الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة صدق

محمد أبو هزاع هواش

2010 / 11 / 7
الادب والفن


إشترى أبو أحمد بنطالاً أحمر. حصل على ترخيص إستخدمه لشراء قميص من نفس اللون. مشى متخايلاً حتى وصل إلى مكان عمله في مطعم. دخل إلى المطبخ وإستبدل ثيابه إلى قميص أسود عليه إسم المطعم مع بنطال من نفس اللون كان قد إعتاد وضعهما تحت الحصالة الآلية التي عمل عليها كل يومه. تمنفخ كالعادة على من يشتغل في داخل المطعم وجلط عليهم كثيراً حول أشياء متعددة. لم يعرف أبو أحمد ماهو الصدق في حياته، فهو كان يكذب بإستمرار وحول أي موضوع ومع أي شخص من دون حساب. كان يكذب على أبوه ووالدته وأخواته وكل من عرفه وفوق كل ذلك زوجته التي تزوجها والتي يصاحب عليها الآن عدة نساء. كذلك، كذب على ربه ولم يصلي كما يدعي وكتب الأدعية مشلوحة تحت الكاش ريجستر أيضاً مع مايتبقى من نبيذ الزبائن يحتسيه عادة بعد العمل مع شلة المطبخ من المكسيكان ومن ذوي الجنسيات الأخرى. إتصلت زوجته وأخبرها بضعة كذبات حول كل شيئ، فقال لها بأنه قد سهر كل الليل يدرس لجامعته مع أصحابه وفي الحقيقة كان يحاول إصطياء النساء في بارات المدينة الغربية التي هاجر لها. جلط عليها وقال بأنه يحبها وإدعى أنه مغرم بها، وعندما سألته لماذا لاينام معها، لم يقل لها بأنها سمينة وأقل من متوسطة الجمال وأكبر منه بعشرين سنة وعلاقته إستغلالية تماماً معها، بل صرح لها بأنه تعب من العمل والدراسة. سألته عن ماذا بإمكانها مساعدته فجاوبها بطلب المال للحاجات الدراسية. كان قد رأى حذاءً أحمر يريد شراءه. بعدما نجح أبو أحمد بتشليح زوجته المغفلة بضعة دولارات ذهب إلى الحمام وتفقد شعره وشكله وكذلك تفقد القميص الأحمر الذي أخذ يقيسه ومن ثم يخرج ليريه للعم علي الذي أتى في ذلك الوقت للعمل كنادل. ضحك العم علي ولم يعر أبو أحمد أي إهتمام فصلاة الظهر حان وقتها، وهو كان في إنتظار الحمام كالعادة ليتوضأ ومن ثم يصلي في القبو قبل مجيئ الزبائن. كذب أبو أحمد على العم علي وقال له بأنه قد صلى ومن ثم مسك كتاب الأدعية من تحت الطاولة ووضعه فوق كيس البنطال الأحمر ليحميه وليلتزم بما إعتقد به طول حياته وهو أن كتب الأدعية فوق كل شيئ. لم يضع كتاباً فوق أي كتب الأدعية التي أعطته إياها أمه وسأله عنها وعن الصلاة والدراسة أبوه. على سيرة أبوه ففي آخر مكالمة أخبر أبو أحمد والده كذباً أن الدراسة لاتزال محور حياته، وكذلك أخبرهم بأنه قد قبل لدراسة الطب من أحسن جامعات المدينة. كالعادة صدق أهله البلهاء كذبه ونشروا عنه بأنه مثال الأخلاق الحميدة. إما عن الأخلاق الحميدة، فقد أتى في تلك اللحظة زبون سأل أبو أحمد عن حساء العدس فذهب إلى المطبخ وإبتدأ بتسخين الحساء وعاد للتكلم مع الزبون الذي يعرفه فكذب عليه حول أمور عديدة كالعادة وعندما رجع لتفقد الحساء وضع إصبعه كعادته داخلها ليعرف درجة الحرارة وإذا كان عليه أن يسخنها أكثر. بالطبع كان أبو أحمد وسخاً بكل معنى الكلمة ووضعه لإصبعه في حساء الزبائن لم يكن سوى إنعكاس حقيقي لماذا في داخله. عندما أيقن أبو أحمد بهذا سر بلحظة الصدق هذه للحظة واحدة تذكر بعدها أن الحمام غير مشغول وبإمكانه تصليح شعره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب