الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن أبو عاصي... سنديانة حمراء نتفيء بظلالها

وليد العوض

2010 / 11 / 8
القضية الفلسطينية


في زمن الشتات الغابر حين كنت في ريعان الشباب أتلمس طريقي مبكرًا للانخراط في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني لشعبنا كنت أبحث بين ثنايا الكلمات عن بوصلة أهتدي بها لأختار الطريق الأصوب ، طريق الكفاح الوطني لنفض الغبار المتكدس في مخيمات اللجوء التي أثقلتها سنين النكبة والعيش في المنافي، كنت يافعًا استطرق السمع لصولات وجولات المناضلين من الشعوب أقرأ بنهم تجاربهم ،شدتني بقوة روايات الحرب الوطنية العظمى التي خاضتها شعوب الاتحاد السوفييتي، تنقلت بين صفحات الكتب باحثًا عن تجربة مماثلة أو متقاربة لدى الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني بالذات، وما أن قرأت كتاب معين بسيسو "دفاتر فلسطينية" يومها عرفت الطريق _ طريق الكفاح الوطني _بأفقه الديمقراطي التقدمي واخترت الانضمام للحزب، حزب الطبقة العاملة حزب الكادحين والفقراء والفلاحين والمثقفيين الثوريين حزب العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة ، حزب النضال بصدق من أجل العودة والحرية والاستقلال، وخلال السنوات الطوال كنت أبحث عن أولئك الرجال الذين تحدث عنهم معين بسيسو بين دفتي كتابه، أسعفني دون غرور، مثابرتي وحيوتي وحرصي على البحث دون كلل أو ملل عن هؤلاء، وأستطيع القول أن رغبتي هذه تتحقق لكن ليس بالوتيرة التي أتمناها. فالتقيت من هذا الرعيل، رعيل السنديانات الحمراء بصهباء البربري، وأبو سلطان حميد، ومحمد عيسى جابر، وفريد أبو وردة، ومحمد حسن النجار، والحج شعبان مهنا، وحسن خير الدين أبوشعبان، وأحمد أبو رمضان، وياسين قفة، ورمضان العصار ، وابوجعفر فلفل ،وعبدالله أبو العطا،، التقيت بهم بعد أن كنت سابقًا التقيت الرفيق أبو حيدر في زمن الشتات المقيت، التقيت بهم فرادى واستمعت لهم بشغف ومن معينهم الذين لا ينضب اغترفت الكثير من القيم، قيم الإنسانية الحقة قيم الحرية وصلابة الموقف في النضال من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية، قيم الوفاء لشعبنا وكادحيه اغترفت ومازلت أنا ورفاقي نحن أبناء الجيل الثاني والثالث في الحزب بحاجة للكثير من هذا.
مؤخرًا مساء الخميس الموافق 4-11-2010 قادتني الحاجة الملحة والرغبة الكامنة للقاء سنديانة أخرى من سنديانات فلسطين الحمراء هذه ، إنه لقاء طال انتظاره بالنسبة لي على الأقل فقد زرت بصحبة ثلة من رفاقي المناضل الوطني التقدمي حسن أبو عاصي (أبو ياسر) في بلدته بني سهيلا (منطقة الزنة)، وفي حضرته حين بدأت كلمات العتاب تنهمر من شفتيه شعرت بالخجل واعترفت أمامه إننا مقصرين حتى النخاع، لكننا حريصين على وصل ما انقطع ، ابا ياسر لم يترك بدماثه خلقه وعذوبة لسانه لنا أي مجال للحديث فكيف لنا ذلك وهو من يختزن بين ضلوعه وقلبه الكبير تجربة من أكثر التجارب صدقًا وكفاحية لشعبنا وحزبنا، حدثنا عن أبو فراس النجاب، وعن معين بسيسو وعن صولات وجولات عديد من الرفاق كنا قد عرفناها بين ثنايا الكتب واليوم نعرفها من الذين عاصروها بل واكتوت جلودهم وهم يخطون سطورها المضيئة بكلمات من نور ونار تلك السطور التي نفتخر ونعتز بها ما حيينا .
أبو ياسر هذا السنديانة الحمراء، لم يوفرنا باي حال من الاحوال فوجه لنا النقد الذي نستحقه ،حدثنا بألم وأمل عن تلك الأيام الخوالي التي كان فيها الحزب عنوانًا للعطاء والتضحية و تناول من أحد أبناءه أو حفيده ملف كامل كتب فيه كل خواطره وعدد من قصائده التي لم ينشرها بعد يحاكي فيها الرفاق والحزب ومعين بسيسو قرأ ا ويداه ترتجف انفعالاً بعضا من النصوص وكأب حنون إغرورقت عيناه بالدموع وهو يتلو مطلع قصدية وهل ازعجتكم يا رفاق ، في تلك الزيارة كنا عشرة رفاق من قادة وكوادر الحزب لم نمل من الجلسة معه وهو يحدثنا بلطف وطيبة قلب لكن أيضا بلوم نستحقه دون شك، خلال تلك الامسية الرائعة شعرت بخجل كما ذكرت وتيقنت كم نبقى نحن ابناء الجيل الثاني والثالث صغارًا أمام هؤلاء السنديانات الحمراء في حزبنا وشعبنا.
[email protected]
8-11-2010
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طوبى للفروع الأصيلة
جريس الهامس ( 2010 / 11 / 8 - 15:29 )
التي لاتنسى ولاتنفصل عن جذورها في هذا الزمن الساقط رحم الله شاعرنا الرفيق معين رفيق جامعة دمشق وتحية لجميع سنديانات أرضنا المحتلة وفروعها مع الحب - جريس الهامس - لاهاي


2 - بادرة طيّبة
السّموأل راجي ( 2010 / 11 / 8 - 17:21 )
بادرة طيّبة ونتمنّى فعلا على كلّ الأجبال التي سبقتنا للنّضال الثّوري أن تكتب مذكّراتها حتّى نستفيد منها ويتسنّى لنا تذكّر من فقدناهم وتأبين كل فقيد للفكر اليساريّ


3 - تحية صادقة للسنديانات الحمراء
مريم نجمه ( 2010 / 11 / 9 - 13:10 )
أحلى هدية وحب وتقدير مقالك الرائع الزميل وليد عوض .. لهذه الجذور الكفاحية التي سمّدت أرض النضال الفلسطيني ومازالت صامدة أمام أعاصير الإقتلاع التسونامية !!
مع الشكر والتقدير للأستاذ الفاضل وليد
تحياتي


4 - شكار لكم ولتعليقاتكم الطيبة
وليد العوض حزب الشعب ( 2010 / 11 / 11 - 16:06 )
شكرا لكلماتكم الطيبة التي تعبر ايضا عن وفائكم لرواد المسيرة
وليد العوض

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا