الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية في العالم العربي

حميد المصباحي

2010 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الطائفية في العالم العربي لها جدور فب التاريخ,لكن السؤال.هل هي وليدة التطورات التي يعرفها التاريخ البشري أم أنها نتاج اختلافات دينية اتخدت صبغة عرقية فيما بعد أم أنها بدرة استعمار كانت الغاية منها زرع الفرقة؟
هناك الكثير من الملابسات التي عرفها العالم العربي.فهل الطائفة هي كتلة تعتمد العرقي أ/ المدهبي؟أم أن المدهبي العرقي يأتي لاحقا كلحمة تبعد الإختيار,بحيث يصير المدهبي عرقيا لاخلاص منه؟
لا أحد يستطيع أن ينكر حاليا وجود مدهبين في العالم العربي امتدا حتى للعالم الإسلامي وهما الشيعة والسنة,أما باقي الفرق فقد اضمحلت مع الزمن,إما بفعل المضايقات أو التلاشي التاريخي,لكن ينبغي الإنتباه إلى أن هدين المدهبين ليس خالصا,فكل واحد منهما تنخره بقية من التوجهات الفكرية التي اعتقد انها انمحت من الوجود الحضاري للأمة الإسلامية,فالخوارج مثلا لازالت بعض أفكارهما موجودة في الإتجاهين معا.ودرجة التخلص من هده البقايا تطرح العديد من الأسئلة التي علينا إثارتها مستقبلا في مثل هده الحوارات والمقاربات,لكن هناك أيضا الفكر الإعتزالي,الدي كان الممهد الأساسي للفلسفة الإسلامية,وهو أيضا متقاسمة بعض مواقفه بين السنة والشيعة,بل إن أجوبته العقلانية حاضرة في عمليات التأويل في كل الفكر الإسلامي بما فيه حتى اتجاهات التصوف السني والفلسفي,لكن ماهي الغاية من كل هده المحددات وما هي قيمتها لفهم المسألة الطائفية في عالمنا العربي؟
إن الإختلافات التي لها جدور في التاريخ لا يمكن فهمها كما اعتقد الكثير من الباحثين إلا بإعادة قراءة التارخي بما استجد في العالم راهنا من المناهج,لأن الطرق القديمة في تدارس مثل هده القضايا لم تعد قادرة على فهم التوترات واستيعابها,بل إنها لاتزيدها إلا اشتعالا وتنافرا,فعلوم الخطاب عرفت تحولات مهمة,كتحليل الخطاب,الدي يعتمد على اللسانيات وعلم الإجتماع وحتى علم النفس وحفريات المعرفة,بل حتى الدراسات الأنتروبولوجية,كل هده العلوم والمناهج ولازال الباحثون يعتمدون المناهج العتيقة التي تزيد الفرق الدينية تباعدا بل وتناحرا فيما بينها,كما أن الباحثين يتهربون من التشنجات المدهبية خوفا من سلطة الفقهاء والأئمة المحتكرين للتأويل والحكم على الفرق,والغارقين في الإجتهادات التكفيرية وتلك التي تدعي لنفسها صلاحية تطهير الإسلام من البدع,ليظل نقيا من الشوائب,جامدا لايتفاعل مع متطلبا العصر,لكن عالمنا العربي في المرحلة الراهنة أنجب الكثير من المفكرين الدين جددوا في مناهج التأويل,مثل حامد أبو زيد ومحمد أركون وغيرهما,غير أن الجامعات في العالم العربي بصيغتها التقليدية لاتزال بعيدة عن استغلال مثل هده الإشراقات الفكرية لخلق تيارات فكرية,قادرة على فرض مراجعات على المذاهب الدينية لتندمج في دينامية التأويل الحديد للنصوص والموروثات المؤولة بصيغ أكثر قدرة على خلق حركة ثقافية تنويرية لا تلغي المذاهب,بل تعمل على تفعيل العقل فيها وتتحول مع الزمن إلى دينامية معدلة لقراءاتها من داخلها وليس من خارجها,وبدلك تصير السياسة وسيلتها الوحيدة لتفرض تطور الدهنيات على المجتمع بمشاركته وفعاليته,ويتم تحرير الديني من الحدود الفقهية الفاصلة بين المداهب والتأويلات العتيقة, لكن هل في مثل مه الحالة سوف تنتهي الطائفية من عالمنا العربي؟من المؤكد أن المسألة أكثر تعقيدا مما يظن بها,فالطائفية حاليا صارت مرتبطة بما هو عرقي أكثر من الإقتناعات المذهبية,مما يعمق المشكلة ويزيدها استفحالا,فالأسر تتسع لتصل إلى الرابطة القبلية وربما العصبة الممتدة حتى خارج الحدود السياسية للبلد,مما يخاق العديد من التوترات الإقليمية دات الأسس العرقية أو المذهبية المترابطة معها,فالرهان الوحيد هو حدوث نضج سياسي يعيد التوازنات المؤسسة على المصالح الإقتصادية ليقع الإصطفاف أو يعاد مرات عديدة في غياب التقاطبات العرقية المهددة لوحدة الأوطان والبلدان,مع إبعاد الديني عن معترك السياسية واستبدال رهاناته بالمصالح المدنية الإجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقترح
السّموأل راجي ( 2010 / 11 / 7 - 14:49 )
أقترح إضافة مقترح مهدي عامل في تعريف الطّائفيّة لنصّك أستاذ ولو سمحت لي من الممكن إعادة صياغته في ضوء تطوّر الطّائفيّة نحو تكفيريّة ورفض للآخر مهما كان

اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية