الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن لفظنى ولكن الحوار المتمدن أحتضنني

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2010 / 11 / 7
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


الوطن لفظنى ولكن الحوار المتمدن أحتضنني
1
كنت أتوهمُ بأن لى "وطن"،
أومواطن فى "موطن".
كنت أتامل كثيرا فى هذا اللغز المحُير،
منذ نعومة أظافرى
2
فى المدرسة كانوا يُعلموننا:
أناشيد تُمجد الوطن
تُغنى بجمال الوطن
ببهاء الوطن
بقدسية الوطن
3.
فى البيت أوفى طريقنا الى نُقرة السلمان
أو الكوت أو بعقوبة.......
كنت أسأل جدتى : لماذا أبى مسجون فى هذه السجون البعيدة؟
لأنه يُناضلُ من أجل الوطن.
من وضعه فى السجن يا جدتى؟
الحُكومة.
أصبحت الأشكالية بالنسبة لى، و أنا طفل، ثلاثية الأبعاد:
الوطنْ، النضال، الحُكومة.
4
أول محاكمة حضرتها كانت فى قاعة المحكة الكبرى فى بغداد،
عندها كان عمرى ثمان سنوات.
حضر المتهمون ورؤوسهم كانت مرفوعة:
تحت حراسة شديدة
تُقيدُ أياديهم وأرجلهم سلاسل ثقيلة
وملابسهم خشنة
وقفوا فى صف طويل
ومن ثم حضرت هيئة المحكمة الموقرة:
وكانت التهمة الهروب من السجن صغير الى سجن أكبر
بعد أن كرر القاضى سؤاله عدة مرات
أجابه أحد السجناء بنفس الجواب
لجأ القاضى الى الشتيمة
للخروج من المأزق
رد علية السجين بفردة نعال
لأنهاء المسرحية
رُفعت الجلسة العلنية
لتُجرى المحاكمة بعيدة عن الأعين والألسن
5
فى طريق العودة الى أربيل بالقطار ليلا:
لماذا حاول هؤلاء الهروب من السجن يا جدتى؟:
من سجن صغير الى سجن أكبر، من قفص صغير و ضيق الى قفص أكبر!!
هل ليعودوا الى بيوتهم؟
لا لا،لكى يناضلوا من تحت الأرض
لأجل من؟
لأجل من هُم فوق الأرض
6
كلما مر الزمان وتقدمت الأمم والأوطان
وعقارب الساعة، عندهم، تتتقدم الى الأمام
أما، عندنا، فى القفص الكبير:
عقارب الساعة أخذت تدورالى الوراء
تراجع حال الأنسان وازداد سقمه بمرور الزمان
ثم جاءت طبقة "مرجان أحمد مرجان" *
طغت وهتكت وفسدت وسرقت وقتلت وفرهدت
وترفض أن تبقى فى القفص حتى "جيهان"
حولوا الوطن الى كعكة مُهانة
تلتهمها، بشراهة، أسراب جراد تمشى على ساقين
ومعدة لاتمتلئ
وأخرجوا الحُلم و القضية من العقول و القلوب
ووضعوها، ببطولة، فى الجيوب
يطغون، بقسوتهم، ويمكرون لقلة ماء وجوههم
متربعون فوق الأرض بصلافة
ليُفرهدوا ما فى باطنها بدون رحمة
7
أسوأ الأنظمة التى عايشتها هى:
دكتاتورية بدون دكتاتور، من سماتها:
جرائم بدون مجرميين؛
قتلى من دون قتلة؛
سرقات من دون لصوص؛
خيانات من دون خونة؛
المسؤوليات كلها مُعلقة على الشماعة
..............
8
أما نحن :
بعد أن عبرنا البحر بقارب يقوده رُبان سكير
"ومن يركب البحر لا يخشى من الغرق"
"قد مضينا نبدل بلدا ببلد أكثر مما نبدل حذاء بحذاء."
كما فعل بريشت
9
بعد أن حطينا الرحال فى المهجر
بقت عيوننا مُحلقة فى أفق مظلم:
لنبحث عن ضوء فنار
ونسترق السمع:
عسى أن نسمع تغريدة شجية لبلبل شارد
ونفتح أزار قمصاننا:
قد تمرعلى صدورنا نسمات هواء غير مسمومة
ظلت طريقها
10
وبالصدفة لمحتُ ضوءَ من بعيدْ
وأقتربت ثم اقتربت وتعجبتْ
واذا بى أمام منارة عالية فوقها فنار متألقْ
أنشأها "منقذ" من أكرى
لم يستهويه العمل كسجان فى سجن أكرى
ولا طبالاَ فى جوقة الطبالين
ولا جراحا وخبيرا فى عمليات التجميل السياسى
وبدلا من ذلك بدأ ببناء منارة ترتفعْ وتعلوا مع الزمنْ
لتصل الى أعالى السماء
ويزداد الفنار توهجاَ وألقاَ كل يومْ
تسطع فى الليل كما فى النهار
وازداد عجبى وتعلقى به يوما بعد أخرْ
بسببه قلصتُ ساعات عملى التى تعتمد عليها معيشتنا
ولم أعرف السرْ
ولكننى بعدما استمعت الى:
حوار الدكتور جون نسطة نائب رئيس مؤسسة ابن رشد فى الأذاعة الألمانية حول دوافع منح الحوار المتمدن و رزكار عقراوى جائزة اين رشد لعام 2010 عندهاعرفت السبب!!!!!!!!!
"اذا عرف السبب بطل العجب"
خسرو حميد عثمان
20101007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل