الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتفاوض نيابة عن العراقية؟

حسين علي الحمداني

2010 / 11 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصورة مفاجأة وعكس التوقعات وجدنا بأن السفارة الأمريكية تتدخل في شأن عراقي داخلي بحت إلا وهو تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، وعلى الرغم من اتضاح الكثير من ملامحها عبر الوصول إلى أطر دستورية ما بين التحالفين الوطني والكردستاني خاصة بعد أن قدم السيد مسعود البارازاني ورقته التي سعت لتأكيد وصياغة المفاهيم المشتركة للشراكة الوطنية في إطارها الدستوري وبعيدا عن أية تجاوزات ممكن أن تحصل على الدستور تحت مسميات عدة أبتدعها البعض بغية تحقيق أهداف ضيقة وفئوية لا تتعدى مرحلتها .
نقول بعد كل هذه المشاورات وتقريب النظر وإيجاد قواسم ونقاط التقاء مشتركة بين مختلف أطياف الشعب العراقي ، نجد بأن السفارة الأمريكية في بغداد دخلت على خط تشكيل الحكومة العراقية عكس الاتجاه العام الذي أعلن في واشنطن ومن قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلنتون والناطق باسم البيت الأبيض بأنه الإدارة الأمريكية تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يمكن أن تتدخل في شأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وهذا يعني إنها لا تتدخل في تشكيل الحكومة ولا تحاول دعم طرف على آخر ، خاصة وأن مبادرة نائب الرئيس بايدن بعد إعلان النتائج في نهاية آذار الماضي والتي حملت مشروع تقاسم السلطة بين القوائم الفائزة لم تجد الأرضية التي تنمو فيها مما جعل بايدن والإدارة الأمريكية ينأون بأنفسهم عن طرح مبادرات جديدة غير قابلة للتطبيق وسط تمسك الكثيرين بآرائهم رغم إن السياسة كما يعرف الجميع هي فن الممكن .
فما الذي يحصل الآن ولماذا تحاول السفارة الأمريكية أن تضع نفسها بموقف المدافع عن قائمة بعينها ونقصد هنا القائمة العراقية ؟ رغم إن قيادات هذه القائمة وما أكثرهم يرفضون مبدأ (الكتلة البرلمانية الأكبر ) من جهة ومن جهة ثانية رفضوا مرارا منصب رئيس الجمهورية وبشكل علني ، وأخيرا رفضوا المشاركة في الحكومة القادمة . فلماذا تصر السفارة الأمريكية على التدخل في مفاوضات تشكيل هذه الحكومة ؟ هل أمريكا متخوفة من عواقب غياب القائمة العراقية ؟ أم تجدها تسعى لإيجاد توازنات بين الكتل ؟
الجواب الحقيقي يكمن بأن زعماء القائمة العراقية لم يستطيعوا إدارة ملف الحوارات مع الكتل الأخرى بسبب تعدد مرجعياتهم من جهة ومن جهة ثانية تشعب التيارات المنظوية في القائمة مما جعل صعوبة إيجاد قرار موحد يتفق عليه جميع أعضاء القائمة ، ولم يستطيعوا إيجاد قواسم مشتركة تجمعهم وهذه الكتل والتحالفات ، ومنبع فشل حوارت القائمة العراقية مع الآخرين هي تمسكها بالسقف الأعلى للمطالب دون أن تمنح نفسها مراجعة لهذه المطالب وتركت الباب مفتوحا لتحالفات جديدة – قديمة بين التحالف الوطني والكوردستاني للوصول لورقة عمل من شأنها كسر الجمود في العملية السياسية في البلد ، وبالفعل توصل التحالفان لصيغ مشتركة كثيرة ونقاط التقاء كبيرة كانت العامل الأساسي في إصدار بيانهما المشترك بالاعتذار عن المبادرة السعودية والاتجاه صوب الحلول العراقية المطروحة خاصة ما يتعلق بورقة أو مبادرة السيد مسعود البارازاني التي فتحت آفاق كبيرة لبلورة رؤى سياسية من شأنها أن تخرج البلد من أزمته هذه .
لذا نجد السفارة الأمريكية تحاول أن تمارس دور المفاوض البديل عن القائمة العراقية ، وهذا التصرف مرفوض لأنه يمثل تدخل سافر وعلني في الشأن العراقي وأيضا عدم السماح للمبادرات الوطنية العراقية بأن تأخذها مداها في النقاش والتطبيق بعيدا عن الضغوطات الخارجية ، خاصة وأن شعب العراق وقادته كما يعرف الجميع يتحسسون جدا من تأثيرات الخارج مهما كان بما فيهم أصدقاء العراق ومنهم أمريكا .
إن هذا التصرف يضع مصداقية أمريكا بإنجاح مشروع الديمقراطية في العراق على المحك وإبرازها كداعمة لقائمة على حساب أغلبية برلمانية كبيرة جدا إذا ما جمعنا مقاعد التحالفين الوطني والكوردستاني ، الشيء الآخر والذي لا يمكن تجاهله هو منصب رئيس الجمهورية الذي رفضته القائمة العراقية لعدم وجود صلاحيات كبيرة له بموجب الدستور العراقي وبالتالي فأن قادة البلد لم يجدوا أفضل من فخامة الرئيس جلال طالباني لتجديد ولايته لما عرف عنه من وسطية واعتدال وحكمة من جهة ومن جهة ثانية فأن القومية الكردية استحقاقها الوطني هذا المنصب السيادي دستوريا والمعنوي أخلاقيا لقويمة عانت كثيرا من شوفينية الأنظمة الاستبدادية لعقود طويلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس صحيحا
ندى الرشود ( 2010 / 11 / 9 - 00:45 )
اعتقد بان جميع العراقيين يعلمون بان التحالف الوطني صرح مرارا على لسان ناطقيه بانهم لا يشاركون باي حكومة من غير القائمة العراقية ويعلم الجميع بان العملية السياسية والاستقرار لا يتحقق الا بمشاركة الجميع.المطالب الكردية ذات سقف عال ليس من السهل تحقيقها واذا كانت القوائم الاخرى قد وافقت عليها ببساطة لضمان وصولها الى السلطة .ان من تابع مجريات الاحداث منذ 2003 ولحد الان لا ينسى التصريحات كل يوم وكل ساعه على لسان الناطقيين الرسميين وغير الرسميين لكل حزب بدون استثناء والتناقضات الموجودة وعندما نوجه الانتقاد فيجب ان يتوجه للجميع وليس للعراقية فقط اما عن التدخل الامريكي فلهم كل الحق في ذلك لانهم اوصلوا اكثرية هولاء النواب الجهلاء الى قمة السلطة وهم من اسقطوا النظام السابق فهل يفعلون كل ذلك لسواد عيون العراقيين؟العالم كله يعرف الامريكان فليس هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة عندهم بل هناك مصالح دائمة .لم يبقى من الدول القريبة والبعيدة العربية والاجنبية الا وتدخل في تشكيل الحكومة والشان العراقي لاضعاف العراق ومن الطبيعي ان تكون امريكا على راس القائمة.انا لا اؤيد احدا من الاحزاب ولا اؤيد امريكا .

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله