الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهودية الدولة - بين عنصرية النظام والحقيقة الغامرة

محمد نفاع

2010 / 11 / 10
القضية الفلسطينية


نشاهد ونلمس في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل الحكومة الحالية تصعيدا في الزحف الفاشي وتفشّي العنصرية، في خانة سن القوانين، والمخططات والممارسة والتصريحات، وخلق جو مناسب لتطبيق هذه القوانين المدعوم بالانفلات الاجرامي ضد الأقلية القومية العربية الفلسطينية التي تعيش في وطنها وستظل وستبقى. واذا كانت هذه الفاشية في السابق وقفا على بعض العنصريين خارج سدة الحكم، فالواقع اليوم يختلف، صار هؤلاء شركاء في الحكم ويلاقون الدعم من أقطاب هذا الحكم . وقد يكون موضوع "يهودية الدولة" وقسَم الولاء لها هو ما تدلقه اسرائيل اليوم وتضعه في مواجهة المفاوض الفلسطيني صاحب الحق، فما هي الدوافع والأهداف من هذا الطرح المرفوض!!
* لا شك ان جوهر النظام الاسرائيلي العنصري هو الأساس ومنذ قيام الدولة، وذلك ينطبق على الصهيونية كفكر وممارسة منذ نشوئها، وفي أدبيات حزبنا الشيوعي ومواد مؤتمراته الكثير من التحليل والدراسات، أُخصص دور الشيوعيين وأُبرزه لسببين: الأول ان الحزب الشيوعي الفلسطيني والذي كان مجمل رفاقه من اليهود، وفي مؤتمره الخامس سنة 1924 كان أول من أدان الصهيونية واذدنابها للاستعمار ورجعيتها وجوهرها العنصري، في ذلك الوقت المبكر جدا لم تكن الحركة الصهيونية قد كشفت عن كل أنيابها السامة مثل اليوم، خاصة في الممارسة. والسبب الثاني في باب الرد على المتطاولين على تاريخ الحزب الشيوعي المجيد من عدد من المثقفين الجدد، أبطال الكلام ونعام الوغى، خاصة أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية وتحت كنفها، أو المنتفعين من الرجعية العربية وأموالها وإعلامها، ويصمتون صمت أهل الكهف عن دور الرجعية العربية في احداث النكبة بالأمس واليوم.
* اسرائيل وبالرغم من قدرتها العسكرية العدوانية والمتنامية بدأت تشعر بعدم الثقة بالنفس الى حد ما وبلا مبالغة، بالرغم من التأييد الأمريكي السياسي والاقتصادي والعسكري، وادعاءاتها وكأن العرب والفلسطينيين بشكل خاص هم العقبة في طريق الوصول الى السلام، هذه الادعاءات تُفضح بالتدريج في المحافل الدولية، فالعرب ليس فقط انهم يريدون السلام العادل، بل انهم يتنازلون بشكل مهين عن العديد من الحقوق التي كانت من الثوابت، ويجري تطبيع مباشر وغير مباشر من قبل العديد من النظم العربية بضغط أمريكي، وكلما ازداد التعنّت الاسرائيلي تلقى اسرائيل دعما اكثر من الاستعمار الأمريكي، وضعفا اكثر في الموقف العربي. وهذه الطامّة الكبرى.
* العدوان الاسرائيلي الاجرامي في تموز 2006 على لبنان اصطدم ولأول مرة بهذا الشكل بمقاومة بطولية أفشلت المخطط الأمريكي لتدجين المنطقة أكثر، واخضاع كل معارض ومقاوم للهيمنة الأمريكية والعولمة وخلق شرق اوسط جديد وكبير يكون اكثر خضوعا للقوة الأمريكية والعربدة الاسرائيلية، وهذا ايضا بالرغم من انتظار بعض النظم العربية لانهيار المقاومة بالاعتماد على الرجعية اللبنانية. ومن الغريب والمذل والمهين لكل شخص يرتاب في تسلح المقاومة اللبنانية المدافعة عن وطنها سوية مع الجيش اللبناني، ولا يحرك ساكنا أمام التسلح الاسرائيلي من قمة الرأس وحتى أخمص القدم والهادف وبشكل علني في استمرارية العدوان على لبنان وسوريا وفلسطين وحتى ايران!!
* الحرب الاجرامية على قطاع غزة لم تحقق أهدافها، وهذا الخطر لا يزال قائما، ويجري القصف والقتل باستمرار، بواسطة الطيران في القطاع، وبواسطة جيش الاحتلال برّا في الضفة الغربية المحتلة، فما الفرق!! ونرى التضامن مع اهل غزة يأخذ أبعادًا هامة، هناك يحق لاسرائيل ان تقتل وتدمر، اما ان يكون لأهل غزة الحق في الدفاع فهذا اجرام وارهاب وممنوع، هذه سياسة عهر والسكوت عن هذه المعايير والصمت عنها عهر وجبن أيضا .
* الفشل الآني والآتي للاحتلال الأميركي في العراق، وايقاع الخسائر في المحتلين، وانفضاح الكذبة الاجرامية الكبرى لجورج بوش الابن وطوني بلير حول وجود سلاح دمار شامل في العراق، أو علاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة، فحتى لو كان هذا الأمر صحيحا فما دخل أمريكا، الا يوجد باعتقاد امريكا سلاح دمار شامل في اسرائيل، وهل الخطر من القاعدة أو من الامبريالية الأمريكية، هذا مع ادانتنا لكل انواع الارهاب والتي تتبوّأ اميركا واسرائيل المحل الاول في القائمة وأُثبت ذلك عمليا، ولا يزال.
* وهذا الأمر وهذا الفشل للمحتل الأمريكي نراه في أفغانستان. وأعجب كلالعجب لبعض الأخوات والاخوة والذين ينشرون آراءهم في بعض المواقع التي لا اراها ويناقشونني وكأنني مؤيد لنظام صدام حسين او القاعدة، أي هراء هذا!! أنا أقول ان لكل شعب محتل الحق في مقاومة المحتل بالطريقة التي يراها مناسبة، خاصة اذا كان المحتل هو الولايات المتحدة واسرائيل وهما اكبر قوتين عدوانيتين في العالم، أخت تسكن في قبرص تتهمني وكأني مع المقاومة في الجزائر اليوم!! هذا سخف فالجزائر ليست محتلة.
ماذا جلب الاحتلال الامريكي للعراق وأفغانستان غير القتل والدمار!! هل جلب الحرية، وهل امريكا مصدِّر هام للحرية والدمقراطية وحق الشعوب!!
* الفشل الذريع حتى الآن للتهديد الاسرائيلي الأمريكي على ايران!! اذا كان لاسرائيل الحق في امتلاك الطاقة الذرية والسلاح الذري، فلماذا لا يحق لايران وسوريا وكل دول الشرق الأوسط، مع تأكيدنا على موقفنا الداعي لجعل الشرق الأوسط منطقة نظيفة من السلاح الذري وسلاح الدمار الشامل ولنبدأ باسرائيل التي تحتل ارضا فلسطينية وسورية ولبنانية وتهدد ايران وضربت منشآت في العراق وسوريا، وكل طرح مخالف هو طرح جبان نذل لا توجد له أية مصداقية.
إن زيارة الرئيس الايراني للبنان الدولة ولقاءه مع مختلف أقطاب الطيف السياسي، والدور الايجابي لعدد من الدول العربية في القضية اللبنانية، يصعّب على اسرائيل شن عدوان جديد، نقول يصعّب ولا يمنع.
* فشلت كافة الضغوط على سوريا لالحاقها بالنظم العربية الموالية جدا لأمريكا، وهناك عدد من الدول تستطيع ان تقول لا للهيمنة الأمريكية، مثل كوبا وايران وسوريا وكوريا وفنزويلا والمقاومة على اختلاف انتمائها الفكري والاجتماعي.
الرئيس الامريكي الحالي يرى في سلم اولوياته اليوم، ليس الحق الفلسطيني المسلوب والمنهوب بفضل الدعم الأمريكي، بل ان تقسيم السودان هو الذي يراه اولا. فالسودان الكبير بمساحته وسكانه وخيراته لماذا يجب ان يظل موحّدا وقوة كامنة!! يجب ان يتقسّم مثل يوغسلافيا لان امريكا محبة جدا لحق تقرير مصير الشعوب والطوائف والأقاليم، والشعب الفلسطيني مثل على ذلك.
امريكا واسرائيل مشغولتان بالمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري، اما عن المجرمين الاسرائيليين الذين قتلوا قيادات فلسطينية ولبنانية في فراشهم وبيوتهم فلا توجد اية حاجة لمحاكمتهم، لان اسرائيل فوق القانون.
* وقد يكون السبب الأهم والمباشر لموضوع "يهودية الدولة" والزحف العنصري والفاشي هو رسوخ الأقلية القومية العربية الفلسطينية في وطنها، وتنامي دورها وعددها. العرب هنا في وطنهم ليس فقط انهم لا يفتشون عن وطن آخر، بل يصرون على البقاء في وطنهم بالرغم من كل الزحف العنصري والاضطهاد، اكثرمن ذلك يتمسكون وعلى مختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية بحق العودة لأبناء شعبهم، للاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا منه بالحديد والنار والمذابح سنة 1948. والعرب في وطنهم اليوم لا يمكن ان يقعوا فريسة لمزايدات وخيانة النظم العربية في سنوات الـ47-48 والتي كانت تلك الرجعية الضلع الثالث لمثلث الترحيل والنكبة سوية مع الاستعمار والصهيونية حتى وان تفاوتت الأدوار.
لقد قاد الشيوعيون معركة البقاء في الوطن، ومعركة الانتماء للشعب العربي الفلسطيني، قبل أن يولد العديدون من المزايدين على الحزب. عندما كان الرفاق اليهود ومنهم روت لوفيتش يذهبون الى موانئ فلسطين ويقنعون المهاجرين اليهود بالعودة من حيث أتوا، لأنهم سيعيشون هنا على أرض العرب المصادرة بمختلف الاساليب الثعلبية. كان احد القادة العرب يزور المندوب السامي البريطاني ويقول له: الهجرة خطيرة لأن المهاجرين يجلبون معهم مرض البلشفية والشيوعية وهذا ضد مصلحة بريطانيا العظمى صديقة العرب بالأمس واليوم!! وكانت النظم العربية تطرد يهود بلادها الى فلسطين، هكذا ساهمت الرجعية العربية في القضية الفلسطينية، وهكذا ساعدت الصهيونية في حل مشكلة الهجرة التي فشلت فيها فشلا كبيرا، حتى وصلت نسبة اليهود الشرقيين الى 51% من عدد اليهود في البلاد.
وكم يتلاعب البعض وبشكل مضحك سخيف في اطلاق كافة الاسماء والألقاب والتعريف للعرب هنا، عرب الداخل، عرب داخل الخط الاخضر، عرب اسرائيل، عرب الأرض المحتلة... عرب 48...
العرب هنا مواطنون في وطنهم ولا وطن لهم سواه، والقضية ليست اطلاق الأسماء ، القضية قضية البقاء والانتماء مهما كلف ذلك من تضحيات. فموضوع يهودية الدولة ليس فقط موضوعا نظريا عائما يُقَر في الهيئة التشريعية، وياما عندنا من هالحبق شتلات ونفحات، وللحبق اكثر من معنى، وهو من المضادات، ومن يرد التعمق فليرجع الى مصادر اللغة.
لا يمكن تطبيق الحب والمحبة بقرار، هذه عملية فيها التعارف والانسجام والاتفاق والاحترام المتبادل والحب المتبادل، لذلك هذا القانون يصطدم بواقع هام، بحجر عثرة هائل جبار صوان وهو العرب الباقون في وطنهم من النقب وحتى الجليل، ولهم كل مقومات الشعب، حافظوا على صمودهم وانتمائهم ولغتهم، ووحدتهم الكفاحية على الأقل في قضية البقاء والانتماء وهو الأمر الأساس. يقول المثل الشعبي: "كل شيء لاقوه مع العطار الا حبني غصب" ولهم ادبهم المقاوم - لهم ادب المقاومة الذي رأى النور بالأساس على صفحات الصحف الشيوعية . فالغالبية الساحقة جدا من المبدعات والمبدعين كانوا رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي وصحافته، قد تكون هذه الحقيقة مرة في ذوق البعض ولكنها الحقيقة، وهذا مع احترامنا لبقية المبدعات والمبدعين الملتزمين بقضايا شعبعم، وحتى من المنافسين للحزب الشيوعي، وهكذا هو الامر اليوم. أيضا. نقول هذا الكلام مع كامل الثقة بالنفس، دون ان نستهين بالأخطار ، فهذه السلطة مجنونة ومغامرة في سياستها الخارجية والداخلية، لكننا "نحب وطننا أيضا حب جنون" ولا توجد قوة تستطيع قلع المواطنين العرب من وطنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحضيض
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 11 - 12:05 )
ماذا تقولون عن انسان يدعي انه يساري ويدافع، في الوقت نفسه، عن معممي إيران، عن حزب الله، عن حماس، عن قتلة الشعب العراقي وحتى عن الطالبان في افغانستان؟
اقرأوا كيف يصف هذا المدعي زيارة احمدي نجاد للبنان.
هل فقد هذا الأنسان كل أثر للحياء؟ ألم يعد يستحي؟
ام انه (وهذا هو الأرجح) لا يفهم ما يكتب؟

هل سمعت، يا من تدعي اليسار، عن شيء اسمه الأسلام الفاشي؟

اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا