمام عدو مدجج بأعتى الاسلحة وأكثرها فتكاً وتدميراً؟
ج – أياً يكن، وفي مطلق الأحوال، وحتى إذا اعتبرنا، تجاوزاً، أن الحالة الفلسطينية شيء مختلف تماماً، وخاص جداً، لا علاقة له بظروف الشعوب الأخرى التي خاضت شتى أشكال الكفاح لأجل تحررها، يبقى أن ثمة شروطاً لا يمكن التساهل بخصوصها، بتاتاً، في أي مسعى لاستعادة "الوحدة" مع أمثال محمود عباس، وأحمد قريع، ومحمد دحلان، وبين أهمها :
- تخلي هؤلاء كلياً عن التنسيق بين أجهزتهم الأمنية وأجهزة العدو الصهيوني، والإطلاق الفوري لسراح كل المقاومين القابعين في سجون "السلطة"، ووقف التضييق عليهم وعلى أمثالهم، بالكامل.
- وقف المفاوضات ، بشتى أشكالها، مع العدو، واتخاذ كل الخطوات الضرورية لأجل إعادة الاعتبار لسياسة الكفاح ضده، بشتى أشكاله ، بما فيها الكفاح المسلح.
- إعادة تأكيد التمسك بالثوابت الوطنية الأساسية، وفي مقدمتها حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين الذين يريدون ذلك إلى قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، وحق تقرير المصير.
- إعلان بطلان كل الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل، منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ولا سيما منذ اتفاقيات أوسلو وواشنطن، وحتى الآن ، بما في ذلك الاتفاق على قيام السلطة الهزيلة جداً، التي يُختصر دورها الأساسي بتغطية الإجراءات الإسرائيلية التي تمت منذ ذلك الحين داخل الضفة الغربية والقدس ، ولا سيما تلك المتخذة في إطار الاستيطان ومحو الهوية الفلسطينية.

4-  ماذا عن أزمة اليسار والماركسية؟ وهل نحن أمام الحاجة لإعادة نظر جذرية في النظرية والبرامج؟

جواب – أظن أن المقصود هنا بالسؤال إنما هو اليسار الماركسي، وبوجه أخص ذلك المحسوب على الماركسية . وبالفعل، ثمة أزمة حقيقية، على صعيد هذا اليسار، ولا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والدول المشابهة الأخرى، التي كان كثيرون ينسبونها إلى الاشتراكية. فعدا التغيير الكبير في موازين القوى الطبقية، عبر العالم ، لصالح الرأسمالية العالمية، جاء الإحباط وفقدان الثقة، ليس فقط في صفوف الطبقة العاملة، في كل مكان ، بل أيضاً في صفوف الفئات الشعبية الحليفة لها، من فلاحين معسرين ، وبرجوازية صغيرة اقرب إلى الفقر، ومهمشين وعاطلين عن العمل، وحتى في صفوف أجزاء هامة من الإنتليجنسيا ، التي كانت تحدد لنفسها خياراً أساسياً في عملية التغيير الاجتماعي، وإن كان هذان الاحباط وفقدان الثقة يتراجعان باستمرار، ولا سيما بفعل عوامل عديدة، بين أهمها:
- الصعود الذي شهدناه منذ أواخر القرن الماضي على صعيد الحركات المناهضة للعولمة الرأسمالية والحرب، في أماكن شتى عبر العالم.
- نجاح اليسار الاشتراكي في الوصول إلى الحكم في بلدان شتى، في أميركا اللاتينية، عبر الانتخابات، مع برامج جذرية للتغيير في أكثر من بلد هناك، ولا سيما في فنزويلا وبوليفيا.
- الانهيارات الكبرى، التي حدثت في السنوات الأخيرة، على صعيد الرأسمالية في الحواضر الأساسية، ولا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، مع ما رافق ذلك من تسريح كثيف للعمال وإقفال واسع للمنشآت، في الوقت نفسه الذي يتكشف فيه أن هذه الأزمة ستطول على الأرجح ، وقد تفضي إلى أزمات أشد خطورة لاحقاً.
- الانطباع المعمَّم الذي ولَّده ذلك، ليس فقط في صفوف أقسام واسعة من الانتليجنسيا، عبر العالم، بل حتى في الأوساط الرأسمالية بالذات، حول كون الماركسية لا تزال صالحة لإعطاء الأجوبة المناسبة بخصوص رأس المال، في هذا الطور بالذات من التقدم البشري، ولفهمه، واستكشاف قوانين عمله، وتوقع أزماته. وانطلاقاً من ذلك كله، بات يمكن القول إن الأزمة ليست أزمة الماركسية، تحديداً، بل أزمة ماركسيين، إما أنهم لم يستوعبوا بصورة عميقة قوانينها ومفاهيمها، وبوجه أخص منهجها الديالكتيكي المادي، أو أنهم انخرطوا، ضمن ظروف معينة وتحت تأثيرات شتى، في مسارات تنحرف بهم عن الماركسية الثورية، إلى تشويهات مرعبة لها، كما الحال خلال الهيمنة طويلة الأمد للفكر والممارسة الستالينيين ضمن الحركة الشيوعية العالمية.
في شتى الأحوال، يمكن الجزم بأنه إذا كانت ثمة حاجة لإعادة نظر فليس في الماركسية كمنهج لفهم العالم، وبالتالي تغييره، بل في ما طرأ عليها من تشويهات. هذا مع العلم بأن ثمة حاجة دائماً لإغنائها بإضافات مفكرين أفذاذ يأخذون بالاعتبار التغيرات الملموسة في واقع هذا العالم، خلال تطبيق المنهج المشار اليه، كما الحال مع المجلوب الخلاق الذي سبق أن قدمه أمثال لينين وتروتسكي وغرامشي وغيفارا وآخرون في القرن الماضي.
أما بخصوص البرامج فهي تتحرك، بالضرورة ، مع التغيرات في الزمان والمكان، وتخضع في بلورتها، بالتأكيد، لما وصفه لينين بالتحليل الملموس للواقع الملموس، وإن كانت أجزاء أساسية من البرنامج ، في كل بلد، ينبغي أن تسترشد، بالضرورة، ببنود قد تكون تتمتع بهذا القدر أو ذاك من الثبات، مستمدةٍ من البرنامج العام للشيوعيين الثوريين، الذي هو ناتج التجربة الطويلة في نضال هؤلاء، عبر العالم. وهو ما يمكن استنتاجه من التصور البرنامجي، الذي حددته المؤتمرات الأربعة الأولى للأممية الشيوعية أيام لينين، كما من النص الهام الذي صدر عن المؤتمر التأسيسي للاممية الرابعة، في العام 1938، وكان قد كتب تروتسكي صيغته الأساسية بعنوان البرنامج الانتقالي.



5- كيف يمكن لقوى اليسار أن تحجِّم استخدام الدين ضدها من جانب أعدائها، كخط أحمر أمام أي أزمة تحاول تلك القوى أن تتصدى لها في المجتمع ؟

جواب – أظن، في شتى الأحوال، أن المعركة الأهم التي يُفترض أن يخوضها اليسار في بلداننا العربية، وأنا أعني بوجه خاص اليسار الثوري، إنما هي المعركة الطبقية في بُعديها:
1 – الداخلي ضد الطبقة السائدة ولصالح الطبقات المتعرِّضة للظلم والاضطهاد والاستغلال، ولا سيما العمال والفلاحين المفقرين ، والفئات البرجوازية الصغيرة المعسرة، كما لصالح تحرر المرأة وانتزاع الحريات، وإنجاز المهام الديمقراطية، ومن ضمنها العلمنة الشاملة للدولة والمجتمع،وتمكين الأقليات القومية من ممارسة حقها في تقرير مصيرها،مع تشجيعها على خيار الاندماج ،بعد ضمان الشروط التي تتيح ذلك. فضلاً عن النضال اليومي لحماية متقدمة للبيئة.
2 – والخارجي، ضد الإمبريالية العالمية وإسرائيل، وفي إطار ذلك لأجل إنجاز مهام الثورة العربية، في التحرر من الهيمنة الامبريالية، وإنهاء التجزئة الاستعمارية، وفرض حل ثوري متقدم للقضية الفلسطينية يتضمن تفكيك دولة إسرائيل.
وانطلاقاً من ذلك، يُفترض أن لا يتم الدخول في أي صدامات عديمة الجدوى مع الدين والقناعات الدينية، التي يضمن ممارستَها الدستور والقوانين بِحُرِّية، وبما لا يتناقض مع مصالح المجتمع. وذلك باستثناء الحالات التي تحاول فيها القوى السلفية الرجعية استخدام الدين لغايات تخريبية، أو لإثارة الفتن والحزازات داخل الشعب، أو لإعاقة السيرورة النضالية الشعبية وضربها. حيث يصبح الدفاع عن النفس، عندئذ، ضرورة حقيقية، وإن كان تدخُّل الثوريين، في تلك الحالة، ينبغي أن يكون ، قبل كل شيء، لغاية تربوية، ولفضح الأهداف الفعلية لمستغلِّي الدين، والمتلاعبين بمشاعر الناس ووعيهم لأجل أهداف مشبوهة تتناقض مع مصالح الغالبية الكبرى من المواطنين.
وفي شتى الأحوال، لا ينبغي أن ينحرف اليسار الثوري عن واجبه في أن يخوض حتى النهاية نضاله لأجل الفصل الكامل للدين عن الدولة.



6 – هل يخدم تحالف القوى اليسارية مع الإسلام السياسي مصالح الكادحين والنضال الأممي ضد الرأسمالية؟


جواب – نعم، ولكن بشروط. وهي بالضبط الشروط المتعلقة بالتحالف مع أيٍّ من القوى التي لا تقف مع اليسار في الخندق الواحد على جميع الجبهات، لا بل تتعارض مواقعها أحياناً كثيرة مع مواقعه. فلا يزال سليماً بالكامل المبدأ المعروف الذي طالما استلهمه الثوريون في فهم مسألة التحالفات ، ألا وهو القائل بـ "الضرب معاً والسير على حدة". بمعنى آخر، وعلى سبيل المثال، ينبغي أن يتضامن اليسار في لبنان مع حزب الله في المعارك التي يخوضها هذا الأخير ضد الاحتلال الاسرائيلي والتدخلات الإمبريالية على اختلافها ، في الوقت نفسه الذي يحتفظ فيه بمواقفه، في المعارك الاجتماعية، والسياسية، وغيرها، التي لا قاعدة مشتركة للتفاهم فيها مع الحزب المذكور، ويمكن أن يصل ذلك ليس فقط إلى حد توجيه النقد إليه، بل حتى إلى حدود التشهير به والصراع معه، أمام أوسع الجماهير، على هذا الصعيد . وهو ما ينطبق أيضاً على واجبات اليسار الفلسطيني ، في علاقته، مثلاً، بحركة حماس، أو بـ "الجهاد الاسلامي".
أما كيف يخدم هذا الفهم للتحالف "مصالح الكادحين والنضال الأممي ضد الرأسمالية"، فمسألة غير عصيَّة على التوضيح، ذلك أن صراع حزب الله، والتنظيمات المماثلة له، مع الصهيونية والإمبريالية العالميتين ، على الرغم من حدوده ، إنما يمكن اعتباره واحداً من أشكال الصراع الأساسي في المجتمعات البشرية ، ألا وهو الصراع الطبقي، على المستوى العالمي.



7- ، وأخيراً: هل ترى إمكانات فعلية لصعود جديد لليسار ، في هذا المكان أو ذاك من الوطن العربي؟ وما شروط ذلك، في حال كان الصعود المنوَّه به ممكناً؟

جواب – على الرغم من البنية الاقتصادية المتخلفة للمنطقة العربية، ولا سيما قبل عقود من أيامنا هذه، توفرت ظروف محددة في أكثر من بلد عربي ، كالعراق والسودان، على سبيل المثال، تمكَّن خلالها الحزبان الشيوعيان هناك من كسب الهيمنة داخل الحركة الجماهيرية ، إلى حد أنه كان يمكنهما (في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بالنسبة للأول، وفي أواخر الستينيات- أوائل السبعينيات ، بالنسبة للثاني) أن يستلما السلطة. بيد أن تبعيتهما المفرطة لموسكو، الحريصة من جانبها، آنذاك ، على عدم الدخول في أي احتمال صدام مع الإمبريالية الإميركية، حالت دون استناح تلك الفرصة لتغيير معادلات كثيرة في المنطقة العربية ، لغير صالح الإمبريالية المشار إليها وإسرائيل والرجعيات العربية.
إن صعوداً جديداً لليسار في أكثر من بلد عربي، في الحقبة القادمة، يبقى أمراً ممكناً إزاء تفاقم أزمات الأنظمة العربية بلا استثناء، وإنْ مع بعض التفاوت في ما بينها ، ليس فقط على الصعيد الوطني والقومي،بفعل الهجمة الإمبريالية والصهيونية المتزايدة احتداماً، التي قد تعبر عن نفسها لاحقاً بالمزيد من الحروب المدمرة، بل أيضاً على الصعيد الاجتماعي، مع احتدام الأزمة المعيشية التي تتعرض لانتكاساتها القاسية للغاية الغالبيةُ الساحقة من الجماهير الشعبية المفقرة. ولكن ثمة شروطاً لأجل تحقق هكذا احتمال، تتعلق بمدى تمكن هذا اليسار من بناء منظمات ديمقراطية حقيقية ، ليس فقط في علاقاتها الداخلية، بل أيضاً في علاقتها بحركة الجماهير، وبمدى قدرته على تحديد مواقف جذرية من الأنظمة القائمة، على اختلافها، وخوض سياسة تحالفات هي بالضبط تلك التي أوضحنا معالمها، إجمالاً، في النقطة التي تتناول هذه المسألة ، وأبعد من ذلك كله بمقدار ما يمكن أن يخوض إلى النهاية معركة الجماهير الشعبية الواسعة لأجل الخبز والحرية والعدل الاجتماعي، فضلاً عن معركتها ضد الهيمنة الإمبريالية والقواعد العسكرية الأجنبية، ولأجل حل ثوري للقضية الفلسطينية. ناهيكم عن خوض النضال المستميت، في الوقت عينه، لأجل إنجاز مهام الثورة العربية، ومن ضمنها الوحدة والحرية والاشتراكية، أي بالضبط القضايا نفسها، التي سبق أن فشلت في تحقيقها حركات قومية متجذرة، وما زالت تنتظر أن تتقدم وتضطلع بها بنجاح قوى طبقية مختلفة تماماً، بقيادة عمالية ثورية ، هذه المرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللقاء اليساري العربي واليسار الاسرائيلي
نامق العراقي ( 2010 / 11 / 7 - 10:56 )

1- ماراي الاستاذ داغر في اللقاء اليساري الاخير في بيروت وهل من الممكن ان تتحول المقررات الى الواقع

2- ماراي اساتذنا بمواقف الحزب الشيوعي الاسرائيلي وهل هو مازال صهيونيا
شكرا




2 - رد الى: نامق العراقي
كميل داغر ( 2010 / 11 / 8 - 22:08 )
أ-بخصوص السؤال الأول المتعلق باللقاء اليساري العربي،أود أيها الصديق إحالتك إلى نصَّين تم توزيع الأول منهما على من حضروا اللقاء المذكور في جلسة الافتتاح,وكان بعنوان (لأجل يسار عربي ثوري جديد)،وقد عادت ونشرته لي جريدة الأخبار البيروتية يوم الثلثاء26 أكتوبر الماضي ،على الرابط التالي:
http://al-akhbar.com/ar/node/211926
بينمانشرت النص الثاني الجريدة نفسها يوم الإثنين 8 نوفمبر الحالي،على الرابط:
http://al-akhbar.com/ar/node/213675

والنص الأول يشدِّد على أن اليسار العربي ،في واقعه الراهن،يعيش أزمة هي من الحدَّة والعمق بحيث يستحيل عليه الدخولُ في مواجهة ظافرة مع الهجمة الإمبريالية -الصهيونية،وقيادةُ الجماهير العربية إلى النصر على أعدائها،الذين تضاف إليهم أيضاً الأنظمة العربية على اختلافها،بما هي ،في معظمها،داخلة في حلف إما معلن أو ضمني ،مع القوى المنخرطة في تلك الهجمة.الأمر الذي يستدعي تالياً إعادة تأسيس جذرية ليسار مختلف تماماً حدَّدتُه بالصفات التي ُيفترض أن يتنزَّه عنها،قائلاً ما يلي:
-*إنه ليس ذلك الذي يدخل في تحالفات وجبهات مع أنظمة طبقية معادية،ولا سيما تلك القائمة على الاستبداد والقمع،ولا ذلك الذي لا يكون شديد الحرص على الاستقلال الكامل عن أيٍّ منها،والشجب بلا هوادة لذَيْنك الاستبداد والقمع.
*ليس ذلك الذي تغيب عن حياته الداخلية المقومات الأساسية لديمقراطية حزبية حقيقية من ضمنها حق تشكيل الاتجاهات والدفاع عن نصوصها وآرائها،والشفافية على جميع الصُعُد،ومنها الصعيد المالي،وهجر المناورات الستالينية القائمة على تزوير الأحجام والنُّسب في الانتخابات التنظيمية.
*ليس الذي تنقصه شجاعة السعي لامتلاك شروط الهيمنة في الحركة الجماهيرية،والمبادرة لقيادتها نحو انتزاع السلطة السياسية في الدولة والمجتمع.
*ليس ذلك الذي يحجم عن السعي الدائم،في علاقته بالمكوِّنات الأخرى للحالة الوطنية والديمقراطية والتقدمية في المجتمع،عن طرح قيادة الطبقة العاملة وفكرها لسيرورة التغيير،والمبادرة في اتجاه كل ما يمكن أن يضمن حصول ذلك.
*ليس من يمتنع،في علاقات التحالف التي ينسجها مع القوى الأخرى،عن نقد تلك القوى،بل حتى التشهير بها عند الاقتضاء،وعن خوض الصراع الايديولوجي والبرنامجي إلى نهاياته مع الفكر السلفي الرجعي،وإن كانت ظروف المعركة الوطنية تستدعي اللقاء مع قوى تحمل هذا الفكر ولكنها تلعب دوراً أساسياً في تلك المعركة.
*ليس ذلك الذي ينطلق من منطلقات قطرية بحتة ويغلِّبها على متطلبات التغييير الثوري على المستوى القومي الواسع،بخاصة،وحتى على المستوى العالمي،عموماً.
*كماأنه ليس ذلك الذي لا تكون قضية التحررالكامل للفلسطينيين،وعودتهم الكريمة وغير المشروطة إلى وطنهم الأصلي،في مقدمة اهتماماته،وشغله الشاغل اليومي.
*وأخيراً ،وليس آخراً،ليس ذلك الذي يفتقد الشجاعة الكافية للدفاع المستميت عن العلمنة الشاملة في مجتمعات تتفتت أكثر فأكثرعلى أساس الطوائف والمذاهب،وعن حقوق المرأة في المساواة الكاملة مع الرجل،وعن حقوق الاقليات القومية،بما فيها تقرير المصير،كما عن كامل حقوق الإنسان الأخرى،بما فيه حقه في بيئة نظيفة.-

أما النص الثاني،الذي تم توجيهه إلى لجنة البيان الختامي،فأبرَزَ الأسباب التي لأجلها نمتنع ،كحالة يسارية ثورية، عن توقيع مشروع البيان المشار إليه.ومن بينها:
- كون الغالبية الساحقة من المنظمات المدعوَّة تنتمي إلى تيار واحد هو الذي كان يرتبط بالاتحاد السوفييتي السابق،ومن ضمنها تلك التي إما تدخل، إلى الآن، في جبهات متذيِّلة للأنظمة البرجوازية الديكتاتورية العربية،أو تقف على الحياد حيالها،في حين استُبعدت تنظيمات عديدة تقف مواقف مشرِّفة حيال الأنظمة المشار إليها وضد استبدادها وتنظيمهاعملية استغلال الطبقات الكادحة.
-كون البيان يتجاهل فضح هذه الأنظمة ودورها في تغطية الهجمة الامبريالية-الصهيونية،وتسهيلها،وفي ضرب الحركات الشعبية والنقابات والأحزاب اليسارية،داعياً إلى تغيير ديمقراطي مبهم المعالم ،من دون أن يجيب عن سؤال أساسي هو :-هل إن الإصلاح ممكن ضمن واقع تلك الأنظمة؟-،كما بدون أن يتطرَّق إلى الحقيقة الحاسمة القائلة بتلازم مساري التحرر الوطني والتغيير الديمقراطي،وبأن ذلك يفترض الجمع بين مقاومة الاحتلالات والديكتاتوريات في آن معاً.
-كون البيان يتجاهل دور تلك الأنظمة في الازمات المعيشية الخانقة التي تعانيها أوسع الجماهير ،كما لا يتم التطرق إلى النضالات النقابية والتحركات الاجتماعية والاضرابات التي انخرطت فيها أجزاء وازنة من الطبقات العاملة العربية ،ولا سيما في مصر،في السنوات الأخيرة،مع دلالات ذلك ومستتبعاته.
-كون البرنامج الذي يطرحه يمتنع عن التركيز على الحاجة القصوى إلى استيفاء شروط إعداد الجماهير العربية للانخراط في سيرورة تجمع إنجاز المهام القومية الكبرى- وفي مقدمتها إزالة الوجود الإمبريالي من كامل الترا ب العربي،وإزالة التجزئة،عبر اعتبار الوحدة العربية في أعلى برنامج الثوريين،واستكمال شروط تفكيك الدولة الصهيونية وإحلال دولة علمانية ديمقراطية محلها -مع إنجاز كل تلك الخطوات على طريق البناء الاشتراكي،التي فشلت البرجوازية الصغيرة في استيفاء شروطها،والتي وحدها الطبقة العاملة العربية ،بقيادتها تحالفاً واسعاً من الفلاحين الفقراء،والمهمَّشين، وصغار المنتجين،والعاطلين عن العمل ،والطلاب والمثقفين العضويين،نساءً ورجالاً،يمكن أن تضع المجتمع على طريق تحقيقها.


ب-أما بخصوص السؤال الثاني عن الحزب الشيوعي الاسرائيلي فيمكن القول إن التحولات الديمغرافية -إذا صح التعبير-التي شهدها في العقود الاخيرة لصالح ظهور غلبة واسعة في عدد العرب الفلسطينيين في صفوفه،ساهمت في إحداث تبدلات واضحة ضمنه وعلى صعيد خطه العام على طريق تخلصه من التوجهات الصهيونية التي بقيت تشوب خطه وبرنامجه طويلاً.لا بل ثمة حديث منذ سنوات عن غلبة تيار قومي داخله يقوده محمد بركه،وإن كان ذلك لم يساعد على إخراجه من إصلاحيته،ولا من محدودية الموقف الذي يتخذه من وجود الدولة الصهيونية،فإسرائيل كيان نهائي بالنسبة إليه،وهو يشارك منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الدعوة إلى حل الدولتين.أكثر من ذلك لايظهر في برنامجه إطلاقاً حق العودة ،وحق تقرير المصير الفلسطينيان.


3 - الوضع العربي
نادرة أحمد ( 2010 / 11 / 7 - 17:00 )
أستاذ داغر نشكرك على كل ما طرحت وأود أن أسالك عن رؤيتك التشاؤمية جدا حول الوضع العربي وصعوبة أي تغيير هذا من جانب ومن جانب آخر ترى حضرتك أيضاً أن وضع اليسار سيء وفي انقسام في الساحة العربية ترى الى متى سنبقى في هذا النفق المظلم وهل من مخارج لنا في الوصول الى ثورة اجتماعية نأمل منها التغيير وكذلك اريد سؤالك حول هل لدينا قوى تحررية تقوم بهذه الثورة
ونشكرك جزيل الشكر


4 - رد الى: نادرة أحمد
كميل داغر ( 2010 / 11 / 9 - 09:28 )

-هل ابدو أيتها الصديقة متشائماً إلى هذا الحد؟!في الواقع،لكي تقدِّمي قسطك من مسعى التغيير،لا بدَّ من رؤيةٍ دقيقةٍ لحقائق هذا العالم،ولا سيما تلك المتعلقة بالبلد والمنطقة اللذين تتحركين فيهما. َفهْمُ العالم لأجل تغييره،كتب ذات يوم كارل ماركس ،في موضوعاته حول فيورباخ.وإذا كان الواقع قاسياً ومُحْلَوْلِكاً فهذا لا يعني إلقاء السلاح.على العكس ،إنه يعني أن نبذل الجهد المطلوب ،في الاتجاه السليم، لأجل الخروج من النفق ؛وكل نفق له نهاية، بشرط سلوك الخيارات المناسبة.ولا ريب في انك سمعتِ،من قبل ،المقولة المعروفة حول تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة.هذا ما يحفِّز ،بالضرورة، جميع الثوريين.
أجل ،إن الوضع الراهن ،في وطننا العربي،لا يسمح بالكثير من البهجة.الصورة لم تكن يوماً،في العصر الحديث ،على هذه الدرجة من البؤس.حتى أن الولايات المتحدة الأميركية لم تتردد في غزو العراق قبل سنوات قليلة ،والتسبب إلى الآن بأكثر من مليون قتيل في صفوف أهلنا هناك،عدا الدمار الهائل وتمزيق النسيج الاجتماعي شر َّ تمزيق،والسيطرة على كامل مقدَّرات هذا البلد لتاريخ ليس واضحاً متى ينتهي.
والأنظمة الكرتونية في الخليج تخسر تريليونات الدولارات في البورصات الغربية،فيما الملايين يموتون في أكثر من بلد عربي من الجوع وأمراض لها علاج،وفيما جزء بسيط من ودائع تلك الأنظمة في المصارف الأميركية والأوروبيةكان بإمكانه أن يضمن تنمية متقدمة لكامل المنطقة العربية،لو جرى توظيفه لهذه الغاية.فضلاً عن أن مئات المليارات من الدولارات تُنفق على شراء أسلحة غربية توضع في المستودعات ،ولا تفيد في شيء،اللهمَّ إلا في إنقاذ اقتصاد الحواضر الإمبريالية الآيل إلى الانهيار ،في حين يشتد الحصار على الفلسطينيين ،ولا يمارسه الكيان الصهيوني وحسب بل تشارك فيه معظم الأنظمة العربية،ومن ضمنها تلك العائمة على بحار النفط والغاز .وهي أنظمة تتهافت الواحدة بعد الأخرى على الانفتاح على إسرائيل والتطبيع معها!!وبالطبع من دون نسيان القمع والاستبداد الذي تمارسه الطبقات الحاكمة في كل بلداننا ضد الجماهير الشعبية الكادحة ،وكل قوى التحرر والدفاع عن حقوق الإنسان والنضال لأجل مستقبل مشرق لأمتنا.
هذا هو الجانب القاتم من الصورة ،ولكنه لا يدعو إلى اليأس ،وأنا لست يائساً أيتها الصديقة،بالتالي ،من المستقبل،فثمة مخاض ،طويل ،بلا ريب،نشهد العديد من عناصره وأشكاله في السنوات الأخيرة ،وهو يعِدُ بقرب مجيء الفجر.حتى وإن لم يكن الجانب الأهم فيه من صنع قوى تنتمي إلى اليسار،بل على العكس من صنع قوى متصارعة ،في معظم الأحيان، معه،كما الحال بخصوص تحرير الجزء الأكبر من الشريط الحدودي اللبناني،في العام ألفين،من الاحتلال الإسرائيلي، من دون قيد أو شرط،وإنزال الهزيمة بالجيش الصهيوني خلال حرب العام 2006 على لبنان،وردُّه على أعقابه ذليلاً ومهاناً.ويقال الشيء نفسه عن عجز هذا الجيش عن احتلال غزة في أوائل العام 2009.
فضلاً عن ذلك ،لا يمكن الاستهانة بتجدد الصراع الطبقي المرير في بلدان عربية عديدة،بينها مصر بوجه أخص ،حيث تتحرك الطبقة العاملة بين الحين والآخر ،معبرة بذلك عن رفضها الواقع المفروض عليها ،وعن تطلعها إلى تغيير عميق في مواجهة البرجوازية المصرية وسلطتها القائمة على أقصى الاستغلال والقمع.علماً بأن ذلك يترافق مع بروز واضح ،وإن كان محدوداً إلى الآن،ليسارٍ ثوريٍّ لا علاقة له بالشيوعيين الإصلاحيين وتجربتهم، في المدن الأساسيةهناك، يشارك في التعبئة والتنظيم والتحريض ويثير خوفاً حقيقياً لدى الطبقة السائدة.وهو ما يمكن ملاحظته أيضاً في بلدان عربية أخرى ،من بينها المغرب والجزائر .كما ثمة ،أيضاً،تمخضات شتى ،في الساحة اللبنانية، تنبئ بأن هناك بدايات حراكٍ اجتماعي ديمقراطي ثوري، وطبقي،قد يساهم ،في السنوات القليلة القادمة، في فرز يسار حقيقي ربما تكون بعض مكوناته من أصول عائدة إلى تجربة اليسار التقليدي.وهو ما قد تساعد في بلورته التطورات الاجتماعية-الاقتصادية الملازمة ،على الأرجح، للأزمة المتفاقمة ،على هذا الصعيد، كما التطورات الأخرى للصراع الوطني والقومي ، مع الامبريالية الأميركية وإسرائيل.

وبالطبع لا يعني ذلك أن الثورة باتت على الأبواب،ولكنه يوحي بأن العالم يتغير،وبأن ثورة المعلومات ربما ستسهم ،من جانبها، في تسهيل عملية تنظيم أعداد واسعة من رافضي الواقع الراهن ،وتعبئتهم،في خدمة سيرورة التغيير،كما ظهر قبل عام ونصف ،تقريباً ،خلال الإضراب الواسع الذي شهدته مصر،انطلاقاً من أحداث المحلة الكبرى.وفي شتى الأحوال ،إن عجز السلطات القائمة في الواقع العربي عن تقديم اي حلول مقنعة للازمات الاجتماعية والوطنية التي تتخبط فيها سوف يساهم ،على الأرجح ،في تسهيل المخاض الشعبي الراهن، في هذا القطر أو ذاك، وإن كان العنصر الأكثر حسماً سوف يتوقف دائماً على مدى إنضاج العامل الذاتي،المتمثل في أحزاب التغيير والثورة.


5 - قول على قول
دهام حسن ( 2010 / 11 / 7 - 20:13 )
تحية طيبة وبعد..
أنا من الناس الذين لم يعودوا يؤمنون بالإنقلابات الثورية طريقا لبناء الاشتراكية في الأنظمة الشمولية..لأن الانقلابات سترغم الحاكمين الجدد لكي يستمروا أن يقضوا على الديمقراطية، وبالتالي لا يمكن السير نحو الاشتراكية بدون ديمقراطية
من جهة أخرى أرى أن الإصلاحات المضطرة إليها الرأسمالية وعند تراكمها لا بد أن تحدث تحولا باتجاه نظام ديمقراطي ربما يكون طريقا مديدا باتجاه الاشتراكية، فالإصلاحات تلو الإصلاحات، هذا الكم يتحول إلى كيف جديد للنظام.. فبماذا تعلق..؟ ربما ما عرضته لم أكن موفقا بتوضيحه.. وشكرا


6 - رد الى: دهام حسن
كميل داغر ( 2010 / 11 / 9 - 16:56 )
-أنا أتفق معك تماماً في رفض الانقلابات،واعتبار أنها لا يمكن أن تكون مَعْبَراً،على الإطلاق، إلى الاشتراكية؛كما أني أشاركك الاعتقاد بأنه لا يمكن أن تكون هناك اشتراكية من دون ديمقراطية.والدليل القاطع على ذلك واضح في النهاية المأسوية للتجربة السوفييتية ،بنتيجة الانحطاط البيرقراطي الذي أصابها في ظل الستالينية،والذي ترافق مع تغييب أرقى ممارسة للديمقراطية،ألا وهي تلك التي تمثَّلت بالمجالس،أو السوفييتات الخاصة بالعمال والفلاحين والجنود.
من جهة أخرى،أظن أن الثورات الاجتماعية الأصيلة ،على عكس الانقلابات ،هي الشكل الأوثق للعبور نحو البناء الاشتراكي،ولكن في الوقت عينه الذي تستوفي فيه شروطَ هذه السيرورة،ولا سيما التوجه الأممي،الذي يُنظر عبره إلى عملية البناء تلك بوصفها عملية تتجاوز البلد الواحد ،مهما كانت مساحته وعدد سكانه،إلى المدى العالمي،عبر توفير شروط الانتشار الثوري ،بحيث يطول بلداناً عدَّةً،ويتم تسهيل امتداده ليشمل ،في مدىً زمني ٍّ معقول، العالم بأسره أو على الأقل الجزء الأكبر منه.وهذه الثورات هي تعبير بحد ذاتها عن الديمقراطية الحقيقية ،التي تجمع إلى الديمقراطية السياسية الديمقراطية الاجتماعية.
أما بخصوص اعتقادك،أستاذ دهام،بأنه يمكن بلوغ الاشتراكية ،عن طريق الإصلاحات التي قد تتم في الإطار الرأسمالي،فليس بجديد،إذ سبقك إليه المنظِّر الإلماني المعروف إدوار برنشتاين ،منذ أواخر القرن التاسع عشر،حيث اعتبر أن- الحركة هي كل شيء وأن الهدف لا شيء-،وأن الاشتراكية ليست بحاجة إلى ثورات ،ويمكن أن نصل إليها بالضبط عبر إصلاحات متلاحقة،مهما تكن طفيفة،وذلك من داخل الرأسمالية بالذات.وقد سارت على هدي هذا التصوُّر ،منذ أوائل القرن الماضي، الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية ،ولكن لتصبح منذ عشرات السنين داعمة لأسوأ نماذج النيوليبرالية الرأسمالية،وتطلِّق نهائياً أي تطلُّع إلى التحول الاشتراكي.
في كل حال،الا ترى معي إلى أين تقود الرأسمالية، في طورها المعولم الراهن،البشريةَ بأسرها،ولا سيما في ظل أزماتها الخانقة،و كان آخر تعبيراتها الانهيار المالي العالمي ،الذي يكابد العالم بأسره عواقبه الوخيمة. و أنها سوف تستمر في التعبير عن ولوج مآزق يستحيل الخروج منها، بواسطة المزيد من الحروب،في عصر الأسلحة النووية وباقي أ سلحة الدمار الشامل،مع ما يعنيه ذلك من احتمالات كارثية كبرى تهدد البشرية بأسرها بالفناء.؟!


7 - ألأصلاح أم التغيير الثوري ؟
شيرزاد همزاني ( 2010 / 11 / 7 - 20:54 )
تحياتي أستاذي كميل داغر ... الوصف الذي وصفت به الحالة العربية وصف دقيق .. سؤالي أستاذي العزيز هو .. في ها الوضع المهترئ ومع فقدان معارضة فعالة سواء عملية أو حتى فكرية نشطة على الساحة الداخلية وفقدان أكثرية البنى التي يمكن أن تشكل المقاومة الفعالة - ملاحظة أقواها كانت ألأضرابات العمالية في مصر والتي فشلت في تغيير السلطة أو زعزعتها .. أقول أستاذي مع هذه الوضعية هل من الممكن أن نتحدث عن تغيير ثوري ؟ شكراً جزيلاً للحوار المتمدن


8 - رد الى: شيرزاد همزاني
كميل داغر ( 2010 / 11 / 10 - 12:21 )
-حين نتحدث عن التغيير الثوري،أستاذ شيرزاد،لايعني ذلك بالضرورة أن شروط هذا التغيير متوفرة جميعاً،ولا سيما الآن، بل فقط أن الإصلاح ،ضمن الواقع القائم ،وطبيعة القوى السائدة،وحالة التعفن المتفاقمة،يصبح ضرباً من الأوهام،بحيث لا يعود ممكناً التفكير إلا ببناء أدوات التغيير الثوري، لأجل أن تكون جاهزة في اللحظة المناسبة للاستفادة من نضج الظروف الموضوعية-وعلى رأسها الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها الطبقات السائدة،على المستويين الاجتماعي /الاقتصادي والوطني -حين تصبح هذه الاخيرة ناضجة كفاية،فتقود حركة الجماهير المتضررة بعمق من هذا الواقع لإطاحة الأنظمة المسيطرة، عبر الثورة القومية والاجتماعية.وفي الحقيقة ،ثمة مؤشرات عديدة تسمح بالأمل في متغيِّرات شتى قد تقلب ،في السنوات القادمة ،موازين القوى لصالح منظور كهذا،وبينها الأزمات المعيشية المتنامية بطريقة خطيرة في معظم البلدان العربية ،ولا سيما تلك التي تبرز فيها طبقات عاملة وازنة ،على هذا القدر أو ذاك من التراث النضالي ،وكثافةٌ فلاحية متعرضة لعملية إفقار متفاقمة،كما في مصر والسودان، وأكثر من بلد مغربي،في حين نعرف أن القوى الدينية التي تتقدم الصفوف إلى الآن في قيادة المعارضات الشعبية عاجزة بالكامل عن الرد على هذا الواقع وبلورة البرامج المناسبة لحل هكذا معضلة.
كما أن بين تلك المتغيرات أيضاًً وصول القضية الفلسطينية إلى درجة عليا من التأزم، وانكشاف المأزق القاتل لدعاة التسوية مع الدولة الصهيونية،واحتمالات انفجار عسكري كبير،انطلاقاً من ذلك، من المرجح أن يتوسع ليأخذ أبعاداً إقليمية قد تؤدي إلى زج المنطقة العربية بمعظمها في الصراع ،بمعزل عن رغبات أنظمتها،لا بل حتى ليشمل بلدانأً إسلامية شتى ليست إيران إلا واحدة فقط من بينها ،مع ما قد يولِّده تطورٌ مشابه من تفاعلات وحالات تعبوية جماهيرية محتملة ربما خلقت واقعأً جديداً تماماً يكون أكثر من مناسب لتدخل الثوريين.على أن يكون هناك اهتمام منذ الآن بتجميع هؤلاء على أساس برنامج مختلف جذرياً عن برامج الإصلاحيين.وبالطبع ،فإن الرهان يُفترض أن يكون على قرن الأنوية الثورية، التي تظهر هنا أو هناك، البرامجَ السليمة الجذرية بممارسةٍ جدية لوضعها موضع التنفيذ،وفوق كل شيء ببناء الأدوات التنظيمية الديمقراطية القادرة المنغرسة في حياة الناس اليومية وآلامهم وتطلعاتهم إلى حياة كريمة مختلفة بالكامل عن تلك التي يعيشونها إلى الآن،فيما تُبدِّد الطبقات الحاكمة العربية ثرواتٍ هائلةً على بذخها الفاحش،وفي المضاربات في البورصات الغربية،وشراء أسلحة بأسعار خيالية تبقى في المستودعات ولا يُوجَّه أي منها ضد الأعداء الفعليين لشعوب منطقتنا.


9 - الغاء عقوبة الاعدام
جيلاس صابر ( 2010 / 11 / 8 - 16:02 )
استاذنا الكبير
هل من الممكن توضيح الموقف الماركسي من الغاء عقوبة الاعدام؟
ناشطة حقوقية


10 - رد الى: جيلاس صابر
كميل داغر ( 2010 / 11 / 10 - 17:48 )
-إذا عدنا إلى ماركس بالذات،نعرف أنه وقف دائماً ضد هذه العقوبة .وكانت المرة الأولى التي عبر خلالها عن هذا الموقف ،في العام 1853،وذلك في مقال نشرته له جريدة النيويورك دايلي تريبيون الأميركية ،وبالتحديد في18 شباط /فبراير من ذلك العام.
وهو يروي في المخطوطات التي وضعها إبّان الثورة التي أطلقها عمال باريس، خلال ما بات يُعرف بكومونة باريس ،في ربيع عام 1871،كيف أن -الكومونة أمرت بحرق المقصلتين،القديمة (أي التي كانت معتمدة قبل الثورة الفرنسية)والجديدة( التي مارست الثورة المذكورة أعمال الإعدام بواسطتها،وبقيت معتمدة بعد عودة الملَكية )،على الملأ-.ومعروف كم كان ماركس يقدِّر الكومونة تقديراً عالياً،هو الذي كتب عنها:
-أنظروا إلى كومونة باريس،إنها سلطة البروليتاريا-!كما كتب عنها أيضاً:-إنها الشعب فاعلاً لنفسه وبنفسه-.

أما المفكرة والمناضلة الماركسية الثورية الألمانية روزا لوكسمبورغ فطالبت بإلغاء عقوبة الإعدام في 18 نوفمبر1918،بعد أيام قليلة على إعلان االثورة الألمانية قيام الجمهورية الاشتراكية الألمانية الحرة،تلك الجمهورية التي أطاحها المرتدُّون في الحزب الاشتراكي الألماني بقيادة إيبرت ونوسكه،واغتالوا قائديها الأساسيين،كارل ليبنخت وروزا لوكسمبورغ.
ومعروف موقف ليون تروتسكي من هذه العقوبة،وكان قبل ثورة أكتوبر بقليل قد خاطب،كيرنسكي، رئيس حكومة الدولة البرجوازية،التي جاءت بعد ثورة شباط/فبراير،،قائلاً،خلال افتتاح الكونفرانس الديمقراطي،في14 أيلول/سبتمبر1917،الذي حضره 1200مندوب،أمام هؤلاء، وبحضور كيرنسكي:
-إذا كانت عقوبة الموت لاغنى عنها،كيف يقرر كيرنسكي أن يقول إنه لن يستخدمها؟وإذا كان يظن من جهة أخرى أن من الممكن التعهد أمام الديمقراطية عدم تطبيق عقوبة الإعدام،فهو يحوّل إعادة العمل بها إلى عمل
طائش يتجاوز حدود الإجرام-.
هذا بالضبط الموقف الماركسي الثوري،إذاً،من هذه العقوبة ،وهو لم يتغير منذ ماركس .




11 - لينين وحق تقرير المصير
ازاد موكرياني ( 2010 / 11 / 8 - 19:59 )
كان لينين يؤيد حق تقرير المصير للشعوب في روسيا فهل تؤيد حق تقرير المصير للاقليات والانفصال عن الدول العربية التي تعيش فيها؟ الأكراد كمثال.


12 - رد الى: ازاد موكرياني
كميل داغر ( 2010 / 11 / 11 - 08:31 )
لو أنك ،أستاذ ازاد،قرأت المقابلة التي أنت بصدد التعليق عليها قراءة متمعنة بعض الشيء،لتمكنت من معرفة رأيي الواضح والصريح من هذه المسألة.حيث أني قلت ،في الرد على السؤال الخامس ،المتعلق بموقف اليسار من الاستخدام المحتمل للدين ضدَّه،أنه يجب أن يكون بين مساعي هذا الأخير ،في معرض الاضطلاع بالمهام الديمقراطية،السعي ل- تمكين الأقليات القومية من ممارسة حقها في تقريرمصيرها ،مع تشجيعها على الاندماج،بعد ضمان الشروط التي تتيح ذلك-.
وهو موقف كان الماركسيون الثوريون العرب ،المنتسبون إلى الأممية الرابعة،قد دعوا للالتزام به منذ العام 1973،في الكراس الذي أصدروه آنذاك ،بعنوان -الثورة العربية-،والذي تحدث بوضوح عن حق الأكراد في البلدان ،العربية وغير العربية ،في ممارسة تقرير المصير ،بما فيه الانفصال وتشكيل دولة كردية ذات سيادة.وإن كنا نشجعهم على الاندماج ،بشرط توفير ظروف ذلك وشروطه التي لا غنى عنها،ولاسيما المساواة الكاملة،والحقوق الثقافية والسياسية .


13 - المقاومة العراقية
ازاد موكرياني ( 2010 / 11 / 8 - 20:01 )
من حوارك انك تدعم - المقاومة العراقية - بالرغم من طابعها الإسلامي-البعثي القومي والديني والولاء للقاعدة , وتخون معظم فصائل اليسار العراقي الحقيقي لإدانتها تلك المجاميع الارهابية؟
انه تناقض كبير مع الفكر الماركسي


14 - رد الى: ازاد موكرياني
كميل داغر ( 2010 / 11 / 11 - 12:35 )
-آسف ،أستاذ ازاد ،إذ يبدو أنك لست دقيقاً كفاية في قراءتي.فأنا لم أعلن عن دعمي لأيٍّ كان في العراق.مع ذلك،يمكن القول إني أساند أيَّ مقاومة للاحتلال في أي مكان من العالم،بما فيه حركة طالبان الرجعية جداً ،في قتالها للقوات الامبريالية المحتلة لبلدها.هل توافقني على ذلك؟
أما بخصوص العراق ،فأنا اشجب حتى مجرد وجود جماعة القاعدة هناك،كما أدين كل العمليات الإرهابية التي تمارسها أيٌّ من القوى المسلحة في البلد المذكور ضد المدنيين العراقيين، إلى أي دين أو طائفة أو إتنية ينتمون؛وكلََّ استخدامٍ للسلاح بخلفية مذهبية أو عرقية،وبما لا يخدم طرد الغزاة،بل يؤدي فقط إلى زرع الفرقة بين أبناء البلد الواحد،على أسس طائفية ،أو عنصرية،أو ما شابه ذلك.بالمقابل ،فكل العمليات التي استهدفت الجيش الأميركي وقوات المرتزقة التي تسانده تحظى بتعاطفي.أكثر من ذلك ،أجدني أبدي أقصى التنديد والشجب بحق أية قوى تزعم الانتساب إلى اليسار ،فيما امتنعت عن إطلاق رصاصة واحدة على المحتلين وأذنابهم،ومن بينها بوجه أخص الحزب الشيوعي العراقي الذي تعاون ،بدلاً من ذلك ،مع الاحتلال،عوضاً عن قيادة المقاومة الشاملة ضدَّه،الأمر الذي أتاح لقوى مسعورة ومشبوهة ،كالقاعدة وأمثالها،لكي تسرح وتمرح في الساحة العراقية، بدعوى مقاومة المحتل ،فيما كانت ولا تزال تقدم أعظم الدعم الفعلي لمهماته الأساسية هناك،وفي مقدمتها تمزيق البلد وشرذمته،ووضعه على طريق التفتيت الشامل،فضلاً عن تسهيل الأهداف الصهيونية ،انطلاقاً من الأهوال التي تُرتكب ضد المكوِّنات المختلفة للشعب العراقي.






15 - حول اللقاء اليساري
سلام السعدي ( 2010 / 11 / 9 - 13:37 )
تحياتي لفكرك الثوري ومواقفك السياسية الواضحة
تابعنا اللقاء اليساري العربي الذي عقده الشيوعي اللبناني في لبنان، وتابعنا موقفك المتقدم منه، لكنني اريد ان اسألك كمشارك في هذا اللقاء ومطلع عن كثب عما جرى، كيف امكن لحزب عريق كالشيوعي اللبناني ان يدعو ثلة من الاحزاب تكاد تتناقض في سياساتها ورؤاها، البعض منخرط في سياسات الأنظمة الاستبدادية بشكل عجيب، البعض منخرط مع الاحتلال واعوانه، وربما كان غريبا ان اجد حزبا يساريا يشتم العلمانية ويعاديها(وأين في لبنان الطائفي والوطن العربي المتفجر طائفيا والمحتاج بشدة لنظام علماني) ويربطها بالانظمة العسكرية الليبرالية!! على الرغم من ان جميع حركات التحرر الوطني المناهضة للامبريالية في القرن العشرين وحتى الانظمة كانت ذات خلفية علمانية، والعملية عملية موقف دوغمائي سطحي دون عمق منهجي او تقديم بديل، ففي منطقة متعددة الأعراق والأديان ماذا يقترح علينا اليسار الرسمي كحل للمشكلة، هل يدفع المسيحيون الجزية مثلا!!...برأيك دكتور ما الخلفيات الحقيقية لمثل هذه المواقف لحركات اليسار الماركسي التي من المفترض ان تكون الأقدر على قراءة الواقع، والحامل المفترض لمشروع الحداثة والنهضة العربية؟


16 - رد الى: سلام السعدي
كميل داغر ( 2010 / 11 / 11 - 15:35 )
- طالما أنك ،أستاذ سلام،اطلعت على موقفي ،لا أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يُوجَّه إليَّ،وربما كان من المفيد توجيهه إلى الطرف الذي دعا إلى اللقاء المعني.فلقد عبَّرتُ من جانبي عن تقييمي العام للحضور ،أو على الأقل لمعظمهم.أكثر من ذلك،اكتفيت بحضور جلسة الافتتاح،وغادرت،بسبب يأسي من إمكانية الخروج بالحد الأدنى من المواقف المبدئية ضد الواقع القائم والأنظمة المسؤولة عنه،وحتى في حال حدوث ذلك ،جدلاً،بسبب يأسي من إمكانية الانتقال بها إلى التنفيذ.
وقد عدت فقط ،في الجلسة الختامية،لأجل رؤية مندوب حزب العمال الشيوعي التونسي،الذي وجدت أن من المفيد الإبقاء على صلة معه،وذلك لتبادل العناوين وطرق الاتصال. وفيما كنت مغادراً ،أصرَّت عليَّ منسِّقة االلقاء البقاء لأجل تحديد موقف من مشروع البيان الختامي،وقبلت ،فقط لرؤية ما إذا كان يمكن الرهان ولو على القليل من الديمقراطية ،لكي لا أقول من الحس الشيوعي ،بحيث يمكن تمرير حد أدنى على الأقل من البنود البرنامجية المتقدمة في التعامل مع الواقع الميؤوس منه ،الذي يسود المنطقة العربية بأسرها.
وهو ما بدا مستحيلاً.
أما ما تسميه -الخلفية الحقيقية- لما تستغرب صدوره من -المواقف لحركات اليسار الماركسي- -بحسب تعبيرك-فلا مجال لإرجاعه ،في حالة الغالبية الكبرى ممن حضروا اللقاء المشار إليه،إلا لتاريخ من التجربة الستالينية التي خاضها -هذا اليسار-،بتوجيه من القيادة السوفييتية،المنحطَّة بيرقراطياً،والتي رأينا جميعاً إلى أي نهاية كارثية قادت أول بلد ينجز ثورة ظافرة تطرح بناء الاشتراكية ،وتدعو البشرية جمعاء إلى سلوك معارجها.




17 - تشاؤم العقل وقوة الإرادة
عبد الكريم الخطابي ( 2010 / 11 / 9 - 19:43 )
اليسار الثوري في المنطقة مخنوق على أبعاد عدة منها واقع الاستبداد وواقع السلفية الدينية وصعود النزعة المحافظة في المجتمع وهناك واقع الليبرالية الجديدة التي أضرت بقسوة بالطبقة العاملة والكداح عموما بشكل صارت أوضاعها هشة ومنظماتها التقليدية مبقرطة تماما وأوضعيفة التأطير وسط العمال بل لم تعد تقبل عمالا غير قارين أو مسرحون...بالتالي فالوضع تغير كثيرا عما عاشه اليسار الثوري في فترات سابقة ومكنت من انتعاش مهم للأفكار الاشتراكية... إننا بصدد وضع حيث تلزم إلى جانب قوة الإرادة طبعا أمور أخرىبالغة الأهمية لبناء أدوات التغيير الثوري اللازمة...
تلك ملاحظة أود تقاسمها معك المناضل العزيز كميل ومع رواد هذا النقاش


18 - رد الى: عبد الكريم الخطابي
كميل داغر ( 2010 / 11 / 12 - 08:06 )
- أنا موافق بخصوص حديثك،أستاذ عبد الكريم،عن بؤس الظروف الراهنة،وعدم نضجها بالتالي للتغيير الثوري.ولكن أود أن أصحح عنوان مداخلتك ،الذي أظن أنك استقيته من أحد ردودي السابقة على تعليق ورد اعلاه،في سياق التعامل مع نص المقابلة معي،التي أجراها موقع الحوار المتمدن.حيث ان ما أوردته كفكرة متداولة إنما هو -تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة -،وليس -قوة الإرادة-.وهو تفاؤل ينبع من كون -شجرة الحياة -
-خضراء-،وتحفل باحتمالات كثيرة يبقى علينا أن نختار الاحتمال المناسب ، بينها، في اللحظة المناسبة.وفي شتى الأحوال ،ينبغي أن نحاول دائماً أن نعد الأدوات التي يمكن التعامل بواسطتها ،حين تأزف فرص التغيير الثوري،مع هكذا فرص،فلا نتركها تمر .
أود ،في هذا السياق أن أعيدك إلى عام1917،وبالتحديد إلى الفترة التي سبقت مباشرة ثورة شباط /فبراير البرجوازية التي سبقت ثورة أكتوبر ومهَّدت لها.كان اليأس مسيطراً على قلوب وعقول القادة والمناضلين في الحركة الثورية الروسية،وكان لينين وتروتسكي وغيرهما ممن سيقودون بعد أشهر أول ثورة عمالية ظافرة في التاريخ، كانوا في المنافي،وبالضبط في حالة من الإحباط والانتظار العقيمين،حين فجرت مظاهرة نسائية حاشدة في سان بطرسبورغ ثورة لم يكن يتوقعها أحد.
وبالطبع لا أريد المراهنة على أن يتكرر لدينا، بالضبط ،ما حصل في عاصمة القياصرة،خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن أيّاً يكن أجد من الأهمية بمكان أن يتم في منطقتنا الحبلى بمفاجآت كثيرة،ولا سيما لأنها مركز أساسي لصراعات كبرى ،تلاقي الثوريين من كل الضفاف لبناء ادوات التغيير الجذري،على اختلافها :أحزاباً ونقاباتٍ ومنظمات شبابية ونسائية...وما إلى ذلك،بحيث يمكن أن تكون جاهزة للتعامل مع متغيرات كثيرة قد تطرأ،لا بل من المرجح أن تطرأ ،في الأشهر والسنوات القادمة.






19 - نحو اممية شيوعية جديدة
جميل يوحنا ( 2010 / 11 / 9 - 20:29 )
تنسيق النشاط الشيوعي على مستوى اممي امر هام وضروري الان ,
كيف يمكننا كماركسين احياء اممية فاعلة مثل الاممية الثالثة؟
نحن بامس الحاجة لها حيث الراسمالية تتحرك بشكل اممي


20 - رد الى: جميل يوحنا
كميل داغر ( 2010 / 11 / 12 - 12:58 )
-كلامك في محله تماماً،أستاذ جميل،وهو ما يدعو إليه مناضلون شيوعيون كثيرون ،ومنظمات ماركسية ثورية عديدة.ومن بين هؤلاء الأممية الرابعة التي تجمع عشرات المنظمات الماركسية الثورية في أكثر من 40 بلداً،من بينها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك والبرازيل ،والعديد من بلدان اميركا الجنوبية الأخرى؛فضلاً عن فرنسا وبريطانيا واليونان،وإيطاليا وهولندا وروسيا وألمانيا وغيرها من بلدان اوروبا الغربية؛بالإضافة إلى باكستان والصين (هونغ كونغ تحديداً)،والهند وسيريلانكا واليابان ،ولبنان،والمغرب والجزائر،وأوسترالياوالفيليبين...الخ.والأهم من ذلك أن الأممية الرابعة لا تعتبر نفسها الأممية المطلوبة ،بل نواة لها،إذ هي تدعو إلى قيام أممية جماهيرية ثورية تضم كل المنظمات المؤمنة بضرورة مواجهة وحدة الرأسمالية العالمية بمنظمة أممية لكل الداعين إلى تغيير العالم وإقامة مجتمع العدالة والحرية والمساواة ،والتضامن الإنساني على أنقاض عالم الاستغلال والاضطهاد والقهر،والحروب الإجرامية التي لا تنتهي.
وجدير بالذكر أن الزعيم الاشتراكي الفنزويلي،هوغو شافيز، يدعو هو الآخر إلى أممية خامسة جَمَع لأجل التباحث في شروط قيامها عشرات المنظمات من دول شتى في العام الماضي.


21 - الوضع المعيشي الماساوي وضد البطالة
امل صادق ( 2010 / 11 / 10 - 05:45 )

تحية طيبة
ما هو راي مفكرنا الماركسي بالاعتراضات و المظاهرات الاخيرة في اكثر من الدول الاوربية ضد الوضع المعيشي الماساوي وضد البطالة و الازمة الاقتصادية ,هل برايك هي بادرة لانتعاش الصراع الطبقي و الماركسية

مع جزيل الشكر
امل


22 - رد الى: امل صادق
كميل داغر ( 2010 / 11 / 12 - 16:24 )
-إن ما يحصل في أكثر من بلد أوروبي ،وبوجه أخص في فرنسا،إنما هو تعبير عن الصراع الطبقي ،الذي لم يتوقف يوماً ،وإن كان يتخذ في الحالات العادية أشكالاً أقل حدة وبروزاً.أما الآن ،فهذا الصراع يتنامى وقد يأخذ لاحقاً أبعاداً ثورية ،كما حدث،في العام 1968 ،في البلد المذكور،ولا سيما إذا اندفعت إلى الحلبة جموع العمال المستقبليين،أي الطلاب الخائفين من ألا يتمكنوا بعد تخرجهم من أن يجدوا عملاً،ومن أن يصبحوا عاطلين عنه،بالضرورة.فثمة علاقة وثيقة بين نتائج القانون المتعلق برفع سن التعاقد سنتين،الذي فرضه ساركوزي، وتوفر وظائف ومجالات عمل ،أو عدم توفرها.
ولكن للأسف،فالعامل الذاتي ،الضروري جدأً،لأجل تسهيل هذا الاحتمال، غير ناضج لهكذا أفق للتحركات الحالية،حيث أن النقابات تزداد توجهاً إلى اليمين،والحزب الاشتراكي حسم انتقاله إلى مواقع الدفاع عن رأس المال،فيما الحزب الشيوعي - الذي تحول إلى حد بعيد إلى حزب عجوز وعاجز في آن معاً،منقطع جداً عن الشبيبة، الأقرب إلى احتمالات التمرد،حزبٍ للخيول الهرمة،كما كان الشاعر الشيوعي اللبناني الراحل ،ميشال سليمان،وصف حزبه ذات يوم،بعد استقالته منه-هذا الحزب أبعد ما يكون عن لعب دور فاعل يخدم الاحتمال المشار إليه أعلاه.
مع ذلك ،فالصراع الطبقي حافل بالمفاجآت ،وكثيراً ما يذهل حتى -الراسخين في العلم-!!


23 - امراة شيوعية في البرازيل
ايمان احمد ( 2010 / 11 / 10 - 05:50 )


الاستاذ كميل
تحية طيبة

كيق تقيم فوز امراة شيوعية في الانتخابات الاخيرة في البرازيل و هل هو مؤشر لتقدم الشيوعية عالميا

جزيل الشكر
ايمان احمد


24 - رد الى: ايمان احمد
كميل داغر ( 2010 / 11 / 12 - 22:45 )
-لا بد من أن نأخذ بالاعتبار قبل كل شيء ،رفيقة إيمان،أن السيدة روسيف جاءت إلى الحكم بقرار ودعم حاسمين من الرئيس لولا،وليس بسبب شعبيتها الخاصة.وبرنامجها في الأصل سيكون برنامج الرئيس الحالي وحزبه،حزب الشغيلة.ولا أدري في كل حال إلى أي حد لا تزال روسيف تعتبر نفسها شيوعية ،أو ماركسية.
وفي شتى الاحوال ،لا يجب ان ننسى أن البرنامج الذي كان رفعه حزب الشغيلة قبل وصول زعيمه إلى السلطة كان برنامجاً يسارياً ،وحتى ثورياً.ولكن حين وصل ،تراجع عن جوهره،وبلغ به تجاهله له حدَّ نسج أوثق العلاقات مع الإدارة الأميركية في ظل بوش الإبن،والتقيُّد على الصعيد الاقتصادي بتوجيهات البنك وصندوق النقد الدوليين،وإلغاء جملة أساسية من الضمانات الاجتماعية لصالح الشركات الكبرى.لا بل شاع في إدارته الفساد الذي طال بين من طال جوزي دارسو ،أقرب القادة المقربين للرئيس لولا.وإن كان هذا الاخير تمكن من تنفيذ جملة من الإصلاحات التي أفادت منها الطبقات الدنيا في المجتمع البرازيلي،ومن تحسينٍ ملموس لمستوى معيشتها.
هذا لايعني إطلاقاً أننا لانقيِّم إيجاباً ارتقاء ديلما روسيف،وبصفتها امرأة أولاً، إلى رئاسة أكبر دولة في أميركا اللاتينية.فلا بد من أن تكون أفكار وتطلعات عديدة باقية لديها من تاريخها كمقاتلة ضد الديكتاتورية ومناضلة كانت ترفع راية الفكر الماركسي في تاريخ سابق.وإننا لنقيِّم إيجاباً بلا ريب تعهدها أخيراً بفرض مساواة فعلية بين الرجل والمرأة،وتعزيز القطاع العام ،ولا سيما في قطاعي المصارف والطاقة،وإن كنا لن نستطيع غض النظر عن طمأنتها الشركات الخاصة في المجالين المذكورين إلى أنها لن تمس مصالحها إطلاقاً.
هذا والجدير بالذكر أنه، قبل السيدة روسيف ،وصل إلى رئاسة الجمهورية في قبرص،أيتها الصديقة، زعيم الحزب الشيوعي هناك،ولكن من دون أن يحدث تعديلاً عميقاً في واقع الدولة القبرصية.وبالتأكيد لن تتغير أشياء اساسية في وضع الحركة الشيوعية على المستوى العالمي،وإن كان وصول السيدة ديلما بدلاً من ممثل اليمين البرازيلي إلى أعلى منصب هناك يبقى أمراً لصالح قضايا التقدم ،سواء في البرازيل بالذات أو في القارة الاميركية الجنوبية.







25 - تحية للاستاذ كميل
وليد مهــدي ( 2010 / 11 / 10 - 07:40 )
شكرا على هذا الحوار يا استاذ
ولي فقط استفسار

هل تحققت اية تقاربات بين اليسار العربي وحركات المقاومة ذات خلفيات الفكر السلفي الرجعي التي ذكرتها وبينت بأن الظرورة المرحلية تتطلب الإصطفاف معها ضد الهجمة الإمبريالية على المنطقة ؟


إلى أي مدى يمكن أن يكون مثل هذا الطرح واقعياً؟


26 - رد الى: وليد مهــدي
كميل داغر ( 2010 / 11 / 12 - 23:05 )
-أستاذ وليد،إن اليسار اللبناني،على سبيل المثال ،وحتى الماركسيون الثوريون ،هنا ،يدعمون المقاومة الإسلامية في كفاحها ضد العدو الصهيوني والإمبريالية الأميركية، لأن ثمة ضرورة قصوى لتعزيز شروط المواجهة مع هذه القوى ،وجمع الصفوف ضدها.حتى وإن كانت القوى الدينية والسلفية لا تضمر أي قدر من الود لهذا اليسار ولاي يسار.ومعروف الدور الذي لعبته في إقصاء الشيوعيين اللبنانيين،بالعنف الرجعي المسلح، عن متابعة نضالهم في المقاومة الوطنية التي كانوا أول من أطلق شرارتها.
وفي شتى الأحوال ،ففيما يخصنا كيسار ثوري ،نحن حريصون على أن نجمع ،إلى تضامننا مع المقاومة الإسلامية في مهمتها هذه،استعدادنا الدائم لتوجيه النقد إليها في سياستها الاجتماعية-الاقتصادية،وكلما صدرت عنها اخطاء وتجاوزات تستوجب الإدانة،في أي من مجالات الحياة السياسية..


27 - اليسار مادي ملحد و الاسلام عقيدة و ايمان
مصطفى اسعيدي ( 2010 / 11 / 10 - 09:55 )
أدى التصوراو المذهب الاشتراكي في الدول العربية إلى طرح إشكالية مدى تطابق القيم الإسلامية مع مذهب اقتصادي غريب عن ثقافة وقيم هذا المجتمع؛ وكان هذا التصور الإيديولوجي الاشتراكي اليساري السبب المباشر في ظهور رد فعل معارض مثلته الجماعات الإسلامية. . وانطلاقا من ذلك يمكن أن نحدد البداية الحقيقية لظهور الجماعات الإسلامية في الوطن العربي ببعديها .الاحتجاجي والسياسي

يمكن مقاربة مسألة الخيار الإيديولوجي، انطلاقا من افتراض أبرز الخيارات الإيديولوجية، المطروحة على النخبة الشتراكية و اليسارية في الوطن العربي، بغرض الكشف عن القناعات الإيديولوجية لدى النخبة السياسية. ومحاولة تحديد ما إذا كان الخيار الاشتراكي قد تمّ بشكل تعسفي أم لا؟ وفي هذا الإطار يمكن تصور ثلاثة توجهات رئيسية: التوجه الإسلامي، الليبرالي والاشتراكي.
التوجه الإيديولوجي الإسلامي: إن النماذج الفكرية الدينية، الموجودة والمعروفة في الوطن العربي اثنان. الأول نموذج الفكر الصوفي الطرقي، الذي لم يستطع أن يخرج من دائرة انشغالاته الروحانية؛ سواء تعلق الأمر بالمستوى السياسي أو العباداتي و الثاني نموذج الفكر الإصلاحي، الذي أستطاع خلافا للنموذج الأول أن يبلور رؤية واضحة حول الأمة الإسلامية، وضرورة توحدها استنادا لمقومات الدين واللغة والتاريخ. ولكنه عجز عن بلورة رؤى وأفكار حول النظم الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، التي تستجيب لطموحات المجتمع العربي في ظل التفوق الحضاري الغربي، بالإضافة إلى مواقف مهادنة المستعمر التي تبناها مستبعدا توظيف الجهاد باسم الدين لمحاربته، وانحصرت مطالبه الوطنية في فصل الدين عن الدولة.
وهو موقف يوحي بأن نموج الفكر الإصلاحي كان يقوم على تفسير الانحطاط بالأسباب الدينية-الأخلاقية، بمواجهة قوى الجمود الدينية المتمثلة في الطرق الصوفية، وأعداء الدين المتمثلين في الغرب. ولذلك كان موقف النخبة الثورية واضحا من هذا التوجه، فهو برأيهم لا يوفر الميكانيزمات الضرورية لبناء قاعدة مادية، تمكن من بناء مجتمع وفق قيم حداثية. وأن دمج الإسلام - مع الإيديولوجية السياسية، قد تؤدي إلى إعاقة عملية التحديث

التوجه الإيديولوجي الليبرالي الثالث ارتبط هذا التوجه لدى الدول التي اتبعته، بتبني سياسة استعمارية قائمة على احتقار المجتمعات الأهلية، وتقييدها بقوانين مهينة لكرامتها. مستخدمة لأجل ذلك كل ما توفر لديها، من أفكار وأساليب ووسائل لقمع تلك الشعوب. والحؤول بينها وبين إصلاح نفسها، وفي هذا السياق كانت غاية المستعمر فرض هيمنته السياسية واستغلال الموارد الاقتصادية. فطبق سياسة نزع الممتلكات، والاستيلاء على الأراضي، وإعطاء وعود كاذبة باحترام الدين الإسلامي والقيم الاسلامية، والإقرار بالحريات وحماية الممتلكات والتجارة والصناعة.
ووضع سياسة تعليمية ضمنها خطة ممنهجة، للقضاء على الثقافة العربية الإسلامية وتفكيكها. ورفض كل المطالب التي تقدمت بها النخب المثقفة . وحرصت الإدارة الاستعمارية على ربط الانظمة العربية بذلك النظام اقتصاديا واجتماعيا
ان عناصر اللاتوافق بين الإسلام والاشتراكية العلمية أقوى من عناصر التوافق. فالشروط المادية لتحقيق الاشتراكية غير متوفرة في الوطن العربي، حيث يسود نمط إنتاج زراعي، وغياب مؤشرات أزمة فائض إنتاج، ووجود تناقضات قبلية جهوية بدل التناقضات الطبقية. بالإضافة إلى الاختلافات المذهبية الجذرية بينهما؛ فالماركسية مؤسسة على المادية والإلحاد وعلى صراع الطبقات، بينما يرتكز الإسلام على أسس عقائدية إيمانية، قوامها الاعتقاد بأخوة الناس جميعا، ومساواتهم أمام الله مهما كانت مكانتهم الاجتماعية. كما أنهما يختلفان على مستوى تصورات كل منهما فيما يخص البنية التحتية قواعد مادية ولإجتماعية حال دون تبني الإتجاه الليبرالتي تراها الماركسية في أنماط وعلاقات الإنتاج، بينما يراها الإسلام في الأساس الأخلاقي للممارسة الاقتصادية. ،


28 - رد الى: مصطفى اسعيدي
كميل داغر ( 2010 / 11 / 13 - 09:58 )
-أستاذ مصطفى،سوف أكتفي ببعض الجوانب الأساسية التي أرى مفيداً توضيحها،في مسعاي للرد على أطروحتك،مبتدئاً بما تعتبره السبب الأساسي لصعود الإسلام السياسي،وهو في نظرك التصور الإيديولوجي الاشتراكي اليساري،حيث تعتبر أن بروز الحركات الإسلامية جاء رداً على ذلك التصور.
في الواقع ،أعتقد أن السبب الأهم لصعود هذه الحركات (وأنا أشدد على كلمة صعود،لأن تلك الحركات كانت موجودة بأشكال شتى حتى قبل أن ينتشر الفكر الاشتراكي في المنطقة العربية)، جاء بنتيجة فشل اليسار العربي ،المرتبط بالاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعانيه ذلك البلد من انحطاط ،في ظل البيرقراطية الستالينية التي نجحت في إحداث ثورة مضادة هناك منذ نهايات العشرينيات من القرن الماضي.وهوفشل تمثَّل في العجز عن تقديم برنامج متقدم ،يمثل مصالح الطبقات المفقرة والمستغَلة والمقهورة،وينطلق من قيادة الطبقة العاملة العربية لتحالف وثيق يجمع تلك الطبقات ،بدلاً من اللهاث كما فعل ذلك اليسار خلف قيادة البرجوازيتين الكبرى والصغيرة، سواء على صعيد الأنظمة التي اعتبرها وطنية وتقدمية،أو حتى خارجها.
لقد فوَّ ت هذا اليسار فرصاً عظيمة لاستلام السلطة في أكثر من بلد عربي ،وإنجاز مهام جبارة على الصعيدين القومي والاجتماعي -الاقتصصادي ،الأمر الذي ساهم في تعريضه لمجازر وحشية وقمع رهيب ،على يد تلك الأنظمة بالذات التي كان يمتدحها ويتحالف معها من مواقع ذيلية،وأنظمة أخرى.وهو ما أتاح تعريض أوسع الجماهير العربية لأقسى درجات الإحباط واليأس ،بحيث باتت مستعدة للتعلق بحبال الهواء ،كما يقال،واللحاق بالقوى الغيبية السلفية التي ترفع شعارها المشهور:-الإسلام هو الحل-.
أما قولك إن المنطقة العربية ليس فيها طبقات متبلورة فلا علاقة له لا بالعلم ولا بالواقع،وإن كنا نسلِّم
بأنها ليست على القدر من التطور والكثافة والأهمية التي تتصف بها في البلدان المتقدمة صناعياً.ولكنها مع ذلك قد تكون أكثر تطوراً بوضوح من عمال الامبراطورية الروسية الذين فجروا ثورة أكتوبر وكادوا يغيرون العالم لولا خيانة الحزب الاشتراكي الألماني الذي أنقذ البرجوازية الألمانية من احتمال انتصار الثورة العمالية الألمانية التي اندلعت بعد أشهر قليلة على انتصار الثورة الروسية،وكان يمكن لو أتيح لها الظفر أن تقدم مع الثورة الروسية مثالاً لإنجاز المهام الديمقراطية والاشتراكية مغرياً لعمال العالم بأسره.وهو ما طرحته وشرحته بدقة نظرية الثورة الدائمة التي طرحها ماركس في البدء ليعود فيبلورها ويوضحها ليون تروتسكي.في كل حال سوف أكتفي بإعطائها مثالاً على ما كانت الجماهير العربية المفقرة والمظلومة مستعدة له ،عبر تذكيرك بالمليون عامل وفلاح ومنتج صغير وعاطل عن العمل الذين تظاهروا في بغداد في أول أيار 1959،داعين الحزب الشيوعي العراقي لاستلام السلطة!!!









29 - المراة واليسار
ناردين نصر ( 2010 / 11 / 10 - 19:18 )
مساء الخير استاذ كميل داغر
انا اعتقد لابد ان تكون كوتا للمراة في قيادة احزاب اليسار,هل تؤيدون ذلك؟
شكرا لك وللحوار المتمدن


30 - رد الى: ناردين نصر
كميل داغر ( 2010 / 11 / 13 - 12:45 )
-أود أن أخبرك ،سيدة ناردين،أننا ،في تجربتنا التنظيمية طويلة الأمد ،في إطار التجمع الشيوعي الثوري،في لبنان،كنا شديدي الحرص على وجود نسبة عالية من الإناث في هيئاتنا القيادية.لا بل كانت نسبة هؤلاء في القيادة اليومية ،المكتب التنفيذي،أكبر بوضوح من نسبتهن في العضوية العادية.هكذا إذا كن يشكلن ثلث عدد أعضاء التنظيم،كانت نسبتهن في المكتب التنفيذي النصف.
ومن جهة أخرى، فالتنظيم الأممي الذي ننتسب إليه،أقصد الأممية الرابعة،ثمة قرارات قديمة اتخذتها مؤتمراته بتأنيث قياداته وقيادات فروعه،لابل بتمييز العنصر النسوي إيجاباً .هكذا في النظام الداخلي للأممية المقر في المؤتمر الخامس عشر،في العام 2003،تنص المادة 12،على سبيل المثال،على ما يلي:
-الهيئة العليا بين اجتماعين للمؤتمر العالمي هي اللجنة الأممية التي تجتمع بصورة عادية مرتين كل عام.وينتخبهاالمؤتمر العالمي لممثلي الفروع،الذي يأخذ بالحسبان خلال انتخابها أيضاً حاجات النشاطات المركزية للأممية واحترام هدف انتخاب 50% من الرفيقات النساء ،على الأقل،وعدم النزول أبداً تحت نسبة ال30% .
وفي القرار المتخذ في المؤتمر عينه،ورد الكلام التالي:-إن هدفنا هو تشكيل أحزاب للبروليتاريا تكون:
*مناهضة للرأسمالية ،وأممية،وبيئية ،ونسوية،واسعة،وتعددية وتمثيلية.-
وهذا موقف لا يمكن أن نحيد عنه ونعتبره مسألة مبدئية في اقصى درجات الأهمية والحسم.وفي فروع أمميتنا،عبر العالم، رفيقات رائعات،وقياديات بارزات نَكُنُّ لهنَّ أقصى التقدير والاحترام.والأمر نفسه يقال عن الرفيقات القياديات في الهيئات العليا للأممية.


31 - تشتت اليسار
سميرة محمود ( 2010 / 11 / 11 - 13:06 )

تحية طيبة
كيف تفسر التشتت بين قوى اليسار عالميا و محليا و ما هو الحل برايك


كل الاحترام والتقدير
سميرة


32 - رد الى: سميرة محمود
كميل داغر ( 2010 / 11 / 13 - 13:13 )
-ثمة أسباب عديدة،أيتها الصديقة،لهذا التشتت،بحسب الأمكنة والبلدان.في كل حال ،ربما يكون مفيداً أن نميز بين التعدد على صعيد الأحزاب والمنظمات ،وهو أمر صحِّيٌّ،يدل على الحيوية وحرية الرأي(ولا سيما حين لا يحول دون التلاقي الجبهوي النضالي) ،وما تسمينه التشتت،الذي يعكس موقفاً عصبوياً من الآخرين،وانطوائياً على الذات ،من مواقع برجوازية صغيرة مَرَضية.وهو أمر يصبح شائعاً في حالات الهزائم السياسية والتراجع في موازين القوى لصالح اليمين الرجعي وقوى الثورة المضادة.
ولقد رأينا في لبنان أن الحل في تجاوز هذا التشتت يكمن في السعي لتوحيد اليسار اللبناني،على سبيل المثال،
على قاعدة رؤية فكرية وبرنامجية مشتركة،وعملنا لهذه الغاية على مدى ما يقارب السنتين. ولكن جهود المخلصين في هذه التجربة باءت بالفشل،لأسباب شتى بينها تلك العصبوية بالذات التي تميز البيرقراطيات الحزبية الحريصة على مصالحها الضيقة،والمشبعة بالروح الستالينية البعيدة كل البعد عن أي توجه ديمقراطي وعن أي رحابة صدر ثورية.
في شتى الأحوال ربما يكون عاملاً مساعداَ في تجاوز هذا الواقع لاحقاً أيُّ تبدل محتمل في ميزان القوى الطبقي على المستويين المحلي والأممي، لابل أيضاً على المستوى العربي على وجه الإجمال.فضلاً عن نمو يسار ثوري ثمة أنوية له ،ولو صغيرة، في الواقع الراهن للمنطقة العربية،من الضروري جداً العمل على
استكمال بنائها وحفز تطورها وتعاظم تأثيرها ،على الأرض.


33 - تساؤلات
محمد دحنون ( 2010 / 11 / 11 - 19:05 )
الأستاذ كميل
تحية طيبة وشكراً على الحوار
بالرغم من أني أتبنى التحليل الذي قدمته لواقع المجتمعات العربيّة من خلال قراءة تاريخية مميّزة لمسار (تطور) تلك المجتمعات، القراءة التي تكشف حجم الكارثة التي تتخبط فيها مجتمعاتنا ودور مختلف القوى الفاعلة على مسرح الأحداث، أقول بالرغم من ذلك فإني أجد نفسي متحفظاً ومتشككاً في نجاعة الحلول التي طرحتها لناحية (لا واقعيتها) من جهة ولناحية طبيعتها الراديكاليّة التي تناسب تصوّراً ثقافيّاً للحل، أكثر من كوّنها أفكاراً يمكن أن تشكل منطلقاً صلباً لتأسيس برنامج سياسي عملي، سأطرح تساؤلين علّهما يفيدان في توضيح ما أريد قوله:
في جوابك على السؤال الأوّل اعتبرت أن ما أسميته الطريق الثوري هو الرد الصحيح على واقع عجز الدعوات الإصلاحيّة مهما كان مصدرها على تحقيق التغيير المنشود، واعتبرتم أن الطبقة العاملة المقهورة هي من سيتولى شق هذه الطريق. بداية هل تعتقد بوجود طبقة عاملة بالمعنى الاقتصادي ـ السياسي في مجتمعاتنا التي ينتجها ويعيد إنتاجها اقتصاد ريعي (بترولي أو سياسي)؟ ثم إلى أي مدى تعتقد أن الطبقة العاملة التي تتحدث عنها هي حاملة مشروع تغييري سياسي اقتصادي اجتماعي أو هي على الأقل على استعداد (نفسي) وثقافي لتبني المشروع الذي تقترحه؟ والأهم، هل لك أن ترسم لنا ملامح الطريق الثوري التي تعتبرها الرد الصحيح وبالتالي الحل الوحيد لتحقيق التغيير في المجتمعات العربيّة؛ أي برنامج سياسي عملي وممكن التحقيق تقترحه للسير بهذه الطريق؟
في جوابك على السؤال المتعلق بالقضيّة الفلسطينية رسمتم تصوّرا عاماً للحل الذي هو في نهاية الأمر حل الدولة الواحدة، وذكرتم خمسة بنود تعتقدون أنّها الخطوط العريضة للحل المنشود، ولكنكم استخدمتم في صياغة تلك البنود كلمات مفتاحية من قبيل: الإجبار، الفرض، الضغط، والسؤال: أي قوى عربية فاعلة اليوم على مسرح الأحداث تستطيع أن تجبر أو تفرض أو تضغط لتحقيق حل الدولة الواحدة؟ ما هي طبيعتها؟ كيف لي أن أقنع محمود عباس بجدوى وإمكانية تحقيق البنود الخمس؟!
(أرجو ألاّ يتم فهمي على اعتبار أنّني من داعمي الخيار الذي ينتهجه محمود عباس بأي صيغة كانت كما أنّي لست من المتحمسين لحماس!)
مع الشكر والمودة


34 - رد الى: محمد دحنون
كميل داغر ( 2010 / 11 / 13 - 20:56 )
أستاذ محمد ،هذه التصورات للحل ،الذي يمكن الخروج بواسطته من النفق المظلم الذي تعيشه منطقتنا،كانت ترفع أجزاء أساسية منها ،في تاريخ سابق ،وقبل عشرات السنين، أي في ظروف أقل تقدماً بكثير ،على المستوى الاجتماعي -الاقتصادي،مما هو الوضع اليوم،الحركة القومية العربية ،ذات الهوية الطبقية البر جوازية الصغيرة .ومع ذلك ،كل -واقعيي- تلك المرحلة لم ينعتوا القائلين بها والمناضلين لأجلها بافتقاد الواقعية،وبكونها راديكالية إلى حد أنها -تناسب تصوراً ثقافياً أكثر من كونها أفكاراً يمكن أن تشكل منطلقاً صلباً لتأسيس برنامج عملي-.إننا نستعيد الشعارات الكبرى التي رفعتها الناصرية، وحزب البعث قبل ارتقائه إلى السلطة ،وإلى هذا الحد أو ذاك حركة القوميين العرب ،شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية،مع فرق جوهري ،وهو طبيعة القيادة المفترض أن تضع هذه الشعارات موضع التطبيق ،والبرنامج الذي يكون صالحاً
لترجمتها على أرض الواقع.
أيها الصديق محمد،طالما تحدث كثيرون ،قبل 40 عاماً، عن غيفارا الحالم وغير الواقعي ،فيما لابد من أن يكون الباقون أحياء بينهم قادرين على أن يروا أفكاره(أو أحلامه ،بحسب المشار إليهم)تنتقل إلى حيِّز التطبيق في أكثر من بلد في القارة الجنوبية ،وبينها البلد الذي شهد مصرعه فيه ،على أيدي المخابرات الأميركية: بوليفيا!! غيفارا القائل تلك الكلمة الرائعة:
Seamos realistas,exijamos lo imposible
-نحن واقعيون،نطلب المستحيل!
تسألني أيها الصديق،إذا كنت أعتقد -بوجود طبقة عاملة بالمعنى الاقتصادي السياسي في مجتمعاتنا التي ينتجها ويعيد إنتاجها ،في رأيك ،اقتصاد ريعي...الخ-.وأنا أقول لك: أجل! وهي طبقة عاملة هامة جداً ،،في معظم البلدان العربية ،وإن لم تكن تضارع ،ولو من بعيد ،تلك الموجودة في الحواضر الامبريالية،وبلدان جنوب شرق آسيا،وكوريا الجنوبية واليابان،وأستراليا...إنها،أياً يكن، الطبقة التي تبيع قوة عملها وتقبض أجراً بمقابلها.وهي بالضبط التي نزلت إلى شوارع المدن المصرية الأساسية بمئات الألوف ،في 18 و19 يناير 1977 وأرعبت القطط السمان والرئيس أنور السادات!وستعيد الكرة ،في أكثر من بلد عربي ،في تاريخ قد لا يكون بعيداً،ليس فقط لأجل الخبز،بل على الأرجح أيضاً لأجل القضايا الوطنية والصراع مع إسرائيل وأميركا ،وباقي المنظومة المعادية لأمتنا.
وتسألني ،أيها الصديق، :-إلى أي مدى أعتقد أن الطبقة العاملةهذه حاملة لمشروع تغييري سياسي واقتصادي واجتماعي،أو على استعداد نفسي وثقافي لتبني المشروع الذي أقترحه؟-
أما أنا فأجيبك بأن هذا الاستعداد سيكون موجودأً في أية لحظة تتقدم فيها إلى الواجهة حركة منظمة ،هي التي أدعو إلى بنائها،والتي تحمل هي بالضبط برنامجاً يستوحي فكر هذه الطبقة ومصالحها الآنية والتاريخية،سواء على المستوى القومي،أو على المستوى الاجتماعي.،كما سأوضح بعد قليل،فيما أجيب عن سؤالك اللاحق.
وأخيراً وليس آخراً،في الرد على سؤالك حول- ملامح الطريق الثوري التي أعتبرها الرد الصحيح والحل الوحيد للتغيير في المجتمعات العربية-،وحول -أي برنامج سياسي عملي وممكن التحقيق أقترحه؟-،أجيبك بأن في الواجهة الأمامية لهذا الطريق وذلك البرنامج،إعادة الاعتبار لمطالب قديمة جداً بين أهمها ضرب السيطرة الإمبريالية على ثروات منطقتنا،وطرد الاحتلالات ,وإزالة القواعد العسكرية الأميركية والفرنسية،وفرض حل متقدم وثوري للقضية الفلسطينية سبق أن حددت ملامحه الأساسية،ونفض الغبار بالكامل عن مطلب الوحدة العربية،وإنجاز تنمية صناعية وزراعية متناسبة مع حاجات الوطن العربي ،ومتفقة تماماً مع تصور متقدم لحماية البيئة،فضلاً عن تحرير المرأة وكل المهمشين والمقْصين،وفصل الدين عن الدولة فصلاً تاماً،والدخول في علاقة تضامن أقصى مع كل شعوب العالم وجماهيره المسحوقة والمستغلَّة والمظلومة.
هل هذا البرنامج عملي وممكن التحقيق؟ ؟ تمكن الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب إذا كنا نسلِِّم معاً بأنه يتناسب مع مصالح أمتنا وطبقاتها الشعبية التائقة إلى الحرية والعدالة والكرامة. فهل ثمة خلاف بيننا بهذا الصدد؟!
قبل أيام قليلة،كتب المفكر السلوفيني سلافوي جيجيك،وكان صدر له كتابٌ بعنوان العيش في الأزمنة الأخيرة
، في وقت سابق من العام الحالي2010،كتب نصاً في مجلة نيو ليفت ريفيو نُشر في آب/أغسطس الماضي،يقول فيه:
--اليوم تجهد الإيديولوجيا لتقنعنا باستحالة أي تغيير جذري،وباستحالة القضاء على النظام الرأسمالي،وإقامة ديمقراطية لا تُختزل إلى مجرد لعبة برلمانية فاسدة،وتنجح في الوقت نفسه في إخفاء النزاع الذي يمزق مجتمعنا.ولذلك طرح جاك لاكان ،من أجل التغلب على هذه الحدود الإيديولوجية ،استبدال عبارة -كل شيء ممكن- بالمسلَّمة الأكثر رزانة -المستحيل يأتي-.
أجل أيها الصديق محمد - إن المستحيل سيأتي-.وعسى تساعد في مجيئه.

وأخيراً،أخيراً،هذه المرة،وبخصوص ملاحظتك الفلسطينية،إذا كانت القوى القادرة علىالفرض،والإجبار ،والضغط ،لتحقيق مطلب الدولة الفلسطينية الواحدة غير جاهزة لتمارس الآن ذلك،فهذا هو الحل العقلاني الوحيد الذي يتناسب ليس فقط مع مصالح الفلسطينيين،بل أيضاًمع مصالح اليهود في فلسطين التاريخية،
علماًبأن ه حتى لو سلَّمنا ،جدلاً،بمطلب الدولتين،بحيث تقوم إحداهما المعتبرة فلسطينية على الأراضي المحتلة في العام1967،فإن الاستيطان الزاحف والطرقات الالتفافية وجدار الفصل ،والمماطلة المستمرة من جانب الدولة الغاصبة،كل ذلك لن يترك أي إمكانية فعلية لقيام هذه الدويلة المسخ!!عدا الرفض المطلق لدى الصهاينة لأي اعتراف بحق العودة لفلسطينيي الشتات، و بحق تقرير المصير ،زائد مشاريع الترانسفير لديهم بخصوص الفلسطينيين وراء الخط الأخضر،وكل ذلك يوضح أي وهم يعيش عليه المنادون بالدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية،ويُفترض أن تقوم بجانب دولة إسرائيل!!
هذا وبالمفابل،فأنا لا أريد إطلاقاً إقناع أمثال محمود عباس ،أيها الصديق،بل بال


























35 - نصدق من؟!... الداعي او المدعو
السيدة مانية علي مزدك - مهاباد ( 2010 / 11 / 11 - 22:53 )
الاستاذ الكريم كميل داغر

ردا على تفاصيل حضوركم اللقاء اليساري الرجاء إعطائنا فكرة عن ملابسات الموضوع خاصة ان الرفيقة -ماري الدبس-، منسقة - اللقاء اليساري العربي/ نائب الأمين العام للحزب تنفي ما تقوله وتؤكدة حضرتكم ، ذلك حسب رسالتها(منشورة في موقع ح.ش.ل.) ادناه... لأن من حق القارئ ان يعرف الحقيقة
حيث أن موقع الحوار المتمدن لايجب أن يكون مكانا لتصفية الحسابات الحزبية المتنافسة
حححححححححح ششششششششششششش لللللللللللللللللللللللل
نشرتم في عدد - الأخبار- ليوم الإثنين، الواقع فيه 8 تشرين الثاني، وفي صفحة - رأي-، -رسالة الى اللقاء اليساري العربي- موقعة من - المنتدى الإشتراكي-، وبالتحديد من الأستاذين كميل داغر وباسم شيت.
وبغض النظر عما جاء في الرسالة من مواقف حول القضايا التي تضمنها البيان الختامي للقاء اليساري العربي، نود لفت نظركم الى أن - المنتدى الإشتراكي- لم يكن طرفاً في اللقاء أو مدعواً إليه. لذا، لم نفهم التعليق في بداية المقال حول رفض هذا المنتدى التوقيع على -مشروع البيان الختامي للقاء-.
د. ماري ناصيف - الدبس / -منسقة - اللقاء اليساري العربي/ نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني
بيروت 8/11/2010



36 - رد الى: السيدة مانية علي مزدك - مهاباد
كميل داغر ( 2010 / 11 / 13 - 21:56 )
-أولاً،يا سيدة مانية،أنا لست من جانبي بصدد تصفية حسابات مع أحد ،ولا سيما مع الرفيقة ماري الدبس التي أحترم نضاليتها ،ولا أكنُّ لها أياً من المشاعر السلبية،بل أتعامل معها من موقع رفاقي وآمل أن يكون ذلك متبادلاً.
لقد مارست أنا والرفيق باسم ،الوارد اسمه هو الآخر في رد الدكتورة الدبس،حقنا في التعبير عن موقفنا من البيان الصادر عن اللقاء اليساري العربي.أما إذا كان المنتدى الاشتراكي مدعواً أم لا إلى اللقاء،فسأترك تقدير ذلك لقارئ هذا التوضيح .
وصلتني دعوة إلى اللقاءعلى بريدي الإلكتروني قبل أسبوع من انعقاده ،دون توضيح ما إذا كانت الدعوة شخصية بحتة أو للتنظيم الذي أعمل في إطاره ،علماً اني لاأمارس حياة سياسية على أساس شخصي بل بالشكل المنظَّم،الذي يجمعني برفاق ورفيقات نناضل معاً لأجل الأهداف ذاتها.
وفي الواقع ،تأخرت في الرد على رسالة الرفيقة ماري،ولكننا التقينا قبل موعد اللقاء بأيام، خلال مظاهرة ضد الغلاء وسياسة الدولة الاجتماعية -الاقتصادية.كنت واقفاً مع رفاق آخرين من مجموعتنا التنظيمية ،في نهاية المظاهرة، نستمع إلى خطاب مسؤول نقابي،حين مرت الرفيقة ماري أمامنا،وتوجهت لي بالسؤال:
-الن تحضروا اللقاء ؟ فبادر للإجابة رفيق آخر مؤكداً حضورنا،وأكدت أنا كلامه.
ثم اتصلتُ بها بعدئذ هاتفياً،وسألتها كم عدد الرفاق الذين يمكن أن يحضروا معي ؟فقالت لي بأنه لأسباب تتعلق بضرورة حصر العدد،يُستحسن الاكتفاء برفيق عن كل تنظيم،ولكن لا بأس إذا جاء معي رفيق آخر.
وفي الواقع حضرت وحدي الجلسة الاولى الافتتاحية،وعبرت عن موقفنا الجماعي ،الذي وُزِّع في اللقاء ملخص مكتوب عنه نشرته جريدة الأخبار في26 أكتوبرالماضي.
وفيما بعد وصلني مشروع البيان الختامي لأجل وضع تعديلاتنا وملاحظاتنا قبل إصداره وتوزيعه على وسائل الإعلام ،فاتصلت مجدداً بالرفيقة ماري سائلاً إياها عن المهلة المعطاة لنا للرد ،ولا سيما أنه-كما أوضحت لها -سيكون علينا اتخاذ موقف جماعي ،في تنظيمنا،وهذا يتطلب عقد اجتماع خاص،وبالتالي بعض الوقت.واتفقنا على المهلة الباقية لنا للرد ،ورددنا في الوقت المتفق عليه،معتذرين عن توقيع البيان لأسباب شرحناها في ردنا،الذي عدنا فنشرناه في الصحيفة البيروتية عينها.
هذا بالضبط ما حصل،حضرة السيدة الكريمة،ومجدداً،لسنا في وارد تصفية حسابات مع أحد ،ولكن يبدو أن النقد،حتى وإن كان لطيفاً ورفاقياً ، لا يزال يلقى الرفض وعدم التفهُّم لدى البعض ،على الرغم من المتغيرات العالمية الهائلة في العقدين الأخيرين!







37 - قوى تمثل مصالح شخوص
سامر أبو رحمة ( 2010 / 11 / 11 - 23:58 )
الرفيق العزيز كميل:
ترى أن التطبيق الحالي للمركزية الديمقراطية في قوى اليسار يقود إلى قيادات بيروقراطية تشيخ على مقاعدها ويمنع التجديد؟ وقاد في حالات متعددة كبعض القوى الفلسطينية إلى تحالفات مع اليمين الوطني قادت إلى تنازلات خطيرة عن البرنامج الوطني؟ وما البدائل في حال كانت تعيق نمو القوى الثورية والالتحام بالجماهير وقضاياها وتنزع للمصالح الذاتية والفئوية؟


38 - رد الى: سامر أبو رحمة
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 05:12 )
-يهمني أن أوضح ،أخي سامر ،أن المسؤول عن تبقرط تلك القيادات وانحرافها عن الخط الذي يتناسب مع مصالح من تدعي الدفاع عنهم ،ليس الديمقراطية المركزية بفهمها السليم ،الذي طبقه البلاشفة الثوريون،بل البيرقراطية المركزية الفعلية ،كما يتم ،إجمالاً في كل المنظمات الستالينية ،أو المتأثرة بالتجربة التنظيمية الستالينية.حيث ثمة تغييب لكل الأصول الديمقراطية في الحياة الحزبية.
أما البدائل ،على المستوى التنظيمي البحت فهو بناء أحزاب ومنظمات تطبق الديمقراطية الحقيقية في علاقاتها الداخلية ،كما في علاقاتها بحركة الجماهير.ولكن أيضاً في العودة إلى المبادئ الأساسية التي يجب أن تلهم حركات التحرر ،والمنظمات التي تطرح على نفسها الأهداف الكبرى لتحرر الإنسان والمجتمع،وإزالة القمع والاضطهاد وشتى أشكال الاستغلال والظلم.


39 - الاصلاح كلام والثورة فعل
مدير تحرير اسبوعية شيحان احمد دحموس ( 2010 / 11 / 13 - 02:11 )
تحياتنا الى استاذنا الفاضل
الس الاصلاح كلام فقط والثورة فعل ميداني؟فهل نتوقع من طبقة او فئة حاكمة ان توافق او ترضى لاصلاح نفسها والسماح للداعين والمطالبين بالاصلاح ان يشاركوها الحكم؟ كثيرة هي الدعوات الاصلاحية في النظام السياسي او الاقتصادي او المالي او الاجتماعي او التقافي ولكنها لا تتحقق او يؤخذ بها. اليس الثورة ان لم تكن مسلحة فعلى الاقل سلمية اجتماعية شعبية ولو بحدها الادنى العصيان المدني طريقا للاصلاح الداخلي ؟ واين با لتالي جماعات وتيارات وقادة اليسار من تأطير نفسها تحت مظلات سياسية او ثقافية او اجتماعية لتكون في
الميدان حاضرة تعمل ولا تنظر وتستعرض قواها الفكرية


40 - رد الى: مدير تحرير اسبوعية شيحان احمد دحموس
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 05:26 )
-أنا معك ،ياصديقي،في تصورك للثورة على أنها فعل وممارسة .إنها تطبيق يومي للأفكار الكبرى ،بعيداًعن الجعجعة الفارغة والكلام الكثير الذي لا يجري السعي الدائم لنقله إلى الحياة.وعلى الرغم من تقديرنا للدور العظيم للنظريات،إلا أنها تبقى مجرد أفكار في الهواء إذا لم يتم السعي المتواصل إلى اكتشاف الأشكال المناسبة لتحويلها إلى أرض الواقع.
أما بخصوص طبيعة الثورة ،فأنا متفق معك على أنها ليست بالضرورة وحتماً لتمرَّ بالعنف،ولا سيما الدموي منه،بل يمكن أن تتم بشكل سلمي :عبر الإضراب العام،مثلاً،أو العصيان المدني ،كما تتفضل بالقول،أو بأي وسيلة سلمية أخرى يبدعها أحرار هذا العالم.ولكن ،ولكن،ماذا إذا ردت القوى صاحبة المصلحة في بقاء القديم على قدمه بالعنف، كما يحصل عادةً؟؟أظن أنك توافقني على ضرورة الدفاع عن النفس ،عندئذ،وعن الثورة تلك، بكل ما ملكت يداك.أليس كذلك؟؟


41 - الحالة الفلسطنية
EMAD ALSAADI ( 2010 / 11 / 13 - 08:31 )
الاستاذ كميل ان تشريحك للحالة الفلسطنية فية كثير من المغالطات.فالمكيال الذي تقيس فيه الوضع العربي الراهن يجب ان يختلف عما تقيس فيه الحالة الفلسطنية.فحماس هي الوجه الاخر للعملة ولاتنغر بالاشعارات فهي لاتختلف عن السلطة في شيء.من حيث تقديم التنازلات ..من لم يسمع بالمشاريع المتلاحقة التي تقدمها حماس لاخذ حسن السلوك من ادارة اوباما.كذلك ملاحقة المقاومين في غزة كما كانت تفعل السلطة .اما داخليا فقد تحولت غزة الى امارة اسلامية تعيش في القرون الوسطى.بالنسبة لتلميحك الى البرنامج المرحلي الذي طرحته قوى اليسار الفلسطيني في السبعينات لم يكن ولن يكون برنامج تسوية بل كان برنامج نضال ادخل القضية الفلسطنية الى مرحلة تاريخية جديدة.


42 - رد الى: EMAD ALSAADI
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 05:53 )
أستاذ عماد،لماذا يجب الكيل بأكثر من مكيال واحد في التعامل مع ظاهرات هذا العالم؟ومهما تكن خصوصية الحالة الفلسطينية،لا أعتقد أنه لا تنطبق عليها قوانين المنطق والعقل والتجربة الإنسانية للشعوب المقاتلة لأجل تحررها.
أما بخصوص حماس فلم أقل في أي لحظة،وفي أيٍّ من الأفكار التي طرحتُها، على امتداد هذه المقابلة،ما يوحي بوجود أوهام حول خط التنظيم المذكور ،على المستوى الاجتماعي الاقتصادي ،أو في ممارستها للعلاقة بالمنظمات الفلسطينية الأخرى التي تشاركها النضال في غزة أو في أي مكان من فلسطين.إنني فقط أعتبرها إلى الآن تنظيماً رافضاً أن يرفع ،كما تفعل السلطة في رام الله،الراية البيضاء ،راية الاستسلام وخيانة المصالح التاريخية للفلسطينيين حيث يكونون.وذلك مع الاستعداد الدائم للتشهير بأي ممارسات قد تُقدم عليها تعبر بالضبط عما تعتبره أنت عائداً إلى القرون الوسطى وعصور الظلام.كما عن أي قمع من جانبها للمناضلين الذين لايرون رأيها في أشكال الصراع مع العدو الصهيوني.
أما بخصوص البرنامج المرحلي،كما تفضلت بتسميته ، فأنا على قناعتي ،التي عبرت عنها منذ تلك الأيام ،
في أنه سيكون خطوة على طريق تنازلات لا تنتهي. وهو ما حصل بالفعل ،حيث شكَّل ،على الأرض، خطوة كبرى على طريق كل التنازلات التي تلته،مروراً بأوسلو ،ووصولاً إلى الواقع البائس جداً المسيطر الآن. مع ما سيتلو ذلك من فك الحصار العالمي الذي كان يطوِّق الكيان الصهيوني،فاتحاً الطريق أمام اعتراف أكثر من مئة دولة بهذا الكيان،وتعاملها معه.








43 - تساؤل
حسين عمر ( 2010 / 11 / 13 - 12:31 )
ما رايكم بحركة التحرر الكردستانية والكردية في كل من تركيا ايران وسوريا لانها لا تقل اهمية عن القضية الفلسطينية


44 - رد الى: حسين عمر
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 05:59 )
-لقد عبرتُ عن موقفي من حق الشعب الكردي،أستاذحسين،في تقرير مصيره على كامل أرض كردستان التاريخية،بما فيه الانفصال وتشكيل دولة كردية كاملة السيادة،إذا كانت هذه هي الإرادة الفعلية المعبَّر عنها بالوسائل الديمقراطية،للشعب المشار إليه.وكان هذا هو الموقف الدائم الذي اتخذه التيار الذي أنتمي إليه في الحركة الشيوعية العالمية .


45 - الاصلاح ام الثورة
نوئيل عيسى ( 2010 / 11 / 13 - 15:12 )
الاستاذ كميل داغر
اعتقد مقدما انك من الرعيل الاول المغلوق على فكر استاتيكي .
ان عملية الثورة كانت في اوجها في بداية الخمسينيات وكان الوطن العربي برمته تربة صالحة لنمو حركات تحرر وطنية الا ان الشيوعين بالذات وبتحالفاتهم مع هذه القوى الوطنية واعطائها الشرعية الثورية كانت السبب الرئيسي في في قيام عملية ابادة مشرعنة لهم لانهم لم يدرسوا حقيقة هذه الاحزاب التي اطلقوا عليها ( حركات التحررالوطني العربي ) بل سلموا بثوريتها كما حضرتك تتفق بان اليوم ممكن اقامة تحالفات مع الرجعية التي تتبنى الثورة المسلحة او التحرير المسلح لان هذه القوى في كل الاحوال شيدت بفكر نمطي هو العداء للشيوعية المحلية والعالمية وهذا لن يعلنوا عنه الا بعد ان يتحولوا الى سلطة بعدها تتحول الى اداة ضد كل ماهو يساري يحاول التغير من اجل عالم افضل خلو من اضطهاد الطبقات المسحوقة واعادة الحق لاصحابه الشرعين وهذا ماتعنية وترمي اليه في كل ماذهبت اليه في حوارك الجائر .
كلنا نعرف حق المعرفة ان الحركة الفلسطينية تسعى اليوم الى خلق مناخات جديدة اكثر جدوى من المناخات القديمة للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في دولة علمانية تعددية لها صوت مسموع في المجتمع الدولي وهذا لن يتحقق الا بعملية اصلاح جذرية سلمية في الوقت الذي لاينفع فيه سلاح كما كان الواقع المتاح للحركات المسلحة ايام زمان بسبب تطور تكنولوجيا السلاح وسرعة المواصلات التي تضرب في عمق اي حركة مسلحة تقوم ضد اي سلطة عميلة تتبناها الرجعية العالمية خاصة وان النظم الاستغلالية الاستعمارية اليوم تحتوي جيوشا غير نظامية تعلن عدائها السافر لها في حين هي مطية للمستعمرين وهم الذين يحركونها ليضعوها في اي ساحة يريدون وبسرعة البرق ( لاحظ تحول قضية اليمن الجنوبية - عدن - حاليا ) من حرب تحرير الى حرب ضد القاعدة وطالبان وهذه ذريعة لا للقضاء على اي تواجد للقاعدة وطالبان في اليمن كما يسوغ المستعمرون او حكام اليمن بل هي حرب غير معلنة لانقاذ حكومة علي عبدالله صالح من الانهيار وانقاذ اليمن من الانقسام وكل ذلك لاحباط قيام نظام يساري او شيوعي في جنوب اليمن وهذا حدث قبل ذلك في فلسطين حيث زرعت فيه حركات ارهابية ليس الغاية وفي كل اجندتها تحرير ولو جزء من كامل الارض الفلسطينية بل لاعاقة اي حل لاقامة دولة فلسطينية اخر امال لشعب الفلسطيني بعد هذه السنين العجاف من التشرد والتشرذم والقتل المباح والغير المسؤل من قبل هذه القوى التي تطلق على نفسها قوى تحرير بديلة غيتها قيام دولة فلسطينية على كامل الارض الفلسطينية وهذا من مساتحيل المستحيلات ومن هنا علينا ان نفهم ان شعارات حماس وحزب الله وووالخ هي معجزة من المعجزات لو كنت تمتلك فطنة سياسية او فكرية بسيطة ومعنى هذا ان هذه الحركات الاسلامية اجهزة اخرى وسلاح مدمر بيد الصهيونية والاستعمار العالمي لاحتواء الجماهير التي تنشد الحرية والتي فقدت ثقتها بقوى التحرر الحقيقية منها ( الجماهير البسيطة ) وبعض المثقفين الانتقائين او المثقفين من تجار الحروب الذين يرون في الفوضى في اي منطقة مصدر عيش سهل وديمومة لهم على هذه الوسيلة للعيش التنبل على حساب الجماهير المغرر بها كما يحدث في فلسطين وغزة بالضبط وارجو ان لاتكون من هذه الشلة وفعلا استطاعت هذه القوى الرعناء من احتواء كم ونوع متميز من الجاهير المتطلعة الى غد جديد يحقق لها اهدافها المشروعة في الحياة الحرة الشريفة لكن هذه المنظمات لن تحقق لهذه الجماهير اي من الاهداف المعلنة كما انها لاتقاوم المستعمرين او الصهاينة لانها مطية لهم
سيدي العزيز
ان الحل الوحيد اليوم لصعود قوى اليسار الحققية الى السلطة هو بناء انظمة ديموقراطية علمانية تعددية لجرد البساط من تحت اقدام النظام العالمي الجديد الذي استوعب من تجارب الماضي ان الحل الوحيد لمقاومة اي ثورة مسلحة لتغير اي نظام حكم يحتويه هذه النظام هو وضعه في دوامة من الفوضى كما يحدث اليوم ولقطع الطريق عليه وعلى كل من وجد في الوضع الفوضوي الجديد الذي خلقه النظام العالمي الجديد من مثقفين مدعين وتجار حروب على قوى اليسار العمل وفق هذا المنظور وهذا الهدف الذي سيمكن هذه القوى من تحقيق اهدافها سلميا دون اللجوء الالسلاح لان سفك الدماء لن يجدي اليوم كما لم يجدي في الامس القريب اما رؤية كاسترو فالرجل لايمكنه ان يتكهن بما سيؤل اليه الغد القريب اما مسالة قيام حرب نووية في المنطقة فتلك واحدة من دعابات المثقفين الانتقائين لانهم يدركون حقا ان اي حرب من هذا النوع سيحرق الاخضر واليابس في طريقه ولن يبقي على شئ وهذا يضر بمصلحة اي جهة تعلن او تقود مثل هذه الحرب والشئ الاهم الذي اريد ان الفت نظرك اليه هو الحرب الكلامية بين الصهاينة في اسرائيل والصهاينة في ايران فهم ينشدون الديمومة وليس الفناء لان الفناء معناه انهم سيفنون انفسهم وهذا يستحيل فعله لان القادة في كلا الدولتين لايغامرون بحياتهم فهم يعملون من اجل البقاء والتمتع بهذا البقاء وهم صنف واحد ومن طينة واحدة . على اية حال اليسار العربي اليوم هو بخير وبكل خير وكثير من احزاب اليسار تحاول جهدها مراجعة اجندة الماضي وغربلة كل ماحدث للوصول الى فهم جديد لوافع الحال اليوم لانهم محكومون بالمتغيرات وان لم ينصاعوا للغتير في اجندتهم بما يخدم ديموتهم معناه انهم حمقى لايختلفون عن بعض من يدعون انفسهم مفكرين ومثقفين والجماهير الشعبية بعد كل هذه الانتكاسات عبر كل هذا الزمن الاكثر من نصف قرن سيعرف الحق من الباطل وماينفعه ومايضره وما على المفكرين امثالكم الا احالة انفسهم على التقاعد وكفاية نكاية بالمواطن العربي الذي انهكته تنظيراتكم وشوشت عليه افكاره وجعلته يتخبط في عتمة قاتمة رحمة بانفسكم وبالشعوب العربية لان التاريخ في الغد سيلعن اي باطل .
اكدوا على قيام انظمة حكم علمانية تعددية خلوة من اي توجه شوفيني ديني طائفي عرقي لتقطعوا الطريق على المتاجرن بمستقبلكم ومستقبل الاجيال القادمة لان الصراع المسلح اليوم لن يقود الا الى كومة رماد تدل اننا كنا يوما ما شعوبا مغفلين متطرفين حمقى .


46 - رد الى: نوئيل عيسى
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 06:58 )
-أستاذ يوئيل ،لم أتردد في إتاحة المجال أمام نشر وجهة نظرك المستفيضة،على الرغم من بؤسها،ولكنني ترددت في الرد عليها.
في كل حال،أود أن أقول لك مجدداً، بخصوص مسألة التحالفات،أنه يمكن التحالف حتى مع الشيطان بخصوص أهداف محددة جدأً قد يكون ثمة تقاطع حولها.ولكن من دون إيهام أحد بأن الشيطان أصبح طيباً،ولم تعد له قرون حادة سوف يغرزها في قلب الناس المساكين والمغرَّر بهم.إنه القانون الذي يتطلب منك التلاقي ،في الطريق إلى أهدافك الكبرى، مع رفاق درب،على نقاط خاصة جداً،وواضحة،ومعروف إلى أين يمكن أن تصل،وذلك على أساس القاعدة المشهورة لدى الثوريين،ألا وهي الضرب معاً والسير على حدة.يمعنى آخر قد نلتقي مع أوساط في البرجوازية على موضوع الحريات الديمقراطية في البلدان الديكتاتورية،ولكن في الوقت نفسه الذي نحذِّر فيه جماهير شعبنا من حقيقة الطرف الذي يجري اللقاء معه ومحدودية هذا اللقاء،مع الاحتفاظ الكلي بحقنا في التشهير بالحليف المؤقت هذا،في كل ما يتناقض مع مصالح هذا الشعب ،وكل الكادحين والمقهورين .ولكن في الوقت الذي نشدد فيه على ضرورة الامتناع عن الدخول في جبهات مع القوى الطبقية المعادية،ولا سيما حين تكون هذه بقيادة تلك القوى.مجدداً التلاقي معها يجب أن يكون مؤقتاً ,ومحصوراً بنقاط محددة ،ومع عدم خلط الرايات ،أي عبر الابتعاد عن كل السياسات التحالفية التي مارسها اليسار التقليدي الموالي لموسكو في ظل البيرقراطية الستالينية،هذه السياسات التي أدت إلى الكوارث التي تشكو أنت منها.
أما بخصوص القضية الفلسطينية،فلن أكرر ماسبق أن قلته أعلاه،على امتداد هذه المقابلة،بخصوص اليمين الفلسطيني الذي يبيع قضية شعبه بأسعار بخسة للغاية، ولن يصل مع تنازلاته التي لا حدود لها إلى أي مكاسب فعلية لهذا الشعب ،بل إلى مزيد من الكوارث والخسائر.
وبخصوص استخدام أو عدم استخدام السلاح ،فيعيدنا ذلك إلى كل تاريخ الشعوب وحركات التحرر والنضالات لأجل الكرامة البشريةوالعدالة ودفع الظلم عن المضطهدين.فلا مجال إطلاقاً لاستبعاد هذه الوسيلة التي يكون عدوك دائماً هو الذي يبادر إلى استخدامها،وعليك الدفاع عن نفسك بشتى الطرق والوسائل المتاحة .فإذا سلَّمنا بما تقوله يا أستاذ يوئيل ،لكان على الشعب اللبناني أن يمتنع عن أي عمل مسلح ضد إسرائيل،وينتظر الفرج من العمل الديمقراطي العادي ومناشدة العدو الصهيوني الخروج بسلام من الأراضي التي احتلها .وهو ما لم يفعله الشعب المذكور بل استخدم كل ما ملكت أَيْمانُه لطرد المحتل ونجح في طرده من دون قيد أو شرط.
ما عدا ذلك ،أنا لست ضد النضال لأجل بناء أنظمة ديمقراطية علمانية تعددية،بل أدعو إلى ذلك ،على العكس .ولكن طرقنا تختلف يا أستاذ يوئيل في الوصول إلى ذلك،فضلاً عن أننا لن نكتفي بهدف من هذا النوع،ونعرف أن أمامنا عالماً أوسع بكثير وأهم بكثير ،هو ذلك الذي تنتهي فيه إلى غير رجعة كل أشكال الاستغلال والقمع والظلم.
وأخيراً هنيئاً لك بهذا اليسار العربي الذي تعتبره بخير،وأنا لن أطمئنك كثيرأً ،إذ لن أحيل نفسي إلى التقاعد طالما ثمة من يعتبرون أن الموجود هو أحرى بالبقاء،وأنه أفضل الممكن.











47 - القائد صدام حسين
جاسم الجبوري ( 2010 / 11 / 13 - 21:30 )
هذه الايام يصادف ذكرى اعدام القائد صدام حسين اقوى رئيس عربي واجه الصهيونية والامبريالية , الا تدين جريمة اعدامه رفيقنا المناضل كميل داغر؟


48 - رد الى: جاسم الجبوري
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 10:34 )
الأستاذ جاسم
لقد أوضحت في ما سبق من ردود الموقف الماركسي الثوري من عقوبة الإعدام،وبيَّنت رفض المنضوين في إطار هذا الفكر لللعقوبة المذكورة،وإدانتهم لمن يمارسونها،عارضاً مواقف كل من كارل ماركس وروزا لوكسمبورغ وليون تروتسكي في هذا الصدد.
بالمقابل ،وفي الوقت الذي أستنكر فيه إعدام صدام حسين، لا يمكن أن أبدي أي تعاطف مع أي تمجيد أو مديح للديكتاتور المشار إليه،ولتاريخه الحافل بما لايحصى من الجرائم ضد الإنسانية،ضد العراقيين بالذات ،وفي إطارهم ضد الشعب الكردي الذي كابد الأمرَّيْن من تلك الجرائم،ولكن أيضاً ضد الأمة العربية جمعاء،ولا سيما بفعل سياساته الخرقاءمنذ حربه على الشعب الإيراني ،وصولاً إلى احتلاله للكويت،وما شكَّله ذلك من تسهيلٍ العدوان الإمبريالي الغاشم والمجرم على العراق بالذات ،ومن هدر هائل للطاقات البشرية والثروات التي لا تُعوََّض،على مذبح جنون العظمة لديه.


49 - مداخلة 2
محمد دحنون ( 2010 / 11 / 14 - 01:23 )

الأستاذ كميل
تحيّة طيبة وشكراً على الرد التفصيلي! (أرجو ألاّ يكون الخطأ التقني في الموقع قد اقتطع قسماً كبيراً من الجواب؟!)
بداية أود أن أوضح لك أنني وإياك، من وجهة نظر مبدئية، نتشارك الاحتجاج على ظروف جائرة، وعلى واقع بائس، ومن هنا، وكما وضحّت في مداخلتي الأولى، أود أن أؤكد أنني أتبنى قسماً كبيراً من تحليلك للواقع العربي، الذي تضمن عرضاً تاريخيّاً نقدياً لمختلف القوى التي كانت فاعلة على مسرح الأحداث، والتي من هذا المنطلق، تتحمّل جزءاً من المسؤوليّة عن الوضع المزري الذي نعيشه (أرجو ألاّ ينم فهم الفكرة الأخيرة على اعتبارها رغبة في توزيع المسؤوليّة، ولكنها ذات علاقة بالمقطع التالي من مداخلتي!)
وعلى الرغم من النقاط المشتركة التي أشرت إليها توّاً، فإن هذا لن يمنعني من أن أصارحك بكوني وجدت نفسي مختلفاً معك مجدداً (بعد قراءة ثانية لردك)، ابتداءاً بالفكرة الأولى التي وردت فيه، إذا تقول أن الشعارات، موضوع حوارنا، رفعت في ظروف أقل تقدّماً بكثير، ومن قبل قوى يسارية عموماً (ماركسيّة ، قومية،...)، بالطبع لا يخفى عليك، أستاذ كميل، مدى حجم وفاعلية تلك القوى على الأرض في تلك المرحلة ( ربما حين لم أكن قد ولدت بعد!)، والحال هذه، ألا يحق لنا ـ أنا وأنت ـ أن نبدي حرصاً نقديا أكبر حول استيعاب طبيعة الظروف (أو الشروط) التاريخية والسياسية والاجتماعيّة والدولية التي أحاطت بعمليّة رفع تلك الشعارات؟ هل يمكن أن نغض الطرف عن مد يساري اجتاح العالم أجمع ودغدغ مشاعر الملايين من الجماهير المسحوقة (تعبيرك المفضّل) وأدّى إلى القول بما قاله غيفاراً (الذي أكن له كل الاحترام باعتباره كان يجسّد، في عصره، روح الشباب والثورة)؟ أليس الحرص النقدي، المشار إليه، هو الطريق الأسلم لاختبار راهنية هذه الشعارات هنا والآن؟ وبعد ذلك، هل يمكن أن تكون أزمة القيادات فقط، وفقط أزمة القيادات، هي وراء عدم تحقيق تلك الشعارات لأهدافها؟ هل يمكن أن نقبل، نقديّاً، بإرجاع الهزيمة التي مني بها كل من المشروعين القومي والماركسي إلى سبب واحد فحسب؟ أليس في الأمر الكثير من الاختزال والسياسوية؟
بخصوص الطبقة العاملة، لا أجد أن التحديد (الاقتصادي؟!) الذي تقدّمت به (الطبقة التي تبيع قوة عملها وتقبض أجراً بمقابلها) مفيد في رسم صورة واضحة لمفهوم الطبقة العاملة التي تعولون عليها أساساً في مشروعكم الثوري، أليس هناك محددات ثقافية اجتماعية لتلك الطبقة؟ وإن كان لا بد من الحديث عن طبقات فإني أجد أن مجتمعاتنا العربية (تكتفي) باثنتين: السلطة وزبانيتها (الأوليغارشيا) وباقي فئات الشعب؟
أما بخصوص البرنامج الذي (يتناسب مع مصالح أمتنا وطبقاتها الشعبية التائقة إلى الحرية والعدالة والكرامة)، والذي لا أعتقد أن المطلوب مني هو الإجابة عنه بنعم أولا وإنما الذهاب ببصيرتي إلى الوسائل والطرق والإمكانات التي تحققه والحكم من خلال ذلك على طبيعته العمليّة والممكنة، هذه طريق أجدى من وجهة نظري ومثمرة أكثر؟
أمّا فيما يتعلق بالمستحيل الذي يأتي فأقول: بما أنّ عمري يسمح لي بأن أكون غيفارياً (تشتعل الثورة في قلبه)، إلاّ أنني أفضّل (خيانة) نفسي لأن المزيد من النضج والمزيد من التجربة والمزيد من... الخطأ، شؤون تعنيني؟ شؤون تجعلني، ربما، أذهب إلى المستحيل، ولا أنتظره ليأتي !
مع المودة والاحترام


50 - رد الى: محمد دحنون
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 11:05 )
-من بعض الجوانب ،أوافقك الرأي ، أستاذ محمد ،بخصوص الظروف الذاتية الراهنة ،وإن كنت لا أنطلق في طروحاتي ،ولا سيما الاستراتيجية منها،من الوضع الجامد المتوفر في هذه اللحظة بالذات،بل من كون العالم حالة متحركة جداً،ويمكن أن يشهد قفزات كبرى ،في فترات قصيرة جداً ،أحياناً،ٍسواء بسبب التغيرات الموضوعية، غير المقتصرة على واقع البلد المعني ،أو المنطقة الداخلة في الحسبان،أو بسبب تلك المتعلقة بالوضع العالمي،ولكن أيضاً بفعل العامل الذاتي ،العائد إلى القيادة ،التي نوليها أهمية حاسمة،من جانبنا،ونجد أن ثمة حاجة قصوى لبنائها،في مكان اليسار المترهل ،والمهزوم ،الموجود إلى الآن.
إن الواقع القائم ليس وردياً ،بالتأكيد،ولكن -شجرة الحياة خضراء دائماً -،كما يقول الشاعر الألماني الكبير غوته.
في شتى الأحوال أنا لا أدعو للتمسك بأوهام،بل لإنضاج القوى القادرة على إحداث التغيير المنشود،مع السعي لتعجيل مجيء ذلك الاحتمال ،قدر المستطاع.
أخيراً،بخصوص ما لاحظتَه من انقطاع ، في نهاية ردي السابق،فأنتَ مصيب،إذ انتهى النص فجأةً،بسبب بلوغ الحد الأقصى من الأحرف المتاح الكتابة من دون تجاوز عددها.أما ما كنت أود قوله فهو أني غير مهتم بموقف أمثال محمود عباس ،على صعيد الحل المطلوب للقضية الفلسطينية،مثلما لم يكن الوطنيون والثوريون ليهتموا يوماً بموقف عملاء الاحتلال ،والمتعاملين معه.
وأخيراً،ربما كان مفيداً أن نستمر في تبادل الرأي،أنتَ وأنا،في القادم من الأيام.ولك تحياتي.


51 - الاممية الرابعة
نادية حسن ( 2010 / 11 / 14 - 08:35 )
اشكرك رفيق داغر حول الحوار الماركسي الممتع وللحوار المتمدن على استضافتك

الرفيق داغر كما هو معروف من تيار الاممية الرابعة وهو تيار ماركسي نضالي جريء , ومع هذا لم يتمكن من تحقيق نتائج كبيرة تنظيما وسياسيا في الوطن العربي.
هل يمكن لرفيقنا العزيز توضيح لماذا؟ هل هو بسبب سيادة فكر السوفيتي والاحزاب الشيوعية التقليدية ام خلل في اطروحات تيار الاممية الرابعة على المستوى العربي؟


52 - رد الى: نادية حسن
كميل داغر ( 2010 / 11 / 14 - 12:06 )
_سبق أن تلقيت ،خلال هذه المقابلة ، استيضاحاً مشابهاً تقريباً،وفضلت تجاوزه ،ربما لأني لا أود ،أيتها الصديقة ،الدخول في تقييمات لم أجدها مفيدة جداً،في هذا الحوار.مع ذلك ،وطالما ثمة اهتمام ، يبدو أنه يتكرر ، بتوضيح هذه المسألة ،فسوف أحاول تقديم تصور على هذا الصعيد أرجو أن يكون مُجدياً،إلى هذا الحد أو ذاك.
أولاً،إن ما تذكرينه من سبب محتمل يصُبُّ ،ولو بصورة جزئية ،في الحقيقة حول هذا الموضوع.وأنا أعني ما ذكرتِه بخصوص السيادة طويلة الأمد للفكر الستاليني،والأحزاب الشيوعية التقليدية ،الحاملة لهذا الفكر والمبشرة به ،والممارِسة على أساسه.مع كل التحريض والتشويه المقصودَيْن ، اللذَيْن كانت تستخدمهما هذه الأحزاب ضد الأممية الرابعة وأنويتها التنظيمية ، في المنطقة العربية،على الرغم من المواقف الرفاقية التي اتخذناها دائماً حيال تلك الأحزاب ،ولا سيما في لبنان.ولا أكتمك ما اعترف لي به أحد قادة الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً،ذات يوم ،بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق،وتحسُّن العلاقة مع الحزب المذكور.
قال لي :-لقد كنا ،يا رفيق، حتى تاريخ قريب، ننبِّه رفاقنا إلى ضرورة الحذر منكم وتجنُّب أي تقارب معكم ،على أساس أنكم عملاء للإمبريالية الأميركية-!!
ليس هذا هو السبب الوحيد،إذ إن الظروف الموضوعية المتراجعة منذ أواسط السبعينيات،ولا سيما مع بدء حرب أهلية طائفية طويلةفي لبنان،ومن ثم مع التقهقر الكبير في موازين القوى الطبقية،عالمياً،بفعل انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة المتحلقة حوله، لم تكن تساعد في نمو مشهود لتنظيمات ذات برامج ثورية.
مع ذلك فثمة وجود مؤثِّر لتنظيمين ماركسيين ثوريين (كلاهما ينسبان نفسيهما إلى الخلفية النظرية الخاصة ،ضمن ماركسية عصرنا ،التي بلورها ليون تروتسكي ودافع عنها بمواجهة ستالين والستالينية)أحدهما ينتسب إلى الأممية الرابعة،وله حضور فاعل نسبياً،بخاصة في منطقة القبايل،فيما الآخر ،حزب العمال،الذي تشارك في قيادته لويزا حنون،أوصل إلى البرلمان الجزائري في تاريخ سابق من تسعينيات القرن الماضي أكثر من عشرين نائباً،فيما هو يحافظ على موقف حازم من النظام القائم.
وفي المغرب،ثمة منظمة ماركسية ثورية،على علاقة وطيدة بالأممية الرابعة ، هي تلك التي تصدر مجلة المناضل/ة،ولها هي الأخرى حضور يزداد فعالية سواء بين العمال أو بين الطلاب،بوجه أخص.وظهرت مجموعات أخرى في أكثر من بلد عربي آخر ،من بينها مصر ،ولكنها سرعان ما تعرضت للقمع وجرى سحقها عملياً.ونحاول في لبنان أن نبني أنفسنا كتنظيم يطمح إلى أن يكون له دور أكثر فعالية، في المرحلة القادمة،ولا سيما بعد أن نجحنا في بدء تجربة وحدوية مع مجموعة ماركسية ثورية أخرى ،وذلك في إطار ما سميناه المنتدى الاشتراكي.وهو أمر تلا محاولة أخرى امتدت حوالى العامين لتوحيد اليسار اللبناني ككل،كان لنا خلالها دور أساسي.بَيْد أنها انتهت إلى الفشل، لأسباب شتى قد تكون لنا عودة إليها لاحقاً.


اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً