الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحي مجزرة كنيسة سيدة النجاة(1)

سامر عنكاوي

2010 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



تهاوى الرجال يعانقون يقبلون ارض العراق الحبيبة آخر ما رأت عيونهم الحائرة التي تبحث عن سبب او مغزى حين سالت الدماء الحارة على مذبح الكنيسة وأسكتت النساء المتحسرات وقطفت الورود الغضة وذبحت البراءة والإنسانية والطفولة برصاصِ غادرٍ من إرهابيٍ لئيم وسكين أعمى يبحث عن الضحية الإنسان قربانا يقدمه لإلهه كفيزة او سمة دخول الى الجنة.

لن نرى ثانية تلك الوجوه المنورة بالمحبة التي تجسد أبجدية طيبة شعبنا وعشقه تراب وطنه صدقا.

إنَّ نفرا ضالا يُعمل سيف همجيته ودمويته فينا، لن يؤثر في مواقفنا وعمق محبتنا وعشقنا عراقنا الذي شدناه من أول أجدادنا بُناة الحضارة حتى آخر ضحايانا فداء هذا العشق الأزلي الأبدي فروح المواطنة المزروع فينا منذ القِدم ما زال ينمو ويكبر شامخا بنا حتى أعالي قباب كنائسنا البهية بتربة تحيا فيها وبها...
ولكن،
أليس من حق صرخات الضحايا أن تعلو وأن نستعديها مرات ومرات كي لا تتكرر ببرودة أعصاب السفاحين القتلة؛ إن بعض تلك الصرخات والتأوهات ما زال أنين آلامها يسائلكم:

ما هو الدافع القاهر لارتكاب جرائم بهذا الحجم؟
ما هي الايدولوجيا او العقيدة التي تشرعن هذه الجرائم؟
ومن يتحمل مسؤولية تكرر تلك الجرائم البشعة؟

هل هو الإرهابي مغسول الدماغ الموجه بالرموت كونترول أم من يقف وراء توجيهه وتصنيعه وأسلحته القذرة؟ أم متماهل مقصر في واجب الحماية أم من يقف وراء واجب إعداد الحماية الكفء ولا يفعل؟ أم .. و أم غير هذا وذاك أم جميعهم وكيف تتلاقى الأضداد في ارتكاب جرائم كتلك البشاعات...
أسئلة ستبقى تعلو بأصوات الضحايا القرابين وفي أروقة الكنائس والمعابد، تنتظر الإجابة لوضع معالجات وحد حاسم نهائي لنهر من دماء الأبرياء.

عني أنا وقلمي وضميري اسمحوا لي أن أضم صوتي لسيمفونية الأنين والرحيل الفاجع وأن أترك بعض كلمات قد تصب في حل أو معالجة أو ما يساعد للوصول إليه وبالتأكيد يبقى الباب مفتوحا بل مشرعا لكل الآراء لأسرع وأنجع الحلول.

باعتقادي ان الذي دفع هؤلاء الأوغاد الى قتل الأبرياء هو الإيمان المتطرف بالغيب الذي ليس له شكل او ماهية، لا يقول ولا يتكلم, ولا يمكن لأحد ان يعرف عنه شيئا مؤكدا, وبالتالي يمكن لكل من يريد ان يتصور وأن يبني على هذا التصور محبة او قتلا.

وقد تصور الذين في الكنيسة واختاروا المحبة والسلام والاخوة بين البشر لتساوقه مع الطبيعة البشرية والجوهر الإنساني وهم يعتقدون بان هذا ما يريده الله من خلق العالم,

وتصور الإرهابيون واختاروا القتل وطريق التوحش والهمجية فباتوا بطريقة الاعتقاد بأنهم جنود الله الغاضب القوي الرهيب يبيدون كل مخالف ومختلف مصرين على أن الله يريد ذلك فتقربوا بالعنف الدموي والموت منه.. إنهم عمي لا يبصرون ما يشيعونه من خراب ودمار ومن تقتيل للنفس التي حُرّم قتلها وهم يشيعون بغير حساب إرهابا وتقتيلا لأرواح بريئة ولا حساب لعذابات أحبتهم وأمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم.

المتهم في مثل هذا الموقف الإرهابي الأبشع هو تنظيم القاعدة الإرهابي (الدولة الإسلامية في العراق) باعترافهم وعلى صفحاتهم الالكترونية واستدلالا من مواقفهم المعروفة تجاه الدين والحياة والبشر, ولا يغفل أي عراقي تحالف القاعدة والصداميين وإيران لاتفاق المصالح وتقاطعها وتقاطعهم جميعا مع ما يتقولون ويزعمون من مصالح الأمريكان.

ولكن ! وآه من كلمة لكن!
الأجهزة الأمنية طرف آخر بالمعادلة, فهنا سؤال يطرح نفسه :-

هل الأجهزة الأمنية متفرغة وبتركيز عالي للحفاظ على حياة الناس من الإرهاب والقتل ام هي مشتتة بين مهام كثيرة منها:-
1- الصراع الطائفي للسيطرة على الدولة والمجتمع والحياة العامة.
2- حماية المسيرات المليونية التي لا يخلو شهر منها, وتستنزف اهتمام وقوى كبيرة من الجيش والشرطة وتبدد المال العام, وليس ليوم واحد او اسبوع او شهر بل على مدار السنة من اجل التحضير والتنسيق والتخطيط.
3- مشغولين بمحاربة المليشيات التي هي سبب خراب العراق وضعف الحكومة من جهة وفي الاشتراك مع صراعات تلك الميليشيات عبر الاختراقات.
4- الفساد المالي والإداري الذي أصبح سمة مميزة وعلامة بارزة للدولة العراقية.
5- المجرمين وقطاع الطرق والمافيات بمختلف أنواعها واختصاصاتها
6- وأخيرا وليس على رأس المهام وأولويتها يمنحون جزءا غير كاف لمحاربة الإرهاب المدعوم من تنظيم القاعدة وبقايا البعث وبعض الأصابع الأجنبية من الدول العربية وإيران.

الوضع بالعراق ليس سليما وتعصف به الطائفية ويصول فيه الإرهاب ويجول, ومن هذا المنطلق هناك سؤال مركب اعتقد انه اهم الأسئلة:-

لماذا لا يمنع رجال الدين والمعممين التجمعات الكبيرة حفاظا على حياة الجميع؟
لماذا لا تتحمل الحكومة مسؤولياتها وبماذا هي مشغولة اذا لم يكن همها الإنسان العراقي؟
هل التواصل مع الله يحتاج الى مكان معين والله موجود في كل مكان كما تقول جميع الأديان السماوية والوضعية, ام هي مصلحة رجل الدين وليذهب جميع العراقيين الى الجحيم؟

تراجي ذهب:-
الطائفية في العراق سند الإرهاب وديمومته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دروس وعبر
ايار العراقي ( 2010 / 11 / 9 - 07:29 )
عزيزي سامر اشاطرك احزانك واحزان اخوتي في الوطن والمحبة والامل
هناك ملايين العبر والدروس اللتي يمكن استخلاصها من هذه الجريمة القذرة ومع كل ماذكرته وهو صحيح تماما احب ان اشير الى درس مهم وربما هو الاهم حيث صلى المسيحيين في كل العالم من اجل الضحاياي وعلى طريقة السيد المسيح رددوا (احبوا اعدائكم)اي محبة اعظم من ان تحب عدوك وتدعو له بلخلاص والرحمة
هذه الفكرة يجب ان يعيها من يريد ان يعيش على هذا الكوكب لفترة معينة ويرحل تاركا ورائه اثرا انسانيا يستفيد منه اللذين سياتوا من بعده لادامة المحبة بين البشر
الجريمة بشعة بكل المقاييس وهذا ثابت في وجدان كل ذي بصيرة وعقل ولكن المحبة ستنتصر في النهاية وهؤلاء سيلفظهم التاريخ كما لفظ غيرهم من القتلة


2 - الأخ الكريم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 11 / 9 - 10:45 )
ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر الفجيعة بهؤلاء الأبرياء ،هذه الجريمة التي يندى لها الجبين لا ندري ما هي الدوافع لها فالشعب المسيحي لم يكن في يوم ما من دعاة القتل بل هو شعب مسالم لم ينخذ القتل والجريمة صفة له ولم نجد بين هؤلاء من أرتكب جرما أو اتهم بأختلاس بل هم مثال للمواطنة الصالحة فلماذا يقتلون هل القتل كان لسبب ديني كلا فالدين أي دين لا يأمر بالقتل بهذه الطريقة المنفرة ولكن الدوافع السياسية والصراع على السلطة أصبحت ضحاياه من الناس البعيدين عن الأجرام في ظل أنفلات وعدم وجود سلطة قادرة على بسط الأمن وكان الأولى والداخلية تعلم بنوايا الارهابيين توفير الحماية لدور العبادة أسوة بحمايات السادة المسئولين أو ساكني المنطقة الخضراء ومن المخزي أختزال العراق بجهاته الأربعة في هذه المنطقة التي فيها ربع القوى الأمنية لحمايتها فهل هكذا تورد الأبل يا قيادات العراق


3 - ردود على التعليقات
سامر عنكاوي ( 2010 / 11 / 9 - 12:56 )
اخواني ايار العراقي شكرا لتعليقك المهم والضروري لاستكمال الفكرة التي يطرحها المقال ولا طريق اخر لانضاج اي فكرة او موقف او اي طرح الا بالحوار وبتقدري المقال الجيد هو الذي يترك مساحة للمتلقي لكي يفكر ويضيف
اخي ايار بشاعة الجريمة لا تحتاج الى توضيح ولا تحتاج منا مبالغة فهي جريمة بشعة بكل المقاييس الانسانية وحتى الحيوانية فالحيوان لا يقتل عبثا وان لم يكن جائعا ورغم ما حدث تبقى مقولة ( احبوا اعدائكم ) بليغة وجميلة وراقية تنم عن انسانية فائقة تسير بالانسان الى الكمال المستحيل وتؤشر على انه لا يمكن ان يغادر مكانه الى التوحش والبربرية لذلك لا يمكن ان يصنف هؤلاء من ضمن البشر, على الاقل في عصرنا المعاش عصر الدولة المدنية الديمقراطية وحقوق الانسان, هذا لا يعني ان عصرنا عصر سلام وامان ولا توجد صراعات ولكني اتكلم عن قتل ابرياء وبالجملة ليسوا طرفا في صراع مع احد, تاكد اخي ايار ان هؤلاء القتلة حالة مؤقتة والى زوال ونامل زوالهم قريبا بتظافر جهود الجميع من اجل اجتثاث هذه الافة ومنظومتها العقائدية


4 - ردود على التعليقات
سامر عنكاوي ( 2010 / 11 / 9 - 13:22 )
تحية طيبة اخي ابا زاهد العزيز
لقد كانت فاجعة ليس ككل الذي مضى فقد جاءت بوقت متمييز يتعملق فيه اليمين المتطرف في اوربا ويظهر في كل بلد اوربي من يدعوا الى الوقوف ضد اللاجئين وخاصة العرب واخص المسلمين والغرب لا يفرق بين المسيحي والمسلم الا بعد لأي لانهم في الغالب لادينيين اقصد الدين في اوربا لا يشكل ظاهرة تعصبية تفاعلية قوية فلديهم ثقافة مختلفة كما لنا ثقافة مختلفة ولا اريد ان اتلاعب بحروف كلمة مختلفة, اخي ابو زاهد لكل جريمة كبيرة مخطط وليس بالضرورة نفسه يكون المنفذ وكلامك صحيح حول المخطط للعملية ودوافعه السياسية والصراع على السلطة ومن نظرية من المستفيد نستطيع ان نخمن من المخطط, ولكني اعتقد ان المنفذ دافعه فهم معين للدين بمعنى هدف المخخط غير هدف المنفذ الذي وُظف من خلال عقيدته الدينية لقتل الكافر واساسا انساننا معبئ من الطفولة وبداية تشكل الوعي على اننا نمتلك اليقين المطلق والصح الذي لا يتسرب اليه الشك والاخرين كفار, في المناهج المدرسية اضافة الى دور العبادة ودور رجل الدين في التاثيرعلى الاهل ثم عن طريقهم على الطفل وهذا التعليم التعبوي التحريضي يسري على كل الاديان والطوائف والمعتقدات

اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟