الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواليون

علي شايع

2010 / 11 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حثني للكتابة مقال؛ ( أدب الزوال!) للشاعر باقر صاحب.منبهاً فيه إلى نمط كتابة روائيين أميركيين، يخترعون سيناريوهات سوداوية لزوال البشرية “ يكتبون إن البشرية ينبغي إن تسعى إلى خلاصها بزوالها خلاصها من الشرور المتكاثرة”، وينقل لنا معاينات الكاتب (جهاد الترك) وهو يتصفّح لقراء كتابته بعضاً من تلك الروايات. كلا المقالين مهم، وأنصح بالإطلاع عليهما.
ولاأتوقف وأفكار أدب الزوال، بل ملياً عند : زواليين آخرين؛ مبدعي مونتاج تلفزيوني، يخرجون منذ مدّة عبر الإنترنت سلسلة تدعى “القادمون”.. وهي عن مشاهد ووقائع تحاول التدليل على وجود قوة خفية تحكم العالم؛ قوة لم تكن معلنة من قبل، ويدعي هؤلاء أنهم الأقدّر على كشف كنهها وسرّ وجودها.
ثمة قوة تحكمنا منذ أمد أزلي، تحاول السيطرة والتحكّم بكلّ شيء، موزعة طاقة سيطرتها في كلّ صوب. وهنا تأتي لحظة التسديد لمنتج مقاطع الفيديو المبثوثة عبر الإنترنت، رامياً برسالة ما، ضمن سلسلة ( تدعي التحري في قدوم الدجّال! )..بصورته العدوانية، وبهيئة قوى كبرى، غاشمة للحق. ولك أن تقدّر تعداد المنتظرين؛ فضح تلك القوة الغاشمة. ومن ينتظر الخرافة، وتعداد صنّعها. لا أتذكر إن كان هذا بيت شعر أم مثل صيني ؛ “عندما ينبحُ كلبٌ واحدٌ لرؤية شبحٍ، سيتولى عشرة آلاف كلب مهمّة تحويل ذلك الشبح إلى حقيقة”.
“القادمون” ربما يبحث من خلالهم المنتج فعلاً عن الخلاص، ولكنه لا يدرك أن هذا الخلاص نهاية يعجّل بها. نهاية مجهولة وغائبة في الاحتمالات. نهاية يريدها بعضهم مندفعا كزوالي مكرّه الإيمان بتلك الزوالية. والأقسى إنه زوال يختلط بالعقائد..وأعقد ما في العقائد، تلك الطاقة الساعية غالباً، إلى فناء ما؛ من أجل الخلاص المأمول.
حملة فؤوس، يقودهم مخرج تلفزيوني، بعقائد أشدّ حدّة من نصل الفأس. وكما لو أنه يبرّر لإرهابيين اجتاحوا الغابة، عبوراً إلى حياة الناس، فعلوا فعلهم، لكنهم لم يدركوا، إلى الآن، أن الإنسانُ الرحيم تسع رحمته كلَّ شيء، حتى عدوّه؛ كالصندل يعطّر نصل الفأس الذي يقطعه.
الزواليّون، بما هم عليه من حال يستحقون التأمل، فالزواليّون الأدباء؛ المبشِّرون بالخلاص. مبشرو النهاية الوشيكة، يحملون الرسالة ذاتها؛ رسالة من أعدّ تلك السلسلة المخيفة، وأخرجها بعناية، كما لو أنك تشاهد أفكار شخص واحد، في حين يخبرنا عنوان بعض الحلقات عن مجموعة أشخاص تطوعوا لهذا العمل الجماعي.
رسالة الزوال والإشارة إلى زمانه ومكانه، رسالة تطوّرت بفعل التقدّم، وها تصبح خطراً، يتفرّسه الناس بين أوراق كتّاب الزوال، وبين صنّاع مواده الفلمية.. ولعلّ من يقول : شكراً.. الرسالة وصلت!.

================
================
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب