الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثر الدين في الاصلاح

فادي فائز

2004 / 9 / 15
اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت


عن ماذا يبحث الانسان العربي؟ ما هي اهدافه و طموحاته؟ لاي الاشياء يعطي ولائه؟ كل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابة واذا توصلنا اليها فانا على يقين اننا سنخوض في صلب الموضوع بل سنصل الى الاسباب الحقيقية.
لقد اتهمت اليسارية و العلمانية و الديمقراطية بالكفر و الالحاد على مدى التاريخ العربي الحديث بل وقد حاول المتهمون الاستناد الى احاديث شرعية لعمل هذا بل حتى الى تكفير من يؤمنون بها . و للاسف فقد جاء هذا الاتهام على يد شريحة كبيرة من الناس و المشتغلين بالدين وهو الى حد الان يجد له قاعدة شعبية واسعة من المتخلفين و الجهلة العاجزين عن التفكير.
لقد اصيبت الحركات المذكورة كاليسار و العلمانية بالكساد و ضعف الاسناد و ذلك نتيجة لتامر الدولة و الدين و في حقيقة الامر انا اعتقد ان هذا المعسكر هو المعسكر الوحيد الذي وقفت فيه الدولة و الدين سوية (الكلام هنا ينطبق على الدول العربية و بعض الدول الاسلامية و لكن لا يشمل ايران ).
لقد جبل الانسان العربي و تقولب في قالب المتلقي غير المساهم في سياسات الدولة و حينما كانت تظهر بعض الحركات المطالبة بالاصلاح و التغيير ,كانت هذه الحركات تتهم بالعمالة لصالح الدول الاجنبية و لصالح المصالح الاستعمارية لتلك الدول الكبرى و قد كان لوجود الانسان العربي في قالب المتلقي سبب رئيسي وهو تأليه الحكام العرب و تنزيههم عن الخطىء.
قد اقول بعض الاقوال و قد اتهم بالكفر و الالحاد و لكن لابد من قول الحقيقة وهي ان الدين سبب مشكلة الدول العربية ان العرب حينما يتهمون اوربا بالرجعية في القرون الوسطى و بسيطرة الكنيسة على سياسة القارة في تلك الفترة كان من الاجدر بهم ان يصلحوا من سياساتهم الداخلية .
فاذا كانت الكنيسة قد ارتكبت خطأ معينا في تلك الفترة فان العرب الان و كل حاكم عربي هو كنيسة قائمة بذاتها لا يقبل النقاش فهو الاسلام الصحيح و هو الخليفة القائم بأمر الله المسؤول عن راحة هذا الشعب و باقي الحركات الاسلامية تتهم بالزندقة .
و في المقابل فان اقوى الحركات الاصلاحية القائمة في العالم العربي هي حركات اصلاحية اسلامية في جوهرها و هي تقوم بنفس دور الحاكم فهي المنزهة عن الخطأ و بين هذا و ذاك يقف الانسان العربي بين المطرقتين فهو بأنظمامه الى اي من المعسكرين يقف موقف الالحاد بالدين لان الطرف الاخر هو الطرف المنزه.
اذا ما الحل ؟ الحل فعلا هو فصل الدين عن الدولة وزرع البذرة الاساسية في عقل المواطن العربي وهي ان الدين ليس السبيل الوحيد لاصلاح الوضع الفاسد و بهذا نكون قد فتحنا سبلا عديدة امام المواطن العربي لابتكار طرق اخرى عوضا عن التكفير بل تقبل الطرف الاخر و محالة الوصول الى حل وسط يصب في المصلحة العامة للوطن و المواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30